ÓõæÑóÉõ ÇáúæóÇÞöÚóÉö ãóßøöíøóÉñ æóåöíó ÓöÊøñ æóÊöÓúÚõæäó ÂíóÉð سورة الواقعةبسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١إذا وقعت الواقعة أى إذا قامت القيامة وذلك عند النفخة الثانية والتعبير عنها بالواقعة للإيذان بتحقق وقعها لا محالة كأنها واقعة في نفسها مع قطع النظر عن الوقوع الواقع في حيز الشرط كأنه قيل كانت الكائنة وحدثت الحادثة وانتصاب إذا بمضمر ينبىء عن الهول والفظاعة كانه قيل إذا وقعت الواقعة يكون من الأهوال مالا يفي به المقال وقيل بالنفى المفهوم من قوله تعالى ٢ليس لوقعتها كاذبة اى لا يكون عند وقوعها نفس تكذب على اللّه تعالى أوتكذب في نفيها كما تكذب اليوم واللام كهى في قوله تعالى ياليتني قدمت لحياتي وهذه الجملة على الوجه الأول اعتراض مقرر لمضمون الشرط على أن الكاذبة مصدر كالعافية أى ليس لأجل وقعتها وفي حقها كذب أصلا بل كل ما ورد في شأنها من الأخبار حق صادق لا ريب فيه وقوله تعالى ٣خافضة رافعة خبر مبتدأ محذوف أى هي خافضة لأقوام رافعة لآخرين وهو تقرير لعظمتها وتهويل لأمرها فإن الوقائع العظام شأنها كذلك أو بيان لما يكون يؤمئذ من حط الأشقياء الى الدركات ورفع السعداء الى الدرجات ومن زلزلة الأشياء وإزالة الأجرام عن مقارها بنثر الكواكب وإسقاط السماء كسفا وتسيير الجبال في الجو كالسحاب وتقديم الخفض على الرفع للتشديد في التهويل وقرىء خافضة رافعة بالنصب على الحا من الواقعة وقوله تعالى ٤إذا رجت الأرض رجا أى زلزلت زلزالا شديدا بحيث ينهدم ما فوقها من بناء وجبل متعلق بخافضة رافعة أى تخفض وترفع وقت رج الأرض إذ عند ذلك ينخفض ما هو مرتفع ويرتفع ما هو منخفض أو بدل من إذا وقعت ٥وبست الجبال بسا أى فتت حتى صارت مثل السويق الملتوت من بس السويق إذالته أو سيقت وسيرت من أماكنها من بس الغنم إذا ساقها كقوله تعالى وسيرت الجبال وقرىء رجت وبست أى ارتجت وذهبت ٦فكانت أى فصارت بسبب ذلك هباء غبارا منبثا منتشرا ٧وكنتم أما خطاب للأمة الحاضرة والأمم السالفة تغليبا أو للحاضرة أزوجا أى أصنافا ثلاثة فكل صنف يكون مع صنف آخر في الوجود أو في الذكر فهو زوج وقوله تعالى ٨٩فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمة وأصحاب المشامة ماأصحاب المشأمة تقسيم وتنويع للأزواج الثلاثة مع الإشارة الإجمالية الى احوالهم ققبل تفصيلها فقوله تعالى فأصحاب الميمنة مبتدأ وقوله مااصحاب الميمنة خبره على ان ما الأستفهامية مبتدا ثان ما بعده خبره والجملة خبر الأول والأصل ما هم أى أى شيء هم في حالهم وصفتهم فإن ما وإن شاعت في طلب مفهوم الاسم والحقيقة لكنها قد يطلب بها الصفة والحال تقول ما زيد فيقال عالم أو طبيب فوضع الظاهر موضع الضمير لكونه أدخل في التفخيم وكذا الكلام في وقوله تعالى وأصحاب المشامة ما أصحاب المشامة والمراد تعجيب السامع من شأن الفريقين في الفخامة والفظاعة كانه قيل فأصحاب الميمنة في غاية حسن الحال وأصحاب المشأمة في نهاية سوء الحال وتكلموا في الفريقين فقيل أصحاب الميمنة أصحاب المنزلة السنية وأصحاب المشأمة أصحاب المنزلة الدنية أخذا من تيمنهم بالميامن وتشاؤمهم بالشمائل وقيل الذين يؤتون صحائفهم بأيمانهم والذين يؤتونها بشمائلهم وقيل الذين يؤخذ بهم ذات اليمين الى الجنة والذين يؤخذ بهم ذات الشمال الى النار وقيل أصحاب اليمين وأصحاب الشؤم فإن السعداء ميامين على انفسهم بطاعتهم والأشقياء مشائيم عليها بمعاصيهم وقوله تعالى ١٠والسابقون السابقون هو القسم الثالث من الأزواج الثلاثة ولعل تأخير ذكرهم مع كونهم أسبق الأقسام وأقدمهم في الفضل ليقترن ذكرهم ببيان محاسن أحوالهم على أن يرادهم