ÓõæÑóÉõ ÇáúãõÑúÓóáóÇÊö ãóßøöíøóÉñ

æóåöíó ÎóãúÓõæäó ÂíóÉð

سورة المرسلات

 مكية الا آية ٤٨ فمدنية وآياتها خمسون

بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

١

والمرسلات عرفا

٢

فالعصفات عصفا

٣

والناشرات نشرا

٤

فالفارقات فرقا

٥

فالملقيات ذكرا اقسام من اللّه عز و جل بطوائف من الملائكة ارسلهن بأوامره فعصفن في مضيهن عصف الرياح مسارعة في الامتثال بالأمر وبطوائف اخرى نشرن اجنحتهن في الجو عند انحطاطهن بالوحي أو نشرن الشرائع في الأقطار أو نشرن النفوس الموتى بالكفر والجهل بما أو حين ففرقن بين الحق والباطل فألقين ذكرا الا الأنبياء

٦

عذرا للمحقين

أو نذرا للمبطلين ولعل تقديم نشر الشرائع ونشر النفوس والفرق على الالقاء للايذان بكونها غاية للالقاء حقيقة بالاعتناء بها أو للاشعار بأن كلا من الأوصاف المذكورة مستقل بالدلالة على استحقاق الطوائف الموصوفة بها التفخيم والاجلال بالاقسام بهن ولوجىء بها على ترتيب الوقوع لربما فهم أن مجموع الالقاء والنشر والفرق هو الموجب لما ذكر من الاستحقاق أو اقسام برياح عذاب ارسلهن فعصفن وبرياح رحمة نشرن السحاب في الجو ففرقن بينه كقوله تعالى ويجعله كسفا أو بسحائب نشرن الموات ففرقن كل صنف منها عن سائر الأصناف بالشكل واللون وسائر الخواص أو فرقن بين من يشكر اللّه تعالى وبين من يكفر به فألقين ذكرا أما عذرا للمعتذرين الى اللّه تعالى بتوبتهم واستغفارهم عن مشاهدتهم لآثار رحمته تعالى في الغيث ويشكرونها

وأما انذارا للذين يكفرونها وينسبونها الى الأنواء واسناد القاء الذكر اليهن لكونهن سببا في حصوله اذا شكرت النعمة فيهن أو كفرت أو اقسام بآيات القرآن المرسلة الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعصفن سائر الكتب بالنسخ ونشرن آثار الهدى من مشارق الأرض ومغاربها وفرقن بين الحق والباطل فألقين ذكر الحق في أكناف العالمين والعرف أما نقيض النكر وانتصابه على العلة اي ارسلنا للاحسان والمعروف فان ارسال ملائكة العذاب معروف للأنبياء عليهم السلام والمؤمنين أو بمعنى المتابعة من عرف الفرس وانتصابه على الحالية والعذر والنذر مصدران من عذر اذا محا الاساءة ومن أنذر اذا خوف وانتصابهما على البدلية من ذكرا أو على العلية وقرئا بالتثقيل

٧

ان ما توعدون لواقع جواب للقسم اي ان الذي توعدونه من مجيء القيامة كائن لا محالة

٨

فاذا النجوم طمست محيت ومحقت أو ذهب بنورها

٩

واذا السماء فرجت صدعت وفتحت فكانت ابوابا

١٠

واذا الجبال نسفت جعلت كالحب الذي ينسف بالمنسف ونحوه وبست الجبال بسا

وقيل اخذت من مقارها بسرعة من انتسفت الشيء اذا اختطفته وقرىء طمست وفرجت ونسفت مشددة

١١

واذا الرسل اقتت اي عين لهم الوقت الذي يحضرون فيه للشهادة على اممهم وذلك عند مجيئه وحضوره اذ لا يتعين لهم قبله أو بلغوا الميقات الذي كانوا ينتظرونه وقرىء وقتت على الأصل وبالتخفيف فيهما

١٢

لأي يوم اجلت مقدر بقول هو جواب لاذا في قوله تعالى واذا الرسل اقتت أو حال من مرفوع اقتت اي يقال لأي يوم اخرت الأمور المتعلقة بالرسل والمراد تعظيم ذلك اليوم والتعجيب من هوله وقوله تعالى

١٣

ليوم الفصل بيان ليوم التأجيل وهو الذي يفصل فيه بين الخلائق

١٤

وما أدراك ما يوم الفصل ما مبتدأ أدراك خبره أي أي شيء جعلك داريا ما هو فوضع موضع الضمير يوم الفصل لزيادة تفظيع وتهويل على أن ما خبر ويوم الفصل مبتدأ لا بالعكس كما اختاره سيبويه لأن محط الفائدة بيان كون يوم الفصل أمرا بديعا هائلا لا يقادر قدره ولا يكتنه كنهه كما يفيده خبرية مالا بيان كون أمر بديع من الأمور يوم الفصل كما يفيده عكسه

