ÓõæÑóÉõ ÇáúÞóáóãö ãóßøöíøóÉñ æóåöíó ÇËúäóÊóÇäö æóÎóãúÓõæäó ÂíóÉð سورة القلممكية الا من آية ١٧ الى آية ٣٣ ومن آية ٤٨ الى آية ٥٠ فمدنية وآياتها اثنتان وخمسون بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١ن بالسكون على الوقف وقرىء بالكسر وبالفتح لالتقاء الساكنين ويجوز ان يكون الفتح باضمار حرف القسم في موضع الجر كقولهم اللّه لأفعلن بالجر وأن يكون ذلك نصبا اذكر لا فتحا كما سبق في فاتحة سورة البقرة وامتناع الصرف للتعريف والتأنيث على أنه علم للسورة ثم ان جعل اسما للحرف مسرودا على نمط التعديد للتحدي بأحد الطريقين المذكورين في موقعه أو اسما للسورة منصوبا على الوجه المذكور أو مرفوعا على انه خبر لمبتدأ محذوف فالواو في قوله تعالى والقلم للقسم وان جعل مقسما به فهي للعطف عليه وايا ما كان فان اريد به قلم اللوح والكرام الكاتبين فاستحقاقه للاعظام بالاقسام به ظاهر وان اريد به الجنس فاستحقاق ما في ايدي الناس لذلك لكثرة منافعه ولو لم يكن له مزية سوى كونه آلة لتحرير كتب اللّه عز قائلا لكفى به فضلا موجبا لتعظيمه وقرىء بادغام النون في الواو وما يسطرون الضمير لأصحاب القلم المدلول عليهم بذكره وقيل للقلم على أن المراد به اصحابه كأنه قيل وأصحاب القلم ومسطوراتهم على أن ما موصولة أو وسطرهم على أنها مصدرية وقيل للقلم نفسه باسناد الفعل الى الآلة واجرائه مجرى العقلاء لاقامته مقامهم وقيل المراد بالقلم ما خط اللوح خاصة والجمع للتعظيم وقوله تعالى ٢ما أنت بنعمة ربك مجنون جواب القسم والباء متعلقة بمضمر هو حال من الضمير في خبرها والعامل فيها معنى النفي كأنه قيل أنت برىء من الجنون ملتبسا بنعمة اللّه التي هي النبوة والرياسة العامة والتعرض لوصف الربوبية المنبئه عن التبليغ الى معارج الكمال مع الاضافة الى ضميره صلى اللّه عليه و سلم لتشريفه صلى اللّه عليه و سلم والايذان بأنه تعالى يتم نعمته عليه ويبلغه من العلو الى غاية لا غاية وراءها والمراد تنزيهه صلى اللّه عليه و سلم عما كانوا ينسبونه صلى اللّه عليه و سلم اليه من الجنون حسدا وعداوة ومكابرة مع جزمهم بأنه صلى اللّه عليه و سلم في غاية الغايات القاصية ونهاية النهايات النائية من حصانة العقل ورزانة الرأي ٣وان لك بمقابلة مقاساتك الوان الشدائد من جهتهم وتحملك لأعباء الرسالة لأجرا لثوابا عظيما لا يقادر قدره غير ممنون مع عظمه كقوله تعالى عطاء غير مجذوذ أو غير ممنون عليك من جهة الناس فانه عطاؤه تعالى بلا توسط ٤وانك لعلى خلق عظيم لا يدرك شأوه احد من الخلق ولذلك تحتمل من جهتهم مالا يكاد يحتمله البشر وسئلت عائشة رضي اللّه عنها عن خلقه صلى اللّه عليه و سلم فقالت كان خلقه القرآن الست تقرأ القرآن قد افلح المؤمنون والجملتان معطوفتنا على جواب القسم ٥فستبصر ويبصرون قال ابن عباس رضي اللّه عنهما فستعلم ويعلمون يوم القيامة حين يتبين الحق من الباطل وقيل فستبصر ويبصرون في الدنيا بظهور عاقبة امركم بغلبة الاسلام واستيلائك عليهم بالقتل والنهب وصيرورتك مهيبا