بعنوان السبق مطلقا معرب عن إحرازهم لقصب السبق من جميع الوجوه وتكلموا فيهم أيضا فقيل هم الذين سبقوا الى الإيمان والطاعة عند ظهور الحق من غير تلعثم وتوان وقيل الذين سبقوا في حيازة الفضائل والكمالات وقيل هم الذين صلوا الى القبلتين كما قال تعالى والسابقون الأولين من المهاجرين والأنصار وقيل هم السابقون الى صلوات الخمس وقيل المسارعون في الخيرات وأيا ما كان فالجملة مبتدأ وخبر والمعنى والسابقون هم الذين اشتهرت أحوالهم وعرفت محاسنهم كقول أبى النجم ... أنا أبو النجم وشعرى شعرى ... وفيه تفخيم شأنهم والإيذان بشيوع فضلهم واستغنائهم عن الوصف بالجميل مالا يخفى وقيل والسابقون إلى طاعة اللّه تعالى السابقون إلى رحمته أو السابقون إلى الخير والسابقون إلى الجنة وقوله تعالى ١١أولئك إشارة إلى السابقين وما فيه من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار إليه للإيذان ببعد منزلتهم فى الفضل ومحله الرفع على الإبتداء خبره ما بعده أى اولئك الموصوفون بذلك النعت الجليل المقربون أى الذين قربت إلى العرش العظيم درجاتهم واعليت مراتبهم ورقيت إلى حظائر القدس نفوسهم الزكية هذا اظهر ما ذكر فى إعراب هذه الجمل وأشهره والذى تقتضيه جزالة التنزيل أن قوله تعالى فأصحاب الميمنة خبر مبتدأ محذوف وكذا قوله تعالى وأصحاب المشأمة وقوله تعالى والسابقون فإن المترقب عند بيان انقسام الناس إلى الأقسام الثلاثة بيان أنفس الأقسام الثلاثة وأما أوصافها وأحوالها فحقها أن تبين بعد ذ ذلك بإسنادها إليها والتقدير فأحدها أصحاب الميمنة والآخر أصحاب المشأمة والثالث السابقون خلا أنه لما أخر بيان أحوال القسمين الأولين عقب كل منهما بجملة معترضة بين القسمين منبئة عن ترامى أحوالهما فى الخير والشر إنباء إجماليا مشعرا بان لأحوال كل منهما تفصيلا مترقبا لكن لا على أن ما الاستفهامية مبتدأ وما بعدها خبر على ما رآه سيبويه فى أمثاله بل على أنها خبر لما بعدها فإن مناط الإفادة بيان أن اصحاب الميمنة أمر بديع كما يفيده كون ما خبر إلا بيان أن أمرا بديعا أصحاب الميمنة كما يفيده كونها مبتدأ وكذا الحال فى أصحاب المشأمة وأما القسم الأخير فحيث قرن بيان محاسن احواله بذكره لم يحتج فيه إلى تقديم إلا نموذج فقوله تعالى السابقون مبتدأ والإظهار فى مقام الإضمار للتفخيم وأولئك مبتدأ ثان أو بدل من الأول وما بعده خبر له أو الثانى والجملة خبر للأول وقوله تعالى ١٢فى جنات النعيم متعلق بالمقربون أو بمضمر هو حال من ضميره أى كائنين فى جنات النعيم وقيل خبر ثان لاسم الإشارة وفيه أن الأخبار بكونهم مقربين ليس فيه مزيد مزية وقرئ فى جنة النعيم وقوله تعالى ١٣ثلة من الأولين خبر مبتدأ محذوف أى هم أمة جمة من الأولين وهم الأمم السالفة من لدن آدم إلى نبينا عليه الصلاة و السلام وعلى بينهما من الأنبياء العظام ١٤وقليل من الآخرين أى من هذه الأمة ولا يخالفه قوله عليه الصلاة و السلام إن أمتى يكثرون سائرالأمم فإن أكثرية سابقى الأمم السالفة من سابقى هذه الأمة لا تمنع أكثرية تابعى هؤلاء من تابعى أولئك ولا يرده قوله تعالى لِأَصحاب اليمين ثلة من الأولين وثلة من الآخرين لأن كثرة كل من الفريقين فى أنفسهما لا تنافى أكثرية أحدهما من الآخر وسيأتى أن الثلين من هذه الأمة وقد روى مرفوعا أن الأولين والآخرين ههنا أيضا متقدمو هذه الأمة ومتأخروهم واشتقاق الثلة من الثل وهو الكسر ١٥على سرر موضونة حال أخرى من المقربين أو من ضميرهم فى الحال الأولى وقيل خبر آخر للضمير والموضونة المنسوجة بالذهب مشبكة بالدر والياقوت أو المتواصلة من الوضن وهو النسج ١٦متكئين عليها