ÓõæÑóÉõ ÇáúÇöäúÝöØóÇÑö ãóßøöíøóÉñ æóåöíó ÊöÓúÚó ÚóÔóÑóÉó ÂíóÉð سورة الإنفطاربسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١إذا السماء انفطرت أى انشقت لنزول الملائكة كقوله تعالى ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا وقوله تعالى وفتحت السماء فكانت أبوابا والكلام في ارتفاع السماء كما مر في ارتفاع الشمس ٢وإذا الكواكب انتشرت أى تساقطت متفرقة ٣وإذا البحار فجرت فتح بعضها إلى بعض فاختلط العذب بالأجاج وزال ما بينهما من البرزخ الحاجز وصارت البحار بحرا واحدا وروى أن الأرض تنشف الماء بعد امتلاء البحار فتصير مستوية وهو معنى التسجير عند الحسن رضي اللّه عنه وقيل إن مياه البحار الان راكدة مجتمعة فإذا فجرت تفرقت وذهبت وقرئ فجرت بالتخفيف مبنيا للمفعول ومبنيا للفاعل أيضا بمعنى بغت من الفجور نظرا إلى قوله تعالى لا يبغيان ٤وإذا القبور بعثرت أى قلب وأخرج موتاها ونظيره بحثر لفظا ومعنى وهما مركبان من البعث والبحث مع راء ضمت إليهما وقوله تعالى ٥علمت نفس ما قدمت واخرت جواب إذا لكن لا على أنها تعلمه عند البعث بل عند نشر الصحف لما عرفت من أن المراد بها زمان واحد مبدؤه النفخة الأولى ومنتهاه الفصل بين الخلائق لا أزمنة متعددة حسب تعدد كلمة إذا وإنما كررت لتهويل ما في حيزها من الدواهي والكلام في كالذي مر تفصيله في نظيره ومعنى ما قدم وآخر ما أسلف من عمل خير أو شر وأخر من سنة حسنة أو سيئة يعمل بها بعده قاله ابن عباس وابن مسعود وعن ابن عباس أيضا ما قدم من معصية وأخر من طاعة وهو قول قتادة وقيل ما قدم من أمواله لنفسه وماأخر لوثته وقيل ما قدم من فرض وأخر من فرض وقيل أو عملة وآخره ومعنى علمها التفصيلي حسبما ذكر فيما مر مرارا ٦يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم أى اى شيء خدعك وجرأك على عصيانه وقد علمت ما بين يديك من الدواهى التامة والعراقيل الطامة وما سيكون حينئذ من مشاهدة أعمالك كلها والتعرض لعنوان كرمه تعالى للإيذان بأنه ليس مما يصلح أن يكون مدارا لاغتراره يغويه الشيطان ويقول له أفعل ما شئت فإن ربك كريم قد تفضل عليك في الدنيا وسيفعل مثله في الآخرة فإنه قياس عقيم وتمنية باطلة بل هو مما يوجب المبالغة في الإقبال على الإيمان والطاعة والاجتناب عن الكفر والعصيان كأنه قيل ما حملك على عصيان ربك الموصوف بالصفات الزاجرة عنه الداعية إلى خلافه وقوله تعالى ٧الذي خلقك فسواك فعدلك صفة ثانية مقررة للربويية مبينة للكرم منبهة على أن من من قدر على ذلك بدءا قدر عليه إعادة والتسوية جعل الأعضاء سليمة سوية معدة لمنافعها وعدلها عدل بعضها ببعض بحيث اعتدلت ولم تتفاوت أو صرفها عن خلقه غير ملائمة لها وقرىء فعدلك بالتشديد أى صيرك متعدلا متناسب الخلق من غير تفاوت فيه ٨في أى صورة ما شاء ركبك أى وركبك في اى صورة شاءها من الصور المختلفة وما مزيده وشاء صفة لصورة أى ركبك في اى صورة شاءها وأختارها لك من الصور العجيبة الحسنة كقوله تعالى لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم وإنما لم يعطف الجملة على ما قبلها لأنها بيان لعدلك ٩كلا ردع عن الاغترار بكرم اللّه تعالى وجعله ذريعة إلى الكفر والمعاصى مع كونه موجبا للشكر والطاعة وقوله تعالى بل تكذبون بالدين إضراب عن جملة مقدر ينساق إليها الكلام كأنه قيل بعد الردع بطريق الاعتراض وأنتم لا ترتدعون عن ذلك بل تجترئون على أعظم من ذلك حيث تكذبون بالجزاء والبعث رأسا أو بدين الإسلام الذى هما من جملة أحكامه فلا تصدقون