معظما في قلوب العالمين وكونهم اذلة صاغرين قال مقاتل هذا وعيد بعذاب يوم بدر ٦بأيكم المفتون اي أيكم الذي فتن بالجنون والباء مزيدة أو بأيكم الجنون على أن المفتون مصدر كالمعقول والمجلود أو بأي الفريقين منكم المجنون ابفريق المؤمنين ام بفريق الكافرين اي في ايهما يوجد من يستحق هذا الاسم وهو تعريض بأبي جهل بن هشام والوليد ابن المغيرة واضربهما كقوله تعالى سيعلمون غدا من الكذاب الاشر وقوله تعالى ٧ان ربك هو اعلم بمن ضلى عن سبيله تعليل لما ينبىء عنه ما قبله من ظهور جنونهم بحيث لا يخفى على احد وتأكيدا لما فيه من الوعد والوعيد اي هو اعلم بمن ضل عن سبيله تعالى المؤدي الى سعادة الدارين وهام في تيه الضلال متوجها الى ما يفيضه الى الشقاوة الأبدية وهذا هو المجنون الذي لا يفرق بين النفع والضرر بل يحسب الضرر نفعا فيؤثره والنفع ضررا فيهجره وهو اعلم بالمهتدين الى سبيله الفائزين بكل مطلوب الناجين عن كل محذوروهم العقلاء المراجيح فيجزي كلا من الفريقين حسبما يستحقه من العقاب والثواب واعادة هو اعلم لزيادة التقرير والفاء في قوله تعالى ٨فلا تطع المكذبين لترتيب النهي على ما ينبىء عنه ما قبله من اهتدائه صلى اللّه عليه و سلم وضلالهم أو على جميع ما فصل من أول السورة وهذا تهييج والهاب للتصميم على معاصاتهم اي دم على ما انت عليه من عدم طاعتهم وتصلب في ذلك أو نهى عن مداهنتهم ومداراتهم باظهار خلاف ما في ضميره صلى اللّه عليه و سلم استجلابا لقلوبهم لا عن طاعتهم كما ينبىء عنه قوله تعالى ٩ودوا لو تدهن فانه تعليل للنهي أو الانتهاء وانما عبر عنها بالطاعة للمبالغة في الزجر والتنفير اي احبوا لو تلاينهم وتسامحهم في بعض الامور فيدهنون اي فهم يدهنون حينئذ أو فهم الان يدهنون طمعا في ادهانك وقيل هو معطوف على تدهن داخل في حيز لو والمعنى ودوا لو يدهنون عقيب ادهانك ويأباه ما سيأتي من بدئهم بالادهان على ادهانهم امر محقق لا يناسب ادخاله تحت التمني وأيا ما كان فالمعتبر في جانبهم حقيقة الادهان الذي هو اظهار الملاينة واضمار خلافها وأما في جانبه صلى اللّه عليه و سلم فالمعتبر بالنسبة الى ودادتهم هو اظهار الملاينة فقط وأما اضمار خلافها فليس في حيز الاعتبار بل هم في غاية الكراهة له وانما اعتباره بالنسبة اليه صلى اللّه عليه و سلم وفي بعض المصاحف فيدهنوا على أنه جواب التمني المفهوم من ودوا أو ان ما بعده حكاية لودادتهم وقيل على انه عطف على تدهن بناء على ان لو بمنزلة ان الناصبة فلا يكون لها جواب وينسبك منها ومما بعدها مصدر يقع مفعولا لو دوا كأنه قيل ودوا ان تدهن فيدهنوا وقيل لو على حقيقتها وجوابها محذوف وكذا مفعول ودوا اي ودوا ادهانك لو تدهن فيدهنون لسروا بذلك ١٠ولا تطع كل حلاف كثير الحلف في الحق والباطل تقديم هذا الوصف على سائر الاوصاف الزاجرة عن الطاعة لكونه ادخل في الزجر مهين حقير الرأي والتدبير ١١هماز عياب طعان مشاء بنميم مضرب نقال للحديث من قوم الى قوم على وجه السعاية والافساد بينهم فان النميم والنميمة السعاية