ÓõæÑóÉõ ÇáúÃóÚúáóì ãóßøöíøóÉñ

æóåöíó ÊöÓúÚó ÚóÔóÑóÉó ÂíóÉð

سورة الأعلى

سورة الأعلى مكية وآيها تسع عشرة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

١

سبح اسم ربك الأعلى أي نزه اسمه عز و جل عن الالحاد فيه بالتأويلات الزائغة وعن اطلاقه على غيره بوجه يشعر بتشاركهما فيه وعن ذكره لا على وجه الاعظام والاجلال والأعلى

أما صفة للرب وهو الأظهر أو للاسم وقرىء سبحان ربي الأعلى وفي الحديث لما نزلت فسبح باسم ربك العظيم قال عليه الصلاة و السلام اجلعوها في ركوعكم فلما نزل سبح اسم ربك الأعلى قال اجعلوها في سجودكم وكانوا يقولون في الركوع اللّهم لك ركعت وفي السجود اللّهم لك سجدت

٢

الذي خلق فسوى صفة أخرى للرب على الوجه الأول ومنصوب على المدح على الثاني لئلا يلزم الفصل بين الموصوف والصفة بصفة غيره أي خلق كل شيء فسوى خلقه بأن جعل له ما به يتأتى كما له ويتسنى معاشه وقوله تعالى

٣

والذي قدر أما صفة أخرى للرب كالموصول الأول أو معطوف عليه وكذا حال ما بعده قدر أجناس الأشياء وأنواعها وأفرادها ومقاديرها وصفاتها وأفعالها وآجالها

فهدى أي فوجه كل واحد منها الى ما يصدر عنه وينبغى له طبعا أو اختيارا ويسره لما خلق له بخلق الميول والالهامات ونصب الدلائل وانزال الآيات ولو تتبعت احوال النباتات والحيوانات لرأيت كل منها ما تحار فيه العقول يروى أن الافعى اذا بلغت ألف سنة عميت وقد ألهمها اللّه تعالى أن تمسح عينها بورق الرازيانج الغض يرد اليها بصرها فربما كانت عند عروض العمي لها في برية بينها وبين الريف مسافة طويلة فتطويها حتى تهجم في بعض البساتين على شجرة الرازيانج لا تخطئها فتحك عينها بورقها وترجع باصرة باذن اللّه عز و جل ويروى أن التمساح لا يكون له دبر وانما يخرج فضلات ما يأكله من فمه حيث قيض اللّه له طائرا قدر غذاؤه من ذلك فاذا رآه التمساح يفتح فمه فيدخله الطائر فيأكل ما فيه وقد خلق اللّه تعالى له من فوق منقاره ومن تحته قرنين لئلا يطبق عليه التمساح فمه هذا

وأما فنون هداياته سبحانه وتعالى للانسان من حيث الجسمية ومن حيث الحيوانية لا سيما من حيث الانسانية فمما لا يحيط به فلك العبارة والتحرير ولا يعلمه الا العليم الخبر

٤

والذي اخرج المرعى أي انبت ما يرعاه الدواب غضا طريا يرف

٥

فجعله بعد ذلك

غثاء احوى اي درينا اسود

وقيل احوى حال من المرعى أي أخرجه أحوى من شدة الخضرة والري فجعله غثاء بعد ذلك وقوله تعالى

٦

سنقرئك فلا تنسى بيان لهداية اللّه تعالى الخاصة برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اثر بيان هدايته تعالى العامة لكافة مخلوقاته وهي هدايته عليه الصلاة و السلام لتلقي الوحي وحفظ القرآن الذي هو هدى للعالمين وتوفيقه عليه الصلاة و السلام لهداية الناس أجمعين والسين أما للتأكيد

وأما لأن المراد اقراء ما أوحي اللّه اليه حينئذ وما سيوحى اليه بعد ذلك فهو وعد كريم باستمرار الوحي في ضمن الوعد بالاقراء اي سنقرئك ما نوحي اليك الآن وفيما بعد على لسان جبريل عليه السلام أو سنجعلك قارئا بالهام القراءة فلا تنسى أصلا من قوة الحفظ والاتقان مع أنك أمي لا تدري ما الكتاب وما القراءة ليكون ذلك آية أخرى لك مع ما في تضاعيف ما تقرؤه من الآيات البينات من حيث الاعجاز ومن حيث الاخبار بالمغيبات

