ÓõæÑóÉõ ÇáØøóÇÑöÞö ãóßøöíøóÉñ

æóåöíó ÓóÈúÚó ÚóÔóÑóÉó ÂíóÉð

سورة الطارق

سورة الطارق مكية وآيها سبع عشرة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

١

والسماء والطارق الطارق في الأصل اسم فاعل من طرق طرقا وطرقا اذا جاء ليلا قال الماوردي وأصل الطرق الدق ومنه سميت المطرقة وانما سمي قاصد الليل طارقا لاحتياجه الى طرق الباب غالبا ثم اتسع في كل ما ظهر بالليل كائنا ما كان ثم اشبع في التوسع حتى اطلق على الصور الخالية البادية بالليل قال طرق الخيال ولا كليلة مدلج سدكا بأرجلنا ولم يتبرج والمراد ههنا الكوكب البادي بالليل أما على أنه اسم جنس أو كوكب معهود

وقيل الطارق النجم الذي يقال له كوكب الصبح وقوله تعالى

٢

وما أدراك ما الطارق تنويه بشأنه اثر تفخيمه بالاقسام به وتنبيه على أن رفعة قدره بحيث لا ينالها ادراك الخلق فلا بد من تلقيها من الخلاق العليم فما الأولى مبتدأ وادراك خبر والثانية خبر والطارق مبتدأ حسبما بين في نظائره اي وأي شيء أعلمك ما الطارق وقوله تعالى

٣

النجم الثاقب خبر مبتدأ محذوف والجملة استئناف وقع جوابا عن استفهام نشأ مما قبله كأنه قيل ما هو فقيل النجم المضيء في الغاية كأنه يثقب الظلام أو الافلاك بضوئه وينفذ فيها والمراد به أما الجنس فان لكل كوكب ضوءا ثاقبا لا محالة

وأما كوكب معهود قيل هو زحل

وقيل هو الثريا

وقيل هو الجدي

وقيل النجم الثاقب نجم في السماء السابعة لا يسكنها غيره فاذا أخذت النجوم أمكنتها من السماء هبط فكان معها ثم يرجع الى مكانه من السماء السابعة وهو زحل فهو طارق حين ينزل وحين يصعد وفي ايراده عند الإقسام به بوصف مشترك بينه وبين غيره ثم الإشارة إلى أن ذلك الوصف غير كنه أمره وأن ذلك مما لا تبلغه أفكار الخلائق ثم تفسيره بالنجم الثاقب من تفخيم شأنه وإجلال محله ما لا يخفي وقوله تعالى

٤

إن كل نفس لما عليها حافظ جواب للقسم وما بينهما اعتراض جيء به لما ذكرمن تأكيد فخامة المقسمبه المستتبع لتأكيد مضمون الجملة المقسم عليها وإن نافية ولما بمعنى إلا أي ما كل نفس إلا عليها حافظ مهيمن رقيب وهو اللّه عز و جل كما في قوله تعالى وكان اللّه على كل شيء رقيبا

وقيل هو من يحفظ عملها ويحصي تعالى وان عليهم لحافظين كراما الآية وقوله تعالى ويرسل عليكم حفظة وقوله تعالى له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه وقرىء لما مخففه على أن ان مخففة من الثقيلة واسمها الذي هو ضمير الشأن محذوف واللام هي الفارقة وما مزيدة أي ان الشأن كل نفس لعليها حافظ والفاء في قوله تعالى

٥

فلينظر الانسان مم خلق للتنبيه على أن ما بين من أن كل نفس عليها حافظ يحصى عليها كل ما يصدر عنها من قول وفعل مستوجب على الانسان أن يتفكر في مبدأ فطرته حق التفكر حتى يتضح له أن من قدر على انشائه من مواد لم تشم رائحة الحياة قط فهو قادر على اعادته بل أقدر على قياس العقل فيعمل ليوم الاعادة والجزاء ما ينفعه يومئذ ويجديه ولا يملي على حافظه ما يرد به وقوله تعالى

٦

خلق من ماء دافق استئناف وقع جوابا عن استفهام مقدر كأنه قيل مم خلق فقيل خلق من ماء ذي دفق وهو صب فيه دفع وسيلان بسرعة والمراد به الممتزج من الماءين في الرحم كما ينبىء عنه قوله تعالى