مناع للخير اي بخيل أو ١٢مناع للناس من الخير الذي هو الايمان والطاعة والانفاق معتد متجاوز في الظلم اثيم كثير الآثام ١٣عتل جاف غليظ من عتله اذا قاده بعنف وغلظة بعد ذلك بعد ما عد من مثالبه زنيم دعى مأخوذ من الزنمة وهي الهنة من جلد الماعزة تقطع فتخلى متدلية في حلقها وفي قوله تعالى بعد ذلك دلالة على ان دعوته اشد معايبة واقبح قبائحة قيل هو الوليد بن المغيرة فانه كان دعيا في قريش وليس من سنخهم ادعاه المغيرة بعد ثماني عشرة من مولده وقيل هو الأخنس بن شريق أصله من ثقيف وعداده في زهرة ١٤ان كان ذا مال وبنين متعلق بقوله تعالى لا تطع اي لا تطع من هذه مثالبه لأن كان متمو لا مستظهرا بالبنين وقوله تعالى, ١٥اذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الاولين استئناف جار مجرى التعليل للنهي وقيل متعلق بما دل عليه الجملة الشرطية من معنى الجحود ذو التكذيب لا بجواب الشرط لأن ما بعد الشرط لا يعمل فيما قبله كأنه قيل لكونه مستظهرا بالمال والبنين كذب بآياتنا وفيه انه بدل ان مدار تكذيبه كونه ذا مال وبنين من غير أن يكون لسائر قبائحه دخل في ذلك وقرىء أأن كان على معنى الان كان ذا مال كذب بها أو اتطيعه لأن كان ذا مال وقرىء ان كان بالكسر والشرط للمخاطب اي لا تطع كل حلاف شارطا يساره لأن اطاعة الكافر لغناه بمنزلة اشتراط غناه في الطاعة ١٦سنسمه على الخرطوم بالكي على اكرم مواضعه لغاية اهانته واذلاله قيل اصاب انف الوليد جراحة يوم بدر فبقيت علامتها وقيل معناه سنعلمه يوم القيامة بعلامة مشوهة يعلم بها عن سائر الكفرة ١٧انا بلوناهم اي اهل مكة بالقحط بدعوة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كما بلونا اصحاب الجنة وهم قوم من أهل الصلاة كانت لأبيهم هذه الجنة دون صنعاء بفرسخين فكان يأخذ منها قوت سنة ويتصدق بالباقي وكان ينادي الفقراء وقت الصرام ويترك لهم ما أخطأه المنجل وما في أسفل الاكداس وما أخطأه القطاف من العنب وما بقي على البساط الذي يبسط تحت النخلة اذا صرمت فكان يجتمع لهم شيء كثير فلما مات ابوهم قال بنوه ان فعلنا ما كان يفعل ابونا ضاق علينا الأمر فحلفوا فيما بينهم وذلك قوله تعالى اذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ليقطعنها داخلين في الصباح ١٨ولا يستثنون اي لا يقولون ان شاء اللّه وتسميته استثناء مع انه شرط من حيث ان مؤداه مؤدي الاستثناء فان قولك لأخرجن ان شاء اللّه ولا اخرج الا ان يشاء اللّه بمعنى واحد أو ولا يستثنون حصة المساكين كما كان يفعله ابوهم والجملة مستأنفة ١٩فطاف عليها اي على الجنة طائف بلاء طائف وقرىء طيف من ربك مبتدأ من جهته تعالى وهم نائمون غافلون عما جرت به المقادير ٢٠فاصبحت كالصريم كالبستان الذي صرمت ثماره بحيث لم يبق منها شيء فعيل بمعنى مفعول وقيل كالليل اي احترقت فأسودت وقيل كالنهار اي يبست وابيضت سميا بذلك لأن كلا منهما ينصرم عن صاحبه وقيل الصريم الرمال ٢١فتنادوا اي نادى بعضهم بعضا مصبحين داخلين في الصباح ٢٢ان اغدوا اي اغدوا على أن