ÓõæÑóÉõ ÇáúãõãúÊóÍöäóÉö ãóÏóäöíøóÉñ æóåöíó ËóáÇóËó ÚóÔóÑóÉó ÂíóÉð سورة الممتحنةبسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء نزلت في حاطب ابن أبى بلتعة وذلك انه لما تجهز رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لغزو الفتح كتب إلى أهل مكة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يريدكم فخذوا حذركم وأرسله مع سارة مولاة بنى المطلب فنزل جبريل عليه السلام بالخبر فبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليا وعمارا وطلحة والزبير والمقداد وأبا مرثد وقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتب حاطب الى أهل مكة فخذوه منها وخلوها فإن أبت فاضربوا عنقها فأدركوها ثمة فجحدت فسل على سيفه فإخرجته من عقاصها فاستحضر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حاطبا وقال ما حملك على هذا فقال يا رسول اللّه ما كفرت منذ أسلمت ولا غششتك منذ نصحتك ولكني كنت أمرأ ملصقا في قريش وليس لى فيهم من يحمى أهلى فأردت أن آخذ عندهم يدا وقد علمت أن كتابي لن يغنة عنهم شيئا فصدقه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وقبل عذره تلقون إليهم بالمودة أى توصلون إليم على أن الباء زائدة كما في قوله تعالى ولا تلقوا بإيديكم الى التهلكة أو تلقون إليهم أخبار النبي عليه الصلاة و السلام بسبب المودة التي بينكم وبينهم والجملة أما حال من فاعل لا تتخذوا أو صفة لأولياء وإبراز الضمير في الصفات الجارية على غير من هى له إنما يشترط في الاسم دون الفعل أو استئناف وقد كفروا بما جاءكم من الحق حال من فاعل تلقون وقيل من فعل لا تتخذوا وقرىء لما جاءكم أى كفروا لأجل ما جاءكم بمعنى جعل ما هو سبب الإيمان سببا للكفر يخرجون الرسول وإياكم أى من مكة وهو أما حال من فاعل كفروا أو استئناف مبين لكفرهم وصيغة المضارع لاستحضار الصورة وقوله تعالى أن تؤمنوا باللّه ربكم تعليل للإخراج فيه تغليل المخاطب على الغائب والتفات من التكلم الى الغيبة للإشعار بما يوجب الإيمان من الألوهية والربوبية إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتى متعلق بلا تتخذوا كأنه قيل لا تتولوا أعدائي إن كنتم إوليائى وقوله تعالى تسرون إليهم بالمودة استئناف وارد على نهج العتاب والتوبيخ أى تسرون إليهم المودة أو الأخبار بسبب المودة وأنا أعلم أى والحال أنى اعلم منكم بما أخفيتم وما أعلنتم ومطلع رسولى على ما تسرون فأى طائل لكم في الأسرار وقيل أعلم مضارع والباء مزيدة وما موصلة أو مصدرية وتقديم الإخفاء على الإعلان قد مر وجهه في قوله تعالى يعلم ما يسرون وما يعلنون ومن يفعله منكم أى الاتخاذ فقد ضل سواء السبيل فقد أخطأ طريق الحق والصواب ٢إن يثقفوكم أى إن يظفر وا بكم يكونوا لكم أعداء اى يظهروا ما في قلوبهم من العداوة ويرتبوا عليها أحكامها ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء بما يسوؤكم من القتل والأسر والشتم وودوا لو تكفرون أى تمنوا ارتدادكم وصيغة الماضى للإيذان بتحقيق ودادتهم قبل أن يثقفوهم أيضا, ٣لن تنفعكم أرحامكم قرباتكم ولا أولادكم الذين توالون المشركين لأجلهم وتتقربون إليهم محاماة عليهم يوم القيامة بجلب نفع أو دفع ضر يفصل بينكم استئناف لبيان عدم نفع الأرحام والأولاد يومئذ أى يفرق اللّه بينكم بما اعتراكم من الهول الموجب لفرار كل منكم من الآخر حسبما نطق به قوله تعالى