ÓõæÑóÉõ ÇáÕøóÝøö ãóÏóäöíøóÉñ æóåöíó ÃóÑúÈóÚó ÚóÔóÑóÉó ÂíóÉð سورة الصفبسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١سبح للّه ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم الكلام فيه كالذى مر في نظيره ٢يأيها الذين آمنوا لم تقولون ملا تفعلون روى أن المسلمين قالوا لو علمنا أحب الأعمال الى اللّه تعالى لبذلنا فيه أموالنا وأنفسنا فلما نزل الجهاد كرهوه فنزلت وما قيل من ان النازل قوله تعالى إن اللّه يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا بين الأختلال وروى أنهم قالوا يا رسول اللّه لو نعلم أحب الأعمال إلى اللّه تعالى لسارعنا إليه فنزلت هل أدلكم على تجارة إلى قوله تعالى وتجاهدون في سبيل اللّه بأموالكم وأنفسكم فولوا يوم أحد وفيه التزام أن ترتيب الآيات الكريمة ليس على ترتيب النزول وقيل لما أخبر اللّه تعالى بثواب شهداء بدر قالت الصحابة اللّهم أشهد لئن لقينا قتالا لنفرغن فيه وسعنا ففروا يوم أحد فنزلت وقيل إنها نزلت فيمن يمتدح كاذبا حيث كان الرجل يقول قتلت ولم يقتل ولم يطعن وهكذا وقيل كان رجل قد آذى المسلمين يوم بدر ونكى فيهم فقتله صهيب وانثحل قتله آخر فنزلت في المنتحل وقيل نزلت في المنافقين ونداؤهم بالإيمان تهكم وبإيمانهم وليس بذلك كما ستعرفه ولم مركبة من اللام الجارة وما الاستفهامية قد حذفت ألفها تخفيفا لكثرة استعمالها معا كما في عم وفيما نظائرهما معناها لأى شيء تقولون نفعل مالا تفعلون من الخير والمعروف على أن مدار التعبير والتوبيخ في الحقيقة عدم فعلهم وإنما وجها الى قولهم تنبيها على تضاعف معصيتهم ببيان ان المنكر ترك وليس ترك الخير الموعود فقط بل الوعد به أيضا وقد كانوا يحسبونه معروفا ولو قيل لم لا تفعلوا ما تقولون لفهم منه ان المنكر هو ترك الموعود ٣كبر مقتا عند اللّه أن تقولون مالا تفعلون بيان لغاية قبح ما فعلوه وفرط سماجته وكبر من باب نعم وبئس فيه ضمير مبهم مفسر بالنكرة بعده وأن تقولوا هو المخصوص بالذم وقيل قصد فيه التعجب من غير لفظه وأسند الى أن تقولوا ونصب مقتا على تفسيره دلالة على أن قولهم مالا يفعلون مقت خالص لا شوب فيه كبر عند من يحقر دونه كل عظيم وقوله تعالى ٤إن اللّه يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا بيان لما هو مرضى عنده تعالى بعد بيان ما هو ممقوت عنده وهذا صريح في أن ما قالوه عبارة عن الوعد بالقتال لا عما تقوله المتمدح أو انتحله المنتحل أو أعاده المنافق وأن مناط التعبير والتوبيخ هو إخلافهم لا وعدهم كما أشير إليه وقرىء يقاتلون بفتح التاء ويقاتلون وصفا مصدر وقع موقع الفاعل أو المفعول نصبه على الحالية من فاعل يقاتلون أى صافين أنفسهم أو مصفوفين وقوله تعالى كأنهم بنيان مرصوص حال من المستكن في حال الأولى أى مشبهين في تراصهم من غير فرجة وخلل ببنيان رص بعضه الى بعض ورصف حتى صار شيئا واحدا وقوله تعالى ٥وإذ قال موسى لقومه كلام مستأنف مقرر لما قبله من شناعة ترك القتال وإذ منصوب على المفعولية بمضمر خوطب به النبي عليه الصلاة و السلام بطريق التلوين أى واذكر لهؤلاء المعرضين عن القتال وقت قول موسى لبني إسرائيل حين ندبهم الى قتال الجبابرة بقوله يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب اللّه لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبلوا خاسربن فلم يمتثلوا بأمره وعصوه أشد عصيان حيث قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون الى قوله تعالى فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون واصروا على ذلك وآذوه عليه الصلاة و السلام كل الآذية يا قوم لم تؤذننى اى بالمخالفة والعصيان فيما أمرتكم