أن مفسرة أو بأن اغدوا على انها مصدرية اي اخرجوا غدوة على حرثكم بستانكم وضيعتكم وتعدية الغدو بعلى لتضمينه معنى الاقبال أو الاستيلاء ان كنتم صارمين قاصدين للصرم ٢٣فانطلقوا وهم يتخافتون اي يتشاورون فيما بينهم بطريق المخافتة وخفي وخفت وخفد ثلاثتها في معنى الكتم ومنه الخفدود للخفاش ٢٤ان لا يدخلنها اي الجنة اليوم عليكم مسكين ان مفسرة لما في التخافت من معنى القول وقرىء بطرحها على اضمار القول والمراد بنهي المسكين عن الدخول المبالغة في النهي عن تمكينه من الدخول كقولهم لا ارينك ههنا ٢٥وغدوا على حرد قادرين اي على نكد لا غير من جاردت السنة اذا لم يكن فيها مطر وحاردت الابل اذا منعت درها والمعنى انهم ارادوا ان يتنكدوا على المساكين ويحرموهم وهم قادرون على نفعهم فغدوا بحال لا يقدرون فيها الا على النكد والحرمان وذلك انهم طلبوا حرمان المساكين فتعجلوا الحرمان والمسكنة أو وغدوا على محاردة جنتهم وذهاب خيرها قادرين بدل كونهم قادرين على اصابة خيرها ومنافعها اي غدوا حاصلين على النكد والحرمان مكان كونهم قادرين على الانتفاع وقيل الحرد الحرد وقد قرىء بذلك اي لم يقدروا الا على حنق بعضهم لبعض لقوله تعالى يتلاومون وقيل الحرد القصد والسرعة اي غدوا قاصدين الى جنتهم بسرعة قادرين عند انفسهم على صرامها وقيل هو علم للجنة ٢٦فلما رأوها قالوا في بديهة رؤيتهم انا لضالون اي طريق جنتنا وما هي بها ٢٧بل نحن محرومون قالوه بعد ما تأملوا ووقفوا على حقيقة الأمر مضربين عن قولهم الأول اي لسنا ضالين بل نحن محرمون حرمنا خيرها بجنايتنا على أنفسنا ٢٨قال اوسطهم اي رأيا أو سنا ام اقل لكم لولا تسبحون لولا تذكرون اللّه تعالى وتنوبون اليه من خبث نيتكم وقد كان قال لهم حين عزموا على ذلك اذكروا اللّه وتوبوا اليه عن هذه العزيمة الخبيثة من فوركم وسارعوا الى حسم شرها قبل حلول النقمة فعصوه فعيرهم كما ينبىء عنه قوله تعالى ٢٩قالوا سبحان ربنا ان كنا ظالمين وقيل المراد بالتسبيح الاستثناء لاشتراكهما في التعظيم أو لأنه تنزيه له تعالى عن ان يجري في ملكه مالا يشاؤه ٣٠فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون اي يلوم بعضهم بعضا فان منهم من أشار بذلك ومنهم من استصوبه ومنهم من سكت راضيا به ومنهم من انكره ٣١قالوا يا ويلنا انا كنا طاغين متجاوزين حدود اللّه ٣٢عسى ربنا ان يبدلنا وقرىء بالتشديد اي يعطينا بدلا منها ببركة التوبة والاعتراف بالخطيئة خيرا منها انا الى ربنا راغبون راجعون العفو طالبون الخير والى لانتهاء الرغبة أو لتضمنها معنى الرجوع عن مجاهد تابوا فأبدلوا خيرا منها وروي أنهم تعاقدوا وقالوا ان أبدلنا اللّه خيرا منها لنصنعن كما صنع ابونا فدعوا اللّه تعالى وتضرعوا اليه فأبدلهم اللّه تعالى من ليلتهم ما هو خير منها قالوا ان اللّه تعالى امر جبريل عليه السلام ان يقتلع تلك الجنة المحترقة فيجعلها بزغر من أرض الشام ويأخذ من الشام جنة فيجعلها مكانها وقال ابن مسعود رضي اللّه تعالى عنه ان القوم لما أخلصوا وعرف اللّه