يوم يفر المرء من أخيه الآية فمالكم ترفضون حق اللّه تعالى لمراعاة حق من هذا شأنه وقرىء يفصل ويفصل مبينا للمفعول ويفصل يفصل مبينا للفاعل وهو اللّه تعالى ونفصل ونفصل بالنون واللّه بما تعملون بصير فيجازيكم به ٤قد كانت لكم أسوة حسنة أى خصلة حميدة حقيقه بأن يؤتسى ويقتدى بها وقوله تعالى في إبراهيم والذين معه أى من أصحابه المؤمنين صفة ثانية لأسوة أو خبر لكان ولكم للبيان أو حال من المستكن في حسنة أو صلة لها لا لأسوة عند من لا يجوز العمل بعد الوصف إذ قالوا ظرف لخبر كان لقومهم إنا برآء منكم جمع برئ كظريف وظرفاء وقرئ براء كظراف وبراء كرخال وبراء على الوصف بالمصدر مبالغة ومما تعبدون من دون اللّه من الأصنام كفرنا بكم أى بدينكم أو بمعبودكم أو بكم وبه فلا نعتد بشأنكم وبآلهتكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا أى هذا دأبنا معكم لا نتركه حتى تؤمنوا باللّه وحده وتتركوا ما أنتم عليه من الشرك فتنقلب العداوة حينئذ ولاية والبغضاء محبة إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك استثناء من قوله تعالى أسوة حسنة فإن استغفاره عليه الصلاة و السلام لأبيه الكافر وإن كان جائزا عقلا وشرعا لوقوعه قبل تبين أنه من أصحاب الجحيم كما نطق به النص لكنه ليس مما ينبغى أن يؤتسى به أصلا إذ المراد به ما يجب الائتساء به حتما لورود الوعيد على الإعراض عنه بما سيأتى من قوله تعالى ومن يتول فإن اللّه هو الغنى الحميد فاستثناؤه من الأسوة إنما يفيد عدم وجوب استدعاء الإيمان والمغفرة للكافر المرجو إيمانه وذلك مما لا يرتاب فيه عاقل وأما عدم وأما عدم جوازه فلا دلالة للاستثناء عليه قطعا هذا وأما تعليل عدم كون استغفاره عليه الصلاة و السلام لأبيه الكافر مما ينبغى أن يؤتسى به بأنه كان قبل النهى أو لموعدة وعدها إياه فبمعزل من السداد بالكلية لابتنائه على تناول النهى لاستغفاره عليه الصلاة و السلام له وإنبائه عن كونه مؤتسى به لو لم ينه عنه وكلاهما بين البلان لما أن مورد النهى هو الاستغفار للكافر بعد تبين أمره وقد عرفت أن استغفاره عليه الصلاة و السلام لأبيه كان قبل ذلك قطعا وأن ما يؤتسى به ما يجب الائتساء به لا ما يجوز فعله فى الجملة وتجويز أن يكون استغفاره عليه الصلاة و السلام له بعد النهى كما هو المفهوم من ظاهر قوله أو لموعدة وعدها إياه مما لا مساغ له وتوجيه الاستثناء إلى العدة بالاستغفار لا إلى نفس الاستغفار بقوله اغفر لأبى الآية لأنها كانت هى الحاملة له عليه الصلاة و السلام على الاستغفار وتخصيص هذه العدة بالذكر دون ما وقع فى سورة مريم من قوله تعالى سأستغفر لك ربى لورودها على طريق التوكيد القسمى وأما جعل الاستغفار دائرا عليها وترتيب التبرؤ على تبين الأمر فقد مر تحقيقه فى سورة التوبة وقوله تعالى وما أملك لك من اللّه من شئ من تمام القول المستثنى محله النصب على أنه حال من فاعل لأستغفرن لك أى أستغفر لك وليس فى طاقتى إلا الاستغفار فمورد الاستثناء نفس الاستغفار لا قيده الذى هو فى نفسه من خصال الخير لكونه إظهارا للعجز وتفويضا للأمر إلى اللّه تعالى وقوله تعالى ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير الخ من تمام ما نقل عن إبراهيم عليه السلام ومن معه من الأسوة الحسنة وتقديم الجار والمجرور لقصر التوكل والإنابة والمصير على اللّه تعالى قالوه بعد المجاهرة وقشر العصا التجاء إلى اللّه