به وقوله تعالى وقد تعلمون أنى رسول اللّه إليكم جملة حالية مؤكدة لانكار الإيذاء ونفى سببه وقد لتحقيق العلم وصيغة المضارع للدلالة على استمراره أى والحال أنكم تعلمون علما قطعيا مستمرا بمشاهدة ما ظهر بيدى من المعجزات القاهرة التي معظمها إهلاك عدوكم وإنجاؤكم من ملكته أنى رسول اللّه إليكم لأرشدكم الى خير الدنيا والآخرة ومن قضية علمكم بذلك أن تبالغوا في تعاظيمى وتسارعوا الى طاعتى فلما زاغوا أى أصروا على الزيغ عن الحق الذى جاء به موسى عليه السلام واستمروا عليه أزاغ اللّه قلوبهم أى صرفها عن قبول الحق والميل الى الصواب لصرف اختيارهم نحو الغى والضلال وقوله تعالى و اللّه لا يهدي القوم الفاسقين اعتراض تذييلى مقرر لمضمون ما قبله من الإزاغة ومؤذن بعلته أى لا يهدى القوم الخارجين عن الطاعة ومنهاج الحق المصرين على الغواية هداية موصلة الى ما يوصل إليها فإنها شاملة للكل والمراد بهم أما المذكرورن خاصة والإظهار في موقع الإضمار لذمهم بالفسق وتعليل عدم الهدية به أو جنس الفاسقين وهم داخلون ف حكمه دخولا أوليا وأيا ما كان فوصفهم بالفسق ناظر الى ما في قوله تعالى فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين هذا هو الذى تقتضيه جزالة النظم الكريم ويرتضيه الذوق السليم وأما ما قيل بصدد بيان أسباب الأذية من انهم كانوا يؤذونه عليه الصلاة اولسلام بانواع الأذى من انقاصه وعيبه في نفسه وجحود آياته وعصيانه فيما تعود إليهم منافعه وعبادتهم البقر وطلبهم رؤية اللّه جهرة والتكذيب الذي هو تضييع حق اللّه وحقه فمما لا تعلق له بالمقام وقوله تعالى ٦وإذ قال عيسى بن مريم أما معطوف على إذ الأولى معمول لعاملها وأما معمول لمضمر معطوف على عاملها يا بني إسرائيل ناداهم بذلك استمالة لقلوبهم الى تصديقه في قوله إنى رسول اللّه إليكم مصدقا لما بين يدي من التوارة فإن تصديقه عيه الصلاة والسلام إياها من أقوى الدواعى الى تصديقهم إياه وقوله تعالى ومبشرا برسول يأتى من بعدى معطوف على مصدقا داع الى تصدقيه عليه الصلاة و السلام مثله من حيث إن البشارة به واقعة في التوراة والعامل فيهما ما في الرسول من معنى الإرسال لا الجار فإنه صلة للرسول والصلات بمعزل من تضمن معنى الفعل وعليه يدور العمل أى أرسلت إليكم حال كونى مصدقا لما تقدمنى من التوراة ومبشرا بمن يأتى من بعدى من رسول اسمه أحمد أى محمد صلى اللّه عليه و سلم يريد أن دينى التصديق بكتب اللّه وأنبيائه جميعا ممن تقدم وتأخر وقرىء من بعدى بفتح الياء فلما جاءهم بالبينات أى بالمعجزات الظاهرة قالوا هذا سحر مبين مشيرين الى ما جاء به أو إليه عليه الصلاة و السلام وتسميته سحرا للمبالغة ويؤيده قراءة من قرأ هذا ساحر ٧ومن أظلم ممن افترى على اللّه الكذب وهو يدعى الى الإسلام أى أى الناس أشد ظلما ممن يدعى الى الاسلام الذى ويولصله الى سعادة الدارين فيضع موضع الإجابة الافتراء على اللّه عز و جل بقوله لكلامه الذى هو دعاء عباده الى الحق هذا سحر أى هو أظلم من كل ظالم وإن لم يتعرض ظاهر الكلام لنفى المساوى وقد مر بيانه غير مرة وقرىء يدعى يقال دعاه وادعاه مثل لمسه والتمسه واللّه لا يهدى القوم الظالمين أى لا يرشدهم الى ما فيه فلاحهم لعدم توجههم إليه ٨يريدون ليطفئوا نور اللّه أى يريدون أن يطفئوا دينه أو كتابه أو حجته النيرة واللام مزيدة لما فيها من معنى الإرادة تأكيدا لها كما زيدت لما فيها من معنى الإضافة تأكيدا لها في لا أبالك أو يريدون لافتراء ليطفئوا نور اللّه بأفواههم بطعهم فيه مثلت حالهم بحال من ينفخ في نور الشمس بفيه ليطفئه واللّه متم نوره أى مبلغه الى غايته بنشره في الآفاق وإعلائه وقرىء متم نوره بلا إضافة