منهم الصدق ابدلهم جنة يقال لها الحيوان فيها عنب يحمل البغل منه عنقودا وقال ابو خالد اليماني دخلت تلك الجنة فرأيت كل عنقود منها كالرجل الأسود القائم وسئل قتادة عن اصحاب الجنة اهم من أهل الجنة ام من أهل النار فقال لقد كلفتني تعبا وعن الحسن رحمه اللّه تعالى قول أصحاب الجنة انا الى ربنا راغبون لا أدري ايمانا كان ذلك منهم أو على حد ما يكون من المشركين اذا أصابتهم الشدة فتوقف في أمرهم والأكثرون على أنهم تابوا وأخلصوا حكاه القشيري ٣٣كذلك العذاب جملة من مبتا وخبر مقدم لافادة القصر والألف واللام للعهد اي مثل الذي بلونا به أهل مكة وأصحاب الجنة عذاب الدنيا ولعذاب الآخرة اكبر اعظم وأشد لو كانوا يعلمون انه اكبر لاحترزوا عما يؤديهم اليه ٣٤ان للمتقين اي من الكفر والمعاصي عند ربهم اي في الآخرة أو في جوار القدس جنات النعيم جنات ليس فيها الا التنعم الخالص عن شائبة ما ينغصه من الكدورات وخوف الزوال كما عليه نعيم الدنيا وقوله تعالى ٣٥افنجعل المسلمين كالمجرمين تقرير لما قبله من فوز المتقين بجنات النعيم ورد لما يقوله الكفرة عند سماعهم بحديث الآخرة وما وعد اللّه المسلمين فيها فانهم كانوا يقولون ان صح أنا نبعث كما يزعم محمد ومن معه لم يكن حالنا وحالهم إلا مثل ما هي في الدنيا وإلا لم يزيدوا علينا ولم يفضلونا وأقصى أمرهم أن يساوونا والهمزة للإنكار والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام أي أنحيف في الحكم فنجعل المسلمين كالكافرين ثم قيل لهم بطريق الالتفات لتأكيد الرد وتشديده ٣٦ما لكم كيف تحكمون تعجبيا من حكمهم واستبعادا له وإيذانا بأنه لا يصدر عن عاقل ٣٧أم لكم كتاب نازل من السماء فيه تدرسون أي تقرؤن ٣٨إن لكم فيه لما تخيرون أي ما تتخيرونه وتشتهونه وأصله أن لكم بالفتح لأنه مدروس فلما جيء باللام كسرت ويجوز أن يكون حكاية للمدروس كما هو كقوله تعالى وتركنا عليه في الآخرين * سلام على نوح في العالمين وتخير الشيء واختياره اخذ خيره ٣٩ام لكم ايمان علينا اي عهود مؤكدة بالأيمان بالغة متناهية في التوكيد وقرئت بالنصب على الحال والعامل فيها أحد الظرفين الى يوم القيامة متعلق بالمقدر في لكم أي ثابتة لكم الى يوم القيامة لا نخرج عن عهدتها حتى نحكمكم يومئذ ونعطيكم ما تحكمون أو ببالغة اي ايمان تبلغ ذلك اليوم وتنتهي اليه وافرة لم تبطل منها يمين ان لكم لما تحكمون جواب القسم لان معنى ام لكم علينا ايمان ام أقسمنا لكم ٤٠سلهم تلوين للخطاب وتوجيه له الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم باسقاطهم عن رتبة الخطاب اي سلهم مبكتا لهم ايهم بذلك الحكم الخارج عن العقول زعيم اي قائم يتصدى لتصحيحه ٤١ام لهم شركاء يشاركونهم في هذا القول ويذهبون مذهبهم فليأتوا بشركائهم ان كانوا صادقين في دعواهم اذ لا أقل من التقليد وقد نبه في هذه الآيات الكريمة على أن ليس لهم شيء يتوهم ان يتشبثوا به حتى التقليد الذي لا يفلح من تشبث بذيله وقيل المعنى ام لهم شركاء يجعلونهم مثل المسلمين في الآخرة ٤٢يوم