ÓõæÑóÉõ ÇáúÌõãõÚóÉö ãóÏóäöíøóÉñ æóåöíó ÅöÍúÏóì ÚóÔóÑóÉó ÂíóÉð سورة الجمعةبسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١يسبح للّه ما في السموات وما في الأرض تسبيحا مستمرا الملك القدوس العزيز الحكيم وقد قرىء الصفات الأربع بالرفع على المدح ٢هو الذى بعث في الأميين اى في العرب لأن أكثرهم لا يكتبون ولا يقرءون قيل بدئت الكتابة بالطائف أخذوها من اهل الحيرة وهم من أهل الأنبار رسولا منهم أى كائنا من جملتهم أميا مثلهم يتلو علهم آياته مع كونه أميا مثلهم لم يعهد منه قراءة ولا تعلم ويزكيهم صفة أخرى لرسولا معطوفة على يتلو اى يحملهم على ما يصيرون به أزكياء من خبائث العقائد والأعمال ويعلمهم الكتاب والحكمة صفة أخرى لرسولا مترتبة في الوجود على التلاوة وإنما وسط بينهما التزكية التي هي عبارة عن تكميل النفس بحسب قوتها العملية وتهذيبها المتفرغ وعلى تكميلها بحسب القوة النظرية الحاصل بالتعليم المترتب على التلاوة للإيذان بان كلا من الأمور المترتبة نعمة جليلة على حيالها مستوجبة للشكر فلو روعى ترتيب الوجود لتبادر الى الفهم كون الكل نعمة واحدة كما مر في سورة البقرة وهو السر في التعبير عن القرآن تارة بالآيات وآخرى بالكتاب والحكمة رمزا إلى انه باعتبار كل عنوان نعمة على حدة ولا يقدح فيه شمول الحكمة لما في تضاعيف الأحاديث النبوية من الأحكام والشرائع وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين من الشرك وخبث الجاهلية وهو بيان لشدة افتقارهم الى من يرشدهم وإزاحة لما عسى يتوهم من تعلمه علية الصلاة والسلام من الغير وإن هي المخففة واللام في الفارقة ٣وآخرين منهم عطف على الآميين أو على المنصوب في يعلمهم ويعلم آخرين منهم أى من الأميين وهم الذين جاءوا بعد الصحابة الى يوم الدين فإن دعوته عليه الصلاة و السلام وتعليمه يعمم الجميع لما يلحقوا بهم صفة لآخرين أى لم يلحقوا بهم بعد وسيلحقون وهو العزيز الحكيم المبالغ فى العزة والحكمة ولذلك مكن رجلا أميا من ذلك الأمر العظيم واصطفاه من بين كافة البشر ٤ذلك الذى امتاز به من بين سائر الأفراد فضل اللّه وإحسانه يؤتيه من يشاء تفضيلا وعطية واللّه ذو الفضل العظيم الذى يستحقر دونه نعيم الدنيا ونعيم الآخرة ٥مثل الذين حملوا التوراة أى علموها وكلفوا العمل بها ثم لم يحملوها أى لم يعملوا بما في تضاعيفها من الايات التي من جملتها الآيات الناطقة بنبوة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كمثل الحمار يحمل أسفارا أى كتبا من العلم يتعب بحملها ولا ينتفع بها ويحمل أما حال والعامل فيها معنى المثل أو صفة للحمار إذ ليس المراد به معينا فهو في حكم النكرة كما في قول من قال ... ولقد أمر على اللئيم يسبنى ... بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات اللّه أى بئس مثلا مثل القوم الذين كذبوا بآيات اللّه على أن التمييز محذوف والفاعل المفسر به مستتر ومثل القوم هو المخصوص بالذم والموصول صفة للقوم أو بئس مثل القوم مثل الذين كذبوا الخ على أن مثل القوم فاعل بئس والمخصوص بالذم محذوف وهم اليهود الذين كذبوا بما في التوارة من الآيات الشاهدة بصحة نبوة محمد صلى اللّه عليه و سلم واللّه لا يهدى القوم الظالمين الواضعين للتكذيب في موضع التصديق أو الظالمين لأنفسهم بتعريضها للعذاب الخالد ٦قل يأيها الذين هادوا أى تهودوا إن زعمتم أنكم أولياء للّه من دون الناس كانوا يقولون نحن أبناء اللّه وأحباؤه ويدعون أن الدار الآخرة لهم عند اللّه خالصة ويقولون لن يدخل الجنة إلا من كان هودا فأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بأن يقول لهم إظهارا لكذبهم إن زعمتم ذلك فتمنوا الموت أى فتمنوا من اللّه أن يميتكم وينقلكم من دار البلية الى دار الكرامة إن كنتم صادقين جوابه محذوف لدلالة ما قبله عليه إن كنتم صادقين في زعمكم واثقين بأنه حق فتمنوا الموت فإن من أيقن بأنه من أهل الجنة أحب أن يتخلص إليها من هذه الدار التي هي قرارة الأكدار ٧ولا يتمنونه أبدا إخبار بما سيكون منهم والبناء في قوله تعالى بما قدمت أيديهم متعلقة بما يدل عليه النفى أى يأبون التمنى بسبب ما عملوا من الكفر والمعاصى الموجبة لدخول النار ولما كانت اليد من بين جوارح الإنسان مناط عامة أفاعيله عبر بها تارة عن النفس وأخرى عن