ÓõæÑóÉõ ÇáúÞóãóÑö ãóßøöíøóÉñ æóåöíó ÎóãúÓñ æóÎóãúÓõæäó ÂíóÉð سورة القمربسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١اقتربت الساعة وانشق القمر وروى أن الكفار سألوا رسول اللّه صلى اله عليه وسلم آية فانشق القمر قال ابن عباس رضى اللّه عنهما انفلق فلقتين فلقة ذهبت وفلقة بقيت وقال ابن مسعود رأيت حراء بين فلتقى القمر وعن عثمان بن عطاء عن أبيه أن معناه سينشق يوم القيامة ويرده قوله تعالى ٢وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر فإنه ناطق بأنه قد وقع وأنهم قد شاهدوه بعد مشاهدة نظائره وقرىء وقد انشق القمر اقتربت الساعة وقد حصل من آيات اقترابها أن القمر قد أنشق ومعنى الاستمرار الاطراد أو الاستحكام أى وإن يروا آية من آيات اللّه يعرضوا عن التأمل فيها ليقفوا على حقيتها وعلو طبقتها ويقولوا سحر مطرد دائم يأت به محمد على مر الزمان لا يكاد يختلف بحال كسائر أنواع السحر أو قوي مستحكم لا يمكن إزالته وقيل مستمر ذاهب يزول ولا يبقى تمنية لأنفسهم وتعليلا وهو الأنسب بغلوهم في العناد والمكابرة ويؤيده ما سيأت لرده وقرىء وإن يروا على البناء للمفعول من الإراءة ٣وكذبوا أى بالنبي صلى اللّه عليه و سلم وما عاينوه مما أظهر اللّه تعالى على يده من المعجزات واتبعوا أهواءهم التي زينها الشيطان لهم أو كذبوا الآية التي هي انشقاق القمر واتبعوا أهواءهم وقالوا سحر القمر أو سحر أعيننا والقمر بحاله وصنيعة الماضي للدلالة على التحقق وقوله تعالى وكل أمر مستقر استئناف مسوق لإقناطهم عما علقوا به أما نيهم الفارغة من عدم استقرار أمره عليه الصلاة و السلام حسبما قالوا سحر مستمر ببيان ثباته ورسوخه أى وكل امر من الأمور مستقر أى منته الى غاية يستقر عليها لا محالة ومن جملتها أمر النبي صلى اللّه عليه و سلم فسيصير الى غاية يتيبين عندها حقيته وعلو شأنه وإبهام المستقر عليه للتنبيه على كمال ظهور الحال وعدم الحاجة الى التصريح به وقيل المعنى كل امر من أمرهم وأمره عليه الصلاة و السلام مستقر أى سيثبت ويستقر على حالة خذلان أو نصرة في الدنيا وشقاوة أو سعادة في الآخرة وقرىء بالفتح على أنه مصدر أو اسم مكان أو اسم زمان أى ذو استقرار أو ذو موضع استقرار أو ذو زمان استقرار وبالكسر والجر على انه صفة أمر وكل عطف على الساعة أى اقتربت الساعة وكل أمر مستقر ولقد جاءهم أى في القرآن وقوله تعالى ٤من الأنباء اى أنباء القرون الخالية أو أنباء الآخرة متعلق بمحذوف هو حال مما بعده أى وباللّه لقد جاءهم كائنا من الأنباء ما فيه مزدجر أى ازدجار من تعذيب أو وعيد أو موضع ازدجار على ان تجريدية والمعنى أنه في نفسه موضع ازدجار وتاء الافتعال تقلب دالا مع الدال والذال والزاى للتناسب وقرىء مزجر بقلبها زاء وإدغامها ٥حكمة بالغة غايتها لا خلل فيها وهي بدل ما أو خبر لمحذوف وقرىء بالنصب حالا منها فإنها موصوله أو موصوفة تخصصت بصفتها فساغ نصب الحال عنها فما تغنى النذر نفى للاغناء أو إنكار له والفاء