٥

ولسوف يعطيك ربك فترضى عدة كريمة شاملة لما أعطاه اللّه تعالى في الدنيا من كمال النفس وعلوم الأولين والآخرين وظهور الأمر واعلاء الدين بالفتوح الواقعة في عصره عليه الصلاة و السلام وفي أيام خلفائه الراشدين وغيرهم من الملوك الاسلامية وفشو الدعوة والاسلام في مشارق الأرض ومغاربها ولما ادخر له من الكرامات التي لا يعلمها الا اللّه تعالى وقد أنبأ ابن عباس رضي اللّه عنهما عن شمة منها حيث قال له عليه الصلاة و السلام في الجنة الف قصرمن لؤلؤ ابيض ترابه المسك واللام للابتداء دخلت الخبر لتأكيد مضمون الجملة والمبتدأ محذوف تقديره ولأنت سوف يعطيك الخ لا للقسم لأنها لا تدخل على المضارع الا مع النون المؤكدة وجمعها مع سوف للدلالة على أن الاعطاء كائن لا محالة وان تراخي لحكمة

وقيل هي للقسم وقاعدة التلازم بينها وبين نون التأكيد قد استثنى النجاة منها صورتين احداهما ان يفصل بينها وبين الفعل بحرف التنفيس كهذه الآية وكقوله واللّه لسأعطيك والثانية أن يفصل بينهما بمعمول الفعل كقوله تعالى لالى اللّه تحشرون وقال ابو علي الفارسي ليست هذه اللام هي التي في قولك ان زيدا لقائم بل هي التي في قولك لأقومن ونابت سوف عن احدى نوني التأكيد فكأنه قيل وليعطينك وكذلك اللام في قوله تعالى وللآخرة الخ وقوله تعالى

﴿ ٥