تعالى فى جميع أمورهم لا سيما فى مدافعة الكفرة وكفاية شرورهم كما ينطق به قوله ٥ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا بأن تسلطهم علينا فيفتنونا بعذاب لا نطيقه واغفر لنا ما فرط منا من العذاب ربنا إنك أنت العزيز الغالب الذى لا يذل من التجأ إليه ولا يخيب رجاء من توكل عليه الحكيم الذى لا يفعل إلا ما فيه حكمة بالغة وتكرير النداء للمبالغة فى التضرع والجؤار هذا وأما جعل الآيتين تلقينا للمؤمنين من جهته تعالى وأمرا لهم بأن يتوكلوا عليه وينيبوا إليه ويستعيذوا به من فتنة الكفرة ويستغفروا مما فرط منهم تكملة لما وصاهم به من قطع العلائق بينهم وبين الكفرة فلا يساعده النظم الكريم ٦لقد كان لكم فيهم أى فى إبراهيم ومن معه أسوة حسنة تكرير للمبالغة فى الحث على الائتساء به عليه الصلاة و السلام ولذلك صدر بالقسم وقوله تعالى لمن كان يرجو اللّه واليوم الآخر بدل من لكم فائدته الإيذان بأن من يؤمن باللّه واليوم الآخر لا يترك الاقتداء بهم وأن تركه من مخايل عدم الإيمان بهما كما ينبئ عنه قوله تعالى ومن يتول فإن اللّه هو الغنى الحميد فإنه مما يوعد بأمثاله الكفرة ٧عسى اللّه أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم أى من أقاربكم المشركين مودة بأن يوافقكم فى الدين وعدهم اللّه تعالى بذلك لما رأى منهم من التصلب فى الدين والتشدد للّه فى معاداة آبائهم وأبنائهم وسائر أقربائهم ومقاطعتهم إياهم بالكلية تطيبا لقلوبهم ولقد أنجز وعده الكريم حين اتاح لهم الفتح فأسلم قومهم فتم بينهم من التحاب والتصافى ما تم واللّه قدير أى مبالغ فى القدرة فيقدر على تقليب القلوب وتغيير الأحوال وتسهيل أسباب المودة واللّه غفور رحيم فيغفر لمن أسلم من المشركين ويرحمهم وقيل غفور لما فرط منكم فى موالاتهم من قبل ولما بقى فى قلوبكم من ميل الرحم ٨لا ينهاكم اللّه عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أى لا ينهاكم عن البر بهؤلاء فإن قوله تعالى أن تبروهم بدل من الموصول وتقسطوا إليهم أى تفضوا إليهم بالقسط أى العدل إن اللّه يحب المقسطين أى العادلين روى أن قتيلة بنت عبدالعزى قدمت مشركة على بنتها أسماء بنت أبى بكر رضى اللّه عنه بهدايا فلم تقبلها ولم تأذن لها بالدخول فنزلت فأمرها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن تدخلها وتقبل منها وتكرمها وتحسن إليها وقيل المراد بهم خزاعة وكانوا صالحوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على أن لا يقاتلوه ولا يعينوا عليه ٩إنما ينهاكم اللّه عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وهم عتاة أهل مكة وظاهروا على إخراجكم وهم سائر أهلها أن تولوهم بدل اشتمال من الوصول أى إنما ينهاكم عن تتولهم ومن يتولهم فأولئك الظالمون لوضعهم الولاية في موضع العداوة أو هم الظالمون لأنفسهم بتعريضها للعذاب ١٠يأيها الذين أمنوا بيان لحكم من يظهر الإيمان بعد بيان حكم فريقي الكافرين إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات من بين الكفار فامتحنوهن فاختبروهم بما يغلب على ظنكم موافقة قلوبهن للسانهن في الإيمان يروى أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يقول للتى يمتحنها باللّه الذى لا إله إلا هو ما خرجت من بغض زوج باللّه ما خرجت رغبة عن أرض الى أرض باللّه ما خرجت التماس دنيا باللّه ما خرجت إلا حبا للّه ورسوله