٥وإذ قال موسى لقومه كلام مستأنف مقرر لما قبله من شناعة ترك القتال وإذ منصوب على المفعولية بمضمر خوطب به النبي عليه الصلاة و السلام بطريق التلوين أى واذكر لهؤلاء المعرضين عن القتال وقت قول موسى لبني إسرائيل حين ندبهم الى قتال الجبابرة بقوله يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب اللّه لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبلوا خاسربن فلم يمتثلوا بأمره وعصوه أشد عصيان حيث قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون الى قوله تعالى فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون واصروا على ذلك وآذوه عليه الصلاة و السلام كل الآذية يا قوم لم تؤذننى اى بالمخالفة والعصيان فيما أمرتكم به وقوله تعالى وقد تعلمون أنى رسول اللّه إليكم جملة حالية مؤكدة لانكار الإيذاء ونفى سببه وقد لتحقيق العلم وصيغة المضارع للدلالة على استمراره أى والحال أنكم تعلمون علما قطعيا مستمرا بمشاهدة ما ظهر بيدى من المعجزات القاهرة التي معظمها إهلاك عدوكم وإنجاؤكم من ملكته أنى رسول اللّه إليكم لأرشدكم الى خير الدنيا والآخرة ومن قضية علمكم بذلك أن تبالغوا في تعاظيمى وتسارعوا الى طاعتى فلما زاغوا أى أصروا على الزيغ عن الحق الذى جاء به موسى عليه السلام واستمروا عليه أزاغ اللّه قلوبهم أى صرفها عن قبول الحق والميل الى الصواب لصرف اختيارهم نحو الغى والضلال وقوله تعالى و اللّه لا يهدي القوم الفاسقين اعتراض تذييلى مقرر لمضمون ما قبله من الإزاغة ومؤذن بعلته أى لا يهدى القوم الخارجين عن الطاعة ومنهاج الحق المصرين على الغواية هداية موصلة الى ما يوصل إليها فإنها شاملة للكل والمراد بهم أما المذكرورن خاصة والإظهار في موقع الإضمار لذمهم بالفسق وتعليل عدم الهدية به أو جنس الفاسقين وهم داخلون ف حكمه دخولا أوليا وأيا ما كان فوصفهم بالفسق ناظر الى ما في قوله تعالى فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين هذا هو الذى تقتضيه جزالة النظم الكريم ويرتضيه الذوق السليم وأما ما قيل بصدد بيان أسباب الأذية من انهم كانوا يؤذونه عليه الصلاة اولسلام بانواع الأذى من انقاصه وعيبه في نفسه وجحود آياته وعصيانه فيما تعود إليهم منافعه وعبادتهم البقر وطلبهم رؤية اللّه جهرة والتكذيب الذي هو تضييع حق اللّه وحقه فمما لا تعلق له بالمقام وقوله تعالى |
﴿ ٥ ﴾