متقابلين حالان من الضمير المستكن فيما تعلق به على سرر أى مستقرين على سرر متكئين عليها متقابلين لا ينظر بعضهم من أقفاء بعض وهو وصف لهم بحسن العشرة وتهذيب الأخلاق والآداب ١٧يطوف عليهم حال أخرى أو استئناف أى يدور حولهم للخدمة ولدان مخلدون أى مبقون أبدا على شكل الولدان وطرواتهم لا يتحولون عنها وقيل مقرطون والخلد القرط قيل هم أولاد أهل الدنيا لم يكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا عليها روى ذلك عن على رضى اللّه عنه وعن الحسن رحمه اللّه وفى الحديث أولاد الكفار خدام أهل الجنة ١٨بأكواب بآنية لا عرى لها ولا خراطيم وأباريق أى آنية ذات عرى وخراطيم وكأس من معين أى خمر جارية من العيون قيل إنما أفرد الكأس لأنها لا تسمى كأسا إلا إذا كانت مملوءة لا يصدعون عنها أى بسببها وحقيقته ١٩لا يصدر صداعهم عنها وقرئ لا يصدعون أي لا يتصدعون ولا يتفرقون كقوله تعالى يومئذ يصدعون وقرىء لا يصدعون أى لا يفرق بعضهم بعضا ولا ينزفون أى لا يسكرون من أنزف الشارب إذا نفد عقله أو شرابه ٢٠وفاكهة مما يتخيرون أى يختارونه ويأخذون خبره وأفضله ٢١ولحم طير مما يشتهون أى يتمنون وقرىء ولحوم طير ٢٢وحور عين بالرفع عطف على ولدان أو مبتدأ محذوف الخبر أى وفيها أولهم حور وقرئ بالجر عطفا على جنات النعيم كأنه قيل هم فى جنات وفاكهة ولحم ومصاحبة حور أو على أكواب لأن معنى يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب ينعمون بأكواب وبالنصب أى ويؤتون حورا ٢٣كأمثال اللؤلؤ المكنون صفة لحور أو حال ٢٤جزاء بما كانوا يعملون مفعول له أى يفعل بهم ذلك جزاء بأعمالهم أو مصدر مؤكد أى يجزون جزاء ٢٥لا يسمعون فيها لغوا أى باطلا ولا تأثيما أى ولا نسبة إلى الإثم أى لا لغو فيها ولا تأثيم ولا سماع كقوله ... ولا ترى الضب بها ينجحر ... ٢٦إلا قيلا أى قولا سلاما سلاما بدل من قيلا كقوله تعالى لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما أو صفته أو مفعوله بمعنى لا يسمعون فيها إلا أن يقولوا سلاما سلاما والمعنى أنهم يفشون السلام فيسلمون سلاما بعد سلام أو لا يسمع كل من المسلم والمسلم عليه الإسلام الآخر بدءا أو ردا وقرئ سلام سلام على الحكاية وقوله تعالى ٢٧وأصحاب اليمين شروع فى تفصيل ما أجمل عند تقسيم من شؤنهم الفاضلة إثر تفصيل شؤن السابقين وهو مبتدأ وقوله تعالى ما أصحاب اليمين جملة استفهامية مسوقة لتفخيمهم والتعجيب من حالهم وقد عرفت كيفية يكها محلها أما الرفع على أنها خبر للمبتدأ أو معترضة لا محل لها والخبر قوله تعالى ٢٨فى سدر مخضود وهو على الأول خبر ثان للمبتدأ أو خبر لمبتدأ محذوف والجملة استئناف لبيان ما أبهم فى قوله تعالى ما أصحاب اليمين من علو الشأن هم فى سدر غير ذى شوك لا كسدر الدنيا وهو شجر النبق كأنه خضد شوكه أى قطع وقيل مخضود أى مثنى أغصانه لكثرة حمله من خضد الغصن إذا ثناه وهو رطب ٢٩وطلح منضود قد نضد حمله من أسفله إلى أعلاه ليست له ساق بارزة وهو شجر لموز وأم غيلان وله أنوار كثيرة منتظمة طيبة الرائحة وعن السدى شجر يشبه طلح الدنيا ولكن له ثمر أحلى من العسل وعن على رضى اللّه عنه أنه قرأ وطلع وما شأن الطلح وقرأ قوله تعالى لها طلع نضيد فقيل أو نحو لها قال آى القرآن لا تهاج ولا تحول وعن ابن عباس نحوه ٣٠وظل ممدود ممتد منبسط لا يتقلص ولا يتعاون كظل ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس ٣١وماء مسكوب يسكب لهم أينما شاؤا وكيفما أرادوا بلا تعب أو مصبوب سائل يجرى على الأرض فى غير أخدود كأنه مثل حال السابقين بأقصى ما يتصور لأهل المدن وقال أصحاب اليمين بأكمل ما يتصور لأهل