١٥

ويل يومئذ للمكذبين اي في ذلك اليوم الهائل وويل في الأصل مصدر منصوب ساد مسد فعله لكن عدل به الى الرفع للدلالة على ثبات الهلاك ودوامه للمدعو عليه ويومئذ ظرفه أو صفته

١٦

ألم نهلك الأولين كقوم نوح وعاد وثمود لتكذيبهم به وقرىء نهلك بفتح النون من هلكه بمعنى أهلكه

١٧

ثم نتبعهم الآخرين بالرفع على ثم نحن نتبعهم الآخرين من نظرائهم السالكين لمسلكهم في الكفر والتكذيب وهو وعيد لكفار مكة وقرىء ثم سنتبعهم وقرىء نتبعهم بالجزم عطفا على نهلك فيكون المراد بالآخرين المتأخرين هلاكا من المذكورين كقوم لوط وشعيب وموسى عليهم السلام

١٨

كذلك مثل ذلك الفعل الفظيع

نفعل بالمجرمين أي سنتنا جارية على ذلك

١٩

ويل يومئذ اي يوم اذ أهلكناهم

للمكذبين بأيات اللّه تعالى وأنبيائه وليس فيه تكرير لما أن الويل الأول لعذاب اللآخرة وهذا لعذاب الدنيا

٢٠

ألم نخلقكم أي ألم نقدركم

من ماء مهين أي من نطفة قذرة مهينة

٢١

فجعلناه في قرار مكين هو الرحم الى قدر معلوم

٢٢

الى مقدار معلوم من الوقت قدره اللّه تعالى للولادة تسعة أشهر أو اقل منها أو اكثر

٢٣

فقدرنا اي فقدرناه وقد قرىء مشددا أو فقدرنا على ذلك على أن المراد بالقدر ما يقارن وجود المقدور بالفعل

فنعم القادرون أي نحن

٢٤

ويل يومئذ للمكذبين بقدرتنا على ذلك أو على الاعادة

٢٥

الم نجعل الأرض كفاتا الكفات اسم ما يكفت اي يضم ويجمع مع كفت الشيء اذا ضمه وجمعه كالضمام والجماع لما يضم ويجمع اي ألم نجعلها كفاتا تكفت

٢٦

احياء كثيرة على ظهرها

وأمواتا غير محصورة في بطنها

وقيل هو مصدر نعت به للمبالغة

وقيل جمع كافت كصائم وصيام أو كفت وهو الوعاء اجرى على الأرض باعتبار بقاعها

وقيل تنكير احياء وامواتا لأن احياء الانس وامواتهم بعض الأحياء والأموات

وقيل انتصابهما على الحالية من محذوف اي كفاتا تكفتكم احياء وأمواتا

٢٧

وجعلنا فيها رواسي أي جبالا ثوابت

شامخات طوالا شواهق ووصف جمع المذكر بجمع المؤنث في غير العقلاء مطرد كداجن ودواجن وأشهر معلومات وتنكيرها للتفخيم أو للاشعار بأن فيها مالم يعرف

وأسقيناكم ماء فراتا بأن خلقنا فيها انهارا ومنابع

٢٨

ويل يومئذ للمكذبين بأمثال هذه النعم العظيمة

٢٩

انطلقوا اي يقال لهم يومئذ للتوبيخ والتقريع انطلقوا

الى ما كنتم به تكذبون في الدنيا من العذاب

٣٠

انطلقوا خصوصا

الى ظل اي ظل دخان جهنم كقوله تعالى وظل من يحموم وقرىء انطلقوا على لفظ الماضي اخبار بعد الأمر عن عملهم بموجبه لاضطرارهم اليه طوعا أو كرها

ذي ثلاث شعب يتشعب لعظمه ثلاث شعب كما هو شأن الدخان العظيم تراه يتفرق ذوائب

وقيل يخرج لسان من النار فيحيط بالكفار كالسرادق ويتشعب من دخانها ثلاث شعب فتظلهم حتى يفرغ من حسابهم والمؤمنون في ظل العرش قيل خصوصية الثلاث أما لأن حجاب النفس عن أنوار القدس الحس والخيال والوهم أو لأن المؤدى الى هذا العذاب هو القوة الوهمية الشيطانية الحالة في الدماغ والقوة الغضبية السبعية التي عن يمين القلب والقوة الشهوية البهيمية التي عن يساره ولذلك قيل تقف شعبة فوق الكافر وشعبة عن يمينه وشعبة عن يساره

٣١

لا ظليل تهكم بهم اورد لما اوهمه لفظ الظل

ولا يغني من اللّهب اي غير مغن لهم من حر اللّهب شيئا

٣٢

انها ترمى بشرر كالقصر اي كل شررة كالقصر من القصور في عظمها

وقيل هو الغليظ من الشجر الواحدة قصرة نحو جمر وجمرة وقرىء كالقصر بفتحتين وهي اعناق الابل أو أعناق النخل نحو شجرة وشجر وقرىء كالقصر بمعنى القصور كرهن ورهن وقرىء كالقصر جمع قصرة