اللّه أعلم يإيمانهن لأنه المطلع على ما في قلوبهن والجملة اعتراض فإن علمتموهن بعد الامتحان مؤمنات علما يمكنكم تحصيله وتبلغه طاقتكم بعد اللتيا واللتى من الاستدلال بالعلائم والدلائل والاستشهاد بالأمارات والمخايل وهو الظن الغالب وتسميته علما للإيذان بأنه جار مجرى العلم في وجوب العمل به فلا ترجعوهن الى الكفار أى إلى أزواجهن الكفرة لقوله تعالى لاهن حل لهم ولا هم يحلون لهن فإنه تعليل للنهى عن رجعهن إليهم والتكرير أما لتأكيد الحرمة أو لأن الأول لبيان زوال النكاح الأول والثاني لبيان امتناع النكاح الجديد وآتوهم ما أنفقوا أى وأعطوا أزواجهن مثل ما دفعوا إليهن من المهور وذلك أن صلح الحديبية كان على أن من جاءنا منكم ورددناه فجاءت سبيعة بنت الحرث الأسلمية مسلمة والنبي عليه الصلاة و السلام بالحديبية فأقبل زوجها مسافر المخزومى وقيل صيفي بن الراهب فقال يا محمد اردد علي امرأتى فإنك قد شرطت أن ترد علينا من أتاك منا فنزلت لبيان أن الشرط إنما كان في الرجال دون النساء فاستحلفها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فحلفت فأعطى زوجها ما أنفق وتزوجها عمر رضى اللّه عنه ولا جناح عليكم أن تنكحوهن فإن إسلامهن حال بينهن وبين أزواجهن الكفار إذا آتيتموهن أجورهن شرط إيتاء المهر في نكاحهن إيذانا بان ما أعطى أزواجهن لا يقوم مقام المهر ولا تمسكوا بعصم الكوافر جمع عصمة وهى ما يعتصم به من عقد وسبب أى لا يكن بينكم وبين المشركات ولا علقة زوجية قال ابن عباس رضى اللّه عنهما من كانت له امرأة كافرة بمكةة فلا يعتدن بها من نسائه لأن اختلاف الدارين قطع عصمتها منه وعن النخعى رحمه اللّه هى المسلمة تلحق بدار الحرب فتكفر وعن مجاهد أمرهم بطلاق الباقيات مع الكفار ومفارقتهن وقرىء ولاتمسكوا بالتشديد ولا تمسكوا بحذف إحدى التاءين من تتمسكوا واسألوا ما أنفقتم من مهور نسائكم للاحقات بالكفار وليسألوا ما أنفقوا من مهور أزوزاجهم المهاجرات ذلكم الذى ذكر حكم اللّه وقوله تعالى يحكم بينكم كلام مستأنف أو حال من حكم اللّه على حذف الضمير أى يحكمه اللّه أو جعل لكم حاكما على المبالغة واللّه حكيم يشرع ما تقتضيه الحكمة البالغة روى أنه لما نزلت الآية ادى المؤمنون ما أمروا به من مهور المهاجرات إلى أزواجهن المشركين وأبى المشركون أن يؤدوا شيئا من مهور الكوافر الى أزواجهن المسلمين فنزل قوله تعالى ١١وإن فاتكم أى سبقكم وانفلت منكم شىء من ازواجكم الى الكفار أى أحد من ازواجكم وقد قرىء كذلك وإيقاع شيء موقعه للتحقير والإشباع في التعميم أو شيء من مهور أزواجكم فعاقبتم أى فجاءت عقبتكم أى نوبتكم من أداء المهر شبه ما حكم به على المسلمين والكافرين من أداء هؤلاء مهور نساء أولئك تارة وأداء أولئك مهور نساء هؤلاء أخرى بأمر يتعاقون فيه كما يتعاقبون في الركوب وغيره فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا من مهر المهاجرة التي تزوجتموها ولا تؤتوه زوجها الكافر وقيل معناه إن فاتكم فأصبتم من الكفار عقبى هي الغنيمة فآتوا بدل الفائت من الغنيمة وقرىء فأعقبتم وفعقبتم بالتشديد وفعقبتم بالتخفيف وفتح القاف وبكسرها قيل جميع من لحق بالمشكرين من نساء المؤمنين المهاجرين ست نسوة أم الحكم بنت أبي سفيان وفاطمة بنت أمية وبروع بنت عقبة وعبده بنت عبد العزى وهند بنت أبي جهل كثلوم بنت جرول واتقوا اللّه الذى أنتم به مؤمنون فإن الإيمان به تعالى