ÓõæÑóÉõ ÇáúãõÒøóãøöáö ãóßøöíøóÉñ

æóåöíó ÚöÔúÑõæäó ÂíóÉð

سورة المزّمّل

بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

١

يأيها المزمل أي المتزمل بثيابه إذا تلفف بها فأدغم التاء في الزاء وقد قرىء على الأصل وقرىء المزمل من زمله مبنيا للمفعول ومبنيا للفاعل قيل خوطب به النبي صلى اللّه عليه و سلم تهجينا لما كان عليه من الحالة حيث كان عليه الصلاة و السلام متلففا بقطيفة مستعد للنوم كما يفعله من لا يهمه أمر ولا يعنيه شأن فأمر بأن يترك التزمل إلى التشمر للعبادة والهجود إلى التهجد

وقيل دخل عليه الصلاة و السلام على خديجة وقد جئث فرقا أول ما أتاه جبريل عليهما السلام وبوادره ترعد فقال زملوني زملوني فحسب أنه عرض له فبينا هو على ذلك إذ ناداه جبريل فقال يأيها المزمل فيكون تخصيص وصف التزمل بالخطاب للملاطفة والتأنيس كما في قوله عليه الصلاة و السلام لعلى رضى اللّه عنه حين غاضب فاطمة رضي اللّه عنها فأتاه وهو نائم وقد لصق بجنبه التراب قم يا أبا تراب ملاطفة وإشعارا بأنه غير عاتب عليه

وقيل المعنى يأيها الذي زمل أمرا عظيما هو أمر النبوة أي حمله والزمل الحمل وإزدمله أي احتمله فالتعرض للوصف حينئذ للإشعار بعليته للقيام أو للأمر به فإن تحميله عليه الصلاة و السلام لأعباء النبوة مما يوجب الإجتهاد في العبادة

٢

قم الليل أي قم إلى الصلاة وانتصاب الليل على الظرفية

وقيل القيام مستعار للصلاة ومعنى قم صل وقرىء بضم الميم وفتحها

إلا قليلا استثناء من الليل وقوله تعالى

٣

نصفه بدل من الليل الباقي بعد الثنيا بدل الكل أي قم نصفه والتعبير عن النصف المخرج بالقليل لإظهار كمال الأعتداد بشأن الجزء المقارن للقيام والإيذان بفضله وكون القيام فيه بمنزلة القيام في أكثره في كثرة الثواب واعتبار قلته بالنسبة إلى الكل مع عرائه عن الفائدة خلاف الظاهر أو انقص منه أي انقص القيام من النصف المقارن له في الصورة الأولى

قليلا أي نقصا قليلا أو مقدارا قليلا بحيث لا ينحط إلى نصف النصف

٤

أوزد عليه أي زد القيام على النصف المقارن له فالمعنى تخييره عليه الصلاة و السلام بين أن يقوم نصفه أو أقل منه أو أكثر

وقيل قوله تعالى نصفه بدل من قليلا والتخيير بحاله وليس بسديد أما أولا فلان الحقيق بالأعتناء الذي ينبىء عنه الإبدال هو الجزاء الباقي بعد الثنيا المقارن للقيام لا الجزء المخرج العاري عنه

وأما ثانيا فلان نقص القيام وزيادته إنما يعتبران بالقياس إلى معياره الذي هو النصف المقارن له فلو جعل نصفه بدلا من قليلا لزم اعتبار نقص القيام وزيادته بالقياس إلى ما هو عار عنه بالكلية والإعتذار بتساوي النصفين مع كونه تمحلا ظاهرا اعتراف بأن الحق هو الأول

وقيل نصفه بدل من الليل والإ قليلا أستثناء من النصف والضمير في منه وعليه للنصف والمعنى التخيير بين أمرين أن يقوم أقل من نصف الليل على البتات وبين أن يختار أحد الأمرين وهما النقصان من النصف والزيادة عليه

وقيل الضميران للأقل من النصف كأنه قيل قم أقل من نصفه أو قم انقص من ذلك الأقل أو أزيد منه قليلا

وقيل

وقيل والذي يليق بجزالة التنزيل هو الأول واللّه أعلم بما في كتابه الجليل

ورتل القرآن وفي أثناء ما ذكر من القيام أي اقرأه على تؤدة وتبيين حروف

ترتيلا بليغا بحيث يتمكن السامع من عدها من قولهم ثغر رتل إذا كان مفلجا

٥

إنا سنلقي عليك أي سنوحي إليك وإيثار الإلقاء عليه لقوله تعالى

قولا ثقيلا وهو القرىن العظيم المنطوي على تكاليف شاقة ثقيلة على المكلفين لا سيما على الرسول صلى اللّه عليه و سلم فإنه مأمور بتحملها وتحميلها للأمة والجملة اعتراض بين الأمر وتعليله لتسهيل كا كلفه عليه الصلاة و السلام من القيام