وقيل فلا تنسى نهي والألف لمراعاة الفاصلة كما في قوله تعالى فأضلونا السبيلا وقوله تعالى

٧

الا ما شاء اللّه استثناء مفرغ من أعم المفاعيل أي لا تنسى مما تقرؤه شيئا من الأشياء الا ما شاء اللّه أن تنساه أبدا بأن نسخ تلاوته والالتفات الى الاسم الجليل لتربية المهابة والايذان بدوران المشيئة على عنوان الألوهية المستتبعة لسائر الصفات

وقيل المراد به النسيان في الجملة على القلة والندرة كما روي أنه عليه الصلاة و السلام أسقط آية في قراءته في الصلاة فحسب أبي أنها نسخت فسأله فقال عليه الصلاة والسلام نسيتها

وقيل نفي النسيان رأسا فان القلة قد تستعمل في النفي فالمراد بالنسيان حينئذ النسيان بالكلية اذ هو المنفي رأسا لا ما قد ينسى ثم يذكر انه يعلم الجهر وما يخفى تعليل لما قبله أي يعلم ما ظهر وما بطن من ألأمور التي من جملتها ما أوحي اليك فينسى ما يشاء انساءه ويبقى محفوظا ما يشاء ابقاءه لما نيط بكل منهما من مصالح دينكم

٨

ونيسرك لليسرى عطف على نقرئك كما ينبىء عنه الالتفات الى الحكاية وما بينهما اعتراض وارد لما ذكر من التعليل وتعليق التيسير به عليه الصلاة و السلام مع أن الشائع تعليقه بالأمور المسخرة للفاعل كما في قوله تعالى ويسر لي أمري للايذان بقوة تمكينه عليه الصلاة و السلام من اليسرى والتصرف فيها بحيث صار ذلك ملكة راسخة له كأنه عليه الصلاة و السلام جبل عليها كما في قوله عليه الصلاة و السلام اعملوا فكل ميسر لما خلق له أي نوفقك توفيقا مستمرا للطريقة اليسرى في كل باب من أبواب الدين علما وتعليما واهتداء وهداية فيندرج فيه تيسير طريق تلقى الوحي والاحاطة بما فيه من أحكام الشريعة السمحة والنواميس الالهية مما يتعلق بتكميل نفسه عليه الصلاة و السلام وتكميل غيره كما تفصح عنه الفاء في قوله تعالى

٩

فذكر ان نفعت الذكرى أي فذكر الناس حسبما يسرناك له بما يوحى اليك واهدهم الى ما في تضاعيفه من الأحكام الشرعية كما كنت تفعله لا بعد ما استتب لك الأمر كما قيل وتقييد التذكير بنفع الذكرى لما أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طالما كان يذكرهم ويستفرغ فيه غاية المجهود ويتجاوز في الجد كل حد معهود حرصا على ايمانهم وما كان يزيد ذلك بعضهم الا كفرا وعنادا فأمر عليه الصلاة و السلام بأن يخص التذكير بمواد النفع في الجملة بأن يكون من يذكره كلا أو بعضا ممن يرجى منه التذكر ولا يتعب نفسه في تذكير من لا يورثه التذكير الا عتوا ونفورا من المطبوع على قلوبهم كما في قوله تعالى فذكر بالقرآن من يخاف وعيد وقوله تعالى فأعرض عن من تولى عن ذكرنا

وقيل هو ذم للمذكرين واخبار عن حالهم واستبعاد لتأثير التذكير فيهم وتسجيل عليهم بالطبع على قلوبهم كقولك للواعظ عظ المكاسين ان سمعوا منك قصدا الى أنه مما لا يكون والأول أنسب لقوله تعالى

١٠

سيذكر من يخشى أي سيتذكر بتذكيرك من من شأنه أن يخشى اللّه تعالى حق خشيته أو من يخشى اللّه تعالى في الجملة فيزداد ذلك بالتذكير فيتفكر في أمر ما تذكر به فيقف على حقيته فيؤمن به