يكشف عن ساق اي يوم يشتد الأمر ويصعب الخطب وكشف الساق مثل في ذلك وأصله تشمير المخدرات عن سوقهن في الهرب قال حاتم اخو الحرب ان عضت به الحرب عضها وان شمرت عن ساقها الحرب شمرا وقيل ساق الشيء أصله الذي به قوامه كساق الشجر وساق الانسان اي يوم يكشف عن أصل الأمر فتظهر حقائق الأمور وأصولها بحيث تصير عيانا وتنكيره للتهويل أو التعظيم وقرىء تكشف بالتاء على البناء للفاعل والمفعول والفعل للساعة أو الحال وقرىء نكشف بالنون ويكشف بالتاء المضمومة وكسر الشين من أكشف الأمر اي دخل في الكشف وناصب الظرف فليأتوا أو مضمر مقدم اي اذكر يوم الخ أو مؤخر اي يوم مشكف عن ساق الخ يكون من الاهوال وعظائم الأحوال مالا يبلغه الوصف ويدعون الى السجود توبيخا وتعنيفا على تركهم اياه في الدنيا وتحسيرا لهم على تفريطهم في ذلك فلا يستطيعون لزوال القدرة عليه وفي دلالة على أنهم يقصدون السجود فلا يتأتى منهم عن ذلك عن ابن مسعود رضي اللّه عنه تعقم أصلا بهم أي ترد عظاما بلا مفاصل لا تنثني عند الرفع والخفض وفي الحديث وتبقى أصلابهم طبقا واحدا اي فقارة واحدة ٤٣خاشعة أبصارهم حال من مرفوع يدعون على أن ابصارهم مرتفع به على الفاعلية ونسبة الخشوع الى الأبصار لظهور أثره فيها ترهقهم تلحقهم وتغشاهم ذلة شديدة وقد كانوا يدعون الى السجود في الدنيا والاظهار في موضوع الاضمار لزيادة التقرير أو لأن المراد به الصلاة أو ما فيها من السجود والدعوة دعوة التكليف وهم سالمون متمكنون منه أقوى تمكن اي فلا يجيبون اليه ويأبونه وانما ترك ذكره ثقة بظهوره ٤٤فذرني ومن يكذب بهذا الحديث اي كله الى فاني أكفيك أمره أي حسبك في الايقاع به والا نتقام منه ان تكل امره الى وتخلي بيني وبينه فاني عالم بما يستحقه من العذاب ومطيق له والفاء لترتيب الأمر على ما قبلها من أحوالهم المحكية اي واذا كان حالهم في الآخرة كذلك فذرني ومن يكذب بهذا القرآن وتوكل على في الانتقام منه وقوله تعالى سنستدرجهم استئناف مسوق لبيان كيفية التعذيب المستفاد من الأمر السابق اجمالا والضمير لمن والجمع باعتبار معناها كما أن الافراد في يكذب باعتبار لفظها اي سنستنزلهم الى العذاب درجة فدرجة بالاحسان وادامة الصحة وازدياد النعمة من حيث لا يعلمون انه استدراج وهو الانعام عليهم بل يزعمون انه ايثار لهم وتفضيل على المؤمينين مع انه سبب لهلاكهم ٤٥وأملي لهم وأمهلهم ليزدادوا اثما وهم يزعمون أن ذلك لارادة الخير بهم ان كيدي متين لا يوقف عليه ولا يدفع بشيء وتسمية ذلك كيدا لكونه في صورة الكيد ٤٦ام تسألهم على الابلاغ والارشاد أجرا دنيويا فهم لأجل ذلك من مغرم أي غرامة مالية مثقلون مكلفون حملا ثقيلا فيعرضون عنك ٤٧ام عندهم الغيب اي اللوح أو المغيبات فهم يكتبون منه ما يحكمون ويستغنون به عن علمك ٤٨فاصبر لحكم ربك وهو امهالهم وتأخير نصرتك عليهم ولا تكن كصاحب الحوت اي يونس عليه السلام اذ نادى في بطن الحوت وهو مكظوم مملوء غيظا والجملة حال من ضمير نادى وعليها يدور النهي لا على النداء فانه امر مستحسن ولذلك