وقيل معنى كونه ثقيلا أنه رضين لرزانة لفظه ومتانة معناه أو ثقيل على المتأمل فيه لافتقاره إلى مزيد تصفية للسر وتجريد للنظر أو ثقيل في الميزان أو على الكفار والفجار أو ثقيل تلقيه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما كان إذا نزل عليه الوحي ثقلا عليه وتربدله جلده وعن عائشة رضي اللّه عنها رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليرفض عرقا

٦

إن ناشئة الليل أي إن النفس التي تنشأ من مضجعها إلى العبادة أي تنهض من نشأ من مكانه إذا نهض أو إن قيام الليل على أن الناشئة مصدر من نشأ كالعافية أو إن العبادة التي تنشأ بالليل أي تحدث أو إن ساعات الليل فإنها تحدث واحدة بعد واحدة أو ساعاتها الأول من نشأ إذا ابتدأ

هي أشد وطأ أي هي خاصة أشد ثبات قدم أو كلفة فلا بد من الإعتناء بالقيام وقرىء وطاء أي أشد مواطأة يواطىء قلبها لسانها إن أريد بها النفس أو يواطىء فيها قلب القائم لسانه أن أريد بها القيام أو العبادة أو الساعات أو أشد موافقة لما يراد من الخشوع والإخلاص

وأقوم قيلا وأسد مقالا وأثبت قراءة لحضور القلب وهدو الأصوات

٧

إن لك في النهار سبحا طويلا أي تقلبا وتصرفا في مهماتك واشتغالا بشواغلك فلا يستطيع أن تتفرغ للعبادة فعليك بها في الليل وهذا بيان للداعي الخارجي إلى قيام الليل بعد بيان ما في نفسه من الداعي وقرىء سبخا أي تفرق قلب بالشواغل مستعار من سبخ الصوف وهو نفشه ونشر أجزائه

٨

وأذكر اسم ربك ودم على ذكره تعالى ليلا ونهارا على أي وجه كان من تسبيح وتهليل وتحميد وصلاة وقراءة قرآن ودراسة علم

وتبتل إليه أي وانقطع إليه بمجامع الهمة واستغراق العزيمة في مراقبته وحيث لم يكن ذلك إلا بتجريد نفسه عليه الصلاة و السلام عن العوائق الصادة عن مراقبة اله تعالى وقطع العلائق عما سواه قيل

تبتيلا مكان تبتلا مع ما فيه من رعاية الفواصل

٩

رب المشرق والمغرب مرفوع على المدح

وقيل على الأبتداء خبره

لا إله إلا هو وقرىء بالجر على أنه بدل من ربك

وقيل على إضمار حرف القسم جوابه لا إله إلا هو والفاء في قوله تعالى

فاتخذه وكيلا لترتيب الأمر وموجبه على اختصاص الألوهية والربوبية به تعالى

١٠

وأصبر على ما يقولون مما لا خير فيه من الخرافات

واهجرهم هجرا جميلا بأن تجانبهم وتداريهم ولا تكافئهم وتكل أمورهم إلى ربهم كما يعرب عنه قوله تعالى

١١

وذرني والمكذبين أي دعني وإياهم وكل أمرهم إلى فإنى أكفيكهم

أولى النعمة أرباب التنعم وهم صناديد قريش

ومهلهم قليلا زمنا قليلا

١٢

إن لدينا أنكالا جمع نكل وهو القيد الثقيل والجملة تعليل للأمر أي أن لدينا أمورا مضادة لتنعمهم

جحيما

١٣

وطعاما ذا غصة ينشب في الحلوق ولا يكاد يساغ كالضريع والزقوم

وعذابا أليما ونوعا آخر من العذاب مؤلما لا يقادر قدره ولا يدرك كنهه كل ذلك معد لهم ومرصد وقوله تعالى

١٤

يوم ترجف الأرض والجبال أي تضطرب وتتزلزل ظرف للاستقرار الذي تعلق به لدينا

وقيل متعلق بمضمر هو صفة لعذابنا أي عذابا واقعا يوم ترجف

وكانت الجبال مع صلابتها وارتفاعها

كثيبا رملا مجتمعا من كثب الشيء إذا جمعه كأنه فعيل بمعنى مفعول

مهيلا منثورا من هيل هيلا إذا نثر وأسيل

١٥

إنا أرسلنا إليكم يأهل مكة

رسولا شاهدا عليكم يشهد يوم القيامة بما صدر عنكم من الكفر والعصيان

كما

ارسلنا إلى فرعون رسولا هو موسى عليه السلام وعدم تعيينه لعدم دخله في التشبيه

١٦

فعصى فرعون الرسول الذي أرسلناه إليه ومحل الكاف النصب على أنها صفة لمصدر محذوف أى أناأرسلنا إليكم رسولا فعصيتموه كما يعرب عنه قوله تعالى شاهدا عليكم إرسالا كأننا كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصاه وقوله تعالى