البوادى إيذان بالتعاون بين الحالين ٣٢وفاكهة كثيرة بحسب الأنواع والأجناس ٣٣لا مقطوعة فى وقت من الأوقات كفواكه الدنيا ولا ممنوعة من متناوليها بوجه من الوجوه لا يحظر عليها كما يحظر على بساتين الدنيا وقرئ فاكهة كثيرة بالرفع على وهناك فاكهة الخ كقوله تعالى وحور عين ٣٤وفرش مرفوعة أى رفيعة القدر أو منضدة مرتفعة أو مرفوعة على الأسرة وقيل الفرش النساء حيث يكنى بالفراش عن المرأة وارتفاعها كونهن على الأرائك قال تعالى هم وأزواجهم فى ظلال على الأرائك متكئون ويدل عليه قوله تعالى ٣٥إنا أنشأناهن إنشاء وعلى التفسير الأول أضمر لهن لدلالة ذكر الفرش التى هى المضاجع عليهن دلالة بينة والمعنى ابتدأنا خلقهن ابتداء جديدا أو أبدعناهن من غير ولاإبداء أو إعادة وفى الحديث هن اللواتى قبضن فى دار الدنيا عجائز شمطا رمصا جعلهن اللّه تعالى بعد الكبر أترابا على ميلاد واحد فى الاستواء كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكارا وقوله تعالى ٣٦فجعلناهن أبكارا وقوله تعالى ٣٧عربا جمع عروب وهي المتحببة الى زوجها الحسنة التبعل وقرىء عربا بسكون الراء أترابا مستويات في السن بنات ثلاث وثلاثين سنة وكذا أزواجهن واللام في قوله تعالى ٣٨لأصحاب اليمين متعلقة بأنشأنا أو جعلنا أو باترابا كقولك هذا ترب لهذا أي مساو له السن وقيل بمحذوف هو صفة لأبكار أي كائنات لأصحاب اليمين أو خبر متبدأ محذوف أى هن لأصحاب اليمين وقيل خبر لقوله تعالى ٣٩٤٠ثلة من الأولين و ثلة من الآخرين وهو بعيد بل هو خبر مبتدأ محذوف ختمت به قصة أصحاب اليمين أى هم أمة من الأولين وأمة من الآخرين وقد مر الكلام فيهما وعن أبي العالية ومجاهد وعطاء والضحاك ثلة من الأولين أى من سابقي هذه الأمة وثلة من الآخرين من هذه الأمة في آخر الزمان وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى اللّه عنهما في هذه الآية قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هم جميعا من أمتي ٤١وأصحاب الشمال شروع في تفصيل أحوالهم التي أشير عند التنويع الى هولها وفظاعتها بعد تفصيل حسن حال أصحاب اليمين والكلام في قوله تعالى ما أصحاب الشمال عين ما فصل في نظيره وكذا في قوله تعالى ٤٢في سموم وحميم والسموم حر نار ينفذ في المسام والحميم الماء المتناهي في الحرارة ٤٣وظل من يحموم من دخان أسود بهيم ٤٤لا بارد كسائر الظلام ولا كريم فيه خير ما في الجملة سمى ذلك ظلا ثم نفى عنه وصفاه البرد والكرم عبر به عن دفع أذى الحر لتحقيق أنه ليس بظل وقرىء لا بارد ولا كريم بالرفع أى لا هو بارد ولا كريم وقوله تعالى ٤٥إنهم كانوا قبل ذلك مترفين تعليل لابتلائهم بما ذكر من العذاب أى إنهم كانوا قبل ما ذكر من سوء العذاب في الدنيا منعمين بأنواع النعم من المآكل والمشارب والمساكن الطيبة والمقامات الكريمة منهمكين في الشهوات فلا جرم عذبوا بنقائضها ٤٦وكانوا يصرون على الخنث العظيم أى الذنب العظيم الذى هو الشرك ومنه قولهم بلغ الغلام الحنث أى الحلم ووقت المؤاخذة بالذنب ٤٧وكانوا يقولون لغاية عتوهم وعنادهم أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أى كان بعض أجزائنا من اللحم والجلد ترابا وبعضها عظاما نخرة وتقديم التراب لعراقته في الاستبعاد وانقلابه من الأجزاء البادية وإذا متمحضة للظرفية والعامل فيها ما دل عليه قوله تعالى أئنا لمبعثون لانفسه لأن ما بعد إن واللام والهمزة لا يعمل فيما قبلها وهو نبعث وهو المرجع للإنكار وتقييده بالوقت المذكور ليس لتخصيص إنكاره به فإنهم منكرون للإحياء بعد الموت وإن كان البدن على حاله بل لتقوية الإنكار للبعث بتوجيهه إليه في حالة منافية