لترتيب عدم الأغناء على مجىء الحكمة البالغة مع كونه مظنة للإغناء وصيغة المضارع للدلالة على تجدد عدم الإغناء واستمراره حسب تجدد مجىء الزواجر واستمراره وما على الوجه الثاني منصوبة أى فأى إغناء تغنى النذر وهوجمع نذير بمعنى المنذر أو مصدر بمعنى الإنذار ٦فتول عنهم لعلمك بان الإنذار لا يؤثر فيهم البتة يوم يدع الداع منصوب بيخرجون أو باذكر والداعى إسرافيل عليه السلام ويجوز ان يكون الدعاء فيه كالأمر في قوله تعالى كن فيكون وإسقاطا لياء للاكتفاء بالكسر تخفيفا الى شيء نكر أى منكر فظيع تنكره النفوس لعدم العهد بمثله وهو هول القيامة وقرىء نكر بالتخفيف ونكر بمعنى أنكر ٧خشعا أبصارهم حال من فاعل يخرجون والتقديم لأن العامل متصرف أى يخرجون من الأجداث أذلة أبصارهم من شدة الهول وقرىء خاشعا والإفراد والتذكير لأن فاعله ظاهر غير حقيقي التأنيث وقرىء خاشعة على الأصل وقرىء خشع أبصارهم على الابتداء والخبر على ان الجملة حال كأنهم جراد منتشر في الكثرة والتموج والتفرق في الأقطار ٨مهطعين الى الداع مسرعين مادي أعناقهم إليه أو ناظرين إليه يقول الكافرون أستئناف وقع جوابا عما نشأ من وصف اليوم والأهوال وأهله بسوء الحال كانه قيل فماذا يكون حينئذ فقيل يقول الكافرون هذا يوم عسر أى صعب شديد وفي إسناد القول المذكور الى الكفار تلويح بأن المؤمنين ليسوا في تلك المرتبة من الشدة كذبت قبلهم قوم نوح شروع فى تعداد بعض ما ذكر من الأنباء الموجبة للإزدجار ونوع تفصيل لها وبيان لعدم تأثرهم بها تقريرا لفحوى قوله تعالى فما تغنى النذر أى فعل التكذيب قبل تكذيب قومك قوم نوح وقوله تعالى فكذبوا عبدنا تفسيرا لذلك التكذيب المبهم كما في قوله تعالى ونادى نوح ربه فقال رب الخ وفيه مزيدة تقرير وتحقيق للتكذيب وقيل معناه كذبوه تكذيبا إثر تكذيب كلما خلا منهم قرن مكذب جاء عقيبه قرن آخر مكذب مثله وقيل ٩كذبت قوم نوح الرسل فكذبوا عبدنا لأنه من جملتهم وفي ذكره عليه الصلاة و السلام بعنوان العبودية مع الإضافة الى نون العظمة تفخيم له عليه الصلاة السلام ورفع لمحله وزيادة تشنيع لمكذبيه وقالوا مجنون أى لم يقتصروا على مجرد التكذيب بل نسبوه الى الجنون وازدجر عطف على قالوا اى وزجر عن التبليغ بأنواع الأذية وقيل هو من جملة ما قالوه أى هو مجنون وقد ازدجرته الجن وتخبطته ١٠فدعا ربه إنى أى بأني وقرىء بالكسر على إرادة القول مغلوب أي من جهة قومي مالى قدرة على الانتقام منهم فانتصر اى فانتقم لى منهم وذلك بعد تقرر يأسه منهم بعد اللتيا والتي فقد روى أن الواحد منهم كان يلقاه فيخنقه حتى يخر مغشيا عليه ويقول اللّهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ١١ففتحنا أبواب السماء بما منهمر منصب وهو تمثيل لكثرة الأمطار وشدة انصبابها وقرىء ففتحنا بالتشديد لكثرة الأبواب ١٢وفجرنا الأرض عيونا أى جعلنا الأرض كلها كأنها عيون متفجرة وأصله بالتشديد وفجرنا عيون الأرض فغير قضاء لحق المقام فالتقى الماء أى ماء السماء