ÓõæÑóÉõ ÇáúãóÚóÇÑöÌö ãóßøöíøóÉñ æóåöíó ÃóÑúÈóÚñ æóÃóÑúÈóÚõæäó ÂíóÉð سورة المعارجمكية وآياتها اربع وأربعون بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١سأل سائل اي دعا داع بعذاب واقع اي استدعاه وطلبه وهو النضر بن الحرث حيث قال انكارا واستهزاء ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم وقيل ابو جهل حيث قال أسقط علينا كسفا من السماء وقيل هو الحرث بن النعمان الفهري وذلك انه لما بلغه قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في علي رضي اللّه عنه من كنت مولاه فعلى مولاه قال اللّهم ان كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء فما لبث حتى رماه اللّه تعالى بحجر فوقع على دماغه مخرج من أسفله فهلك من ساعته وقيل هو الرسول صلى اللّه عليه و سلم استعجل عذابهم وقرىء سأل وهو أما من السؤال على لغة قريش فالمعنى ما مر أو من السيلان ويؤيده انه قرىء سال سيل اي اندفع واد بعذاب واقع وصيغة الماضي للدلالة على تحقق وقوعه أما في الدنيا وهو عذاب يوم بدر فان النضر قتل يومئذ صبرا وقد مر حال الفهري وأما في الآخرة فهو عذاب النار واللّه اعلم للكافرين صفة اخرى لعذاب اي كائن ٢للكافرين أو صلة لواقع أو متعلق بسأل اي دعا للكافرين بعذاب واقع وقوله تعالى ليس له دافع صفة اخرى لعذاب أو حال منه لتخصصه بالصفة أو بالعمل أو من الضمير في الكافرين على تقدير كونه صفة لعذاب أو استئناف ٣من اللّه متعلق بواقع أو بدافع اي ليس له دافع من جهته تعالى ذي المعارج ذي المصاعد التي يصعد فيها الملائكة بالأوامر والنواهي أو هي عبارة عن السموات المترتبة بعضها فوق بعض ٤تعرج الملائكة والروح اي جبريل عليه السلام افرد بالذكر لتميزه وفضله وقيل الروح خلق هم حفظة على الملائكة كما أن الملائكة حفظة على الناس اليه الى عرشه تعالى والى حيث تهبط منه اوامره تعالى وقيل هو من قبيل قول ابراهيم عليه السلام اني ذاهب الى ربي اي الى حيث امرني به في يوم كان مقداره خمسين الف سنة مما يعده الناس وهو بيان لغاية ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها على منهاج التمثيل والتخييل والمعنى انها من الارتفاع بحيث لو قدر قطعها في زمان لكان ذلك الزمان مقدار خمسين الف سنة من سنى الدنيا وقيل معناه تعرج الملائكة والروح الى عرشه تعالى في يوم كان مقداره كمقدار خمسين الف سنة اي يقطعون في يوم ما يقطعه الانسان في خمسين الف سنة لو فرض ذلك وقيل في يوم متعلق بواقع وقيل بسأل على تقدير كونه من السيلان فالمراد به يوم القيامة واستطالته أما لأنه كذلك في الحقيقة أو لشدته على الكفار أو لكثرة ما فيه من الحالات والمحاسبات وأيا ما كان فذلك في حق الكافر وأما في حق المؤمن فلا لما روي ابو سعيد الخدري رضي اللّه عنه انه قيل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما أطول هذا اليوم فقال عليه الصلاة و السلام والذي نفسي بيده انه ليخف على المؤمن حتى أنه يكون اخف من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا وقوله تعالى ٥فاصبر صبرا جميلا متعلق بسأل لأن السؤال كان عن استهزاء وتعنت وتكذيب بالوحي وذلك مما يضجره عليه الصلاة و السلام أو كان عن تضجر واستبطاء للنصر أو بسأل سائل أو سال سيل فمعناه جاء العذاب لقرب وقوعه فقد شارفت الانتقام ٦انهم يرونه اي العذاب الواقع أو يوم القيامة على تقدير