٧

يخرج من بين الصلب والترائب اي صلب الرجل وترائب المرأة وهي عظام صدرها قالوا ان النطفة تتولد من فضل الهضم الرابع وتنفصل عن جميع الأعضاء حتى تستعد لأن يتولد منها مثل تلك الأعضاء ومقرها عروق ملتف بعضها بالبعض عند البيضتين فالدماغ اعظم الأعضاء معونة في توليدها ولذلك تشبهه ويورث الافراط في الجماع الضعف فيه وله خليفة هي النخاع وهو في الصلب وشعب كثيرة نازلة الى الترائب وهما أقرب الى اوعية المني فلذلك خصا بالذكر وقرىء الصلب بفتحتين والصلب بضمتين وفيه لغة رابعة هي صالب

٨

انه الضمير للخالق تعالى فان قوله خلق يدل عليه أي ان ذلك الذي خلقه ابتداء مما ذكر

على رجعه اي على اعادته بعد موته

لقادر لبين القدرة

٩

يوم تبلى السرائر اي يتعرف ويتصفح ما أسر في القلوب من العقائد والنيات وغيرها وما اخفى من الأعمال ويميز بين ما طاب منها وما خبث وهو ظرف لرجعه

١٠

فما له اي للانسان

من قوة في نفسه يمتنع بها

ولا ناصر ينتصر به

١١

والسماء ذات الرجع اي المطر سمي رجعا لما أن العرب كانوا يزعمون ان السحاب يحمل الماء من يحار الأرض ثم يرجعه الى الأرض أو ارادوا بذلك التفاؤل ليرجع ولذلك سموه أوبا أو لأن اللّه تعالى يرجعه

١٢

والأرض ذات الصدع هو ما تتصدع عنه الأرض من النبات أو مصدر من المبني للمفعول وهو تشققها بالنبات لا بالعيون كما قيل فان وصف السماء والأرض عند الاقسام بهما على حقية القرآن الناطق بالبعث بما ذكر من الوصفين للايماء الى أنهما في أنفسهما من شواهده وهو السر في التعبير بالصدع عنه وعن المطر بالرجع وذلك في تشقق الأرض بالنبات المحاكي للنشور حسبما ذكر في مواقع من التنزيل لا في تشققها بالعيون

١٣

انه أي القرآن الذي من جملته ما تلي من الآيات الناطقة بمبدأ حال الانسان ومعاده

لقول فصل اي فاصل بين الحق والباطل مبالغ في ذلك كأنه نفس الفصل

١٤

وما هو بالهزل ليس في شيء منه شائبه هزل بل كله جد محض لا هوادة فيه فمن حقه أن يهتدي به الغواة وتخضع له رقاب العتاة

١٥

انهم اي اهل مكة

يكيدون في ابطال أمره واطفاء نوره

كيدا حسبما نفي به قدرتهم

١٦

وأكيد كيدا اي أقابلهم بكيد متين لا يمكن رده حيث استدرجهم من حيث لا يعلمون

١٧

فمهل الكافرين أي لا تشتغل بالانتقام منهم ولا تدع عليهم بالهلاك اولا تستعجل به والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها فان الاخبار بتوليه تعالى لكيدهم بالذات مما يوجب امهالهم وترك التصدي لمكايدتهم قطعا وقوله تعالى

أمهلهم بدل من مهل وقوله تعالى

رويدا أما مصدر مؤكد لمعنى العامل أو نعت لمصدره المحذوف اي أمهلهم امهالا رويدا أي قريبا كما قاله ابن عباس رضي اللّه عنهما أو قليلا كما قاله قتادة قال ابو عبيدة هو في الأصل تصغير رود بالضم وأنشد كأنها ثمل تمشي على رود أي على مهل

وقيل تصغيرا رواد مصدرا رود بالترخيم وله في الاستعمال وجهان آخران كونه اسم فعل نحو رويدا زيد وكونه حالا نحو سار القوم رويدا أي متمهلين وفي ايراد البدل بصيغة لا تحتمل التكثير وتقييده برويدا على أحد الوجهين المذكورين من تسلية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وتسكين قلبه مالا يخفى وعنه صلى اللّه عليه و سلم

من قرأ سورة الطارق أعطاه اللّه تعالى بعدد كل نجم في السماء عشر حسنات

واللّه أعلم

﴿ ٠