وماء الأرض والإفراد لتحقيق أن التقاء الماءين لم يكن بطريق المجاورة والتقارب بل بطريق الاختلاط والاتحاد وقرىء الماءان لاختلاف النوعين والماوان بقلب الهمزة واو على أمر قد قدر أى كائنا على حال قد قدرها اللّه تعالى من غير تفاوت أو على حال قدرت وسويت وهو أن قدر ماأنزل على قدر ما اخرج أو على أمر قدره اللّه تعالى وهو هلاك قوم نوح بالطوفان ١٣وحملناه أى نوحا عليه السلام على ذات ألواح أى أخشاب عريضة ودسر ومسامير جمع دسار من الدسر وهو الدفع وهي صفة للسفينة أقيمت مقامها من حيث أنها كالشرح لها تؤدي مؤداها ١٤تجرى بأعيينا بمر أى منا أى محفوظة بحفظنا جزاء لمن كان كفر أى فعلنا ذلك جزاء لنوح عليه السلام لأنه كان نعمة كفروها فإن كل نبى نعمة من اللّه تعالى على امته ورحمة وأى نعمة وأى رحمة وقد جوز أن يكون على حذف الجار وإيصال الفعل الى الضمير واستتاره في الفعل بعد انقلابه مرفوعا وقرىء لمن كفر أى للكافرين ١٥ولقد تركناها أى السفينة أو الفعلة آية يعتبر بها من يقف على خبرها وقال قتادة أبقاها اللّه تعالى بأرض الجزيرة وقيل على الجودى دهرا طويلا حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة فهل من مدكر أى معتبر بتلك الآية الحقيقة بالاعتبار وقرىء مذتكر على الأصل ومذكر بقلب التاء ذالا والإدغام فيها ١٦فكيف كان عذابي ونذر استفهام تعظيم وعجيب أى كانا على كفية هائلة لا يحيط بها الوصف والنذر جمع نذير بمعنى الإنذار ١٧ولقد يسرنا القرآن الخ جملة قسمية وردت في أواخر القصص الأربع تقريرا لمضمون ما سبق من قوله تعالى ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر * حكمه بالغة فما تغنى النذر وتنبيها على ان كل قصة منها مستقلة بإجاب الأدكار كافية في الازدجار ومع ذلك لم تقع واحدة في حيز الاعتبار أى وباللّه ولقد سهلنا القرآن لقومك بأن أنزلناه على لغتهم وشحناه بأنواع المواعظ والعبر وصرفنا فيه من الوعيد والوعد للذكر أى للتذكر والأتعاظ فهل من مدكر إنكارا ونفي للمتعظ على أبلغ وجه وآكده حيث يدل على انه لا يقدر أحد يجيب المستفهم بنعم وحمل تيسيره على تسهيل حفظه بجزالة نظمه وعذوبة ألفاظه وعباراته مما لا يساعده المقام ١٨كذبت عاد أى هودا عليه السلام ولم يتعرض ليكفية تكذيبهم له روما للاختصار ومسارعة الى بيان ما فيه الازدجار من العذاب وقوله تعالى فكيف كان عذابي ونذر لتوجيه قلوب السامعين نحو الإصغاء الى ما يلقى إليهم قبل ذكره لا لتهويله وتعظيمه وتعجيبهم من حاله بعد بيانه كما قلبه وما بعده كأنه قيل كذبت عاد فهل سمعتم أو فاسمعوا كيف كان عذابي وإنذاراتي لهم وقوله تعالى ١٩إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا استئناف ببيان ما أجمل أولا أى أرسلنا عليهم ريحا باردة أوشديدة الصوت في يوم نحس شؤم مستمر أى شؤمة أو مستمر عليهم إلى أن أهلكهم أو شامل لجميعهم كبيرهم وصغيرهم أو مشتد مرارته وكان يوم الأربعاء آخر الشهر ٢٠تنزع الناس تقلعهم روى أنهم دخلوا