ÓõæÑóÉõ ÇáØøóáóÇÞö ãóÏóäöíøóÉñ æóåöíó ÇËúäóÊóÇ ÚóÔóÑóÉó ÂíóÉð سورة الطلاقبسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١يأيها النبي إذا طلقتم النساء تخصيص النداء به عليه الصلاة و السلام مع عموم الخطاب لأمته أيضا لتشريفه عليه الصلاة و السلام وإظهار جلالة منصبه وتحقيق أنه المخاطب حقيقة ودخولهم في الخطاب بطريق استتباعه عليه الصلاة و السلام إياهم وتغليبه عليهم لا لأن نداءه كندائهم فإذ ذلك الاعتبار لو كان في حيز الرعاية لكان الخطاب هو الأحق به لشمول حكمه للكل قطعا والمعنى إذا أردتم تطليقهن وعزمتم عليه كما في قوله تعالى إذا قمتم الى الصلاة فطلقوهن لعدتهن أى مستقبلات لها كقولك أتيته ليلة خلت من شهر كذا فإن المرأة إذا طلقت في طهر يعقبه القرء الأول من إقرائها فقد طلقت مستقبلة لعدتها والمراد أن يطلقن فيطهر لم يقع فيه جماع ثم يخلين حتى تنقضى عدتها وهذا أحسن الطلاق وأدخله في السنة وأحصوا العدة واضبطوها وأكملوها ثلاثة إقراء كوامل واتقوا اللّه ربكم في تطويل العدة عليهم والإضرار بهن وفي وصفه تعالى بربويته لهم تأكيد للأمر ومبالغة في إيجاب الاتقاء لا تخرجوهن من بيوتهن من مساكنهن عند الفراق الى ان تنقضى عدتهن وإضافتها إليهن وهي لأزواجهن لتأكيد النهى ببيان كمال استحقاقهن لسكناها كأنها أملاكهن ولا يخرجن ولو بإذن منكم فإن الإذن بالخروج في حكم الإخراج وقيل المعنى لا يخرجن باستبداد منهن أما إذا اتفقا على الخروج جاز إذ الحق لا يعدوهما إلا أن يأتين بفاحشة مبينة استثناء من الأول قيل هى الزنا فيخرجن لأقامة الحد عليهن وقيل إلا أن يبذون على الأزواج فيحل حينئذ إخراجهن ويؤيده قراءة إلا أن يفحشن عليكم أو من الثاني للمبالغة في النهى عن الخروج ببيان ان خروجها فاحشة تلك إشارة الى ما ذكر من الأحكام وما في اسم الإشارة من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار إليه للإيذان بعلو درجتها وبعدمنزلتها حدود اللّه التي عينها لعباده ومن يتعد حدود اللّه أى حدوده المذكورة بأن أخل بشيء منها على أن الإظهار في حيز الإضمار لتهويل أمر التعدى والإشعار بعلة الحكم في قوله تعالى فقد ظلم نفسه اى اضربها وتفسير الظلم بتعريضها للعقاب يأباه قوله تعالى لا تدرى لعل اللّه يحدث بعد ذلك أمرا فإنه استئناف مسوق لتعليل مضمون الشرطية وقد قالوا إن الأمر الذى يحدثه اللّه تعالى أن يقلب قلبه عما فعله بالتعدى الى خلافه فلا بد ان يكون الظلم عبارة عن ضرر دنيوى يلحقه بسبب تعديه ولا يمكن تداركه أو عن مطلق الضرر الشامل للدنيوي والأخروي ويخص التعليل بالدنيوي لكون احتراز الناس منه أشد واهتمامهم بدفعة أوقى وقوله تعالى لا تدرى خطاب للمتعدى بطريق الالتفات لمزيد الاهتمام بالزجر عن التعدى لا للنبي عليه الصلاة و السلام كما توهم فالمعنى ومن يتعد حدود اللّه فقد أضر بنفسه فإنك لا نردي أيها المتعدى عاقبة الأمر لعل اللّه يحدث في قلبك بعد ذلك الذى فعلت من التعدى أمرا يقتضى خلاف ما فعلته فيبدل ببغضها محبة وبالإعراض عنعا إقبالا إليها ويتسنى تلافيه رجعه أو استئناف نكاح ٢فإذا بلغن أجلهن شارفن آخر عدتهن فأمسكوهن فراجعوهن بمعروف بحسن معاشرة وإنفاق لائق أو فارقوهن بمعروف بإيفاء الحق واتقاء الضرار بأن يراجعها ثم يطلقها تطويلا للعدة وأشهدوا ذوى عدل منكم عند الرجعة والفرقة قطعا للتنازع وهذ أمر ندب كما في قوله تعالى واشهدوا إذا تبايعتم ويروى عن الشافعي أنه للوجوب في الرجعة وأقيموا