له بالكلية وتكرير الهمزة لتأكيد النكير وتحلية الجملة بان لتأكيد الإنكار لا لإنكار التأكيد كما عسى يتوهم من ظاهر النظم فإن تقديم الهمزة لاقتضائها الصدارة كما في مثل قوله أفلا تعقلون على راى الجمهور فإن المعنى عندهم تعقيب الإنكار لا إنكار التعقيب كما هو المشهور وليس مدار إنكارهم كونهم ثابتين في المبعوثية بالفعل في حال كونهم ترابا وعظاما بل كولهم بعرضية ذلك واستعدادهم له ومرجعه الى إنكار البعث بعد تلك الحالة وفيه من الدلالة على غلوهم في الكفر وتماديهم في الضلال مالا مزيد عليه وتكرير الهمزة في قوله تعالى ٤٨أو آباؤنا الأولون لتأكيد النكير والواو للعطف على المستكن في لمبعوثون وحسن ذلك الفضل بالهمزة يعنون أن بعث آبائهم الأولين أبعد من الوقوع وقرىء أو آباؤنا ٤٩قل ردا الإنكارهم وتحققا للحق إن الأولين والآخرين من الأمم الذين من جملتهم أنتم وآباؤكم وفي تقديم الأولين مبالغة في الرد حيث كان إنكارهم لبعث آبائهم أشد من إنكارهم لبعثهم مع مراعاة الترتيب الوجودى لمجموعة بعد البعث وقرىء ٥٠لمجموعون الى ميقات يوم معلوم الى ما وقتت به الدنيا من يوم معلوم والإضافة بمعنى من كخاتم ٥١ثم إنكم أيها الضالون عطف على أن الأولين داخل تحت القول وثم للتراخى زمانا أو رتبة المكذبون أى بالبعث والخطاب لأهل مكة وأضرابهم ٥٢لآكلون بعد البعث والجمع ودخول جهنم من شجرة من زقوم من الأولى لابتداءالغاية والثانية لبيان الشجر وتفسيره أى مبتدئون الأكل من شجر هو زقوم وقيل من الثانية متعلقة بمضمر هو وصف لشجر أى كائن من زقوم ٥٣فمالئون منها البطون اى بطونكم من شدة الجوع ٥٤فشاربون عليه عقيب ذلك بلا ريث من الحميم أى الماء الحار في الغاية وتأنيث ضمير الشجر أولا وتذكيره ثانيا باعتبار المعنى واللفظ وقرىء من شجرة فضمير عليه حينئذ للزقوم وقيل للآكل وقوله تعالى ٥٥فشاربون شرب الهيم كالتفسير لما قبله على طريقة قوله تعالى فكذبوا عبدنا أى لا يكون شربكم شربا معتادا بل يكون مثل شرب الهيم وهي الإبل التي بها الهيام وهو داء يصيبها فتشرب ولا تروى جمع أهيم وهيماء وقيل الهيم الرمال على أنه جمع الهيام بفتح الهاء وهو الرمل الي لا يتماسك جمع على فعل كسحاب وسحب ثم خفف وفعل به ما فعل بجمع أبيض والمعنى أنه يسلط عليهم من الجوع والتهاب النار في أحشائهم ما يضطرهم الى أكل الزقوم الذى هو كالمهل فإذا ملؤا منه بطونهم وهو في غاية الحرارةوالمرارة سلط عليهم من العطش ما يضطرهم الى شرب الحميم الذى يقطع أمعاءهم فيشربون شرب الهيم وقرىء شرب الهيم بالفتح وهو أيضا مصدر وقرىء بالكسر على أنه اسم المشروب ٥٦هذا الذى ذكر من أنواع العذاب نزلهم يوم الدين أى يوم الجزاء فإذا كان ذلك نزلهم وهو ما يعد للنازل مما حضر فما ظنك بما لهم بعد ما استقر لهم القرار واطمأنت بهم الدار في النار وفيه من التهكم بهم مالا يخف وقرء نزلهم بسكون الزاى تخفيفا والجملة مسوقة من جهته تعالى بطريق الفذلكة مقررة لمضمون الكلام الملقن غير داخلة تحت القول وقوله تعالى ٥٧نحن خلقناكم فلولا تصدقون تلوين للخطاب وتوجيه له الى الكفرة بطريق الإلزام والتبكيت والفاء لترتيب التحضيض على ما قبلها أى فهلا تصدقون بالخلق فإن مالا يحققه العلم ولا يساعده بل ينبىء عن خلافه ليس من التصديق في شيء وقيل بالبعث استدلالا عليه بالإنشاء فإن من قدر عليه قدر على الإعادة حتما والأول هو الوجه كما ستحيط به خبرا ٥٨أفرأيتم ما تمنون أى تقذفون في الأرحام من النطف وقرىء بفتح التاء من منى النطفة بمعنى أمناها ٥٩أأنتم تخلقونه أى تقدرونه وتصورونه بشرا سويا أم نحن الخالقون له من غير دخل شيء فيه وأم قيل منقطعة