تعلق في يوم بواقع بعيدا اي يستبعدونه بطريق الاحالة فلذلك يسألون به ٧ونراه قريبا هينا في قدرتنا غير بعيد علينا ولا متعذر على أن البعد والقرب معتبران بالنسبة الى الامكان والجملة تعليل للأمر بالصبر وقوله تعالى ٨يوم تكون السماء كالمهل متعلق بقريبا اي يمكن ولا يعتذر في ذلك اليوم أو بمضمر دل عليه واقع أو بمضمر مؤخر اي يوم تكون السماء كالمهل الخ يكون من الأحوال والأهوال ما لا يوصف أو بدل من في يوم على تقدير تعلقه بواقع هذا ما قالوا ولعل الأقرب ان قوله تعالى سأل سائل حكاية لسؤالهم المعهود على طريقة قوله تعالى يسألونك عن الساعة وقوله تعالى ويقولون متى هذا الوعد ونحوهما اذ هو المعهود بالوقوع على الكافرين لا ما دعا به النضر أو ابو جهل الفهري فالسؤال بمعناه والباء بمعنى عن كما في قوله تعالى فأسال به خبيرا وقوله تعالى ليس له دافع الخ استئناف مسوف لبيان وقوع المسؤل عنه لا محالة وقوله تعالى فاصبر صبرا جميلا مترتب عليه وقوله تعالى انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا تعليل للأمر بالصبر كما ذكر وقوله تعالى يوم تكون الخ متعلق بليس له دافع أو بما يدل هو عليه اي يقع يوم تكون السماء كالمهل وهو ما أذيب على مهل من الفلزات وقيل دردي الزيت ٩وتكون الجبال كالعهن كالصوف المصبوغ الوانا لاختلاف الوان الجبال منها جدد بيض وحمر مختلف الوانها وغرابيب سود فاذا بست وطيرت في الجو اشبهت العهن المنفوش اذا طيرته الريح ١٠ولا يسأل حميم حميما اي لا يسأل قريب قريبا عن احواله ولا يكلمه لابتلاء كل منهم بما يشغله عن ذلك وقرىء على البناء للمفعول اي لا يطلب من حميم حميم أولا يسأل منه حال ١١يبصرونهم اي يبصر الاحماء الاحماء فلا يخفون عليهم وما يمنعهم من التساؤل الا تشاغلهم بحال انفسهم وقيل ما يغني عنه من مشاهدة الحال كبياض الوجه وسواده والأول ادخل في التهويل وجمع الضميرين لعموم الحميم وقرىء يبصرونهم والجملة استئناف يود المجرم اي يتمنى الكافر وقيل كل مذنب وقوله تعالى لو يفتدي من عذاب يومئذ اي العذاب الذي ابتلوا به يومئذ ببنيه ١٢وصاحبته وأخيه حكاية لودادتهم ولو في معنى التمني وقيل هي بمنزلة ان الناصبة فلا يكون لها جواب وينسبك منها ومما بعدها مصدر يقع مفعولا ليود والتقدير يود افتداءه ببنيه الخ والجملة استئناف لبيان ان اشتغال كل مجرم بنفسه بلغ الى حيث يتمنى ان يفتدى بأقرب الناس اليه وأعلقهم بقلبه فضلا ان يهتم بحاله ويسأل عنها وقرىء يومئذ بالفتح على البناء للاضافة الى غير متمكن وبتنوين عذاب ونصب يومئذ وانتصابه بعذاب لأنه في معنى تعذيب ١٣وفصيلته اي عشيرته التي فصل عنهم التي تؤويه اي تضمه في النسب أو عند الشدائد ١٤ومن في الأرض جميعا من الثقلين والخلائق ومن للتغليب ثم ينجيه عطف على يفتدي اي يود لو يفتدي ثم لو ينجيه الافتداء وثم لاستبعاد الانجاء يعني يتمنى لو كان هؤلاء جميعا تحت يده وبذلهم في فداء نفسه ثم ينجيه ذلك وهيهات ١٥كلا ردع للمجرم عن الودادة وتصريح بامتناع انجاء الافتداء وضمير انها أما للنار المدلول عليها بذكر العذاب أو مبهم ترجم عند الخبر الذي هو قوله تعالى لظى وهي علم للنار منقول من اللظى بمعنى اللّهب ١٦نزاعة للشوى نصب على الاختصاص أو حال مؤكدة والشوى الاطراف أو جمع شواة وهي جلدة الرأس وقرىء نزاعة بالرفع على أنه خبر ثاني لأن أو هو الخبر ولظى بدل من الضمير أو الضمير