الشهداة للّه أيها الشهود عند الحاجة خالصا لوجهه تعالى ذلكم إشارة إلى الحث على الإشهاد والإقامة أو على جميع ما في الآية يوعظ به من كان يمن باللّه واليوم الآخر إذ هو المنتفع به والمقصود تذكيره وقوله تعالى ومن يتق اللّه الخ جملة اعتراضية مؤكدة لما سبق من وجوب مراعاة حدود اللّه تعالى بالوعد على الاتقاء عن تعديها كما أن ما تقدم من قوله تعالى ومن يتعد حدود اللّه فقد ظلم نفسه مؤكد له بالوعيد على تعديها فالمعنى ومن يتق اللّه فطلق للسنة ولم يضار المعتدة ولم يخرجها من مسكنها واحتاط في الإشهاد وغيره من الأمور يجعل له مخرجا مما عسى يقع في شأن الأزواج من الغموم والوقوع في المضايق ويفرج عنه ما يعتريه من الكروب ٣ويرزقه من حيث لا يحتسب أى من وجه لا يخطر بباله ولا يحتسبه ويجوز أن يكون كلاما جىء به على نهج الاستطراد عند ذكر قوله تعالى ذلكم يوعظ به من كان يؤمن باللّه إلى آخره فالمعنى ومن يتق اللّه في كل ما يأتى وما يدر يجعل له مخرجا ومخلصا من غموم الدنيا والآخرة فيندرج فيه ما نحن فيه اندراجا أوليا عن النبي عله الصلاة والسلام أنه قرأها فقال مخرجا من شبهات الدنيا ومن غمرات الموت ومن شدائد يوم القيامة وقال عليه الصلاة و السلام إني لأعلم أخذ الناس بها لكفتهم ومن يتق اللّه فما زال يقرؤها ويعيدها وروى أن عوف بن الأشجعي أسر المشركون ابنه سالما فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال اسر ابنى وشكا إليه الفاقة فقال عليه الصلاة و السلام اتق اللّه وأكثر قول لا حول ولا قوة إلا باللّه العلى العظيم ففعل فبينا في بيته إذ قرع ابنه الباب ومعه مائة من الإبل غفل عنها العدو فاستقها فنزلت ومن يتوكل على اللّه فهو حسبه أى كافيه في جميع أموره إن اللّه بالغ أمره بالإضافة اى منفذ أمره وقرىء بتنوين بالغ ونصب أمره أى يريده لا يفوته مراد ولا يعجزه مطلوب وقرئ برفع امره على أنه مبتدأ وبالغ خبر مقدم والجملة خبر إن أو بالغ خبر إن وأمره مرتفع به على الفاعلية أى نافذ امره وقرىء بالغا أمره على أنه حال وخبرإن قوله تعالى قد جعل اللّه لكل شيء قدرا أى تقدير وتوقيتا أو مقدار و هو بيان لوجوب التوكل عليه تعالى وتفويض الأمر إليه لأنه إذا علم أن كل شيء من الرزق وغيره لا يكون إلا بتقديره تعالى لا يبقى إلا التسليم للقدر والتوكل على اللّه تعالى ٤واللائى يئسن من المحيض من نسائكم لكبرهن وقد قدروه بستين سنة ويخمس وخمسين إن أرتبتم أى شككتم وجهلتم كيف عدتهن فعدتهن ثلاثة اشهر واللائي لم يحضن بعد لصغرهن أى فعدتهن أيضا كذلك فحذف ثقة بدلالة ما قبله عليه وأولات الأحمال أجلهن أى منتهى عدتهن أن يضعن حملهن سواء كن مطلقات أو متوفى عنهن أزواجهن وقد نسخ به عموم قوله تعالى والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا لتراخى نزلوله عن ذلك لما هو المشهور من قول ابن مسعود رضى اللّه عنه من شاء باهلته أن سورة النساء القصرى نزلت بعد التي في سورة البقرة وقد صح أن سبيعة بنت الحرث الأسلمية ولدت بعد وفاة زوجها بليال فذكرت ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لها قد حللت فتزوجى ومن يتق اللّه في شأن أحكامه ومراعاة حقوقها يجعل له من أمره يسرا أى يسهل عله أمره ويوفقه للخير ٥ذلك إشارة إلى ما ذكر من الأحكام وما فيه من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار إليه للإيذان ببعد منزلته في الفضل وإفراد الكاف مع أن الخطاب للجمع كما يفصح عن