وقيل ان بمعنى اذ كما في قوله تعالى وأنتم الأعلون ان كنتم مؤمنين أي اذ كنتم

وقيل هي بمعنى ما أي فذكر ما نفعت الذكرى فانها لا تخلو عن نفع بكل حال

وقيل هناك محذوف والتقدير ان نفعت الذكرى وان لم تنفع كقوله تعالى سرابيل تقيكم الحرّ قاله الفراء والنحاس والجرجاني والزهراوي

١١

ويتجنبها أي الذكرى

الأشقى من الكفرة لتوغله في عداوة النبي صلى اللّه عليه و سلم

وقيل نزلت في الوليد بن المغيرة وعتبة بن أبي ربيعة

١٢

الذي يصلى النار الكبرى أي الطبقة السفلى من طبقات النار

وقيل الكبرى نار جهنم والصغرى نار الدنيا لقوله عليه الصلاة و السلام ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم

١٣

ثم لا يموت فيها حتى يستريح

ولا يحيى حياة تنفعه وثم للتراخي في مراتب الشدة لأن التردد بين الموت والحياة افظع من الصلى

١٤

قد أفلح أي نجا من المكروه وظفر بما يرجوه

من تزكى أي تطهر من الكفر والمعاصي بتذكره واتعاظه بالذكرى أو تكثر من التقوى والخشية من الزكاء وهو النماء

وقيل تطهر للصلاة

وقيل تزكى تفعل من الزكاة وكلمة قد لما أن عند الاخبار بسوء حال المتجنب عن الذكرى في الآخرة يتوقع السامع الاخبار بحسن حال المتذكر فيها وينتظره

١٥

وذكر اسم ربه بقلبه ولسانه

فصلى أقام الصلوات الخمس كقوله تعالى أقم الصلاة لذكري أو كبر تكبيرة الافتتاح فصلى

وقيل تزكى أي تصدق صدقة الفطر وذكر اسم ربه أي كبره يوم العيد فصلى أي صلاته

١٦

بل تؤثرون الحياة الدنيا اضراب عن مقدر ينساق اليه الكلام كأنه قيل اثر بيان ما يؤدي الى الفلاح لا تفلعون ذلك بل تؤثرون اللذات العاجلة الفانية فتسعون لتحصيلها والخطاب

أما للكفرة فالمراد بايثار الحياة الدنيا هو الرضا والاطمئنان بها والاعراض عن الآخرة بالكلية كما في قوله تعالى ان الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا وأطمأنوا بها الآية أو للكل فالمراد بايثارها ما هو أعم مما ذكر وما لا يخلو عنه الانسان غالبا من ترجيح جانب الدنيا على الآخرة في السعي وترتيب المبادىء والالتفات على الأول لتشديد التوبيخ وعلى الثاني كذلك في حق الكفرة وتشديد العتاب في حق المسلمين وقرىء يؤثرون بالياء وقوله تعالى

١٧

والآخرة خير وأبقى حال من فاعل تؤثرون مؤكدة للتوبيخ والعتاب أي تؤثرونها على الآخرة والحال أن الآخرة خير في نفسها لما أن نعيمها مع كونه في غاية ما يكون من اللذة خالص عن شائبة الغائلة ابدى لا انصرام له وعدم التعرض لبيان تكدر نعيم الدنيا بالمنغصات وانقطاعه عما قليل لغاية ظهوره

١٨

ان هذا اشارة الى ما ذكر من قوله تعالى قد أفلح من تزكى

وقيل الى ما في السورة جميعا

لفي الصحف الأولى أي ثابت فيها معناه

١٩

صحف ابراهيم وموسى بدل من الصحف الأولى وفي ابهامها ووصفها بالقدم ثم بيانها وتفسيرها من تفخيم شأنها مالا يخفى روي أن جميع ما أنزل اللّه عز و جل من كتاب مائة وأربعة كتب أنزل على آدم عليه السلام عشر صحف وعلى شيث خمسين صحيفة وعلى ادريس ثلاثين صحيفة وعلى ابراهيم عشر صحائف عليهم السلام والتوراة والانجيل والزبور والفرقان عن النبي صلى اللّه عليه و سلم

من قرأ سورة الأعلى اعطاه اللّه تعالى عشر حسنات بعدد كل حرف أنزله اللّه تعالى على ابراهيم وموسى ومحمد عليهم السلام

﴿ ٠