القدرة واللّه عليم بالظالمين أى بهم وإيثار الإظهار على الإظهار لذمهم والتسجيل عليهم بأنهم ظالمون في كل ما يأتون وما يذرون من الأمور التي من جملتها ادعاء ما هم عنه بمعزل والجملة تذييل لما قبلها مقررة لمضمونه أى عليم بهم وبما صدر عنهم من فنون الظلم والمعاصى المفضية الى افانين العذاب وبما سيكون منهم من الاحتراز عما يؤدي الى ذلك فوقع الأمر كما ذكر فلم يتمن منهم موته أحد كما يعرب عنه قوله تعالى ٨قل إن الموت الذى تفرون منه فإن ذلك إنما يقال لهم بعد ظهور فرارهم من التمنى وقد قال عليه الصلاة و السلام لو تمنوا لما توا من ساعتهم وهذه إحدى المعجزات أى إن الموت الذى تفرون منه ولا تجسرون على ان تتمنوه مخافة ان تؤخذوا بوبال كفركم فإنه ملاقيكم البتة من غير صارف يلويه ولا عاطف يثنيه والفاء لتضمن الاسم معنى الشرط باعتبار الوصف وقرىء بدونها وقرىء تفرون منه ملاقيكم ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة الذى لا تخفى عليه خافية فينبئكم بما كنتم تعملون من الكفر والمعاصى بأن يجازيكم بها ٩يأيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة أى فعل النداء لها أى أذن لها من يوم الجمعة بيان لإذا وتفسير لها وقيل من بمعنى في كما في قوله تعالى أرونى ماذا خلقوا من الأرض أى في الأرض وإنما سمى جمعة لاجتماع الناس منه للصلاة وقيل أول من سماها جمعة كعب بن لؤي وكانت العرب تسميه العروبة وقيل إن الأنصار قالو قبل الهجرة لليهود يوم يجتمعون فيه بكل سبعة أيام وللنصارى مثل ذلك فهلموا نجعل لنا يوما نجتمع فيه فنذكر اللّه فيه ونصلى فقالوا يوم السبت لليهود ويوم الأحد للنصارى فاجعلوه يوم العروبة فاجتمعوا الى سعد بن زرارة فصلى بهم ركعتين وذكر هم فسموه يوم الجمعة لاجتماعهم فيه فإنزل اللّه آية الجمعة فهي أول جمعة كانت في الإسلام وأما أول جمعه جمعها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فهو أنه لما قدم مهاجرا نزل قباء على بني عمرو بن عوف وأقام بها يوم الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وأسس مسجدهم ثم خرج يوم الجمعة عامدا المدينة فأدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن وادلهم فحطب وصلى الجمعة فاسعوا الى ذكر اللّه أى امشوا واقصدوا الى الخطبة والصلاة وذروا البيع واتركوا المعاملة ذلكم أى السعى الى ذكر اللّه وترك البيع خير لكم من مباشرته فإن نفع الآخرة أجل وابقى إن كنتم تعلمون أى الخبر والشر الحقيقيين أو إن كنتم أهل العلم ١٠فإذا قضيت الصلاة أى أديت وفرغ منها فانتشروا في الأرض لإقامة مصالحكم وابتغوا من فضل اللّه أى الربح فالأمر للإطلاق بعد الحظر وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما لم يؤمروا بطلب شيء من الدنيا إنما هو عيادة المرضى وحضور الجنائز وزيارة أخ في اللّه وعن الحسن وسعيد بن المسيب طلب العلم وقيل صلاة التطوع واذكروا اللّه كثيرا ذكرا كثيرا أو زمانا كثيرا ولا تخصوا ذكره تعالى بالصلاة لعلكم تفلحون كى تفوزوا بخير الدارين ١١وإا رأوا تجارة أو لهوا أنفضوا إليها روى أن أهل المدينة أصابهم جوع وغلاء شديد فقدم دحية بن خليفة بتجارة من زيت الشام والنبي عليه الصلاة و السلام يخطب يوم الجمعة فقاموا إليه خشية أن يسبقوا إليه فما بقى معه عليه الصلاة و السلام إلا ثمانية وقيل أحد عشر وقيل إثنا عشر وقيل أربعون فقال عليه الصلاة و السلام والذى نفس محمد بيده لو خرجوا جميعا لأضرم اللّه عليهم الوادى نارا وكانوا إذا أقبلت العير استقبلوها بالطبل والتصفيق وهو المراد باللّهو وتخصيص التجارة برجع الضمير لأنه المقصودة أو لأن الإنقضاض للتجارة مع الحاجة إليها والانتفاع بها إذا كان مذموما فما ظنك بالانفضاض الى اللّهو وهو المذمون في نفسه وقيل تقديره إذا رأوا تجارة إنفضوا إليها أو لهوا أنفضوا إليه فحذف الثاني لدلالة الأول عليه وقرىء إليهما وتركوك قائما أى على المنبر قل ما عند اللّه من الثواب خير من اللّهو ومن التجارة فإن ذلك نفع محقق مخلد بخلاف ما فيهما من النفع المتوهم واللّه خير الرازقين فإليه اسعوا ومنه اطلبوا الرزق عن النبي صلى اللّه عليه و سلم من قرأ سورة الجمعة أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من أتى الجمعة ومن لم يأتها في أمصار المسلمين |
﴿ ٠ ﴾