فاخذناه أخذا وبيلا خاج من التشبيه جئ به للتنبيه على أنه سيحيق بهؤلاء ما حاق بأولئك لا محالة والوبيل الثقيل الغليظ من قولهم كلأ وبيل أى وخيم لا يستمرأ لثقله والوبيل العصا الضخمة

١٧

فكيف تتتقون أي كيق تقون أنفسكم

إن كفرتم أي بقيتم على الكفر

يوما أي عذاب يو

يجعل الوالدان من شدة هوله وفظاعة ما فيه من الدواهي

شيبا شيوخا جمع أشيب أما حقيقة أو تمثيلا وأصله أن الهموم والأحزان إذا تفاقمت على المرء ضعفت قواه وأسرع فيه الشيب وقد جوز أن يكون ذلك وصفا لليوم بالطول وليس بذاك

١٨

السماء منفطر أي منشق وقرئ متفطر أي متشقق والتذكير لإجرائه على موصوف مذكر أي شئ منفطر عز عنها بذلك للتنبيه على أنه تبدلت حقيقتها وزال عنها اسمها ورسمها ولم يبق منها إلا ما يعبر عنه بالشئ

وقيل لتأويل السماء بالسقف

وقيل هو من باب النسب أي ذات انفطار والباء في به مثلها في فطر ت العود بالقدوم

كان وعده مفعولا الضمير للّه عز و جل والمصدر مضاف إلى فاعله أو لليوم وهو مضاف إلى مفعوله

١٩

إن هذه إشارة إلى الآيات المنطوية على القوارع المذكورة

تذكرة موعظة

فمن شاء أتخذ إلى ربه سبيلا بالتقريب إليه بالإيمان والطاعة فإنها المنهاج الموصل إلى مرضاته

٢٠

إن ربك يعلم أنك تقوم أدني من ثلثى الليل أي أقل منهما استعير له الأدنى لما أن المسافة بين الشيئين إذا دنت قل ما بينهما من الأحياز

ونصفه وثلثه بالنصب وعطفا على أدنى وقرئا بالجر عطفا على ثلثى الليل

وطائفة من الذين معك أي يقوم معك طائفة من أصحابك

واللّه يقدر الليل والنهار وحده لايقدر على تقديرهما أحد أصلا فإن تقديم الأسم الجليل مبتدأ وبناء يقدر عليه موجب للاختصاص قطعا كما يعرب عنه قوله تعالى

علم ان لن تحصوه أى علم أن الشأن لن تقدروا على تقدير الأوقات ولن تستطيعوا ضبط الساعات أبدا

فتاب عليكم بالترخيص في ترك القيام المقدر ورفع التبعة عنكم في تركة

فاقرؤا ما تيسر من القرآن فصلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل عبر عن الصلاة بالقراءة كا عبر عنها بسائر أركانها فيل كان التجهد واجبا على التخيير المذكور فعسر عليهم القيام به فنسخ به ثم نسخ هذا بالصلوات الخمس

وقيل هي قراءة القرآن بعينها قالوا من قرأ مائة آية من القرآن في ليلة لم يحاجة

وقيل من قرأ مائة آية كتب من القانتين ةوقيل خمسين آية

علم أن سيكون منكم مرضى أستئناف مبين لحكمة أخرى داعية إلى الترخيص والتخفيف

وآخرون يضربون في الأرض يسافرون فيها للتجارة

يبتغون من فضل اللّه وهو الربح وقد عمم ابتغاء الفضل لتحصيل العلم

وآخرون يضربون في الأرض يسافرون فيها للتجارة يبتغون من فضل اللّه وهو الربح قد عمم ابتغاء الفضل لتحصيل العلم

وآخرون يقاتلون في سبيل اللّه وإذا كان الأمر كما ذكر وتعاضدت الدواعي إلى الترخيص فاقرؤا ما تيسر منه من غير تحمل المشاق

وأقيموا الصلاة أى المفروضة

وأتوا الزكاة الواجبة

وقيل هي هى زكاة الفطر إذا لم يكن بمكة زكاة ومن فسرها بالزكاة المفروضة جعل آخر السورة مدنيا

وأقرضوا اللّه قرضا حسنا أريد به الإنفاقات في سبل الخيرات أو أداء الزكاة على أحسن الوجوه وأنفعها للفقراء

وما تقدموا لأنفسكم من خير أي خير كان مما ذكر وما لم يذكر

تجدوه عند اللّه هو خيرا وأعظم أجرا من الذي نؤخرونه إلى الوصية عند الموت وخيرا ثاني مفعولى تجدوا وهو تأكيدا أو فصل وإن لم يقع بين معرفتين فإن أفعل من في حكم المعرفة ولذلك يمتنع من حرف التعريف وقرئ هو خير على الابتداء والخبر

واستغفروا اللّه في كافة أحوالكم فإن الأنسان قلما يخلو من التفريط

إن اللّه غفور رحيم عن النبي صلى اللّه عليه و سلم

ومن قرأ سورة المزمل دفع اللّه عنه العسر في الدنيا والآخرة

﴿ ٠