قوله تعالى أمر اللّه أنزله إليكم لما أنها لمجرد الفرق بين الحاضر والمنقضى لا لتعين خصوصية المخاطبين وقدمر في قوله تعالى ذلك يوعظ به مَنْ كان منكم يؤمن باللّه من سورة البقرة ومن يتق اللّه بالمحافظة على أحكامه يكفر عنه سئاته فإن الحسنات يذهبن السيئات ويعظم له اجرا بالمضاعفة وقوله تعالى ٦أسكنوهن من حيث سكنتم استئناف وقع جوابا عن سؤال نشأ مما قبله من الحث على التقوى كأنه قيل كيف نعمل بالتقوى في شأن المعتدات فقيل اسكنوهن مسكنا من حيث سكنتم أى بعض مكان سكناكم وقوله تعالى من وجدكم أى من وسعكم أى مما تطيقونه عطف بيان لقوله من حيث سكنتم وتفسير له ولا تضروهن أى فى السكنى لتضيقوا عليهن وتلتجئوهن الى الخروج وإن كن أى المطلقات أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فيخرجن من العدة أما المتوفى عنهن أزواجهن فلا نفقة لهن فإن أرضعن لكم بعد ذلك فاتوهن اجورهن على الإرضاع وائتمروا بمعروف أى تشاوروا وحقيقته ليأمر بعضكم بعضا بجميل في الأرضاع والأجر ولا يكون من الأب مماسكة ولا من الأم معاسرة وإن تعاسرتم أى تضايقتم فسترضع له أخرى أى فستوجد ولا تعوز مرضعه أخرى وفيه معاتبة للأم على المعاسرة ٧لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه اللّه وإن قل أى لينفق كل واحد من الموسر والمعسر ما يبلغه وسعه لا يكلف اللّه نفسا إلا ما آتاها جل أو قل فإنه تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها وفيه تطييب لقلب المعسر وترغيب له في بذل مجهود وقد أكد ذلك بالوعد حيث قيل سيجعل اللّه بعد عسرا يسرا أى عاجلا أو ٨وكأين من قرية أى كثير من أهل قرية عتت أى أعرضت عن أمر ربها ورسله بالعتو والتمرد والعناد فحاسبناها حسابا شديدا بالاستقصاء والتنقير والمناقشة في كل نقير وقطمير وعذبناها عذابا نكرا اى منكرا عظيما وقرىء نكرا والمراد حساب الآخرة وعذابها والتعبير عنهما بلفظ الماضى للدلالة على تحقيقها كما في قوله تعالى ونادى أصحاب الجنة ٩فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا هائلا لا خسر وراءه ١٠أعد اللّه لهم عذابا شديدا تكرير للوعيد وبيان لكونه متقبا كأنه قيل أعد اللّه لهم هذا العذاب فاتقوا اللّه يا أولى الألباب ويجوز أن يراد بالحساب استقصاء ذنوبهم وإثباتها في صحائف الحفظة وبالعذاب ما أصابهم عاجلا وقد جوز أن يكون عتت وما عطف عليه صفة عليه صفة للقرية وأعد اللّه لهم جوابا لقوله تعالى كأى الذين آمنوا منصوب بإضمار أعنى بيانا للمنادى أو عطف بيان له أو نعت وفي إبداله منه ضعف لتعذر حلوله محله قد أنزل اللّه إليكم ذكرا هو جبريل عليه السلام سمى به لكثرة ذكره أو لنزوله بالذكر الذى هو القرآن كما ينبىء عنه إبدال قوله تعالى رسولا منه أو لأنه مذكور في السموات وفي الأمم أو اريد بالذكر الشرف كما في قوله تعالى وإنه لذكر لك ولقومك كأنه في نفسه شرف أما لأنه شرف للمنزل عليه وأما لأنه ذو مجد وشرف عند اللّه تعالى كقوله تعالى عند ذى العرش مكين أو هو النبى عليه الصلاة و السلام وعليه الأكثر عبر عنه بالذكر لمواظبته على تلاوة القرآن أو تبليغه والتذكير به وعبر عن أرساله بالإنزال بطريق الترشيح أو لأنه مسبب عن إنزال الوحى إليه وأبدل منه رسولا للبيان أو هو القرآن و ١١رسولا منصوب بمقدر مثل أرسل أو بذكرا على أعمال المصدر المنون أو بدل منه على أنه بمعنى الرسالة وقوله تعالى يتلو عليكم آيات اللّه مبينات نعت لرسولا وآيات اللّه القرآن وبينات