لأن ما بعدها جملة فالمعنى بل أنحن الخالقون على أن الاستفهام للتقرير وقيل متصلة ومجىء الخالقون بعد ٦٠نحن بطريق التأكيد لا بطريق الخبرية أصالة نحن قدرنا بينكم الموت أى قسمناه عليكم ووقتنا موت كل أحد بوقت معين حسبما تقتضيه مشيئتنا المبنية على الحكم الباالغة وقرىء قدرنا مخففة وما نحن بمسبوقين أى إنا قادرون ٦١على أن نبدل أمثالكم لا يغلبنا أحد على أن نذهبكم ونأتي مكانكم أشباهكم من الخلق وننشئكم فيما لا تعلمون من الخلق والأطورا ولاتعهدون بمثلها قال الحسن رحمه اللّه أى نجعلكم قردة وخنازير وقيل المعنى وننشئكم في البعث على غير صوركم في الدنيا فمن هذا شانه كيف يعجز عن إعادتكم وقيل المعنى وما يسبقنا أحد فيهرب من الموت أو يغير وقته وعلى ان نبدل الخ أما حال من فاعل قدرنا أو علة للتقدير وعلى بمعنى اللام وما بينهما اعتراض ٦٢ولقد علمتم النشأة الأولى هي خلقهم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة وقيل هي فطرة آدم عليه السلام من التراب فلولا تذكرون فهلا تتذكرون أن من قدر عليها قدر على النشأة الأخرى حتما فإنه أقل صنعا لحصول المواد وتخصص الأجزاء وسبق المثال وفيه دليل على صحة القياس وقرىء فلولا تذكرون من الثلاثى وفي الخبر عجبا كل العجب للمكذب بالنشاة الآخرة وهو يرى النشاة الأولى وعجبا للمصدق بالنشأة الآخرة وهو يسعى لدار الغرور ٦٣أفرأيتم ما تحرثون أى تبذرون حبه وتعملون في أرضه ٦٤أأنتم تزرعونه تنبتونه وتردونه نباتا يرف أم نحن الزارعون أيى المنبتون لا أنتم والكلام في أم كما مر آنفا ٦٥لو نشاء لجعلناه حطاما هشيما متكسرا متفتتا بعد ما أنبتناه وصار بحيث طمعتم في حيازة غلاله فظلتم بسبب ذلك تفكهون تتعجبون من سوء حالة إثر ما شاهدتموه على أحسن ما يكون من الحال أو تنذمون على ما تعبتم فيه وانفقتم عليه أو على ما اقترفتم لأجله من المعاصى فتتحدثون فيه والتفكة التنقل بصنوف الفاكهة وقد استعير للتنقل بالحديث وقرىء تفكنون أى تتندمون وقرىء وفظلتم بالكسر وفظللتم على الأصل ٦٦إنا لمغرمون أى لملزمون غرامة ما أنفقنا أو مهلكون بهلاك رزقنا من الغرام وهو الهلاك وقرىء أننا على الاستفهام والجملة على القراءتين مقدرة بقول هو في حيز النصب على الحالية من فاعل تفكهون أى قائلين أو تقولون إنا لمغرمون ٦٧بل نحن محرمون حرمنا رزقنا أو محافرون محدودن لاحظ لنا ولا بخت لا مجدودن أفرأيتم الماء الذى تشربون عذبا فراتا وتخصيص هذا الوصف بالذكر مع كثرة منافعه لأن الشرب أهم المقاصد المنوطة به أأنتم أنزلتموه من المزن أى من السحاب واحده مزنة وقيل هو السحاب الأبيض وماؤه أعذب أم نحن المنزلون له بقدرتنا لو نشاء جعلناه أجاجا ملحا زعاقا لا يمكن شربه وحذف اللام ههنا مع إثباتها في الشرطية الأولى للتعويل على علم السامع أو الفرق بين المطعوم والمشروب في الأهمية وصعوبة الفقد والشرطيتان مستأنفتان مسوقتان لبيان أن عصمته تعالى للزرع والماء عما يخل بالتمتع بهما نعمة أخرة بعد نعمة الإنبات والأنزال مستوجبة للشكر فقوله تعالى فلولا تشكرون تحضيض على شكر الكل ٦٨أفرأيتم النار التي تورون أى تقدحونها وتستخرجونها من الزناد ٦٩أأنتم أنشأتم شجرتها التي منها الزناد وهي المرخ والعفار أم نحن المنشئون لها بقدرتنا والتعبير عن خلقها بالإنشاء المنبىء عن بديع الصنع المعرب عن كمال القدرة والحكمة لما فيه من الغرابة الفارقة بينها وبين سائر الشجر التي لا تخلو عن النار حتى قيل في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار كما ان التعبير عن نفخ الروح بالإنشاء في قوله تعالى ثم أنشأناه خلقا آخر لذلك وقوله تعالى ٧٣نحن