ÓõæÑóÉõ ”ÇáúãõäóÇÝöÞõæäó“ ãóÏóäöíøóÉñ æóåöíó ÅöÍúÏóì ÚóÔóÑóÉó ÂíóÉð سورة المنافقونبسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١إذا جاءك المنافقون أى حضروا مجلسك قالوا نشهد إنك لرسول اللّه مؤكدين كلامهم بان واللام للإيذان بأن شهادتهم هذه صاردة عن صميم قلوبهم وخلوص اعتقادهم ووفور رغبتهم ونشاطهم وقوله تعالى واللّه يعلم إنك لرسوله اعتراض مقرر لمنطوق كلامهم وسط بينه وبين قوله تعالى واللّه يشهد إن المنافقين لكاذبون تحقيقا وتعيينا لما نيط به التكذيب من أنهم قالوه عن اعتقاد كما اشير إليه وإماطة من أول الأمر لما عسى يتوهم من توجه التكذيب الى منطوق كلامهم أى واللّه يشهد إنهم لكاذبون فيما ضمنوا مقالتهم من أنها صادرة عن اعتقاد وطمأنينة قلب وا لإظهار في موقع الاضمار لذمهم والإشعار بعلة الحكم ٢اتخذوا أيمانهم الفاجرة التي من جملتها ما حكى عنهم جنة أى وقاية عما يتوجه إليهم من مؤاخذة بالقتل والسبى أو غير ذلك واتخاذها جنة عبارة عن أعدادهم وتهيئتهم لها الى وقت الحاجة ليحلفوا بها ويتخلصوا عن المؤاخذة لا عن استعمالها بالفعل فإن ذلك متأخر عن المؤاخذة المسبوقة بوقوع الجناية واتخاذ الجنة لا بد أن يكون قبل المؤاخذة وعن سببها أيضا كما يفصح عنه الفاء في قوله تعالى فصدوا عن سبيل اللّه أى فصدوا من أراد الدخول في الإسلام بأنه عليه الصلاة و السلام ليس برسول ومن أراد الإنفاق في سبيل اللّه بالنهى عنه كما سيحكى عنهم ولا ريب في أن هذا الصد منهم متقدم على حلفهم بالفعل وقرىء إيمانهم أى ما ظهوره على ألسنتهم فاتخاذه جنة عبارة عن استعماله بالفعل فإنه وقاية دون دمائهم وأموالهم فمعنى قوله تعالى فصدوا حينئذ فاستمروا على ما كانوا عليه من الصد والإعراض عن سبيله تعالى إنهم ساء ما كانوا يعملون من النفاق والصد وفي ساء معنى التعجب وتعظيم أمرهم عند السامعين ٣ذلك ذلك إشارة الى ما تقدم من القول الناعى عليهم أنهم أسوأ الناس أعمالا أو إلى ما وصف حالهم في النفاق والكذب والاستتار بالإيمان الصورى وما فيه من معنى البعد مع قرب العهد المشار إليه لما مر مرارا من الإشعار ببعد منزلته في الشر بأنهم أى بسبب أنهم آمنوا أى نطقوا بكلمة الشهادة كسائر من يدخل في الإسلام ثم كفروا أى ظهر كفرهم بما شوهد منهم من شواهد الكفر ودلائله أو نطقوا بالإيمان عند المؤمنين ثم نطقوا بالكفر عند شياطينهم فطبع على قلوبهم حتى تمرنوا على الكفر واطمأنوا به وقرىء على البناء للفاعل وقرىء فطبع اللّه فهم لا يفقهون حقيقة الإيمان ولا يعرفون حقيقته أصلا ٤وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم لضخامتها ويروقك منظرهم لصباحة وجوههم وإن يقولوا تسمع لقولهم لفصاحتهم وذلاقة ألسنتهم وحلاوة كلامهم وكان ابن أبي جسيما فصيحا يحضر مجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في نفر من أمثاله وهم رؤساء المدينة وكان عليه الصلاة و السلام ومن معه يعجبون بها كلهم ويسمعون الى كلامهم وقيل الخطاب لكل أحد ممن يصلح للخطاب ويؤيده قراءة يسمع على البناء للمفعول وقوله تعالى كأنهم خشب مسندة في حيز الرفع على انه خبر مبتدأ محذوف أو كلام مستأنف لا محل له شبهوا في جلوسهم في مجالس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مستندين فيها بخشب منصوبة مسندة الى الحائط في كونهم أشباحا خالية عن العلم والخير وقرىء خشب على انه جمع خشبة كبدن جمع بدنة وقيل هو جمع خشباء وهي الخشبة التي دعر جوفها أى فسد شبهوا بها في نفاقهم وفساد بواطنهم وقرىء خشب كمدرة ومدر يحسبون كل صيحة عليهم أى واقعة عليهم ضارة لهم لجبنهم واستقرار الرعب في قلوبهم وقيل كانوا على وجل من أن ينزل اللّه فيهم ما يهتك أستارهم ويبيح دماءهم وأموالهم هم العدو أى هم الكاملون في العداوة والراسخون فيها فإن أعدى الأعادى العدو المكاشر الذي يكاشرك وتحت ضلوعه الداء الدوى والجملة مستأنفة وجعلها مفعولا ثانيا للحسبان مما لا يساعده النظم الكريم أصلا فإن الفاء في قوله تعالى فاحذرهم لترتيب الأمر بالحذر على كونهم أعدى الأعداء قاتلهم اللّه دعاء عليهم وطلب من ذاته تعالى أن يلعنهم ويخزيهم أو تعليم للمؤمنين أن يدعوا عليهم بذلك وقوله تعلى أنا يؤفكون تعجيب من حالهم أى كيف يصرفون عن الحق