سُورَةُ الْإِخْلَاصِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ أَرْبَعُ آياَتٍ سورة الإخلاصمكية مختلف فيها وآيها أربع بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١قل هو اللّه أحد الضمير للشأن ومدار وضعه موضعه مع عدم سبق ذكره الإيذان بأنه من الشهرة والنباهة بحيث يستحضره كل أحد وإليه يشير كل مشير وإليه يعود كل ضمير كما ينبىء عنه اسمه الذي أصله القصد أطلق على المفعول مبالغة ومحله الرفع على الابتداء خبره الجملة بعده ولا حاجة إلى الربط لأنها عين الشأن الذي عبر عنه بالضمير والسر في تصدير الجملة به التنبيه من أول الأمر على فخامة مضمونها وجلالة حيزها مع ما فيه من زيادة تحقيق وتقرير فإن الضمير لا يفهم منه من أول الأمر إلا شأن مبهم له خطر جليل فيبقى الذهن مترقبا لما أمامه مما يفسره ويزيل إبهامه فيتمكن عند وروده له فضل تمكن وهمزة أحد مبدلة من الواو وأصله وحد لا كهمزة ما يلازم النفي ويراد به العموم كما في قوله تعالى فما منكم من أحد عنه حاجزين وما في قوله عليه السلام ما أحلت الغنائم لأحد سود الرؤوس غيركم فإن أصلية وقال مكي أصل أحد واحد فأبدلت الواو همزة فاجتمع ألفان لأن الهمزة تشبه الألف فحذفت إحداهما تخفيفا وقال ثعلب إن أحد إلا يبني عليه العدد ابتداء فلا يقال أحد وإثنان كما يقال واحد واثنان ولا يقال رجل أحد كما يقال رجل واحد ولذلك اختص به تعالى أو هو كما سئل عنه أي الذي سالتم عنه هو اللّه إذ روى أن قريشا قالوا صف لنا ربك الذي تدعونا إليه وانسبه فنزلت فالضمير مبتدا واللّه خبره وأحد بدل منه أو خبر ثان أو خبر مبتدأ محذوف وقرىء هو اللّه أحد بغير قل وقرئ اللّه أحد بغير قل هو وقرئ قل هو الواحد وقوله تعالى ٢اللّه الصمد مبتدأ وخبر والصمد فعل بمعنى مفعول من صمد إليه إذا قصده أي هو السيد المصمود إليه في الحوائج المستغني بذاته وكل ما عداه محتاج إليه في جميع جهاته وقيل الصمد الدائم الباقي الذي لم يزل ولا يزال وقيل الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وتعريفه لعلمهم بصمديته بخلاف أحديته وتكرير الاسم الجليل للإشعار بأن من لم يتصف بذلك فهو بمعزل من استحقاق الألوهية وتعرية الجملة عن العاطف لأنها كالنتيجة للأولى بين أولا ألوهيته عن وجل المستتبعة لكافة نعوت الكمال ثم أحديته الموجبة تنزهه عن شائبة التعدد والتركيب بوجه من الوجوه وتوهم المشاركة في الحقيقة وخواصها ثم صمديته المقتضية لاستغنائه الذاتي عما سواه وافتقار جميع المخلوقات إليه في وجودها وبقائها وسائر أحوالها تحقيقا للحق وإرشادا لهم إلى سننه الواضح ثم صرح ببعض أحكام جزئية مندرجة تحت الأحكام السابقة فقيل ٣لم يلد تنصيصا على إبطال زعم المفترين في حق الملائكة والمسيح ولذلك ورد النفي على صيغة الماضي أي لم يصدر عنه ولد لأنه لا يجانسه شيء ليمكن أن يكون له من جنسه صاحبة فيتوالدا كما نطق به قوله تعالى أنى يكون له صاحبة ولا يفتقر إلى ما يعينه أو يخلفه لاستحالة الحاجة والفناء عليه سبحانه ولم يولد أي لم يصدر عن شيء لاستحالة نسبة العدم إليه سابقا ولاحقا والتصريح به مع كونهم معترفين بمضمونه لتقرير ما قبله وتحقيقه بالإشارة إلى أنهما متلازمان إذ المعهود أن ما يلد يولد ومالا فلا ومن قضية الاعتراف بأنه لم يولد الاعتراف بأنه لا يلد فهو قريب من عطف لا يستقدمون على ما يستأخرون كما مر تحقيقه ٤ولم يكن له كفوا أحد أي لم يكافئه أحد ولم يماثله ولم يشاكله من صاحبة وغيرها وله صلة لكفؤا قدمت عليه مع أن حقها التأخر عنه للاهتمام بها لأن المقصود نفي المكافأة عن ذاته تعالى وقد جوز أن يكون خبرا لا صلة ويكون كفؤا حالا من أحد وليس بذاك وأما تأخير اسم كان فلمراعاة الفواصل ووجه الوصل بين هذه الجمل غني عن البيان وقرئ بضم الكاف والفاء مع تسهيل الهمزة وبضم الكاف وكسرها مع سكون الفاء هذا ولانطواء السورة الكريمة مع تقارب قطريها على أشتات المعارف الإلهية والرد على من الحد فيها ورد في الحديث النبوي أنها تدل ثلث القرآن فإن مقاصده منحصرة في بيان العقائد والأحكام والقصص ومن عدلها بكله اعتبر المقصود بالذات منه روى عن النبي أنه قال أسست السمزات السبع والأرضون السبع على قل هو اللّه أحد أي ما خالقت إلا لتكون دلائل على توحيد اللّه تعالى ومعرفة صفاته التي نطقت بها هذه السورة وعنه عليه السلام أنه سمع رجلا يقرأ قل هو اللّه أحد فقال وجبت فقيل وما وجبت يا رسول اللّه قال وجبت له الجنة |
﴿ ٠ ﴾