للقصة ولظى مبتدأ ونزاعة خبره ١٧تدعو اي تجذب وتحضر وقل تدعو وتقول لهم الى الى يا كافر يا منافق وقيل تدعو المنافقين والكافرين بلسان فصيح ثم تلتقطهم التقاط الحب وقيل تدعو تهلك وقيل تدعو زبانيتها من أدبر اي عن الحق وتولى اعرض عن الطاعة ١٨وجمع فأوعى اي جمع المال فجعله في وعاء وكنزه ولم يؤد زكاته وحقوقه وتشاغل به عن الدين وزهي بإقتنائه حرصا وتأميلا ١٩ان الانسان خلق هلوعا الهلع سرعة الجزع عند مس المكروه وسرعة المنع عند مس الخير وقد فسره احسن تفسير قوله تعالى ٢٠اذا مسه الشر اي الفقر والمرض ونحوهما جزوعا اي مبالغا في الجزع مكثرا منه ٢١واذا مسه الخير اي السعة والصحة منوعا مبالغا في المنع والامساك والأوصاف الثلاثة احوال مقدرة أو محققه لأنها طبائع جبل الانسان عليها واذا الأولى ظرف لجزوعا والثانية لمنوعا ٢٢الا المصلين استثناء للمتصفين بالنعوت الجليلة الآتية من المطبوعين على القبائح الماضية لأنباء نعوتهم عن الاستغراق في طاعة الحق والاشفاق على الخلق والايمان بالجزاء والخوف من العقوبة وكسر الشهوة وايثار الآجل على العاجل على خلاف القبائح المذكورة الناشئة من الانهماك في حب العاجل وقصر النظر عليه ٢٣الذين هم على صلاتهم دائمون لا يشغلهم عنها شاغل ٢٤والذين في اموالهم حق معلوم اي نصيب معين يستوجبونه على انفسهم تقربا الى اللّه تعالى واشفاقا على الناس من الزكاة المفروضة والصدقات الموظفة ٢٥للسائل الذي يسأله والمحروم الذي لا يسأله فيظن انه غني فيحرم ٢٦والذين يصدقون بيوم الدين اي بأعمالهم حيث يتعبون انفسهم في الطاعات البدنية والمالية طمعا في المثوبة الاخروية بحيث يستدل بذلك على تصديقهم بيوم الجزاء ٢٧والذين هم من عذاب ربهم مشفقون خائفون على انفسهم مع مالهم من الأعمال الفاضلة استقصارا لها واستعظاما لجنابه عز و جل كقوله تعالى والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون وقوله تعالى ٢٨ان عذاب ربهم غير مأمون اعتراض مؤذن بأنه لا ينبغي لأحد أن يأمن عذابه تعالى وان بالغ في الطاعة ٢٩٣٠والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم أو ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين سلف تفسيره في سورة المؤمنين ٣١فمن ابتغى اي طلب لنفسه وراء ذلك وراء ما ذكر من الأزواج والمملوكات فأولئك المبتغون هم العادون المتعدون لحدود اللّه تعالى ٣٢والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون لا يخلون بشيء من حقوقها ٣٣والذين هم بشهاداتهم قائمون اي مقيمون لها بالعدل احياء لحقوق الناس وتخصيصها بالذكر مع اندراجها في الأمانات لابانة فضلها وقرىء لأمانتهم وبشهادتهم على ارادة الجنس ٣٤والذين هم على صلاتهم يحافظون اي يراعون شرائطها ويكملون فرائضها وسننها ومستحباتها وآدابها وتكرير ذكر الصلاة ووصفهم بها اولا وآخرا باعتبارين للدلالة على فضلها وانافتها على سائر الطاعات وتكرير الموصولات لتنزيل اختلاف الصفات منزلة اختلاف الذوات كما في قول من قال الى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتائب في المزدحم ايذانا بأن كل واحد من الأوصاف المذكورة نعت جليل على حياله له شأن خطير مستتبع لأحكام جمة حقيق بأن يفرد له موصوف مستقل ولا يجعل شيء منها تتمة للآخر ٣٥اولئك اشارة الى الموصوفين بما ذكر من الصفات وما فيه من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار اليهم للايذان بعلو شانهم وبعد منزلتهم في الفضل وهو مبتدا خبرة فى جنات اى مستقرون فى جنات لايقادر قدرها ولا يدرك كنهها وقوله تعالى مكرمون خبر اخر أو هو الخبر وفى جنات متعلق به قدم عليه لمراعاة الفواصل أو بمضمر هو حال من الضمير فى الخبر اى مكرمون كائنين فى جنات ٣٦فما للذين كفروا قبلك حولك مهطعين مسرعين نحوك مادى اعناقهم اليك مقبلين بابصارهم عليك ٣٧عن اليمن وعن الشمال عزين اى فرقا شتى جمع عزة واصلها عزوة من العزو كأن كل فرقة تعتزي الى غير من تعتزي اليه الأخرى كان المشركون يحلقون حول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حلقا حلقا وفرقا وفرقا ويستهزؤن بكلامه عليه الصلاة و السلام ويقولون ان دخل هؤلاء الجنة كما يقول محمد فلندخلنها قبلهم فنزلت ٣٨ايطمع كل امرىء منهم ان يدخل جنة نعيم بلا ايمان ٣٩كلا ردع لهم عن ذلك الطمع الفارغ انا خلقناهم مما يعلمون قيل هو تعليل للردع والمعنى انا خلقناهم من أجل ما يعلمون كما في قول الأعشى أأزمعت من آل ليلى ابتكاراوشطت على ذي هوى ان تزارا وهو تكميا النفس بالايمان والطاعة فمن لم يستكملها بذلك فهو بمعزل من أن يبوأ مبوأ الكاملين فمن أين لهم أن يطمعوا في دخول الجنة وهم مكبون على الكفر والفسوق وانكار البعث وقيل معناه انا خلقناهم مما يعلمون من نطفة مذرة فمن اين يتشرفون ويدعون التقدم ويقولون لندخلن الجنة قبلهم وقيل انهم مخلوقون من نطفة قدرة لا تناسب عالم القدس فمتى لم تستكمل الايمان والطاعة ولم تتخلق بأخلاق الملكية لم تستعد لدخولها ولا يخفى ما في الكل من التمحل والأقرب أنه كلام مستأنف قد سبق تمهيدا لما بعده من بيان قدرته تعالى على أن يهلكهم لكفرهم بالبعث والجزاء واستهزائه برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وبما نزل عليه من الوحي وادعائهم دخول الجنة بطريق السخرية وينشء بدلهم قوما آخرين فان قدرته تعالى على ما يعلمون من النشأة الأولى حجة بينة على قدرته تعالى على ذلك كما يفصح عنه الفاء الفصيحة في قوله تعالى ٤٠فلا اقسم برب المشارق والمغارب والمعنى اذا كان الأمر كما ذكر من أنا خلقناهم مما يعلمون فأقسم برب المشارق والمغارب انا لقادرون ٤١على أن نبدل خيرا منهم اي نهلكهم بالمرة حسبما تقتضيه جناياتهم ونأتي بدلهم بخلق آخرين ليسوا على صفتهم وما نحن بمسبوقين بمغلوبين ان اردنا ذلك لكن مشيئتنا المبنية على الحكم البالغة اقتضت تأخير عقوباتهم ٤٢فذرهم فخلهم وشأنهم يخوضوا في باطلهم الذي من جملته ما حكى عنهم ويلعبوا في دنياهم حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون وهو يوم البعث عند النفخة الثانية لا يوم النفخة الاولى كما توهم فان قوله تعالى ٤٣يوم يخرجون من الأجداث بدل من يومهم وقرىء يخرجون على البناء للمفعول من الاخراج سراعا حال من مرفوع يخرجون اي مسرعين كأنهم الى نصب وهو كل ما نصب فعبد من دون اللّه تعالى وقرىء بسكون الصاد وبفتح النون وسكون الصاد ايضا يوفضون يسرعون ٤٤خاشعة ابصارهم وصفت ابصارهم بالخشوع مع انه وصف الكل لغاية ظهور آثاره فيها ترهقهم ذلة تغشاهم ذلة شديدة ذلك الذي ذكر ما سيقع فيه من الأحوال الهائلة اليوم الذي كانوا يوعدون في الدنيا عن النبي صلى اللّه عليه و سلم من قرأ سورة سأل سائل اعطاه اللّه تعالى ثواب الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون |
﴿ ٠ ﴾