الشعاب والحفر وتمسك بعضهم ببعض فنزعتهم الريح وصرعتهم موتى كأنهم أعجاز نخل منقعر أى منقلع عن مغارسه قيل شبهوا بأعجاز النخل وهي أصولها بلا فروع لأن الريح كانت تقلع رؤسهم فتبقى أجسادا وجثثا بلا رؤس وتذكير صفى النخل للنظر الى اللفظ كما أن تأنيثها في قوله تعالى اعجاز نخل خاوية للنظر الى المعنى وقوله تعالى ٢١فكيف كان عذابي ونذر تهويل لهما وتعجيب من امرهما بعد بيانهما فليس فيه شائبة تكرار وما قيل من ان الأول لما حاق بهم في الدنيا والثاني لما يحيق بهم في الآخرة يرده ترتيب الثاني على العذاب الدنيوي ٢٢ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر الكلام فيه كالذى مر فيما سبق ٢٣كذبت ثمود بالنذر أى الإنذارات والمواعظ التي سمعوها من صالح أو بالرسل عليهم السلام فإن تكذيب أحدهم تكذيب لكل لاتفاقهم على أصول الشرائع ٢٤فقالوا أبشرا منا اى كائنا من جنسنا وانتصابه بفعل يفسره ما بعده واحدا أى منفردا لاتبع له أو واحدا من آحادهم لا من أشرافهم وهو صفة أخرى لبشرا وتأخيره عن الصفة المؤوله للتنبيه على ان كلا من الجنسية والوحدة مما يمنع الاتباع ولو قدم عليها لفاتت هذه النكته وقرىء أبشر منا واحد من على الابتداء وقوله تعالى نتبعه خبره والأول أوجه للاستفهام إنا إذا اى على تقدير اتباعنا له وهو منفرد ونحن أمة جمة لفى ضلال عن الصواب وسعر أى جنون فإن ذلك بمعزل من مقتضى العقل وقيل كان يقول لهم إن لم تتبعوني كنتم في ضلال عن الحق وسعر أى نيران جمع سعير فعكسوا عليه عليه السلام لغاية عتوهم فقالوا إن اتبعناك كنا إذن كما تقول ٢٥أألقى الذكر أى الكتاب والوحى عليه من بيننا وفينا من هو أحق منه بذلك بل هو كذاب أشر أى ليس الأمر كذلك بل هو كذا وكذا حمله بطره على الترفع علينا بما ادعاه وقوله تعالى ٢٦سيعلون غدا من الكذاب الأشر حكاية لما قاله تعالى لصالح عليه السلام وعداله ووعيد لقومه والسين لتقريب مضمون الجملة وتأكيده والمراد بالغد وقت نزول العذاب أى سيعلمون البتة عن قريب من الكذاب الأشر الذى حمله أشره وبطره على الترفع أصالح هو أم من كذبه وقرىء ستعلمون على الالتفات لتشديد التوبيخ أو على حكاية ما أجابهم به صالح وقرىء الأشر كقولهم حذر في حذر وقرىء الأشر أى الأبلغ في الشرارة وهو أصل مرفوض كالأخير وقيل المراد بالغد ويأباه قوله تعالى ٢٧إنا مرسلوا الناقة الخ فإنه استئناف مسوق لبيان مبادىء الموعود حتما أى مخرجوها من الهضبة حسبما سالوا فتنة لهم اى امتحانا فارتقبهم اى فانتظرهم وتبصر ما يصنعون واصطبر على أذيتهم ٢٨ونبئهم أن الماء قسمة بينهم مقسوم لها يوم ولهم يوم وبينهم لتغليب العقلاء كل شرب محتضر يحضره صاحبه في نوبته ٢٩فنادوا صاحبهم هو قدار بن سلف أحيمر ثمود فتعاطى فعقر فاجترأ على تعاطى الأمر العظيم غير مكترث له فأحدث العقر بالناقة وقيل فتعاطي الناقة فعقرها أو فتعاطى السيف فقتلها والتعاطي تناول الشىء بتكلف ٣٠فكيف كان عذابي ونذر الكلام فيه كالذى مر في صدر قصة عاد ٣١إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة هي صيحة جبريل عليه السلام فكانوا اى فصاروا كهشيم المحتضر أى كالشجر اليابس الذى يتخذه من يعمل الحظيرة لاجلها أو كالحشيش اليابس الذى يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته في الشتاء وقرىء بفتح الظاء اى كهشيم الحظيرة أو الشجرة المتخذ لها ٣٢ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ٣٣كذبت قوم لوط بالنذر ٣٤إنا أرسلنا عليهم حاصبا أى ريحا تحصبهم أى ترميهم بالحصباء إلا آل لوط نجيناهم بسحر في سحر وهو آخر الليل وقيل هو السدس الأخير منه أى ملتبسين بسحر ٣٥نعمة من عندنا أي إنعاما منا وهو علة لنجينا كذلك أى مثل ذلك الجزاء العجيب نجزى من شكر نعمتنا بالإيمان والطاعة ٣٦ولقد أنذرهم لوط عليه السلام بطشتنا أى أخذتنا الشديدة بالعذاب فتماروا فكذبوا بالنذر متشاكين ٣٧ولقد راودوه عن ضيفه قصدوا الفجور بهم فطمسنا أعينهم فمسحناها وسويناها كسائر الوجه روى أنه لما دخلوا داره عنوة صفقهم جبريل عليه السلام صفقة فتركهم يترددون لا يهتدون الى الباب حتى أخرجهم لوط عليه السلام فذوقوا عذابي ونذر أى فقلنا لهم ذوقوا على ألسنة الملائكة أو ظاهر الحال والمراد به الطمس فإنه من جملة ما أنذروه من العذاب ٣٨ولقد صبحهم بكرة وقرىء بكرة غير مصروفة على أن المراد بها أول نهار مخصوصة عذاب مستقر لا يفارقهم حتى يسلموا الى النار وفي وصفه بالاستقرار إيماء الى أن ما قبله من عذاب الطمس ينتهي إليه ٣٩فذوقوا عذابي ونذر حكاية لما قيل حينئذ من جهته تعالى تشديدا للعذاب ٤٠ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر مر ما فيه من الكلام ٤١ولقد جاء آل فرعون النذر صدرت قصتهم بالتوكيد القسمي لإبراز كمال الاعتناء بشأنها لغاية عظم ما فيها من الايات وكثرتها وهول ما لاقوه من العذاب وقوة إيجابها للاتعاظ والاكتفاء بذكر آل فرعون للعلم بان نفسه أولى بذلك أى وباللّه لقد جاءهم الإنذارات وقوله تعالى ٤٢كذبوا بآياتنا استئناف مبني على سؤال نشأ من حكاية مجىء النذر كانه قيل فماذا فعلوا حينئذ فقيل كذبوا بجميع آياتنا وهي الآيت التسع فأخذناهم اخذ عزيز لا يغالب مقتدر لا يعجزه شىء ٤٣أكفاركم يا معشر العرب خير قوة وشدة وعدة وعدة أو مكانه من أولئكم الكفار المعدودين والمعنى أنه أصابهم ما أصابهم مع ظهور خيريتهم منكم فيما ذكر من الأمور فهل تطمعون أن لا يصيبكم مثل ذلك وأنتم شر منهم مكانا وأسوأ حالا وقوله تعالى أم لكم براءة في الزبر إضراب وانتقال من التبكيت بوجه آخر أى بل ألكم براءة وأمن من تبعات ما تعملون من الكفر والمعاصى وغوائلهما في الكتب السماوية تصرون على ما أنتم عليه وقوله تعالى ٤٤أم يقولون نحن جميع منتصر إضراب من التبكيت والالتفات للإيذان باقتضاء حالهم للإعراض عنهم وإسقاطهم عن رتبة الخطاب وحكاية قبائحهم لغيرهم أى بل ايقولون واثقين بشوكتهم نحن أولو حزم ورأى أمرنا مجتمع لانرام ولا نضام أو منتصر من الأعداء لا نغلب