سُورَةُ الْهُمَزَةِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ تِسْعُ آياَتٍ سورة الهمزةمكية وآيها تسع بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١ويل مبتدأ خبره لكل همزة لمزة وساغ الابتداء به مع كونه نكرة لأنه دعاء عليهم بالهلكة أو بشدة الشر والهمز الكسر كالهزم واللمز الطعن كاللّهز شاعا في الكسر من أعراض الناس والطعن فيهم وبناء فعلة للدلالة على أن ذلك منه عادة مستمرة قد ضرى بها وكذلك اللعنة والضحكة وقرىء لكل همزة لمزة بسكون الميم وهو المسخرة الذي يأتي بالأضاحيك فيضحك منه ويستهزأ به وقيل نزلت في الأخنس بن شريق فإنه كان ضاريا بالغيبة والوقيعة وقيل في أمية بن خلف وقيل في الوليد بن المغيرة واغتيابه لرسول اللّه وغضه من جنابه الرفيع واختصاص السبب لا يستدعي خصوص الوعيد بهم بل كل من اتصف بوصفهم القبيح فله ذنوب منه مثل ذنوبهم ٢الذي جمع مالا بدل من كل أو منصوب أو مرفوع على الذم وقرىء جمع بالتشديد للتكثير وتنكير ما لا للتفخيم والتكثير الموافق لقوله تعالى وعدده وقيل معنى عدده جعله عدة لنوائب الدهر وقرىء وعدده أي جمع المال وضبط عدده أو جمع ماله وعدده الذين ينصرونه من قولك فلان ذو عدد وعدد إذا كان له عدد وافر من الأنصار والأعوان وقيل هو فعل ماض بفك الإدغام ٣يحسب أن ماله أخلده أي يعمل عمل من يظن أن ماله يبقيه حيا والإظهار في موقع الإضمار لزيادة التقرير وقيل طول المال أمله ومناه الأماني البعيدة حتى أصبح لفرط غفلته وطول أمله يحسب أن المال تركه خالدا في الدنيا لا يموت وقيل هو تعريض بالعمل الصالح والزهد في الدنيا وأنه هو الذي أخلد صاحبه في الحياة الأبدية والنعيم المقيم فأما المال فليس بخالد ولا بمخلد وروي أن الأخنس كان له أربعة آلاف دينار وقيل عشرة آلاف والجملة مستأنفة أو حال من فاعل جمع ٤كلا ردع له عن ذلك الحسبان الباطل وقوله تعالى لينبذن جواب قسم مقدر والجملة استئناف مبين لعلة الردع أي واللّه ليطرحن بسبب تعاطيه للأفعال المذكورة في الحطمة أي في النار التي شأنها أن تحطم وتكسر كل ما يلقى فيها كما أن شأنه كسر أعراض الناس وجمع المال وقوله تعالى ٥وما أدراك ما الحطمة لتهويل أمرها ببيان أنها ليست من الأمور التي تنالها عقول الخلق وقوله تعالى ٦نار اللّه خبر مبتدأ محذوف والجملة بيان لشأن المسؤول عنها أي هي نار اللّه الموقدة بأمر اللّه عز سلطانه وفي إضافتها إليه سبحانه ووصفها بالإيقاد من تهويل أمرها ما لا مزيد عليه ٧التي تطلع على الأفئدة أي تعلو أوساط القلوب وتغشاها وتخصيصها بالذكر لما أن الفؤاد ألطف ما في الجسد وأشده تألما بأدنى أذى يمسه أو لأنه محل العقائد الزائغة والنيات الخبيثة ومنشأ الأعمال السيئة ٨إنها عليهم مؤصدة أي مطبقة من أوصدت الباب وآصدته أي أطبقته ٩في عمد ممددة أما حال من الضمير المجرور في عليهم أي كائنين في عمد ممددة أي موثقين فيها مثل المقاطر التي تقطر فيها اللصوص أو خبر مبتدأ مضمر أي هم في عمد أو صفة لمؤصدة قاله أبو البقاء أي كائنة في عمد ممددة بأن تؤصد عليهم الأبواب وتمدد على الأبواب العمد استيثاقا في استيثاق اللّهم أجرنا منها يا خير مستجار وقرىء عمد بضمتين عن النبي من قرأ سورة الهمزة أعطاه اللّه تعالى عشر حسنات بعدد من استهزأ بمحمد وأصحابه |
﴿ ٠ ﴾