سُورَةُ الْمَاعُونِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ سَبْعُ آياَتٍ سورة الماعونمكية مختلف فيها وآيها سبع بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١أرأيت الذي يكذب بالدين استفهام أريد به تشويق السامع إلى معرفة من سيق له الكلام والتعجيب منه والخطاب لرسول اللّه وقيل لكل عاقل والرؤية بمعنى المعرفة وقرىء أرأيتك بزيادة حرف الخطاب والفاء في قوله تعالى ٢فذلك الذي يدع اليتيم جواب شرط محذوف على أن ذلك مبتدأو الموصول خبره والمعنى هل عرفت الذي يكذب بالجزاء أو بالإسلام إن لم تعرفه أو إن أردت أن تعرفه فهو الذي يدفع اليتيم دفعا عنيفا ويزجره زجرا قبيحا ووضع اسم الإشارة المتعرض لوصف المشار إليه موضع الضمير للإشعار بعلة الحكم والتنبيه بما فيه من معنى البعد على بعد منزلته في الشر والفساد قيل هو أبو جهل كان وصيا ليتيم فأتاه عريانا يسأله من مال نفسه فدفعه دفعا شنيعا وقيل أبو سفيان نحر جزورا فسأله يتيم لحما فقرعه بعصاه وقيل هو الوليد بن المغيرة وقيل هو العاص بن وائل السهمي وقيل هو رجل بخيل من المنافقين وقيل الموصول على عمومه وقرىء يدع اليتيم أي يتركه ويجفوه ٣ولا يحض أي أهله وغيرهم من الموسرين على طعام المسكين وإذا كان حال من ترك حث غيره على ما ذكر فما ظنك بحال من ترك مع القدرة عليه ٤والفاء في قوله تعالى فويل الخ أما لربط ما بعدها بشرط محذوف كأنه قيل إذا كان ما ذكر من عدم المبالاة باليتيم والمسكين من دلائل التكذيب بالدين وموجبات الذم والتوبيخ فويل للمصلين ٥الذين هم عن صلاتهم ساهون غافلون غير مبالين بها ٦الذين هم يراءون أي يرون الناس أعمالهم ليروهم الثناء عليها ٧ويمنعون الماعون أي الزكاة ما يتعاور عادة فإن عدم المبالاة باليتيم والمسكين حيث كان كما ذكر فعدم المبالاة بالصلاة التي هي عماد الدين والرياء الذي هو شعبة من الكفر ومنع الزكاة التي هي قنطرة الإسلام وسوء المعاملة مع الخلق أحق بذلك وأما لترتيب الدعاء عليهم بالويل على ما ذكر من قبائحهم ووضع المصلين موضع ضميرهم ليتوسل بذلك إلى بيان أن لهم قبائح أخر غير ما ذكر عن رسول اللّه من قرأ سورة الدين غفر له إن كان للزكاة مؤديا |
﴿ ٠ ﴾