أو متناصر ينصر بعضنا بعضا والإفراد باعتبار لفظ الجميع وقوله تعالى ٤٥سيهزم الجمع رد وإبطال لذلك والسين للتأكيد أى يهزم جمعهم البتة ويولون الدبر أى الأدبار وقد قرىء كذلك والتوحيد لإرادة الجنس أو إرادة أن كل واحد منهم يولى دبره وقد كان كذلك يوم بدر قال سعيد بن المسيب سمعت عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه يقول لما نزلت سيهزم الجمع ويولون الدبر كنت لا ادرى أى جمع يهزم فلما كان يوم بدر رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يلبس الدرع ويقول سيهزم الجمع ويولون الدبر فعرفت تأويلها وقرىء سيهزم الجمع أى اللّه عز وعلا ٤٦بل الساعة موعدهم أى ليس هذا تمام عقوبتهم بل الساعة موعد أصل عذابهم وهذا من طلائعه والساعة أدهى وامر أى في أقصى غاية من الفظاعة والمرارة والداهية الأمر الفظيع الذى لا يهتدي الى الخلاص عنه وإظهار الساعة في موقع إضمارها لتربية تهويلها ٤٧إن المجرمين من الأولين والآخرين في ضلال وسعر أى في هلاك ونيران مسعرة وقيل في ضلال عن الحق في الدنيا ونيران في الآخرة وقوله تعالى ٤٨يوم يسحبون الخ منصوب أما بما يفهم من قوله تعالى في ضلال أى كائنون في ضلال وسعر يوم يجرون في النار على وجوههم وأما يقول مقدر بعده أى يوم يسحبون يقال لهم ذوقوا مس سقر أى قاسوا حرها وألمها وسقر علم جهنم ولذلك لم يصرف من سقرته النار وصقرته إذا لوحته والقول المقدر على الوجه الأول حال من ضمير يسحبون ٤٩أنا كل شيء من الأشياء خلقناه بقدر أى ملتبسا بقدر معين اقتضته الحكمة التي عليها يدور أمر التكوين أو مقدرا مكتوبا في اللوح قبل وقوعه وكل شيء منصوب بفعل يفسره ما بعده وقرىء بالرفع على أنه مبتدأ وخلقناه خبره وما أمرنا إلا واحدة أى كلمة واحدة سريعة التكوين وهو قوله تعالى كن أو إلا فعلة واحدة هو الإيجاد بلا معالجة كلمح بالبصر في اليسر والسرعة وقيل معناه قوله تعالى ٥٠وما أمر الساعة إلا كلمح البصر ٥١ولقد أهلكنا أشياعكم أى أشباهكم في الكفر من الأمم وقيل أتباعكم فهل من مدكر يتعظ بذلك ٥٢وكل شيء فعلوه من الكفر والمعاصى مكتوب على التفصيل في الزبر أي في ديوان الحفظة ٥٣وكل صغير وكبير من الأعمال مستطر مسطور في اللوح المحفوظ بتفاصيله ولما كان بيان سوء حال الكفرة بقوله تعالى إن المجرمين مما يستدعى بيان حسن حال المؤمنن ليتكافأ الترهيب والترغيب بين ما لهم من حسن الحال بطريق الإجمال فقيل ٥٤إن المتقين أى من الكفر والمعاصى فى جنات عظيمة الشأن ونهر أى أنهار كذلك والأفراد للاكتفاء باسم الجنس مراعاة للفواصل وقرىء نهر جمع نهر كأسد وأسد ٥٥في مقعد صدق في مكان مرضى وقرىء في مقاعد صدق عند مليك مقتدر أى مقربين عند مليك لا يقادر قدر ملكه وسلطانه فلا شيء إلا وهو تحت ملكوته سبحانه ما أعظم شأنه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من قرأ سورة القمر في كل غب بعثه اللّه تعالى يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة بدر |
﴿ ٠ ﴾