جعلناها تذكرة استئناف مبين لمنافعها أى جعلناها تذكيرا لنار جهنم حيث علقنا بها أسباب المعاش لينظروا إليها ويذكروا ما أعدوا به من نار جهنم أو تذكرة وأنموذجا من نار جهنم لما روى عن النبى عليه الصلاة و السلام ناركم هذه التى يوقدها بنو آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم وقيل تبصرة فى امر البعث فإنه ليس بأبدع من إخراج النار من الشئ الرطب ومتاعا ومنفعة للمقوين للذين ينزلون القواء وهى القفر وتخصيصهم بذلك لأنهم أحوج إليها فإن المقيمين أو النازلين بقرب منهم ليسوا بمضطرين إلى الاقتداح بالزناد وقد جوز أن يراد بالمقوين الذين خلت بطونهم ومزاودهم من الطعام وهو بعيد لعدم انحصار ما يهمهم ويسد خللّهم فيما لا يؤكل إلا بالطبخ وتأخير هذه المنفعة للتنبيه على أن الأهم هو النفع الأخروى والفاء فى قوله تعالى ٧٤فسبح باسم ربك العظيم لترتيب ما بعده على ما عدد من بدائع صنعه تعالى وروائع نعمه الموجبة لتسبيحه تعالى أما تنزيها له تعالى عما يقوله الجاحدون بوحدانيته الكافرون بنعمته مع عظمها وكثرتها أو تعجبا من أمرهم فى غمط تلك النعم الباهرة مع جلالة قدرها وظهور أمرها أو شكرا على تلك النعم السابقة اى فأحدث التسبيح بذكر اسمه تعالى أو بذكره فإن إطلاق الاسم للشئ ذكر له والعظيم صفة للاسم أو الرب فلا أقسم أى فأقسم ولا مزيدة للتأكيد كما فى قوله تعالى لئلا يعلم أو فلأنا أقسم فحذف المبتدأ وأشبع فتحة لام الابتداء ويعضده قراءة من قرأ ٧٥فلا أقسم أو فلا راد لكلام يخالف المقسم عليه وأما ما قيل من المعنى فلا أقسم إذ الأمر أوضح من ان يحتاج إلى قسم فيأباه تعيين المقسم به وتفخيم شأن القسم به بمواقع النجوم أى بمساقطها وهى مغاربها وتخصيصها بالقسم لما فى غروبها من زوال أثرها والدلالة على وجود مؤثر دائم لا يتغير أو لأن ذلك وقت قيام المتهجدين والمبتهلين إليه تعالى وأوان نزول الرحمة والرضوان عليهم أو بمنازلها ومجاريها فإن له تعالى فى ذلك من الدليل عاى عظم قدرته وكمال حكمته مالا يحيط به البيان وقيل النجوم نجوم القرآن ومواقعها أوقات نزولها وقوله تعالى ٧٦وإنه لقسم لو تعلمون عظيم اعتراض فى إعتراض قصد به المبالغة فى تحقيق مضمون الجملة القسمية وتأكيده حيث اعترض بقوله وإنه لقسم بين القسم وجوابه الذى هو قوله تعالى ٧٧إنه لقرآن كريم أى كثير النفع لاشتماله على أصول العلوم المهمة في صلاح المعاش والمعاد أو حسن مرضى أو كريم عند اللّه تعالى وبقوله تعالى لوتعلمون بين الموصوف وصفته وجواب لو أما متروك أريد به نفى علمهم أو محذوف ثقة بظهوره أى لعظمتوه أو لعملتم بموجبه ٧٨فى كتاب مكنون أى مصون من غير المقربين من الملائكة لا يطلع عليه من سواهم وهو اللوح ٧٩لا يمسه إلا المطهرون أما صفة أخرى لكتاب فالمراد بالمطهرين الملائكة المنزهون عن الكدورات الجسمانية وأوضار الأوزار أو للقرآن فالمراد بهم المطهرون من الأحداث فيكون نفيا بمعنى النهى أى لا ينغبي أن يسمه إلا من كان على طهارة من الناس على طريقة قوله عليه الصلاة و السلام المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه أى لا ينبغي له أن يظلمه وقيل لا يطلبه إلا المطهرون من الكفر وقرئ المتطهرون والمطهرون بالإدغام والمطهرون من أطهره بمعنى طهره والمطهرون أى أنفسهم أو غيرهم بالاستغفار أو غيره ٨٠تنزيل من رب العالمين صفة أخرى للقرآن وهو مصدر نعت به حتى جرى مجرى اسمه وقرىء تنزيلا ٨١أفبهذا الحديث الذى ذكرت نعوته الجليلة الموجبة لإعظامه وإجلاله وهو القرآن الكريم أنتم مدهنون أى متهاونون به كمن يدهن في الأمر أى يلين جانبه ولا يتصلب فيه تهاونا به ٨٢وتجعلون