إلى ما هم عليه من الكفر الضلال ٥وإذا قيل لهم عند ظهور جنايتهم بطريق النصيحة تعالوا يستغفر لكم رسول اللّه لووا رؤوسهم أى عطفوها استكبارا ورأيتهم يصدون يعرضون عن القائل أو عن الاستغفار وهم مستكبرون عن ذلك ٦سواء عليهم استغفرت لهم كما إذا جاءوك معتذرين من جناياتهم وقرىء استغفرت بحذف حرف الاستفام ثقة بدلالة أم عليه وقرىء آستغفرت بإشباع همزة الاستفهام لا بقلب همزة الوصل ألفا أم لم تستغفر لهم كما إذا أصروا على قبائحهم واستكبروا عن الاعتذار والاستغفار لن يغفر اللّه لهم ابدا لإصرارهم على الفسق ورسوخهم في الكفر إن اللّه لا يهدى القوم الفاسقين الكاملين في الفسق الخارجين عن دائرة الاستصلاح المنهمكين في الكفر والنفاق والمراد أما هم بأعيانهم والأظهار في موقع الإضمار لبيان غلوهم في الفسق أو الجنس وهم داخلون في زمرتهم دخولاأوليا وقوله تعالى ٧هم الذين يقولون أى للأنصار لا تنفقوا على من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى ينفضوا يعنون فقراء المهاجرين استئناف جار مجرى التعليل لفسقهم أو لعدم مغفرته تعالى لهم وقرىء حتى ينفضوا من انفض القوم إذا فنيت أزوادهم وحقيقته حان لهم ان ينفضوا مزادوهم وقوله تعالى وللّه خزائن السموات والأرض رد وإبطال لما زعموا من أن عدم إنفاقهم يؤدي الى انفضاض الفقراء من حوله صلى اللّه عليه و سلم ببيان ان خزائن الأرزان بيد اللّه تعالى خاصة يعطة من يشاء ويمنع من يشاء ولكن المنافقين لا يفقهون ذلك لجهلهم باللّه تعالى وبشئونه ولذلك يقولون من مقالات الكفر ما يقولون ٨يقولون لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل روى أن جهجاه بن سعيد أجير عمر رضى اللّه عنه نازع سنانا الجهنى حليف ابن أبيى واقتتلا فصرخ جهجاه ياللمهاجرين وسنان بالأنصار فاعان جهجاها جعال من فقراء المهاجرين ولطم سنان فاشتكى الى اين أبى فقال للأنصار لا تنفقوا الخ واللّه لئن رجدعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الذل عنى بالأعز نفسه وبالأذل جانب المؤمنين وإسناد القول المذكور الى المنافقين لرضاهم به فرد عليهم ذلك بقوله تعالى وللّه العزة ولرسوله وللمؤمنين أى وللّه الغالبة والقوة ولمن أعزه من رسوله والمؤمنين لا لغيرهم ولكن المنافين لا يعلمون من فرط جهلهم وغرورهم فيهذون ما يهذون روى أن عبد اللّه بن أبى لما أراد أن يدخل المدينة اعترضه ابنه عبداللّه بن عبداللّه بن ابي وكان مخلصا وقال لئن لم تقر للّه ولرسوله بالعز لأضربهم عنقك فلما رأى منه الجد قال أشهد أن العزة للّه ولرسوله وللمؤمنين فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم لابنه جزاك اللّه عن رسوله وعن المؤمنين خيرا ٩يأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللّه أى لا يشغلكم الاهتمام بتدبير أمورها والاعتناء بمصالحها والتمتع بها عن الاشتغال بذكره عز و جل من الصلاة وسائر العبادات المذكورة للمعبود والمراد نهيهم عن التلهي بها وتوجيه النهي إليها للمبالغة كما في قوله تعالى ولا يجرمنكم شنآن قوم الخ ومن يفعل ذلك أي التلهي بالدنيا من الدين فأولئك هم الخاسرون اى الكاملون في الخسران حيث باعوا العظيم الباقي بالحقير الفانئ ١٠وأنفقوا مما رزقناكم أي بعض ما أعطيناكم تفضلا من غير أن يكون حصوله من جهتكم ادخارا للآخرة من قبل أن يأتى أحدكم الموت بأن يشاهد دلائله ويعاين أماراته ومخايله وتقديم المفعول على الفاعل لما مر مرارا من الاهتمام بما قدم والتشويق الى ما أخر فيقول عند تيقنه بحلوله رب لولا أخرتني ا أمهلتني إلى أجل قريب أى أمد قصير فأصدق بالنصب على جواب التمني وقرىء فأتصدق وأكن من الصالحين بالجزم عطفا على محل فأصدق كأنه قيل إن أخرتني أصدق وأكن وقرىء وأكون بالنصب عطفا على لظفه وقرىء وأكون بالرفع أى وأنا أكون عدة منه بالصلاح ١١ولن يؤخر اللّه نفسا أى ولن يمهلها إذا جاء أجلها أى آخر عمرها أو انتهى إن أريد بالأجل الزمان الممتد من أول العمر إلى آخره واللّه خبير بما تعملون فمجاز لكم عليه إن خيرا فخير وإن شرا فشر فسارعوا في الخيرات واستعدوا لما هو آت وقرىء يعملون بالياء التحتانية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم من قرأ سورة المنافقين برى من النفاق |
﴿ ٠ ﴾