سؤالا ولا جوابا ولا ثوابا ولا عقاب وقيل كأنه قيل إنكم لا تستقيمون على ما توجيه نعمى عليكم وإرشادى لكم بل تكذبون الخ وقال القفال ليس الأمر كما تقولون من أنه لا بعث ولا نشور ثم قيل أنتم لا تتبينون بهذا البيان بل تكذبون بيوم الدين وقوله تعالى ١٠وإن عليكم لحافظين حال من فاعل تكذبون مفيدة لبطلان تكذبيهم وتحقق ما يكذبون به أى تكذبون بالجزاء والحال أن عليكم من قبلنا لحافظين لأعمالكم ١١كراما لدنيا كاتبين لها ١٢يعملون ما تفعلون من الأفعال قليلا وكثيرا ويضبطونه نقيرا وقطميرا لتجازوا بذلك وفي تعظيم الكاتبين بالثناء عليهم تفخيم لأمر الجزاء وأنه عند اللّه عز و جل من جلائل الأمور حيث يستعمل فيه هؤلاء الكرام وقوله تعالى ١٣إن الأبرار لفى نعيم ١٤وإن الفجار لفي جحيم استئناف مسوق لبيان نتيجة الحفظ والكتاب من الثواب والعقاب وفي تنكير النعيم والجحيم من التفخيم والتهويل ما لايخفى وقوله تعالى ١٥يصلونها أما صفة لجحيم أو استئناف مبنى على سؤال نشأ من تهويلها كأنه قيل ما حالهم فيها فقيل يقاسون حرها يوم الدين يوم الجزاء الذي كانوا يكذبون به ١٦وما هم عنهابغائبين طرفة عين فإن المراد دوام نفى الغيبة لانفى دوام الغيبة لما مر مرارا من أن الجملة الاسمية المنفية قد يراد بها استمرار النفى لا نفى الاستمرار باعتبار ما تفيده من الدوام والثبات بعد النفي لا قبله وقيل معناه و ما كانوا غائبين عنها قبل ذلك بالكلية بل كانوا يجدون سمومها في قبورهم حسبما قال النبي صلى عليه وسلم القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران وقوله تعالى ١٧وما أدراك ما يوم الدين ١٨ثم أدراك ما يوم الدين تفخيم لشأن يوم الدين الذي يكذبون به إثر تفخيم وتهويل لأمره بعد تهويل ببيان أنه خارج عن دائرة دراية الخلق على أى صورة تصوره فهو فوقها وكيفما تخيلوه فهو أطم من ذلك وأعظم أى وأى شيء جعلك داريا ما يوم الدين على أن ما الا ستفهامية خبر ليوم الدين إلا بالعكس كما هو رأى سيبويه لما مر من أن مدار الإفادة هو الخبر لا المبتدأ ولا ريب في أن مناط إفادة الهول والفخامة هنا هو ما لا يوم الدين أى أى شيء عجيب هو في الهول والفظاعة لما مر غير مرة أن كلمة ما قد يطلب بها الوصف وإن كانت موضوعة لطلب الحقيقة وشرح الاسم يقال ما زيد فيقال في الجواب كاتب أو طبيب وفي إظهار يوم الدين في موقع الإضمار تأكيد لهوله وفخامته وقوله تعالى ١٩يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ للّه بيان إجمالى لشأن يوم الدين إثر إبهامه وبيان خروجه عن علوم الخلق بطريق إنجاز الوعد فإن لفى إدرائهم مشعر بالوعد الكريم بالإدراء قال ابن عباس رضي اللّه عنهما كل ما في القرآن من قوله تعالى ما أدراك فقد أدراه وكل ما فيه من قوله وما يدريك فقد طوى عنه ويوم مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف وحركته الفتح لإضافته إلى غير متمكن كأنه قيل هو يوم لا يملك فيه نفس من النفوس لنفس من النفوس شيئا من الأشياء الخ أو منصوب بإصمار اذكر كأنه قيل بعد تفخيم أمر يوم الدين وتشويقه عليه الصلاة و السلام إلى معرفته اذكر يوم لا تملك نفس الخ فإنه يدريك ما هو وقيل بإضمار يدانون وليس بذاك فإنه عار عن إفادة ما يفيده ما قبله كما أن إبدالة من يوم الدين على قراءة الرفع كذلك بل الحق حينئذ الرفع على أنه خير لمبتدأ محذوف عن رسول اللّه صلى اللّه اعليه وسلم من قرأ سورة الا نفطار كتب اللّه تعالى له بعدد كل قطرة من السماء وبعدد كل قبر حسنة واللّه تعالى أعلم |
﴿ ٠ ﴾