٣٣

كأنه جمالة قيل هو جمع جمل والتاء لتأنيث الجمع يقال جمل وجمال وجمالة

وقيل اسم جمع كالحجارة

صفر فان الشرارة لما فيه من النارية يكون اصفر

وقيل أسود لأن سواد الابل يضرب الى الصفرة وألأول تشبيه في العظم وهذا في اللون والكثرة والتتابع والاختلاط والحركة وقرىء جمالات جمع جمالة وقد قرىء بها وهي الحبل العظيم من حبل السفن وقلوس الجسور والتشبيه في امتداده والتفافه

٣٤

ويل يومئذ لممكذبين

٣٥

هذا يوم لا ينطقون اشارة الى دخولهم النار أي هذا يوم لا ينطقون فيه بشيء لما أن السؤال والجواب والحساب قد انقضت قبل ذلك ويوم القيامة طويل له مواطن ومواقيت ينطقون في وقت دون وقت فعبر عن كل وقت بيوم اولا ينطقون بشيء ينفعهم فان ذلك كلا نطق وقرىء بنصب اليوم أي هذا الذي فصل واقع يوم لا ينطقون

٣٦

ولا يؤذن لهم فيعتذرون عطف على يؤذن منتظم في سلك النفي أي لا يكون لهم اذن واعتذار متعقب له من غير أن يجعل الاعتذار مسببا عن الاذن كما لو نصب

٣٧

ويل يومئذ للمكذبين

٣٨

هذا يوم الفصل بين الحق والباطل والمحق والمبطل

جمعناكم خطاب لامة محمد عليه الصلاة و السلام

والأولين من الأمم وهذا تقرير وبيان للفصل

٣٩

فان كان لكم كيد فكيدون فان جميع من كنتم تقلدونهم وتقتدون بهم حاضرون وهذا تقريع لهم على كيدهم للمؤمنين في الدنيا واظهار لعجزهم

٤٠

ويل يومئذ للمكذبين حيث ظهر أن لا حيلة لهم في الخلاص من العذاب

٤١

ان المتقين من الكفر والتكذيب

في ظلال وعيون

٤٢

وفواكه مما يشتهون اي مستقرون في فنون الترفه وأنواع التنعم

٤٣

كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون مقدر بقول هو حال من ضمير المتقين في الخبر اي مقولا لهم كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملونه في الدنيا من الأعمال الصالحة

٤٤

انا كذلك الجزاء العظيم

نجزي المحسنين اي في عقائدهم وأعمالهم لا جزاء أدنى منه

٤٥

ويل يومئذ للمكذبين حيث نال اعداؤهم هذا الثواب الجزيل وهم بقوا في العذاب المخلد الوبيل

٤٦

كلوا وتمتعوا قليلا انكم مجرمون مقدر بقول هو حال من المكذبين اي الويل ثابت لهم مقولا لهم ذلك تذكيرا لهم بحالهم في الدنيا وبما جنوا على أنفسهم من ايثار المتاع الفاني عن قريب على النعيم الخالد وعلل ذلك باجرامهم دلالة على أن كل مجرم مآله هذا

وقيل هو كلام مستأنف خوطب به المكذبون في الدنيا بعد بيان مآل حالهم وقرر ذلك بقوله تعالى

٤٧

ويل يومئذ للمكذبين لزيادة التوبيخ والتقريع

٤٨

واذا قيل لهم اركعوا اي اطيعوا اللّه واخشعوا وتواضعوا له بقبول وحيه واتباع دينه وارفضوا هذا الاستكبار والنخوة

لا يركعون لا يخشعون ولا يقبلون ذلك ويصرون على ما هم عليه من الاستكبار

وقيل اذا امروا بالصلاة أو بالركوع لا يفعلون اذ روي أنه نزل حين أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثقيفا بالصلاة فقالوا لا نجي فانها مسبة علينا فقال عليه الصلاة و السلام لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود

وقيل هو يوم القيامة حين يدعون الى السجود فلا يستطيعون

٤٩

ويل يومئذ للمكذبين وفيه دلالة على أنه الكفار مخاطبون بالفروع في حق المؤاخذة

٥٠

فباي حديث بعده اي بعد القرآن الناطق بأحاديث الدارين وأخبار النشأتين على نمط بديع معجز مؤسس على حجج قاطعة وبراهين ساطعة

يؤمنون اذا لم يؤمنوا به وقرىء تؤمنون على الخطاب عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

من قرأ سورة المرسلات كتب له أنه ليس من المشركين

﴿ ٠