يقتضى التقوى منه تعالى ١٢يأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك أى مبايعات لك أى قاصدات للمبايعة نزلت يوم الفتح فإنه عليه الصلاة و السلام لما فرغ من بيعة الرجال شرع في بيعة النساء على ان لا يشركن باللّه شيئا أى شيئا من الأشياء أو شيئا من الإشراك ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقلتن أولادهن اريد به وأد البنات وقرىء ولا يقتلن بالتشديد ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن كانت المرأة تلتقط المولود فتقول لزوجها هو ولدى منك كنى عنه بالبهتان المفترى بين يديها ورجليها لأن بطنها الذى تحمله فيه بين يديها ومخرجه بين رجليها ولا يعصينك في معروف اى فيما تأمرهن به من معروف وتنهاهن عنه من منكر والتقييد بالمعروف مع أن الرسول صلى اللّه عله وسلم لا يأمر إلا به للتنبيه على انه لا يجوز طاعة مخلوق في معصية الخالق وتخصيص الأمر المعدودة بالذكر في حقهن لكثرة وقوعها فيما بينهن مع اختصاص بعضها بهن فبايعهن اى على ما ذكر وما لم يذكر لوضوح أمره وظهور أصالته في المبايعة من الصلاة والزكاة وسائر أركان الدين وشعائر الإسلام وتقييد مبايعتهن بما ذكر من مجيئهن لحثن على المسارعة إليها مع كمال الرغبة فيها من غير دعوة لهن إليها واستغفر لهن اللّه زيادة على ما في ضمن المبايعة فإنها عبارة عن ضمان الثواب من قبله عليه الصلاة و السلام بمقابله الوفاء بالأمور المذكورة من قبلهن إن اللّه غفور رحيم أى مبالغ في المغفرة والرحمة فيغفر لهن ويرحمهن إذا وفين بما بايعن عليه واختلف في كيفية مبايعته عليه الصلاة و السلام لهن يومئذ فروى أنه عليه الصلاة و السلام لما فرغ من بيعة الرجال جلس على الصفا ومعه عمر رضى اللّه عنه أسفل منه فجعل عليه الصلاة و السلام يشترط عليهن البيعة وعمر يصافحهن وروى أنه كلف امراة وقفت على الصفا فبايعتهن وقيل دعا بقدح من ماء فغمس فيه يده ثم غمسن أيديهن وروى أنه علية الصلاة والسلام بايعهن وبين يديه وأيديهن ثوب قطرى والأظهر الأشهر ما قالت عائشة رضى اللّه عنها واللّه ما أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على النساء قط إلا بما أمر اللّه تعالى وما مست كف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كف امرأة قط وكان يقول إذا أخذ عليهن قد بايعتكن كلاما وكان المؤمنات إذا هاجرن الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمتحنهن يقول اللّه عز و جل يأيها النبي إذا جاءك المؤمنات إلى آخر الآية فإذا أقررن بذلك من قولهن قال لهن انطلقن فقد بايعتكن ١٣يأيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب اللّه عليهم هم عامة الكفرة وقيل اليهود لما روى أنها نزلت في بعض فقراء المسملين كانوا يواصلون اليهود ليصيبوا من ثمارهم قد يئسوا من الآخرة لكفرهم بها أو لعلهم بانه لا خلاق لهم فيها لعنادهم الرسول المنعوت في التوراة المجيد بالآيات كما يئس الكفار من أحصاب القبور اى كما يئس منها الذين ماتوا منهم لأنهم وقفوا على حقيقة الحال وشاهدوا حرمانهم من نعيمها المقيم وابتلاءهم بعذابها الأليم والمراد وصفهم بكمال اليأس منها وقيل المعنى كما يئسوا من موتاهم أن يبعثوا ويرجعوا الى الدنيا أحياء والإظهار في موقع الإضمار للإشعار بعلة بأسهم عن النبي صلى اللّه عليه و سلم من قرأ سورة الممتحنة كان له المؤمنون والمؤمنات شفعاء يوم القيامة |
﴿ ٠ ﴾