الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام جلال الدين السيوطي عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد الشافعي (ت ٩١١ هـ ١٥٠٥ م) _________________________________ مقدمة المؤلف بسم اللّه الرحمن الرحيمالحمد للّه: أحيا بما شاء مآثر الآثار بعد الدثور، ووفق لتفسير كتابه العزيز بما وصل إلينا بالإسناد العالي من الخبر المأثور، وأشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له شهادة تضاعف لصاحبها الأجور، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي أسفر فجره الصادق فمحا ظلمات أهل الزيغ والفجور، صلى اللّه وسلم عليه وعلى آله وصحبه ذوي العلم المرفوع والفضل المشهور، صلاة وسلاما دائمين ممر الليالي والدهور. {وبعد}: فلما ألفت كتاب "ترجمان القرآن" وهو التفسير المسند عن رسول اللّه وأصحابه رضي اللّه عنهم، وتم بحمد اللّه في مجلدات، فكان ما أوردته فيه من الآثار بأسانيد الكتب المخرج منها واردات، رأيت قصور أكثر الهمم عن تحصيله، ورغبتهم في الاقتصار على متون الأحاديث دون الإسناد وتطويله، فخلصت منه هذا المختصر مقتصرا فيه على متن الأثر، مصدرا بالعزو والتخريج إلى كل كتاب معتبر، وسميته: {الدر المنثور في التفسير بالمأثور} واللّه أسأل أن يضاعف لمؤلفه الأجور ويعصمه من الخطأ والزور بمنه وكرمه إنه البر الغفور. سُورَةُ الْفاَتِحَةِ الْكِتاَبِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ سَبْعُ آياَتٍ سورة الفاتحة ١ مقدمة سورة الفاتحة أخرج عبد بن حميد في تفسيره عن إبراهيم قال: سألت الأسود عن فاتحة الكتاب أمن القرآن هي؟ قال: نعم وأخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة وابن الأنباري في المصاحف عن محمد بن سيرين وابن الأنباري في المصاحف أن أبي كعب كان يكتب فاتحة الكتاب، والمعوذتين، واللّهم إياك نعبد، واللّهم [؟؟] إياك نستعين، ولم يكتب ابن مسعود شيئا منهن. وكتب عثمان بن عفان فاتحة الكتاب، والمعوذتين. وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال: كان عبد اللّه لا يكتب فاتحة الكتاب في المصحف وقال: لو كتبتها، لكتبت في أول كل شيء. وأخرج الواحدي في أسباب النزول والثعلبي في تفسيره عن علي رضي اللّه عنه قال: نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش. وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في دلائل النبوة والواحدي والثعلبي عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل أن رسول اللّه قال لخديجة ّ"إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء، فقد واللّه خشيت أن يكون هذا أمرا! فقالت: معاذ اللّه.! ماكان اللّه ليفعل بك. فواللّه إنك لتؤدي الأمانة، وتصل الرحم، وتصدق الحديث. فلما دخل أبو بكر وليس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ثم ذكرت خديجة حديثه لها وقالت: إذهب مع محمد إلى ورقة، فلما دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أخذ أبو بكر بيده فقال: انطلق بنا إلى ورقة فقال: ومن أخبرك؟ قال: خديجة. فانطلقا إليه فقصا عليه فقال: إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي يا محمد يا محمد. فأنطلق هاربا في الأرض. فقال: لا تفعل إذا أتاك فاثبت حتى تسمع مايقول ثم ائتني فأخبرني، فلما خلا ناداه يا محمد قل {بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه رب العالمين} حتى بلغ {ولا الضالين} قال: قل لاإله إلا اللّه. فأتى ورقة، فذكر ذلك له. فقال له ورقة: أبشر ثم أبشر فإني أشهد أنك الذي بشر به ابن مريم، وأنك على مثل ناموس موسى، وأنك نبي مرسل ". وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق ابن إسحق حدثني بن يسار عن رجل من بني سلمة قال: لما أسلم بني سلمة، وأسلم ولد عمرو بن الجموح، قالت امرأة عمرو له: هل لك أن تسمع من ابنك ماروي عنه؟ فقال: أخبرني ما سمعت من كلام هذا الرجل. فقرأ عليه {الحمد للّه رب العالمين} إلى قوله {الصراط المستقيم} فقال: ما أحسن هذا وأجمله! وكل كلامه مثل هذا؟ فقال: يا أبتاه وأحسن من هذا، وذلك قبل الهجرة. وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وأبو سعيد بن الأعرابي في معجمه والطبراني في الأوسط من طريق مجاهد عن أبي هريرة. أن إبليس رن حين أنزلن فاتحة الكتاب. وأنزلت بالمدينة. وأخرج وكيع والفريابي في تفسيريهما وأبو عبيد في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر في تفسيره وأبو بكر بن الأنباري في كتاب المصاحف وأبو الشيخ في العظمة وأبو نعيم في الحلية من طرق عن مجاهد قال: نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة. وأخرج وكيع في تفسيره عن مجاهد قال: نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة. وأخرج أبو بكر بن الأنباري في المصاحف عن قتادة قال: نزلت فاتحة الكتاب بمكة. وأخرج ابن الضريس في فضائل القرآن عن أيوب أن مجمد بن سيرين كان يقول: يكره أن يقول: أم القرآن. ويقول: قال اللّه {وعنده أم الكتاب} ولكن {فاتحة الكتاب}. وأخرج الدارقطني وصححه والبيهقي في السنن عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "إذا قرأتم {الحمد} فاقرؤا {بسم اللّه الرحمن الرحيم} إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني {وبسم اللّه الرحمن الرحيم} إحدى آياتها" وأخرج البخاري والدارمي في مسنده وأبو داود والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن أبي مردويه في تفاسيرهم عن أبي هريرة قال: "قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم {الحمد للّه رب العالمين} أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني" وأخرج أحمد في مسنده وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه في تفاسيرهم عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال لأم القرآن: "هي أم القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السبع المثاني، وهي القرآن العظيم" وأخرج الثعلبي عن عبد الجبار بن العلاء قال: كان سفيان بن عيينة يسمي فاتحة الكتاب: الوافية. وأخرج الثعلبي عن عفيف بن سالم قال: سألت عبد اللّه بن يحيى بن أبي كثير عن قراءة الفاتحة خلف الإمام فقال: عن الكافية تسأل؟ قلت: وما الكافية؟ قال {الفاتحة} أما علمت أنها عن سواها ولا يكفي سواها عنها. وأخرج الثعلبي عن الشعبي أن رجلا شكا إليه وجع الخاصرة فقال: عليك بأساس القرآن قال: وما أساس القرآن؟ قال: فاتحة الكتاب. وأخرج الدارقطني والبيهقي في السنن بسند صحيح عن عبد خير قال: سئل علي رضي اللّه عنه عن السبع المثاني فقال {الحمد للّه رب العالمين} فقيل له: إنما هي ست آيات! فقال {بسم اللّه الرحمن الرحيم} آية. وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه في تفسيره والبيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم {الحمد للّه رب العالمين} سبع آيات {بسم اللّه الرحمن الرحيم} إحداهن، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم، وهي أم القرآن، وهي الفاتحة الكتاب". وأخرج الدارقطني والبيهقي عن أبي هريرة"أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إذا قرأ - وهو يؤم الناس - افتتح {بسم اللّه الرحمن الرحيم} قال أبو هريرة: آية من كتاب اللّه، اقرؤا إن شئتم فاتحة الكتاب، فإنها الآية المسابعة". وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أم سلمة قالت"قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم {بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} وقال: هي سبع يا أم سلمة" وأخرج أحمد والبخاري والدارمي وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن حبان وابن مردويه والبيهقي عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي فدعاني النبي صلى اللّه عليه وسلم فلم أجبه فقال "ألم يقل اللّه {استجيبوا للّه وللرسول إذا دعاكم} (الأنفال الآية ٢٤) ثم قال: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد، فأخذ بيدي فلما أردنا أن نخرج قلت: يا رسول اللّه إنك قلت لأعلمنك سورة في القرآن قال {الحمد للّه رب العالمين} هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته". وأخرج أبو عبيد وأحمد والدارمي والترمذي وصححه النسائي وابن خزيمة وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو ذر الهروي في فضائل القرآن والبيهقي في سننه عن أبي هريرة"إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وخرج على أبي بن كعب فقال: يا أبي - وهو يصلي - فالتفت أبي فلم يجبه. فصلى أبي فخفف، ثم انصرف إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول اللّه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: مامنعك أن تجبني إذ دعوتك؟ فقال: يا رسول اللّه إني كنت في الصلاة قال: أفلم تجد فيما أوحى اللّه إلي أن {استجيبوا للّه وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} (الأنفال الآية ٢٤) قال: بلى. ولا أعود إن شاء قال: أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها؟ قال: نعم يا رسول اللّه: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: كيف تقرأ في الصلاة؟ فقرأ بأم الكتاب فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان، مثلها، وإنها السبع من المثاني. أو قال: السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته". وأخرج الدارمي والترمذي وحسنه والنسائي وعبد اللّه بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند وابن الضريس في فضائل القرآن وابن جرير وابن خزيمة والحاكم وصححه من طريق العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "ما أنزل اللّه في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان، مثل أم القرآن. وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيت، وهي مقسومة بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل". وأخرج مسلم والنسائي وابن حبان والطبراني والحاكم عن ابن عباس قال "بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالس وعنده جبريل إذ سمع نقيضا من السماء من فوق، فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال: يا محمد هذا ملك قد نزل لم ينزل إلى الأرض قط، قال: فأتى النبي فسلم عليه فقال: أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي من قبلك. فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ حرفا إلا أوتيته". وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن أبي زيد وكانت له صحبة قال "كنت مع النبي صلى اللّه عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن. فقام النبي فاستمع حتى ختمها ثم قال: ما في الأرض مثلها". وأخرج أبو عبيدة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال: بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في سرية ثلاثين راكبا، فنزلنا بقوم من العرب، فسألناهم أن يضيفونا فأبوا، فلدغ سيدهم فأتونا فقالوا: فيكم أحد يرقي من العقرب؟ فقلت: نعم أنا. ولكن لا أفعل حتى تعطونا شيئا قالوا: فإنا نعطيكم ثلاثين شاة فقال: فقرأت عليها {الحمد} سبع مرات فبرأ، فلما قبضنا الغنم عرض في أنفسنا منها، فكففنا حتى أتينا النبي فذكرنا ذلك له قال "أما علمت أنها رقية! اقتسموها واضربوا لي معكم بسهم". وأخرج أحمد والبخاري والبيهقي في سننه عن ابن عباس. أن نفرا من أصحاب رسول اللّه مروا بماء فيه لديغ أو سليم، فعرض لهم رجل من أهل الحي فقال: هل فيكم من راق؟ إن في الماء رجلا لديغا أو سليما. فانطلق رجل منهم فقرأ {بفاتحة الكتاب} على شاء فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك وقالوا: أخذت على كتاب اللّه أجرا! حتى قدموا المدينة فقالوا: يا رسول اللّه أخذ على كتاب اللّه أجرا! فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "إن أحق ما أخذتم عليه أجرا. كتاب اللّه". وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الإيمان بسند جيد عن عبد اللّه بن جابر أن رسول اللّه قال له"ألا أخبرك بأخير سورة نزلت في القرآن؟ قلت: بلى يا رسول اللّه قال: فاتحة الكتاب. وأحسبه قال: فيها شفاء من كل داء". وأخرج الطبراني في الأوسط والدارقطني في الأفراد وابن عساكر بسند ضعيف عن السائب بن يزيد قال: عوذني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بفاتحة الكتاب تفلا. وأخرج سعيد بن منصور في سننه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه قال "فاتحة الكتاب شفاء من السم". وأخرج أبو الشيخ بن حبان في كتاب الثواب من وجه آخر عن أبي سعيد وأبي هريرة مرفوعا. مثله. وأخرج الدارمي والبيهقي في شعب الإيمان بسند رجاله ثقات عن عبد الملك بن عمير قال "قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فاتحة الكتاب شفاء من كل داء". وأخرج الثعلبي من طريق معاوية بن صالح عن أبي سلمان قال: مر أصحاب رسول اللّه في بعض غزوهم على رجل قد صرع، فقرأ بعضهم في أذنه بأم القرآن فبرأ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "هي أم الكتاب، وهي شفاء من كل داء". وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن السني في عمل اليوم والليلة والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه. أنه أتى رسول اللّه ثم أقبل راجعا من عنده. فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد فقال أهله: أعندك ماتداوي به هذا فإن صاحبكم قد جاء بخير؟ قال: فقرأت عليه {فاتحة الكتاب} ثلاثة أيام، في كل يوم مرتين غدوة وعشية أجمع بزاقي ثم أتفل، فبرأ فأعطوني مائة شاة. فأتيت النبي صلى اللّه عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال "كل فمن أكل برقية باطل فقد أكلت برقية حق". وأخرج البزار في مسنده بسند ضعيف عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب، (وقل هو اللّه أحد) فقد أمنت من كل شيء إلا الموت". وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "من قرأ أم القرآن و {قل هو اللّه أحد} (الإخلاص الآية ١) فكأنما قرأ ثلث القرآن". وأخرج عبد بن حميد في مسنده بسند ضعيف عن ابن عباس يرفعه إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم "فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن". وأخرج الحاكم وصححه وأبو ذر الهروي في فضائله والبيهقي في الشعب عن أنس قال "كان صلى اللّه عليه وسلم في مسير له فنزل فمشى رجل من أصحابه إلى جنبه، فاتفت إليه النبي فقال: ألا أخبرك بأفضل القرآن؟ فتلا عليه {الحمد للّه رب العالمين} ". وأخرج ابن الضريس في فضائل القرآن والبيهقي في الشعب عن أنس عن النبي قال "إن اللّه أعطاني فيما من به علي، أني أعطيتك فاتحة الكتاب وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين". وأخرج إسحق بن راهويه في مسنده عن علي. أنه سئل عن فاتحة الكتاب فقال: حدثنا نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم "أنها أنزلت من كنز تحت العرش". وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه في تفسيره وأبو ذر الهروي في فضائله والبيهقي في الشعب عن معقل بن يسار قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة". وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن عمران بن حصين. فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، لا يقرؤهما عبد في دار فتصيبهم في ذلك اليوم عين إنس أو جن. أوخرج أبو الشيخ في الثواب والطبراني وابن مردويه والديلمي والضياء المقدسي في المختارة عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "أربع أنزلن من كنز تحت العرش لم ينزل منه شيء غيرهن أم الكتاب، وآية الكرسي، وخواتم سورة البقرة، والكوثر". وأخرج ابن الضريس عن أبي أمامة موقوفا. مثله. وأخرج أبو نعيم والديلمي عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "فاتحة الكتاب تجزئ ما لا يجزئ شيء من القرآن. ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان وجعل القرآن في الكفة الأخرى لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات". وأخرج أبو عبيد في فضائله عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة، والإنجيل، و الزبور، و الفرقان". وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الحسن قال: أنزل اللّه مائة وأربعة كتب، أودع علومها أربعة منها. التوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان، ثم أودع علوم التوارة، والإنجيل، والزبور، والفرقان، ثم أودع علوم القرآن المفصل، ثم أودع المفصل فاتحة الكتاب. فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة. وأخرج وكيع في تفسيره وابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ في العظمة وأبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال: رن إبليس أربعا. حين نزلت فاتحة الكتاب، وحين لعن، وحين هبط إلى الأرض، وحين بعث محمد صلى اللّه عليه وسلم. وأخرج ابن الضريس عن مجاهد قال: لمأنزلت {الحمد للّه رب العالمين} شق على إبليس مشقة شديدة، ورن رنة شديدة، ونخر نخرة شديدة. قال مجاهد: فمن أن أو نخر فهو ملعون. وأخرج ابن الضريس عن عبد العزيز بن ربيع قال: لمأنزلت فاتحة الكتاب، رن إبليس كرنته يوم لعن. وأخرج أبو عبيد عن مكحول قال: أم القرآن قراءة، ومسألة، ودعاء. وأخرج أبو الشيخ في الثواب عن عطاء قال: إذا أردت حاجة فاقرأ بفاتحة الكتاب حتى تختمها، تقضى إن شاء اللّه. وأخرج ابن قانع في معجم الصحابة عن رجاء الغنوي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "استشفوا بما حمد اللّه به نفسه قبل أن يحمده خلقه، وبما مدح اللّه به نفسه. قلنا: وماذاك يا نبي اللّه؟ قال {الحمد للّه} و {قل هو اللّه أحد} (الإخلاص الآية ١) فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه اللّه". وأخرج أبو عبيد عن أبي المنهال سيار بن سلامة أن عمر بن الخطاب سقط عليه رجل من المهاجرين، وعمر يتهجد من الليل يقرأ بفاتحة الكتاب لا يزيد عليها، ويكبر، ويسبح، ثم يركع ويسجد. فلما أصبح الرجل ذكر ذلك لعمر فقال عمر: لامك [لأمك؟؟] الويل..! أليست تلك صلاة الملائكة؟ قلت: فيه أن الملائكة أذن لهم في قراءة الفاتحة فقط، فقد ذكر ابن الصلاح أن قراءة القرآن خصيصة أوتيها البشر دون الملائكة، وأنهم حريصون على سماعه من الإنس. وأخرج ابن الضريس عن أبي قلابة يرفعه إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "من شهد فاتحة الكتاب حين يستفتح كان كمن شهد فتحا في سبيل اللّه، ومن شهد حتى تختم كمن شهد الغنائم حتى تقسم". وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق عن شداد بن أوس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "إذا أخذ أحدكم مضجعه ليرقد، فليقرأ بأم القرآن وسورة. فإن اللّه يوكل به ملكا يهب معه إذا هب". وأخرج الشافعي في الأم وابن أبي شيبة في المصنف وأحمد في مسنده والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي في السنن عن عبادة بن الصامت. أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب". وأخرج الدارقطني والحاكم عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "أم القرآن عوض عن غيرها، وليس غيرها عوضا عنها". وأخرج أحمد والبيهقي في سنه عن أبي هريرة قال: أمرني رسول اللّه قال "كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداع". وأخرج مالك في الموطأ وسفيان بن عيينة في تفسيره وأبو عبيد في فضائله وابن أبي شيبة وأحمد في مسنده والبخاري في جزء القراءة ومسلم في صحيحه وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف وابن حبان والدارقطني والبيهقي في السنن عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج، فهي خداج ثلاث مرات. غير تام. قال أبو السائب: فقلت يا أبا هريرة إني أحيانا أكون وراء الإمام... فغمز ذراعي وقال: اقرأ بها يا فارسي في نفسك، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: قال اللّه عز وجل"قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل "قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: اقرؤا... يقول العبد {الحمد للّه رب العالمين} فيقول اللّه: حمدني عبدي. ويقول العبد {الرحمن الرحيم} فيقول اللّه: أثنى علي عبدي. ويقول العبد {مالك يوم الدين} فيقول اللّه مجدني عبدي، ويقول العبد {إياك نعبد وإياك نستعين} فيقول اللّه: هذا بيني وبين عبدي، أولها لي وآخرها لعبدي وله ماسأل. ويقول العبد {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فيقول اللّه: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل". وأخرج الدارقطني والبيهقي في السنن بسند ضعيف عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "يقول اللّه تعالى: قسمت هذه الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال العبد {بسم اللّه الرحمن الرحيم} يقول اللّه: ذكرني عبدي. فإذا قال {الحمد للّه رب العالمين} يقول اللّه: حمدني عبدي. فإذا قال {الرحمن الرحيم} يقول اللّه: أثنى علي عبدي. فإذا قال {مالك يوم الدين} يقول اللّه: مجدني عبدي. فإذا قال {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذه الآية بيني وبين عبدي نصفين، وآخر السورة لعبدي ولعبدي ماٍسأل". وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيرهما عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "قال اللّه: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، وله ما سأل. فإذا قال العبد {الحمد للّه رب العالمين} قال: حمدني عبدي. وإذا قال {الرحمن الرحيم} قال: أثنى علي عبدي. ثم قال: هذا لي وله مابقي". وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي بن كعب قال: قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فاتحة الكتاب ثم قال "قال ربكم: ابن آدم أنزلت عليك سبع آيات. ثلاث لي، وثلاث لك، وواحدة بيني وبينك. فأم التي لي {فالحمد للّه رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين} والتي بيني وبينك {إياك نعبد وإياك نستعين} منك العباده وعلي العون لك. وأما التي لك {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} ". _________________________________ ١ أخرج أبو عبيد وابن سعد في الطبقات وابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود وابن خزيمة وابن الأنباري في المصاحف والدارقطني والحاكم وصححه والبيهقي والخطيب وابن عبد البر كلاهما في كتاب المسألة عن أم سلمة "أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ {بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قطعها آية آية، وعددها عد الاعراب، وعد بسم اللّه الرحمن الرحيم ولم يعد عليهم". وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني والدارقطني والبيهقي في سننه بسند ضعيف عن بريدة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "لا أخرج من المسجد حتى أخبرك بآية أو سورة لم تنزل على نبي بعد سليمان غيري. قال: فمشى وتبعته حتى انتهى إلى باب المسجد، فأخرج احدى رجليه من أسكفة المسجد، وبقيت الأخرى في المسجد. فقلت بيني وبين نفسي: نسي ذلك.. فأقبل علي بوجهه فقال: بأي شيء تفتتح القرآن إذا افتتحت الصلاة؟ قلت {بسم اللّه الرحمن الرحيم} قال: هي هي... ثم خرج". وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال {بسم اللّه الرحمن الرحيم} آية. وأخرج سعيد بن منصور في سننه وابن خزيمة في كتاب البسملة والبيهقي عن ابن عباس قال: استرق الشيطان من الناس. وأخرج أبو عبيد وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس قال: أغفل الناس آية من كتاب اللّه لم تنزل على أحد سوى النبي صلى اللّه عليه وسلم، إلا أن يكون سليمان بن داود عليهما السلام {بسم اللّه الرحمن الرحيم}. وأخرج الدارقطني بسند ضعيف عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال "كان جبريل إذا جاءني بالوحي أول مايلقي علي {بسم اللّه الرحمن الرحيم} ". وأخرج الواحدي عن ابن عمر قال: نزلت {بسم اللّه الرحمن الرحيم} في كل سورة. وأخرج أبو داود والبزار والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في المعرفة عن ابن عباس قال: كأن النبي صلى اللّه عليه وسلم لا يعرف فصل السورة - وفي لفظ خاتمة السورة - حتى ينزل عليه {بسم اللّه الرحمن الرحيم} زاد البزار، والطبراني، فإذأنزلت عرف أن السورة قد ختمت، واستقبلت، أو ابتدئت سورة أخرى. وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال: كان المسلمون لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل {بسم اللّه الرحمن الرحيم} فإذأنزلت عرفوا أن السورة قد انقضت. وأخرج أبو عبيد عن سعيد بن جبير أنه في عهد النبي صلى اللّه عليه وسلم كانوا لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل {بسم اللّه الرحمن الرحيم} فإذأنزلت علموا أن قد انقضت سورة و نزلت أخرى. وأخرج الطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس. أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إذا جاءه جبريل فقرأ {بسم اللّه الرحمن الرحيم} علم أنها سورة. وأخرج البيهقي في شعب الإيمان والواحدي عن ابن مسعود قال: كنا لا نعلم فصل ما بين السورتين حتى تنزل {بسم اللّه الرحمن الرحيم}. وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر أنه كان يقرأ في الصلاة {بسم اللّه الرحمن الرحيم} فإذا ختم السورة قرأها يقول: ماكتبت في المصحف إلا لتقرأ. وأخرج الدارقطني عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه "علمني جبريل الصلاة فقام فكبر لنا، ثم قرأ {بسم اللّه الرحمن الرحيم} فيما يجهر به في كل ركعة". وأخرج الثعلبي عن علي بن يزيد بن جدعان أن العبادلة كانوا يستفتحون القراءة ب {بسم اللّه الرحمن الرحيم} يجهرون بها. عبد اللّه بن عباس، وعبد اللّه بن عمر، وعبد اللّه بن الزبير. وأخرج الثعلبي عن أبي هريرة قال: كنت مع النبي صلى اللّه عليه وسلم في المسجد إذ دخل رجل يصلي، فافتتح الصلاة، وتعوذ ثم قال {الحمد للّه رب العالمين} فسمع النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال "يا رجل قطعت على نفسك الصلاة، أما علمت أن {بسم اللّه الرحمن الرحيم} من الحمد. فمن تركها فقد ترك آية. ومن ترك آية فقد أفسد عليه صلاته". وأخرج الثعلبي عن علي أنه كان إذا افتتح السورة في الصلاة يقرأ {بسم اللّه الرحمن الرحيم} وكان يقول من ترك قراءتها فقد نقص وكان يقول هي تمام السبع المثاني. وأخرج الثعلبي عن طلحة بن عبيد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "من ترك {بسم اللّه الرحمن الرحيم} فقد ترك آية من كتاب اللّه". وأخرج الشافعي في الأم والدارقطني والحاكم وصححه والبيهقي عن معاوبة أنه قدم المدينة فصلى بهم ولم يقرأ {بسم اللّه الرحمن الرحيم} ولم يكبر إذا خفض، وإذا رفع. فناداه المهاجرون والأنصار حين سلم: يا معاوية أسرقت صلاتك، أين {بسم اللّه الرحمن الرحيم}؟ وأين التكبير؟ فلما صلى بعد ذلك قرأ {بسم اللّه الرحمن الرحيم} لأم القرآن وللسوره التي بعدها وكبر حين يهوي ساجدا. وأخرج البيهقي عن الزهري قال: من سنة الصلاة أن تقرأ {بسم اللّه الرحمن الرحيم} وإن أول من أسر {بسم اللّه الرحمن الرحيم} عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة، وكان رجلا حييا. أخرج أبو داود والترمذي والدارقطني والبيهقي عن ابن عباس قال: كأن النبي صلى اللّه عليه وسلم يفتتح صلاته ب {بسم اللّه الرحمن الرحيم}. وأخرج البزار والدارقطني والبيهقي في شعب الإيمان من طريق أبي الطفيل قال: سمعت علي بن أبي طالب، وعمار يقولان: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يجهر في المكتوبات ب {بسم اللّه الرحمن الرحيم} في فاتحة الكتاب. وأخرج الطبراني في الأوسط والدارقطني والبيهقي عن نافع. أن ابن عمر إذا افتتح الصلاة يقرأ ب {بسم اللّه الرحمن الرحيم} في أم القرآن وفي السورة التي تليها، ويذكر أنه سمع ذلك من رسول اللّه. وأخرج الدارقطني والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يجهر ب {بسم للّه الرحمن الرحيم في الصلاة} ". وأخرج الدارقطني والحاكم والبيهقي وصححه عن نعيم المجمر قال: كنت وراء أبي هريرة فقرأ {بسم اللّه الرحمن الرحيم} ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ {ولا الضالين} قال: آمين. وقال الناس: آمين. ويقول كلما سجد: اللّه أكبر، وإذا قام من الجلوس قال اللّه أكبر، ويقول إذا سلم: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. وأخرج الدارقطني عن علي بن أبي طالب قال: "كان النبي يجهر ب {بسم اللّه الرحمن الرحيم} في السورتين جميعا". وأخرج الدارقطني عن علي بن أبي طالب قال: قال النبي"كيف تقرأ إذا قمت إلى الصلاة؟ قلت {الحمد للّه رب العالمين} قال: قل {بسم اللّه الرحمن الرحيم} ". وأخرج الدارقطني والبيهقي في شعب الإيمان عن جابر قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "كيف تقرأ إذا قمت إلى الصلاة؟ قلت: أقرأ {الحمد للّه رب العالمين} قال: قل {بسم اللّه الرحمن الرحيم} ". وأخرج الدارقطني عن ابن عمر قال: صليت خلف النبي صلى اللّه عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر فكانوا يجهرون ب {بسم اللّه الرحمن الرحيم}. وأخرج الدارقطني عن النعمان بن بشير قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "أمني جبريل عليه السلام عند الكعبة، فجهر ب {بسم اللّه الرحمن الرحيم} ". وأخرج الدارقطني عن الحكم بن عمير وكان بدريا قال "صليت خلف النبي فجهر في الصلاة {بسم اللّه الرحم الرحيم} في صلاة الليل، وصلاة الغداة، وصلاة الجمعة". وأخرج الدارقطني عن عائشة "أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يجهر ب {بسم اللّه الرحمن الرحيم} ". وأخرج أبو عبيد عن محمد بن كعب القرظي قال: فاتحة الكتاب سبع آيات ب {بسم اللّه الرحمن الرحيم}. وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره والحاكم في المستدرك وصححه والبيهقي في شعب الإيمان وأبو ذر الهروي في فضائله والخطيب البغدادي في تاريخه عن ابن عباس. أن عثمان بن عفان سأل النبي صلى اللّه عليه وسلم عن {بسم اللّه الرحمن الرحيم} فقال "هو اسم من أسماء اللّه تعالى، ومابينه وبين اسم اللّه الأكبر إلا كما بين سواد العين وبياضها من القرب". وأخرج ابن جرير وابن عدي في الكامل وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر في تاريخ دمشق والثعلبي بسند ضعيف جدا عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "إن عيسى بن مريم أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلمه فقال له المعلم: اكتب {بسم اللّه الرحمن الرحيم} قال له عيسى: وما باسم اللّه؟ قال المعلم: لا أدري! فقال له عيسى {الباء} بهاء اللّه {والسين} سناؤه {والميم} مملكته، {واللّه} إله الآلهة {والرحمن} رحمان الدنيا والآخرة، {والرحيم} رحيم الآخرة". وأخرج ابن أبي حاتم من طريق جويبر عن الضحاك. مثل قوله. وأخرج ابن جريج وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال "أول ما نزل جبريل على محمد قال له جبريل {بسم اللّه} يا محمد. يقول: اقرأ بذكر اللّه: و {اللّه} ذو الألوهية والمعبودية على خلقه أجمعين، {والرحمن} الفعلان من الرحمة و {الرحيم} الرفيق الرقيق بمن أحب أن يرحمه، والبعيد الشديد على من أحب أن يضعف عليه العذاب". وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: اسم اللّه الأعظم. هو اللّه. وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في تاريخه وابن الضريس في فضائله وابن أبي حاتم عن جابر بن يزيد قال: اسم اللّه الأعظم. هو اللّه، ألا ترى أنه في جميع القرآن يبدأ به قبل كل اسم. وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في الدعاء الشعبي قال: اسم اللّه الأعظم. يا اللّه. وأخرج ابن جرير عن الحسن قال {الرحمن} اسم ممنوع. وأخرج ابن أبي حاتم قال {الرحيم} اسم لا يستطيع الناس أن ينتحلوه. وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال {الرحمن} لجميع الخلق و {الرحيم} بالمؤمنين خاصة. وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال {الرحمن} وهو الرفيق {والرحيم} وهو العاطف على خلقه بالرزق. وهما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر. وأخرج ابن جرير عن عطاء الخراساني قال: كان {الرحمن فلما اختزل الرحمن من اسمه كان {الرحمن الرحيم}. وأخرج البزار والحاكم والبيهقي في الدلائل بسند ضعيف عن عائشة قالت: قال لي أبي: ألا أعلمك دعاء علمنيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - قال: وكان عيسى يعلمه للحواريين - لوكان عليك مثل أحد ذهبا لقضاه اللّه عنك قلت: بلى. قال: "قولي: اللّهم فارج الهم، كاشف الغم - ولفظ البزار وكاشف الكرب - ،مجيب دعوة المضطرين، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها، أنت ترحمني رحمة تغنني بها عمن سواك". وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن سابط قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدعو بهؤلاء الكلمات ويعلمهن "اللّهم فارج الهم، وكاشف الكرب، ومجيب المضطرين، ورحمن الدنيا والآخرة ورحيمها، أنت ترحمني فارحمني رحمة تغنني بها عمن سواك". وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن سابط قال "كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدعو بهؤلاء الكلمات ويعلمهن. اللّهم فارج الهم، وكاشف الكرب، ومجيب المضطرين، ورحمن الدنيا والآخرة ورحيمها، ارحمني اليوم رحمة تغنني بها عن رحمة من سواك". وأخرج البيهقي في شعب الإيمان من طريق ابن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال "إن اللّه أنزل علي سورة لم ينزلها على أحد من الأنبياء والرسل من قبلي. قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: قال اللّه تعالى: قسمت هذه السورة بيني وبين عبادي {فاتحة الكتاب} جعلت نصفها لي: ونصفها لهم، وآية بيني وبينهم، فإذا قال العبد {بسم اللّه الرحمن الرحيم} قال اللّه: عبدي دعاني باسمين رقيقين. أحدهما أرق من الآخر. فالرحيم أرق من الرحمن. وكلاهما رقيقان، فإذا قال {الحمد للّه} قال اللّه: شكرني عبدني وحمدني. فإذا قال {رب العالمين} قال اللّه شهد عبدي أني رب العالمين. رب الإنس والجن والملائكة والشياطين ورب الخلق، ورب كل شيء، فإذا قال {الرحمن الرحيم} يقول مجدني عبدي. وإذا قال {ملك يوم الدين} - يعني بيوم الدين: يوم الحساب - . قال اللّه تعالى: شهد عبدي أنه لا مالك ليومه أحد غيري. وإذا قال {ملك يوم الدين} فقد أثنى علي عبدي. {إياك نعبد} يعني اللّه أعبد وأوحد {وإياك نستعين} قال اللّه: هذا بيني وبين عبدي، إياي يعبد فهذه لي، واياي نستعين فهذه له، ولعبدي بعد ماسأل. بقية السورة {اهدنا} أرشدنا {الصراط المستقيم} يعني دين الإسلام، لأن كل دين غير الإسلام فليس بمستقيم الذي ليس فيه التوحيد {صراط الذين أنعمت عليهم} يعني به النبيين والمؤمنين الذين أنعم اللّه عليهم بالإسلام والنبوة {غير المغضوب عليهم} يقول: أرشدنا غير دين هؤلاء الذين غضبت عليهم، وهم اليهود {ولا الضالين} وهم النصارى، أضلهم اله بعد الهدى، فبمعصيتهم غضب اللّه عليهم {وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا} (المائدة الآية ٦٠) في الدنيا والآخرة. يعني شر منزلا من النار {وأض عن سواء السبيل} (المائدة الآية ٦٠) من المؤمنين. يعني أضل عن قصد السبيل المهدى من المسلمين قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: فإذا قال الإمام {ولا الضالين} فقولوا {آمينن} يحبكم اللّه. قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: قال لي يا محمد هذه نجاتك، ونجاة أمتك، ومن اتبعك على دينك من النار" قال البيهقي: قوله: رقيقان. قيل هذا تصحيف وقع في الأصل، وإنما هو رفيقان. والرفيق: من أسماء اللّه تعالى. وأخرج ابن مردويه والثعلبي عن جابر بن عبد اللّه قال: لما نزلت {بسم اللّه الرحمن الرحيم} هرب الغيم إلى المشرق، وسكنت الريح، وهاج البحر، وأصغت البهائم بآذانها، ورجمت الشياطين من السماء، وحلف اللّه بعزته وجلاله أن لا يسمى على شيء إلا بارك فيه. وأخرج وكيع والثعلبي عن ابن مسعود قال: من أراد أن ينجيه اللّه من الزبانية التسعة عشر فليقرأ {بسم اللّه الرحمن الرحيم} ليجعل اللّه له بكل حرف منها جنة من كل واحد. وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن ابن عباس مرفوعا "إن المعلم إذا قال للصبي قل {بسم اللّه الرحمن الرحيم} كتب للمعلم، وللصبي، ولأبويه، براءة من النار". وأخرج ابن السني في عمل اليوم والليلة والديلمي عن علي مرفوعا "إذا وقعت في ورطة فقل {بسم اللّه الرحمن الرحيم} لا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم. فإن اللّه يصرف بها ما يشاء من أنواع البلاء". وأخرج الحافظ عن عبد القادر الرهاوي في الأربعين بسند صحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ب {بسم اللّه الرحمن الرحيم} أقطع". وأخرج عبد الرزاق في المصنف وأبو نعيم في الحلية عن عطاء قال: إذا تناهقت الحمر من الليل فقولوا {بسم اللّه الرحمن الرحيم} أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم. وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن صفوان بن سليم قال: الجن يستمتعون بمتاع الإنس وثيابهم، فمن أخذ منكم أو وضعه فليقل {بسم اللّه} فإن اسم اللّه طابع. وأخرج أبو نعيم والديلمي عن عائشة قالت: لما نزلت {بسم اللّه الرحمن الرحيم} ضجت الجبال حتى سمع أهل مكة دويها فقالوا: سحر محمد الجبال، فبعث اللّه دخانا حتى أظل على أهل مكة فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "من قرأ {بسم اللّه الرحمن الرحيم} موقنا سبحت معه الجبال إلا أنه لا يسمع ذلك منها". وأخرج الديلمي عن ابن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "من قرأ {بسم اللّه الرحمن الرحيم} كتب له بكل حرف أربعة آلاف حسنة، ومحي عنه أربعة آلاف سيئة، ورفع له أربعة آلاف درجة". وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والدارقطني والحاكم والبيهقي في سننه عن أنس بن مالك أنه سئل عن قراءة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: كانت مدا، ثم قرأ {بسم اللّه الرحمن الرحيم} يمد {بسم اللّه} ويمد {الرحمن} ويمد {الرحيم}. وأخرج الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في الجامع عن أبي جعفر محمد بن علي قال "قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم {بسم اللّه الرحمن الرحيم} مفتاح كل كتاب". وأخرج الخطيب في الجامع عن سعيد بن جبير قال: لا يصلح كتاب إلا أوله {بسم اللّه الرحمن الرحيم} وإن كان شعرا. وأخرج الخطيب عن الزهري قال: قضت السنة أن لا يكتب في الشعر {بسم اللّه الرحمن الرحيم}. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو بكر بن أبي داود والخطيب في الجامع عن الشعبي قال: كانوا يكرهون أن يكتبوا أمام الشعر {بسم اللّه الرحم الرحيم}. وأخرج الخطيب عن الشعبي قال أجمعوا أن لا يكتبوا أمام الشعر {بسم اللّه الرحمن الرحيم} وأخرج أبوعبيد وابن أبي شيبة في المصنف عن مجاهد والشعبي أنهما كرها أن يكتب الجنب {بسم اللّه الرحمن الرحيم}. وأخرج أبونعيم في تاريخ أصبهان وابن اشته في المصاحف بسند ضعيف عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "من كتب {بسم اللّه الرحمن الرحيم} مجودة تعظيما للّه غفر اللّه له". وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن علي بن أبي طالب قال: تنوق رجل في {بسم اللّه الرحمن الرحيم} فغفر له. وأخرج السلفي في جزء له عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "لاتمد الباء إلى الميم حتى ترفع السين". وأخرج الخطيب في الجامع عن الزهري قال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن تمد {بسم اللّه الرحمن الرحيم}. وأخرج الخطيب وابن اشته في المصاحف عن محمد بن سيرين. أنه كان يكره أن يمد الباء إلى الميم حتى يكتب السين. وأخرج الديلمي في مشند الفردوس وابن عساكر في تارخ دمشق عن يزيد بن ثابت قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "إذا كتبت {بسم اللّه الرحمن الرحيم} فبين السين فيه". وأخرج الخطيب في الجامع والديلمي عن أنس عن النبي قال "إذا كتب أحدكم {بسم اللّه الرحمن الرحيم} فليمد الرحمن". وأخرج الديلمي عن معاوية قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "يا معاوية ألق الدواة، وحرف القلم، وانصب الباء، وفرق السين، ولا تغور الميم، وحسن اللّه، ومد الرحمن، وجود الرحيم، وضع قلمك على أذنك اليسرى، فإنه أذكر لك". وأخرج الخطيب عن مطر الوراق قال "كان معاوية بن أبي سفيان كاتب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأمره أن يجمع بين حروف الباء والسين، ثم يمده إلى الميم، ثم يجمع حروف اللّه الرحمن الرحيم، ولا يمد شيئا من أسماء اللّه في كتابه، ولا قراءته". وأخرج أبوعبيد عن مسلم بن يسار أنه كان يكره أن يكتب (بم) حين يبدأ قيسقط السين. وأخرج أبوعبيد عن ابن عون أنه كتب لابن سيرين (بم) فقال: مه... اكتب سينا. اتقوا أن يأثم أحدكم وهو لا يشعر. وأخرج أبوعبيد عن عمران بن عون. أن عمر بن عبد العزيز ضرب كاتبا كتب الميم قبل السين. فقيل له: فيم ضربك أمير المؤمنين؟ فقال: في سين. وأخرج ابن سعد في طبقاته عن جويرية بنت أسماء. أن عمر بن عبد العزيز عزل كاتبا له في هذا كتب (بم) ولم يجعل السين. وأخرج ابن سعيد عن محمد بن سيرين أنه كان يكره أن يكتب الباء، ثم يمدها إلى الميم حتى يكتب السين، ويقول فيه قولا شديدا. وأخرج الخطيب عن معاذ بن معاذ قال: كتبت عند سوار {بسم اللّه الرحمن الرحيم} فممدت الباء ولم أكتب السين، فأمسك يدي وقال: كان محمد والحسن يكرهان هذا. وأخرج الخطيب عن عبد اللّه بن صالح قال: كتبت {بسم اللّه الرحمن الرحيم} ورفعت الباء فطالت فأنكر ذلك الليث وكرهه وقال: غيرت المعنى يعني لأنها تصير لاما. وأخرج أبوداود في مراسيله عن عمر بن عبد العزيز أن النبي صلى اللّه عليه وسلم مر على كتاب في الأرض فقال لفتى معه " ما في هذا؟ قال {بسم اللّه} قال: لعن من فعل هذا لا تضعوا {بسم اللّه} إلا في موضعه". وأخرج الخطيب في تالي التلخيص عن أنس مرفوعا "من رفع قرطاسا من الأرض فيه {بسم اللّه الرحمن الرحيم} إجلالا له أن يداس، كتب عند اللّه من الصديقين، وخفف عن والديه وإن كانا كافرين". وأخرج ابن أبي داود في البعث عن أم خالد بن خالد بن سعيد بن العاص قال: إني أول من كتب {بسم اللّه الرحمن الرحيم}. وأخرج الثعلبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال "قام النبي صلى اللّه عليه وسلم بمكة فقال {بسم اللّه الرحمن الرحيم} فقالت قريش: دق اللّه فاك". وأخرج أبوداود في مراسيله عن سعيد بن جبير قال " كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يجهر {ببسم اللّه الرحمن الرحيم} بمكة، وكان أهل مكة يدعون مسيلمة الرحمن. فقالوا: إن محمدا يدعو إلى إله اليمامة، فأمر رسول اللّه بإخفائها، فما جهر بها حتى مات". وأخرج الطبراني من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال "كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا قرأ {بسم اللّه الرحمن الرحيم} هزأ منه المشركون وقالوا: محمد يذكر إله اليمامة، وكان مسيلمة يتسمى الرحمن. فلما نزلت هذه الآية أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن لا يجهر بها". وأخرج الطبراني عن أنس "أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يسر {بسم اللّه الرحمن الرحيم} وأبو بكر، وعمر". وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه والبيهقي عن ابن عبد اللّه بن مغفل قال: سمعني أبي وأنا أقرأ {بسم اللّه الرحمن الرحيم} فقال: أي بني محدث؟ صليت خلف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأبو بكر، وعمر، وعثمان، فلم أسمع أحدا منهم جهر {بسم اللّه الرحمن الرحيم}. وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال: الجهر {بسم اللّه الرحمن الرحيم} قراءة الأعراب. وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال: جهر الإمام {بسم اللّه الرحمن الرحيم} بدعة. وأخرج ابن الضريس عن يحيى بن عتيق قال: كان الحسن يقول: اكتبوا في أول الإمام {بسم اللّه الرحمن الرحيم} واجعلوا بين كل سورتين خطا. ٢ أخرج عبد الرزاق في المصنف والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والخطابي في الغريب والبيهقي في الأدب والديلمي في مسند الفردوس والثعلبي عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص"عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قرأ {الحمد} رأس الشكر، فما شكر اللّه عبد لا يحمده". وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن النواس بن سمعان قال: سرقت ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال "لئن ردها اللّه لأشكرن ربي، فوقعت في حي من أحياء العرب فيهم امرأة مسلمة، فوقع في خلدها أن تهرب عليها، فرأت من القوم غفلة فقعدت عليها ثم حركتها فصبحت بها المدينة، فلما رآها المسلمون فرحوا بها، ومشوا بمجئها حتى أتوا رسول اللّه فلما رآها قال {الحمد للّه} فانتظروا هل يحدث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صوما أو صلاة؟ فظنوا أنه نسي فقالوا: يا رسول اللّه قد كنت قلت لئن ردها اللّه لأشكرن ربي. قال: ألم أقل {الحمد للّه}؟ ". وأخرج ابن جرير والحاكم في تاريخ نيسابور والديلمي بسند ضعيف عن الحكم بن عمير وكانت له صحبة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "إذا قلت {الحمد للّه رب العالمين} فقد شكرت اللّه فزادك". وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس قال {الحمد للّه} كلمة الشكر إذا قال العبد {الحمد للّه} قال اللّه شكرني عبدي. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: {الحمد} هو الشكر والاستحذاء للّه، والإقرار بنعمه، وهدايته، وابتدائه. وغير ذلك. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: قال عمر: قد علمنا سبحان اللّه، ولاإله إلا اللّه، فما الحمد؟ قال علي: كلمة رضيها اللّه لنفسه، وأحب أن تقال. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن كعب قال {الحمد للّه} ثناء على اللّه. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك قال {الحمد} رداء الرحمن. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي عبد الرحمن الجبائي قال: الصلاة شكر، والصيام شكر، وكل خير تفعله للّه شكر، وأفضل الشكر {الحمد}. وأخرج الترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه وابن حبان والبيهقي في شعب الإيمان عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "أفضل الذكر لا إله إلا اللّه، وأفضل الدعاء {الحمد للّه} ". وأخرج ابن ماجه والبيهقي بسند صحيح عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "ما أنعم اللّه على عبده نعمة فقال {الحمد للّه} إلا كان الذي أعطى أفضل مما أخذه". وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "ما من عبد ينعم عليه بنعمة إلا كان {الحمد} أفضل منها". وأخرج عبد الرزاق والبيهقي في الشعب عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "ما أنعم اللّه على عبد نعمة يحمد اللّه عليها إلا كان كان حمد اللّه أعظم منها، كائنة ما كانت". وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " لو أن الدنيا كلها بحذافيرها في يد رجل من أمتي، ثم قال {الحمد للّه} لكان الحمد أفضل من ذلك". وأخرج أحمد ومسلم والنسائي عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "الطهور شطر الإيمان {والحمد للّه} تملأ الميزان، وسبحان اللّه تملآن - أو تملأ - ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها". وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والترمذي وحسنه وابن مردويه عن رجل من بني سليم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال "سبحان اللّه نصف الميزان، والحمد للّه تملأ الميزان، واللّه أكبر يملأ ما بين السماء والأرض، والطهور نصف الميزان، والصوم نصف الصبر". وأخرج الترمذي عن عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "التسبيح نصف الميزان، والحمد للّه تملؤه، ولا إله إلا اللّه ليس لها دون اللّه حجاب حتى تخلص إليه". وأخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد والنسائي والحاكم وصححه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان عن الأسود بن سريع التميمي قال "قلت: يا رسول اللّه ألا أنشدك محامد حمدت بها ربي تبارك وتعالى قال: أما أن ربك يحب الحمد". وأخرج ابن جرير عن الأسود بن سريع أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال "ليس شيء أحب إليه الحمد من اللّه، ولذلك أثنى على نفسه فقال {الحمد للّه} ". وأخرج البيهقي عن أنس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال "التأني من اللّه، والعجلة من الشيطان، وما شيء أكثر معاذير من اللّه، وما شيء أحب إلى اللّه من الحمد". وأخرج ابن شاهين في السنة والديلمي من طريق أبان عن أنس قال: قال رسول اللّه "التوحيد ثمن الجنة، و {الحمد للّه} ثمن كل قطعة، ويتقاسمون الجنة بأعمالهم". وأخرج الخطيب في تالي التلخيص من طريق ثابت عن أنس مرفوعا"التوحيد ثمن الجنة، والحمد وفاء شكر كل نعمة". وأخرج أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان والبيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد اللّه فهو أقطع". وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن ابن عباس قال: إذا عطس أحدكم فقال {الحمد للّه} قال الملك: رب العالمين فإذا قال رب العالمين قال الملك يرحمك اللّه. وأخرج البخاري في الأدب وابن السني وأبو نعيم كلاهما في الطب النبوي عن علي ابن أبي طالب قال: من قال عند كل عطسة سمعها {الحمد للّه رب العالمين} على كل حال ما كان. لم يجد وجع الضرس والأذن أبدا. وأخرج الحكيم الترمذي عن واثله بن الأسقع قال:قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "من بادر العاطس بالحمد لم يضره شيء من داء البطن" وأخرج الحكيم الترمذي عن موسى بن طلحة قال: أوحى اللّه إلى سليمان: إن عطس عاطس من وراء سبعة أبحر فاذكرني. وأخرج البيهقي عن علي قال "بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سرية من أهله فقال: اللّهم لك علي إن رددتهم سالمين أن أشكرك حق شكرك. فما لبثوا أن جاؤا سالمين فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم {الحمد للّه} على سابغ نعم اللّه فقلت يا رسول اللّه ألم تقل إن ردهم اللّه أن أشكره حق شكره فقال أو لم أفعل". وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر وابن مردويه والبيهقي من طريق سعد بن إسحق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده قال "بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعثا من الأنصار وقال: إن سلمهم اللّه وأغنهم فإن للّه علي في ذلك شكرا. فلم يلبثوا أن غنموا وسلموا فقال بعض أصحابه: سمعناك تقول إن سلمهم اللّه وأغنهم فإن للّه علي في ذلك شكرا قال: قد فعلت! قلت: اللّهم شكرا، ولك الفضل المن فضلا". وأخرج أبو نعيم في الحلية والبيهقي عن جعفر بن محمد قال: فقد أبي بغلته فقال: لئن ردها اللّه علي لأحمدنه بمحامد يرضاها، فما لبث أن أتى بها بسرجها ولجامها، فركبها فلما استوى عليها رفع رأسه إلى السماء فقال {الحمد للّه} لم يزد عليها فقيل له: في ذلك... فقال: وهل تركت شيئا أو أبقيت شيئا؟ جعلت الحمد كله للّه عز وجل. وأخرج البيهقي من طريق منصور بن إبراهيم قال: يقال إن {الحمد للّه} أكثر الكلام تضعيفا. وأخرج أبو الشيخ والبيهقي عن محمد بن حرب قال: قال سفيان الثوري: {الحمد للّه} ذكر وشكر، وليس شيء يكون ذكرا وشكرا غيره. وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو نعيم في الحلية عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: إن العبد إذا قال: سبحان اللّه فهي صلاة الخلائق، وإذا قال {الحمد للّه} فهي كلمة الشكر التي لم يشكر عبد قط حتى يقولها؛ وإذا قال لا إله إلا اللّه فهي كلمة الإخلاص التي لم يقبل اللّه من عبد قط عملا حتى يقولها، وإذا قال: اللّه أكبر ملأ ما بين السماء والأرض، وإذا قال: لا حول ولا قوة إلا باللّه قال اللّه: أسلم واستسلم. أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وصححه من طرق عن ابن عباس في قوله {رب العالمين} قال: الجن والإنس. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله {رب العالمين} قال: الجن والإنس. وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير، مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {رب العالمين} قال: إله الخلق كله. السموات كلهن ومن فيهن، والأرضون كلهن ومن فيهن ومن بينهن مما يعلم ومما لا يعلم. وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وأبو يعلى في مسنده وابن عدي في الكامل وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الإيمان والخطيب في التاريخ بسند ضعيف عن جابر بن عبد اللّه قال: قل الجراد في سنة من سني عمر التي ولي فيها، فسأل عنه فلم يخبر بشيء، فاغتم لذلك فأرسل راكبا يضرب إلى كداء، وآخر إلى الشام، وآخر إلى العراق، يسأل هل رؤي من الجراد شيء أولا؟ فأتاه الراكب الذي من قبل اليمن بقبضة من جراد، فألقاها بين يديه. فلما رآها كبر ثم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول "خلق اللّه ألف أمة، ستمائة في البحر، وأربعمائة في البر، فأول شيء يهلك من هذه الأمم الجراد، فإذا أهلكت تتابعت مثل النظام إذا قطع سلكه". وأخرج ابن جريج عن قتادة في قوله {رب العالمين} قال: كل صنف عالم. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن تتبع الجهري قال: العالمون ألف أمة. فستمائة في البحر، وأربعمائة في البر. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله {رب العالمين} قال: الإنس عالم، والجن عالم، وما سوى ذلك ثمانية عشر ألف عالم من الملائكة، وللأرض أربع زوايا في كل زاوية ثلاثة آلاف عالم وخمسمائة عالم خلقهم لعبادته. وأخرج الثعلبي من طريق شهر بن حوشب عن أبي كعب قال: العالمون الملائكة وهم ثمانون ثمانية عشر ألف ملك، منهم أربعمائة أو خمسمائة ملك بالمشرق، ومثلها بالمغرب، ومثلها بالكتف الثالث من الدنيا، ومثلها بالكتف الرابع من الدنيا، مع كل ملك من الأعوان ما لا يعلم عددهم إلا اللّه. وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم في الحلية عن وهب قال: إن للّه عز وجل ثمانية عشر ألف عالم. الدنيا منها عالم واحد. ٣ أخرج عبد بن حميد من طريق مطر الوراق عن قتادة في قول اللّه {الحمد للّه رب العالمين} قال: ماوصف من خلقه. وفي قوله {الرحمن الرحيم} قال: مدح نفسه {ملك يوم الدين} قال: يوم يدان بين الخلائق. أي هكذا فقولوا {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: دل على نفسه {اهدنا الصراط المستقيم} أي الصراط المستقيم {صراط الذين أنعمت عليهم} أي طريق الأنبياء {غير المغضوب عليهم} قال: اليهود {ولا الضالين} قال: النصارى. وأخرج الدارقطني والحاكم والبيهقي عن أم سلمة "أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قرأ في الصلاة {بسم اللّه الرحمن الرحيم} فعدها آية {الحمد للّه رب العالمين} آيتين {الرحمن الرحيم} ثلاث آيات {ملك يوم الدين} أربع آيات وقال: هكذا {إياك نعبد وإياك نستعين} وجمع خمس أصابعه". ٤ أخرج الترمذي وابن أبي الدنيا وابن الأنباري كلاهما في كتاب المصاحف عن أم سلمة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ {ملك يوم الدين} بغير ألف، وأخرج ابن الأنباري عن أنس قال: قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وطلحة، والزبير وعبد الرحمن بن عوف، ومعاذ بن جبل {ملك يوم الدين} بغير ألف. وأخرج أحمد في الزهد والترمذي وابن أبي داود وابن الأنباري عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر، وعثمان، كانوا يقرؤون {مالك يوم الدين} بالألف. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي داود في المصاحف من طريق سالم عن أبيه. أن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر، وعثمان، كانوا يقرؤون {مالك يوم الدين}. وأخرج وكيع في تفسيره وعبد بن حميد وأبو داود وابنه عن الزهري. أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأبا بكر، وعمر، كانوا يقرؤونها {مالك يوم الدين} وأول من قرأها ملك يوم الدين بغير ألف مروان. وأخرج ابن أبي داود والخطيب من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيب والبراء بن عازب قالا: قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر {ملك يوم الدين}. وأخرج ابن أبي داود عن ابن شهاب. أنه بلغه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر وعثمان، ومعاوية، وابنه يزيد، كانوا يقرؤون {مالك يوم الدين} قال ابن شهاب: وأول من أحدث ملك، مروان. وأخرج ابن أبي داود وابن الأنباري عن الزهري. أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ {ملك يوم الدين} وأبا بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وابن مسعود، ومعاذ بن جبل. وأخرج ابن أبي داود وابن الأنباري عن أنس قال: صليت خلف النبي صلى اللّه عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي؛ كلهم كان يقرأ {ملك يوم الدين}. وأخرج ابن أبي داود وابن أبي مليكة عن بعص أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قرأ {مالك يوم الدين}. وأخرج ابن أبي داود وابن الأنباري والدارقطني في الأفراد وابن جميع في معجمه عن أبي هريرة، أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ {ملك يوم الدين}. وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ {مالك يوم الدين}. وأخرج الطبراني في معجمه الكبير عن ابن مسعود. أنه قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم {مالك يوم الدين} بالألف {غير المغضوب عليهم} خفض. وأخرج وكيع والفريابي وأبو عبيد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر من طرق عن عمر بن الخطاب. أنه كان يقرأ {مالك يوم الدين} بالألف. وأخرج وكيع وسعيد بن منصور عن أبي قلابة، أن أبي بن كعب كان يقرأ {مالك يوم الدين}. وأخرج وكيع والفريابي وعبد بن حميد وابن أبي داود عن أبي هريرة، أنه كان يقرؤها {مالك يوم الدين} بالألف. وأخرج عبد بن حميد عن أبي عبيدة، أن عبد اللّه قرأها {مالك يوم الدين}. وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه عن ابن مسعود وأناس من الصحابة في قوله {مالك يوم الدين} قال: هو يوم الحساب. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {مالك يوم الدين} يقول: لا يملك أحد معه في ذلك اليوم حكما كملكهم في الدنيا. وفي قوله {يوم الدين} قال: يوم حساب الخلائق، وهو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم. إن خيرا فخير وإن شرا فشر، إلا من عفا عنه. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله {مالك يوم الدين} قال: يوم يدين اله العباد بأعمالهم. وأخرج أبو داود والحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة قالت"شكا الناس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قحوط المطر، فأمر بمنبر فوضعه في المصلى، ووعد الناس يوما يخرجون فيه، فخرج حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر، فكبر وحمد اللّه ثم قال: إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر عن أبان زمنه عنكم، وقد أمركم اللّه أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم، ثم قال {الحمد للّه رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين} لا إله إلا اللّه يفعل ما يريد، اللّهم أنت لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزل قوة وبلاغا إلى حين". قال أبو داود: حديث غريب إسناده جيد. أهل المدينة يقرؤون {ملك يوم الدين} وهذا الحديث حجة لهم. ٥ أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {إياك نعبد} يعني إياك نوحد ونخاف ونرجو ربنا لا غيرك {وإياك نستعين} على طاعتك وعلى أمورنا كلها. وأخرج وكيع والفريابي عن أبي رزين قال: سمعت عليا قرأ هذا الحرف وكان قرشيا عربيا فصيحا {إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا} يرفعهما جميعا. وأخرج الخطيب في تاريخه عن أبي رزين أن عليا قرأ {إياك نعبد وإياك نستعين} فهمز، ومد، وشد. وأخرج أبو القاسم البغوي والماوردي معا في معرفة الصحابة والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن أنس بن مالك عن أبي طلحة قال: "كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في غزو، فلقي العدو فسمعته يقول: يا {مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين} قال: فلقد رأيت الرجال تصرع، تضربها الملائكة من بين يديها ومن خلفها". ٦ أخرج الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن أبي هريرة. أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قرأ {اهدنا الصراط المستقيم} بالصاد. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه وابن الأنباري عن ابن عباس. أنه قرأ {اهدنا السراط} بالسين. وأخرج ابن الأنباري عن عبد اللّه بن كثير. أنه كان يقرأ {السراط} بالسين. وأخرج ابن الأنباري عن الفراء قال: قرأ حمزة {الزراط} بالزاي قال الفراء: و {الزراط} باخلاص الزاي. لغة لعذرة، وكلب، وبني العين. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {اهدنا الصراط المستقيم} يقول: ألهمنا دينك الحق. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {اهدنا الصراط المستقيم} قال:ألهمنا الطريق الهادي، وهو دين اللّه الذي لا عوج له. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال {الصراط} الطريق. وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والمحاملي في أماليه من نسخة المصنف والحاكم وصححه عن جابر بن عبد اللّه في قوله {اهدنا الصراط المستقيم} قال: هو الإسلام، وهو أوسع مما بين السماء والأرض. وأخرج ابن جريج عن ابن عباس قال {الصراط المستقيم} الإسلام. وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة {الصراط المستقيم} الإسلام. وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن النواس بن سمعان عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال "ضرب اللّه صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس أدخلوا الصراط جميعا ولا تتفرقوا. وداع يدعو من فوق: الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال: ويحك. لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه. فالصراط. الإسلام، والسوران حدود اللّه، والأبواب المفتحة محارم اللّه، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب اللّه، والداعي من فوق واعظ اللّه تعالى في قلب كل مسلم". وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو بكر بن الأنباري في كتاب المصاحف والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد اللّه بن مسعود في قوله {اهدنا الصراط المستقيم} قال: هو كتاب اللّه. وأخرج ابن الأنباري عن ابن مسعود قال: إن هذا الصراط محتضر تحضره الشياطين. يا عباد اللّه هذا الصراط فاتبعوه، {والصراط المستقيم} كتاب اللّه فتمسكوا به. وأخرج ابن أبي شيبة والدارمي والترمذي وضعفه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن علي قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول "ستكون فتن قلت: وما المخرج منها؟ قال: كتاب اللّه. فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل وليس بالهزل، وهو حبل اللّه المتين، وهو ذكره الحكيم، وهو الصراط المستقيم". وأخرج الطبراني في الكبير عن ابن مسعود قال {الصراط المستقيم} الذي تركنا عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود قال {الصراط المستقيم} تركنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر في الجنة. وأخرج البيهقي في الشعب من طريق قيس بن سعد عن رجل عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال "القران هو النور المبين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم". وأخرج عبد بن حميد وابن جريج وابن أبي حاتم وابن عدي وابن عساكر من طريق عاصم الأحول عن أبي العالية في قوله {الصراط المستقيم} قال: هو رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وصاحباه من بعده قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: صدق أبو العالية، ونصح. وأخرج الحاكم وصححه من طريق أبي العالية عن ابن عباس في قوله {الصراط المستقيم} قال: هو رسول اللّه وصاحباه. وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية الرياحي قال: تعلموا الإسلام، فإذا علمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم فإن {الصراط المستقيم} الإسلام، ولا تحرفوا يمينا وشمالا. وأخرج سعيد بن منصور في سننه وابن المنذر والبيهقي في كتاب الرؤية عند سفيان قال: ليس في تفسير القرآن اختلاف إنما هو كلام جامع يراد به هذا وهذا... وأخرج ابن سعد في الطبقات وأبو نعيم في الحلية عن أبي قلابة قال: قال أبو الدرداء: إنك لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها. وأخرج ابن سعد عن عكرمة قال: سمعت ابن عباس يحدث عن الخوارج الذين أنكروا الحكومة فاعتزلوا علي بن أبي طالب قال: فاعتزل منهم اثنا عشر ألفا، فدعاني علي فقال: اذهب إليهم فخاصهم، وادعهم إلى الكتاب والسنة، ولا تحاجهم بالقرآن فإنه ذوو وجوه، ولكن خاصهم بالسنة. وأخرج ابن سعد عن عمران بن مناح قال: فقال ابن عباس: يا أمير المؤمنين فأنا أعلم بكتاب اللّه منهم. في بيوتنا نزل فقال: صدقت، ولكن القرآن جمال ذو وجوه يقول... ويقولون... ولكن حاججهم بالسنن فإنهم لن يجدوا عنها محيصا. فخرج ابن عباس إليهم، فحاججهم بالسنن، فلم يبق بأيديهم حجة. ٧ أخرج وكيع وأبو عبيد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي داود وابن الأنباري كلاهما في المصاحف من طرق عمر بن الخطاب. أنه كان يقرأ {صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين}. وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن أبي داود وابن الأنباري عن عبد اللّه بن الزبير قرأ {صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين} في الصلاة. وأخرج ابن الأنباري عن الحسن أنه كان يقرأ {عليهمي} بكسر الهاء والميم، واثبات الياء. وأخرج ابن الأنباري عن الأعرج أنه كان يقرأ {عليهمو} بضم الهاء والميم، وإلحاق الواو. وأخرج ابن الأنباري عن عبد اللّه بن كثير أنه كان يقرأ {أنعمت عليهمو} بكسر الهاء وضم الميم مع إلحاق الواو. وأخرج ابن الأنباري عن ابن إسحق أنه قرأ {عليهم} بضم الهاء والميم من غير إلحاق واو. وأخرج ابن أبي داود عن إبراهيم قال: كان عكرمة والأسود يقرآنها {صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين}. وأخرج الثعلبي عن أبي هريرة قال {أنعمت عليهم} الآية السادسة. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {صراط الذين أنعمت عليهم} يقول: طريق من أنعمت عليهم من الملائكة، والنبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين الذين أطاعوك وعبدوك. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {صراط الذين أنعمت عليهم} قال: المؤمنين. وأخرج ابن جرير عن أبي زيد في قوله {صراط الذين} قال: النبي صلى اللّه عليه وسلم ومن معه. وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله {صراط الذين أنعمت عليهم} قال: النبيون {غير المغضوب عليهم} قال: اليهود {ولا الضالين} قال: النصارى. وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {غير المغضوب عليهم} قال: اليهود {ولا الضالين} قال: النصارى. وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: اليهود والنصارى. وأخرج عبد الرزاق وأحمد في مسنده وعبد بن حميد وابن جرير والبغوي في معجم الصحابة وابن المنذر وأبو الشيخ عن عبد اللّه بن شقيق قال: "أخبرني من سمع النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو بوادي القرى على فرس له، وسأله رجل من بني العين فقال: من المغضوب عليهم يا رسول اللّه؟ قال: اليهود قال: فمن الضالون؟ قال: النصارى". وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير عن عبد اللّه بن شقيق العقيلي قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحاصر أهل وادي القرى فقال له رجل: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء {المغضوب عليهم} يعني اليهود قال: يا رسول اللّه فمن هؤلاء الطائفة الأخرى؟ قال: هؤلاء {الضالون} يعني النصارى. وأخرج ابن مردويه من طريق عبد اللّه بن شقيق عن أبي ذر قال "سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن {المغضوب عليهم} قال: اليهود. قلت {الضالين} قال: النصارى". وأخرج البيهقي في الشعب من طريق عبد اللّه بن شقيق عن رجل من بلعين عن ابن عم له أنه قال "أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو بوادي القرى فقلت: من هؤلاء عندك؟ قال: {المغضوب عليهم} اليهود {ولا الضالين} النصارى". وأخرج سفيان بن عيينة في تفسيره وسعيد بن منصور عن اسمعيل بن أبي أبي خالد "أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال {المغضوب عليهم} اليهود {والضالون} هم النصارى". وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان في صحيحه عن عدي بن حاتم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "إن {المغضوب عليهم} اليهود، وإن {الضالين} النصارى". وأخرج أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم وصححه والطبراني عن الشريد قال: "مر بي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأنا جالس هكذا، وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري، واتكأت على الية يدي قال: أتقعد قعدة المغضوب عليهم؟ ". وأخرج ابن جريج عن ابن مسعود قال {المغضوب عليهم} اليهود و {الضالين} النصارى. وأخرج ابن جريج عن مجاهد. مثله. قال ابن أبي حاتم: لا أعلم خلافا بين المفسرين في تفسير {المغضوب عليهم} باليهود {والضالين} بالنصارى. ذكر آمين أخرج وكيع وابن أبي شيبة عن أبي ميسرة قال: لما أقرأ جبريل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فاتحة الكتاب فبلغ {ولا الضالين} قال: "قل آمين فقال: آمين". وأخرج وكيع وابن أبي شيبة وأحمد وأبوداود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن وائل بن حجر الحضرمي قال "سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قرأ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقال {آمين} يمد بها صوته". وأخرج الطبراني والبيهقي عن وائل بن حجر "أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين قال {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: رب اغفر لي {آمين} ". وأخرج الطبراني عن وائل بن حجر قال: "رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم دخل في الصلاة، فلما فرغ من فاتحة الكتاب قال {آمين} ثلاث مرات". وأخرج ابن ماجه عن علي"سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا قال {ولا الضالين} قال {آمين}. وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن أبي شيبة عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "إذا قرأ - يعني الإمام - {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا {آمين} يحبكم اللّه". وأخرج مالك والشافعي وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي عن أبي هريرة "أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: إذا أمن الإمام فأمنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه". وأخرج أبو يعلى في مسنده وابن مردويه بسند جيد عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "إذا قال الإمام {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال الذين خلفه {آمين} التقت من أهل السماء وأهل الأرض، ومن لم يقل {آمين} كمثل رجل غزا مع قوم فاقترعوا سهامهم ولم يخرج سهمه فقال: ما لسهمي لم يخرج؟ قال: إنك لم تقل {آمين} ". وأخرج أبو داود بسند حسن عن أبي زهير النميري وكان من الصحابة أنه كان إذا دعا الرجل بدعاء قال: اختمه {بآمين} فإن آمين مثل الطابع على الصحيفة، وقال "أخبركم عن ذلك؟ خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذات ليلة، فأتينا على رجل قد ألح في المسألة، فوقف النبي صلى اللّه عليه وسلم يسمع منه فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: أوجب إن ختم. فقال رجل من القوم: بأي شيء يختم؟ قال {بآمين} فإنه إن ختم بآمين فقد أوجب". وأخرج أحمد وابن ماجه والبيهقي في سننه عن عائشة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على التأمين". وأخرج ابن ماجه بسند ضعيف عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على آمين، فأكثروا من قول {آمين}. وأخرج ابن عدي في الكامل عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "إن اليهود قوم حسد، حسدوكم على ثلاثة أشياء، إفشاء السلام، وإقامة الصف، وآمين". وأخرج الطبراني في الأوسط عن معاذ بن جبل "أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: إن اليهود قوم حسد، ولم يحسدوا المسلمين على أفضل من ثلاث. رد السلام، وإقامة الصفوف، وقولهم خلف إمامهم في المكتوبة {آمين} ". وأخرج الحرث بن أسامة في مسنده والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن مردويه عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "أعطيت ثلاث خصال. أعطيت صلاة الصفوف، وأعطيت السلام وهو تحية أهل الجنة، وأعطيت {آمين} ولم يعطها أحد ممن كان قبلكم إلا أن يكون اللّه أعطاها هرون، فإن موسى كان يدعو وهرون يؤمن. ولفظ الحكيم: إن اللّه أعطى أمتي ثلاثا لم يعطعها أحد قبلهم. السلام وهو تحية أهل الجنة، وصفوف الملاءكة، {وآمين} إلا ما كان من موسى وهرون". وأخرج الطبراني في الدعاء وابن عدي وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "آمين خاتم رب العالمين على لسان عباده المؤمنين". وأخرج جوبير في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس قال "قلت يا رسول اللّه ما معنى آمين؟ قال: رب افعل". وأخرج الثعلبي من طريق الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس. مثله. وأخرج وكيع وابن أبي شيبة في المصنف عن هلال بن يساف ومجاهد قالا {آمين} اسم من أسماء اللّه. وأخرج ابن أبي شيبة عن حكيم بن جبير. مثله. وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم النخعي قال: كان يستحب إذا قال الإمام {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} أن يقال: اللّهم اغفر لي {آمين}. وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال: إذا قال الإمام {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقل: اللّهم إني أسالك الجنة وأعوذ بك من النار. وأخرج ابن أبي شيبة عن الربيع بن خيثم قال: إذا قال الإمام {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فاستعن من الدعاء ماشئت. وأخرج ابن شاهين في السنة عن إسماعيل بن مسلم قال: في حرف أبي بن كعب {غير المغضوب عليهم وغير الضالين آمين بسم اللّه} قال اسمعيل: وكان الحسن إذا سئل عن {آمين} ما تفسيرها: هو اللّهم استجب. وأخرج الديلمي عن أنس قال "قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من قرأ {بسم اللّه الرحمن الرحيم} ثم قرأ فاتحة الكتاب، ثم قال آمين، لم يبق في السماء ملك مقرب إلا استغفر له". |
﴿ ٠ ﴾