رزقكم أى شكر رزقكم أنكم تكذبون أى تضعون التكذيب موضع الشكر وقرىء وتجعلون شكركم أنكم تكذبون أى تجعلون شكركم لنعمة القرآن أنكم تكذبون به وقيل الرزق المطر والمعنى وتجعلون شكر ما يرزقكم اللّه تعالى من الغيث أنكم تكذبون بكونه من اللّه تعالى حيث تنسبونه الى الأنواء والأول هو الأوفق لسباق النظم الكريم وسياقه فإن قوله عز و جل ٨٣فلولا إذا بلغت الحلقوم الخ تبكيت مبنى على تكذيبهم بالقرآن فيما نطق به قوله تعالى نحن خلقناكم الى هنا من القوارع الدالة على كونهم تحت ملكوته تعالى من حيث ذواتهم ومن حيث طعامهم وشرابهم وسائر أسباب معايشهم كما ستقف عليه ولولا للتحضيض لإظهار عجزهم وإذا ظرفية أى فهلا إذا بلغت النفس أى الروح وقيل نفس الحلقوم وتداعت الى الخروج ٨٤وأنتم حينئذ أيها الحاضرون حول صاحبها تنظرون الى ما هو من الغمرات ٨٥ونحن أقرب إليه علماوقدرة وتصرفا منكم حيث لا تعرفون من حاله إلا ما تشاهدونه من آثار الشدة من غير أن تقفوا على كنهها وكيفيتها واسبابها ولا أن تقدروا على دفع أدنى شيء منها ونحن المتولون لتفاصيل أحواله بعلمنا وقدرتنا أو بملائكة الموت ولكن لا تبصرون لا تدركون ذلك لجلهكم بشؤننا وقوله تعالى ٨٦فلولا إن كنتم غير مدينين أى غير مربوبين من دان السلطان رعيته إذا ساسهم واستعبدهم ناظر الى قوله تعالى نحن خلقناكم فلولا تصدقون فإن التحضيض يستدعى عدم المحضض عليه حتما وقوله تعالى ٨٧ترجعونها أى النفس الى مقرها هو العامل في إذا والمحضض عليه بلولا الأولى والثانية مكررة للتأكيد وهي مع مافي حيزها دليل جواب الشرط والمعنى إن كنتم غير مربوبين كما ينبىء عنه عدم تصديقكم بخلقنا إياكم فهلا ترجعون النفس الى مقرها عند بلوغها الحلقوم إن كنتم صادقين في اعتقادكم فإن عدم تصديقهم بخالقيته تعالى لهم عبارة عن تصديقهم بعدم خالقيته تعالى بموجب مذهبهم وقوله تعالى ٨٨فأما إن كان من المقربين الخ شروع في بيان حال المتوفى بعد الممات إثر بيان حاله عند الوفاة أى فأما إن كان الذى بين حاله من السابقين من الأزواج الثلاثة عبر عنهم بأجل أوصافهم فروح أى فله استراحة وقرىء ٨٩فروح بضم الراء وفسر بالرحمة لأنها سبب لحياة المرحوم وبالحياة الدائمة وريحان وزرق وجنت نعيم أى ذات تنعم ٩٠وأما إن كان من اصحاب اليمين عبر عنهم بالعنوان السابق إذ لم يذكر لهم فيا سبق وصف واحد ينبىء عن شأنهم سواه كما ذكر للفريقين الآخرين وقوله تعالى ٩١فسلام لك من أصحاب اليمين إخبار من جهته تعالى بتسليم بعضهم على بعض كما يفصح عنده اللام لا حكاية إنشاء سلام بعضهم على بعض وإلا لقيل عليك والالتفات إلى خطاب كل وحد منهم للتشريف ٩٢وأما إن كان من المكذبين الضالين وهم أصحاب الشمال عبر عنهم بذلك حسبما وصفوا به عند بيان أحوالهم بقوله تعالى ثم إنكم أيها الضالون المكذبون ذما لهم بذلك وإشعارا بسبب ماابتلوا به من العذاب ٩٣فنزل أى فله نزل كائن من حميم يشرب بعد أكل الزقوم كما فصل فيما قبل ٩٤وتصلية جحيم أى إدخال في النار وقيل إقامة فيها ومقاساة لألوان عذابها وقيل ذلك ما يجده في القبر من سموم النار ودخانها ٩٥إن هذا أى الذى ذكر في السورة الكريمة لهو حق اليقين اى حق الخبر اليقين وقيل الحق الثابت من اليقين والفاء في قوله تعالى ٩٦فسبح باسم ربك العظيم لترتيب التسبيح أو الأمر به على ما قبلها فإن حقية ما فصل في تضاعيف السورة الكريمة مما يوجب تنزيهه تعالى عما لا يليق بشأنه الجليل من الأمور التي من جملتها الإشراك به والتكذيب بآياته الناطقة بالحق عن النبي صلى اللّه عليه و سلم: من قرا سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة ابدا |
﴿ ٠ ﴾