ولو كره الكافرون ا إرغاما لهم والجملة في حيز الحال على ما بين مرارا ٩هو الذى أرسل رسوله بالهدى بالقرآن أو بالمعجزة ودين الحق والملة الحنيفة ليظهره على الدين كله ليعليه على جميع الأديان المخالفة له ولقد أنجز اللّه عز و جل وعلا وعده حيث جعله بحيث لم يبق دين من الأديان إلا وهو مغلوب مقهور بدين الإسلام ولو كره المشركون ذلك وقرىء هو الذى أرسل نبيه ١٠يأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم وقرىء تنجيكم بالتشديد وقوله تعالى ١١تؤمنون باللّه ورسوله وتجاهدون في سبيل اللّه بأموالكم وأنفسكم استئناف وقع جوابا عما نشأ مما قبله كأنهم قالوا كيف نعمل أو ماذا نصنع فقيل تؤمنون باللّه الخ وهو خبر في معنى الأمر جىء للإيذان بوجوب الامتثال فكان فقد وقع فأخبر بوقوعه ويؤيده قراءة من قرأ آمنوا باللّه ورسوله وجاهدوا وقرىء تؤمنوا وتجاهدوا على إضمار لام الأمر ذلكم إشارة إلى ما ذكر من الإيمان والجهاد بقسميه وما فيه من معنى البعد لما مر غير مرة خير لكم على الإطلاق أو من أموالكم أو أنفسكم إن كنتم تعلمون أى إن كنتم من أهل العلم فإن الجهلة لا يعتد بأفعالهم أو إن كنتم تعلمون أنه خير لكم كان خيرا لكم حينئذ لأنكم إذا علمتم ذلك واعتفدتموه أحببتم الإيمان والجهاد فوق مال تحبون أنفسكم وأموالكم فتخلصون وتفلحون ١٢يغفر لكم ذنوبكم جواب للأمر المدلول عليه بلفظ الخبر أو لشرط أو استفهام دل عليه الكلام تقديره إن تؤمنوا وتجاهدوا أو هل تقبلون أن أدلكم يغفر لكم وجعله جوابا لهل أدلكم بعيد لأن مجرد الدلالة لا يوجب المغفرة ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في ضات عدن ذلك أى ما ذكر من المغفرة وإدخال الجنات الموصوفة بما ذكر من الأوصاف الجليل الفوز العظيم الذى لا فوز وراءه ١٣وأخرى ولكم الى هذه النعم العظيمة نعمة أخرى عاجلة تحبونها وترغبون فيه وفيه تعريض بأنهم يؤثرون العاجل على الآجل وقيل أخرى منصوبة بإضمار يعطكم أو تحبون أو مبتدأ خبره نصر من اللّه وهو على الأول بدل أو بيان وعلى تقدير النصب خبر مبتدأ محذوف وفتح قريب أى عاجل عطف على نصر على الوجوه المذكورة وقرىء نصرا وفتحا قريبا على الاختصاص أو على المصدر أى تنصرون نصرا ويفتح لكم فتحا أو على البدلية من أخرى على تقدير نصبها أى يعطكم نعمة أخرى نصرا وفتحا وبشر المؤمنين عطف على محذوف مثل قل ١٤يأيها الذين وبشر أو على تؤمنون فإنه في معنى آمنوا كأنه قيل آمنوا وجاهدوا أيها المؤمنون وبشرهم يأيها الرسول بما وعدتهم على ذلك عاجلا وآجلا يأيها الذين آمنوا كونوا أنصار اللّه وقرىء أنصار اللّه بلا إضافة لأن المعنى كونوا بعض أنصار اللّه وقرىء كونوا أنتم أنصار اللّه كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصارى الى اللّه أى من جندى متوجها الى اللّه كما يقتضه قوله تعالى قال الحواريون نحن أنصار اللّه والإضافة الأولى أضافة أحد المتشاركين الى الآخر لما بينهما من الاختصاص والثانية إضافة الفاعل الى المفعول والتشبيه باعتبار المعنى أى كونوا أنصار اللّه كما كان الحواريون أنصاره حين قال لهم عيسى من أنصارى الى اللّه أو قل لهم كونوا كما قال عيسى للحواريين والحواريون أصفياؤه وهم أول من آمن به وكانوا إثنى عشر رجلا فآمنت طائفة من بنى إسرائل أى بعيسى وطاعوه فيما أمرهم من نصرة الدين وكفرت طائفة أخرى به وقاتلوهم فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم أى قويناهم بالحجة أو بالسيف وذلك بعد رفع عيسى عليه السلام فأصبحوا ظاهرين غالبين عن النبي صلى اللّه عليه و سلم من قرأ سورة الصف كان عيسى مصليا عليه مستغفرا له مادام في الدنيا وهو يوم القيامة رفيقه |
﴿ ٠ ﴾