٤كلا سيعلمون الخ فانه صريح في أن المراد اختلاف الجاهلين به المنكرين له اذ عليه يدور الردع والوعيد لا على خلاف المؤمنين لهم وتخصيصهما بالكفرة بناء على تخصيص ضمير سيعلمون بهم مع عموم الضميرين السابقين للكل مما ينبغي تنزيه التنزيل عن أمثاله هذا ما أدى اليه جليل النظر والذي يقتضيه التحقيق ويستدعيه النظر الدقيق أن يحمل اختلافهم على مخالفتهم للنبي عليه الصلاة و السلام بأن يعتبر في الاختلاف محض صدور الفعل عن المتعدد حسبما ذكر في التساؤل فان الافتعال والتفاعل صيغتان متآخيتان كالاستباق والتسابق والانتضال والتناضل الى غير ذلك يجري في كل منهما ما يجري في الأخرى لا على مخالفة بعضهم لبعض من الجانبين لأن الكل وان استحق الردع والوعيد لكن استحقاق كل جانب لهما ليس لمخالفته للجانب الآخر اذ لاحقية في شيء منها حتى يستحق من يخالفه المؤاخذة بل لمخالفته له عليه الصلاة و السلام فكلا ردع لهم عن التساؤل والاختلاف بالمعنيين المذكورين وسيعلمون وعيد لهم بطريق الاستئناف وتعليل للردع والسين للتقريب والتأكيد وليس مفعوله ما يني عنه المقام من وقوع ما يتساءلون عنه ووقوع ما يختلفون فيه كما في قوله تعالى وأقسموا باللّه جهد أيمانهم لا يبعث اللّه من يموت الى قوله تعالى ليبين لهم الذي يختلفون فيه الآية فان ذلك عار عن صريح الوعيد بل هو عبارة عما يلاقونه من فنون الدواهي والعقوبات والتعبير عن لقائها بالعلم لوقوعه في معرض التساؤل والاختلاف والمعنى ليرتدعوا عما هم عليه فانهم سيعلمون عما قليل حقيقة الحال اذا حل بهم العذاب والنكال وقوله تعالى |
﴿ ٤ ﴾