حال منها اى حال كونها مبينات لكم ما تحتاجون إليه من الأحكام وقرىء مبينات أى بينها اللّه تعالى لقوله تعالى قد بينا لكم الآيات واللام في قوله تعالى ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات متعلقة بيتلوا أو بأنزل وفاعل يخرج على الأول ضمير الرسول عليه الصلاة و السلام أو ضمير الجلالة والموصول عبارة عن المؤمنين بعد إنزاله أى ليحصل لهم الرسول أو اللّه عز وعلا ما هم عليه الآن من الإيمان والعمل الصالح أو ليخرج من علم أو قدر انه سيؤمن من الظلمات الى النور من الضلالة الى الهدى ومن يؤمن باللّه ويعمل صالحا حسبما بين في تضاعيف ما أنزل من الآيات المبينات يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار وقرىء ندخله بالنون وقوله تعالى خالدين فيها أبدا حال من مفعول يدخله والجمع باعتبار معنى من كما أن الإفراد في الضمائر الثلاثة باعتبار لفظها وقوله تعالى قد أحسن اللّه له رزقا حال أخرى منه أو من الضمير في خالدين بطريق التداخل وإفراد ضمير له قد مر وجهه وفيه معنى التعجب والتعظيم لما رزقه اللّه المؤمنين من الثواب ١٢اللّه الذى خلق سبع سموات مبتدا وخبر ومن الأرض مثلهن أى خلق من الأرض مثلهن في العدد وقرىء مثلهن بالرفع على أنه مبتدا ومن الأرض خبره واختلف في كيفية طبقات الأرض قالوا الجمهور على أنها سبع أراضين طباقا بعضها فوق بعض بين كل أرض وارض مسافة كما بين السماء والأرض وفي كل أرض سكان من خلق اللّه تعالى وقال الضحاك مطبقة بعضها فوق من غير فتوق بخلاف السموات قال القرطبى والأول أصح لأن الأخبار دالة عليه كما روى البخارى وغيره من أن كعبا حلف بالذى فلق البحر لموسى أن صهيبا حدثه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها اللّهم رب السموات السبع وما اظللن ورب الأرضين السبع وما اقللن ورب الشيطاطين وما أضللن ورب الرياح وما اذرين نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر من فيها وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن تحت الأرضين خلق قال نعم قال فما الخلق قال أما ملائكة أو جن قال الماوردى وعلى هذا تختص دعوة الإسلام بأهل الأرض العليا دون من عداهم وإن كان فيهن من يعقل من خلق وفي مشاهدتهم السماء واستمدادهم الضوء منها قولان أحدهما أنهم يشاهدون السماء من كل جانب من أرضهم ويستمدون الضياء منها والثاني أنهم لا يشاهدون السماء وأن اللّه تعالى خلق لهم ضياء يشاهدونه وحكى الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس رضى اللّه عنهما أنها سبع أرضين متفرقة بالبحار وتظل الجميع السماء يتنزل الأمر بينهن أى يجرى أمره وقضاؤه بينهن وينفذ ملكه فيهن وعن قتادة في كل سماء وفي كل أرض خلق من خلقه وأمر من أمره وقضاء من قضائه وقيل هو ما يدبر فيهن من عجائب تدبيره وقرىء ينزل الأمر لتعلموا أن اللّه على كل شيء قدير متعلق بخلق أو بيتنزل أو بمضمر يعمهما أى فعل ذلك لتعلموا أن من قدر على ما ذكر قادر على كل شىء وأن اللّه قد احاط بكل شيء علما لاستحالة صدور الأفاعيل المذكورة ممن ليس كذلك ويجوز أن يكون العامل في اللام بيان ما ذكر من الخلق وتنزل الأمر أي أوحى ذلك وبينه لتعلموا بما ذكر من الأمور التي تشاهدونها والتى تتلقونها من الوحى من عجائب المصنوعات أنه لا يخرج عن قدرته وعلمه شيء ما أصلا وقرىء ليعلموا عن النبي صلى اللّه عليه و سلم من قرا سورة الطلاق مات على سنة رسول اللّه صلى اللّه عليه æ Óá |
﴿ ٠ ﴾