لم يذكر المنادى واذ منصوب بمضاف محذوف اي لا يكن حالك كحاله وقت ندائه اي لا يوجد منك ما وجد منه من المضجر والمغاضبة فتبتلي ببلائه ٤٩لو لا أن تداركه نعمة من ربه وقرىء رحمة وهو توفيقه للتوبة وقبولها منه وحسن تذكير الفعل للفصل بالضمير وقرىء تداركته وتداركه أي تتداركه على حكايةالحال الماضية بمعنى لولا أن كان يقال تتداركه لنبذ بالعراء بالأرض الخالية من الأشجار وهو مذموم مليم مطرود من الرحمة والكرامة وهو حال من مرفوع نبذ عليها يعتمد جواب لولا لأنها هي المنتفية لا النبذ بالعراء كما مر في الحال الأولى والجملة الشرطية استئناف وارد لبيان كون المنهي عنه أمرا محذورا مستتبعا للغائلة وقوله تعالى ٥٠فاجتباه ربه عطف على مقدر اي فتداركته نعمة من ربه فاجتباه بأن رد اليه الوحي وأرسله الى مائة الف أو يزيدون وقيل استنبأه ان صح أنه لم يكن نبيا قبل هذه الواقعة فجعله من الصالحين من الكاملين في الصلاح بأن عصمه من أن يفعل فعلا يكون تركه أولى روي أنها نزلت بأحد حين هم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يدعو على المنهزمين من المؤمنين وقيل حين أراد ان يدعو على ثقيف ٥١وان يكار الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم وقرىء ليزلقونك بفتح الياء من زلقه بمعنى أزلقه ويزهقونك وان هي المخففة واللام دليلها والمعنى أنهم من شدة عداوتهم لك ينظرون اليك شزرا بحيث يكادون يزلون قدمك فيرمونك من قولهم نظر الى نظرا يكاد يصر عني اي لو امكنه بنظره الصرع لفعله أو أنهم يكادون يصيبونك بالعين اذ قد روي أنه كان في بني اسد عيانون فأراد بعضهم أن يعين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فنزلت وفي الحديث ان العين لتدخل الرجل القبر والجمل القدر ولعله من خصائص بعض النفوس وعن الحسن دواء الاصابة بالعين ان تقرأ هذه الآية لما سمعوا الذكر أي وقت سماعهم بالقرآن على أن لما ظرفية منصوبة بيزلقونك وذلك لاشتداد بغضهم وحسدهم عند سماعه ويقولون لغاية حيرتهم في أمره عليه الصلاة و السلام ونهاية جهلهم بما في تضاعيف القرآن من تعاجيب الحكم وبدائع العلوم المحجوبة عن العقول المنغمسة بأحكام الطبائع ولتنفير الناس عنه انه لمجنون وحيث كان مدار حكمهم الباطل ما سمعوه منه عليه الصلاة و السلام رد ذلك يبيان علو شأنه وسطوع برهانه فقيل ٥٢وما هو الا ذكر للعالمين على أنه حال من فاعل يقولون مفيدة لغاية بطلان قولهم وتعجيب السامعين من جرأتهم على تفوه تلك العظيمة أي يقولون ذلك والحال أنه ذكر للعالمين أي تذكير وبيان لجميع ما يحتاجون اليه من أمور دينهم فأين من أنزل عليه ذلك وهو مطلع على أسراره طرأ ومحيط بجميع حقائقه خبرا مما قالوا وقيل معناه شرف وفضل لقوله تعالى وانه لذكر لك ولقومك وقيل الضمير لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وكونه مذكرا وشرفا للعالمين لا ريب فيه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من قرأ سورة القلم أعطاه اللّه ثواب الذين حسن اللّه اخلاقهم |
﴿ ٠ ﴾