١

يأيها المزمل أي المتزمل بثيابه إذا تلفف بها فأدغم التاء في الزاء وقد قرىء على الأصل وقرىء المزمل من زمله مبنيا للمفعول ومبنيا للفاعل قيل خوطب به النبي صلى اللّه عليه و سلم تهجينا لما كان عليه من الحالة حيث كان عليه الصلاة و السلام متلففا بقطيفة مستعد للنوم كما يفعله من لا يهمه أمر ولا يعنيه شأن فأمر بأن يترك التزمل إلى التشمر للعبادة والهجود إلى التهجد

وقيل دخل عليه الصلاة و السلام على خديجة وقد جئث فرقا أول ما أتاه جبريل عليهما السلام وبوادره ترعد فقال زملوني زملوني فحسب أنه عرض له فبينا هو على ذلك إذ ناداه جبريل فقال يأيها المزمل فيكون تخصيص وصف التزمل بالخطاب للملاطفة والتأنيس كما في قوله عليه الصلاة و السلام لعلى رضى اللّه عنه حين غاضب فاطمة رضي اللّه عنها فأتاه وهو نائم وقد لصق بجنبه التراب قم يا أبا تراب ملاطفة وإشعارا بأنه غير عاتب عليه

وقيل المعنى يأيها الذي زمل أمرا عظيما هو أمر النبوة أي حمله والزمل الحمل وإزدمله أي احتمله فالتعرض للوصف حينئذ للإشعار بعليته للقيام أو للأمر به فإن تحميله عليه الصلاة و السلام لأعباء النبوة مما يوجب الإجتهاد في العبادة

﴿ ١