سُورَةُ الْعَصْرِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ ثَلاَثُ آياَتٍ سورة العصرمكية بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١والعصر أقسم سبحانه بصلاة العصر لفضلها الباهر أو بالعشي الذي هو ما بين الزوال والغروب كما أقسم بالضحى أو بعصر النبوة لظهور فضله على سائر الأعصار أو بالدهر لانطوائه على تعاجيب الأمور القارة والمارة ٢إن الإنسان لفي خسر أي خسران في متاجرهم ومساعيهم وصرف أعمارهم في مباغيهم والتعريف للجنس والتنكير للتعظيم ٣إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فإنهم في تجارة لن تبور حيث باعوا الفاني الخسيس واشتروا الباقي النفيس واستبدلوا الباقيات الصالحات بالغاديات الرائحات فيا لها من صفقة ما أربحها وهذا بيان لتكميلهم لأنفسهم وقوله تعالى وتواصوا بالحق الخ بيان لتكميلهم لغيرهم أي وصى بعضهم بعضا بالأمر الثابت الذي لا سبيل إلى إنكاره ولا زوال في الدارين لمحاسن آثاره وهو الخير كله من الإيمان باللّه عز و جل واتباع كتبه ورسله في كل عقد وعمل وتواصوا بالصبر أي عن المعاصي التي تشتاق إليها النفس بحكم الجبلة البشرية وعلى الطاعات التي يشق عليها أداؤها أو على ما يبلو اللّه عز و جل به عباده وتخصيص هذا التواصي بالذكر مع اندراجه تحت التواصي بالحق لإبراز كمال الاعتناء به أو لأن الأول عبارة عن رتبة العبادة التي هي فعل ما يرضى به اللّه تعالى والثاني عن رتبة العبودية التي هي الرضا بما فعل اللّه تعالى فإن المراد بالصبر ليس مجرد حبس النفس عما تتشوق إليه من فعل وترك بل هو تلقي ما ورد منه تعالى بالجميل والرضا به ظاهرا وباطنا عن رسول اللّه من قرأ سورة العصر غفر اللّه تعالى له وكان ممن تواصى بالحق وتواصى بالصبر |
﴿ ٠ ﴾