١٠٧

أخرج ابن أبي حاتم والحاكم في الكنى وابن عدي وابن عساكر عن ابن عباس قال "كان مما ينزل على النبي صلى اللّه عليه وسلم الوحي بالليل وينساه بالنهار، فأنزل اللّه {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثله}.

وأخرج الطبراني عن ابن عمر قال: قرأ رجلان من الأنصار سورة أقرأها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وكانا يقرآن بها، فقاما يقرآن ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها على حرف، فأصبحا غاديين على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: إنها مما نسخ أو نسي فالهوا عنه، فكان الزهري يقرؤها {ما ننسخ من آية أو ننسها} بضم النون خفيفة".

وأخرج البخاري والنسائي وابن الأنباري في المصاحف والحاكم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: قال عمر: اقرؤنا أبي، واقضانا علي، وإنا لندع شيئا من قراءة أبي، وذلك أن أبيا يقول: لا ادع شيئا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وقد قال اللّه (ما ننسخ من آية أو ننساها).

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وأبو داود في ناسخه وابنه في المصاحف والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن سعد بن أبي وقاص أنه قرأ (ما ننسخ من آية أو ننساها) فقيل له: إن سعيد بن المسيب يقرأ {ننسها} قال سعد: إن القرآن لم ينزل على المسيب ولا آل المسيب، قال اللّه (سنقرئك فلا تنسى) (الأعلى الآية ٦). (واذكر ربك إذا نسيت) (الكهف الآية ٢٤).

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله (ما ننسخ من آية أو ننساها) يقول: ما نبدا من آية أو نتركها لا نبدلها {نأت بخير منها أو مثلها} يقول: خير لكم في المنفعة وأرفق بكم.

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: خطبنا عمر فقال: يقول اللّه تعالى (ماننسخ من آية أو ننساها) أي نؤخرها.

وأخرج ابن الأنباري عن مجاهد، أنه قرأ (أو ننساها).

وأخرج أبو داود في ناسخه عن مجاهد قال في قراءة أبي ( (ماننسخ من آية أو ننسك) )

وأخرج آدم بن إياس ولأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد عن اصحاب ابن مسعود في قوله {ما ننسخ من آية} قال: نثبت خطها ونبدل حكمها (أو ننساها) قال: نؤخرها عندنا.

وأخرج آدم وابن جرير والبيهقي عن عبيد بن عمير الليثي في قوله {ما ننسخ من آية أو ننساها} يقول: أو نتركها، نرفعها من عندهم.

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الضحاك قال: في قراءة ابن مسعود ( (ما ننسك من آية أو ننسخها) ).

وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير عن قتادة قال: كانت الآية تنسخ الآية، وكان نبي اللّه يقرأ الآية والسورة وما شاء اللّه من السورة ثم ترفع فينسيها اللّه نبيه، فقال اللّه يقص على نبيه {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} يقول: فيها تخفيف، فيها رخصة، فيها أمر، فيها نهي.

وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن عباس قال {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن اللّه على كل شيء قدير} ثم قال (وإذا بدلنا آية مكان آية) (النحل الآية ١٠١) وقال (يمحو اللّه ما يشاء ويثبت) (الرعد الآية ٣٩).

وأخرج أبو داود وابن جرير عن أبي العالية قال: يقولون (ماننسخ من آية أو ننساها) كان اللّه أنزل أمورا من القرآن ثم رفعها. فقال {نأت بخير منها أو مثلها}.

وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله {أو ننسها} قال: إن نبيكم صلى اللّه عليه وسلم أقرئ قرآنا ثم أنسيه، فلم يكن شيئا ومن القرآن ما قد نسخ وأنتم تقرءونه.

وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف وأبو ذر الهروي في فضائله عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف "أن رجلا كانت معه سورة فقام من الليل فقام بها فلم يقدر عليها، وقام آخر بها فلم يقدر عليها، وقام آخر بها فلم يقدر عليها، فأصبحوا فأتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فاجتمعوا عنده فأخبروه فقال: إنها نسخت البارحة".

وأخرج أبو داود في ناسخه والبيهقي في الدلائل من وجه آخر عن أبي أمامة "أن رهطا من الأنصار من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم أخبروه أن رجلا قام من جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كان قد وعاها، فلم يقدر منها على شيء إلا بسم اللّه الرحمن الرحيم، ووقع ذلك لناس من أصحابه، فأصبحوا فسألوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن السورة، فسكت ساعة لم يرجع إليهم شيئا ثم قال: نسخت البارحة فنسخت من صدورهم ومن كل شيء كانت فيه".

وأخرج ابن سعد وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود في ناسخه وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن حبان والبيهقي في الدلائل عن أنس قال: أنزل اللّه في الذين قتلوا ببئر معونة قرآنا قرأناه حتى نسخ بعد أن بلغوا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا.

وأخرج مسلم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الدلائل عن أبي موسى الأشعري قال: كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها، غير أني حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لأبتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوفه إلا التراب. وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات، أولها سبح للّه ما في السموات فأنسيناها، غير أني حفظت منها: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون. فتكتب شهادة في أعناقكم، فتسألون عنها يوم القيامة.

وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الضريس عن أبي موسى الأشعري قال: نزلت سورة شديدة نحو براءة في الشدة ثم رفعت، وحفظت منها: إن اللّه سيؤيد الدين بأقوام لا خلاق لهم.

وأخرج ابن الضريس: ليؤيدن اللّه هذا الدين برجال ما لهم في الآخرة من خلاق، ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، إلا من تاب فيتوب اللّه عليه واللّه غفور رحيم.

وأخرج أبو عبيد وأحمد والطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي واقد الليثي قال "كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا أوحي إليه أتيناه فعلمنا ما أوحي إليه، قال: فجئته ذات يوم فقال "إن اللّه يقول: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ولو أن لابن آدم واديا لأحب أن يكون إليه الثاني، ولو كان له الثاني لأحب أن يكون إليهما ثالثهما، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب اللّه على من تاب".

وأخرج أبو داود وأحمد وأبو يعلى والطبراني عن زيد بن أرقم قال: كنا نقرأ على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لأبتغى الثالث ولا يملأ بطن ابن آدم إلا التراب ويتوب اللّه على من تاب".

وأخرج أبو عبيد وأحمد عن جابر بن عبد اللّه قال: كنا نقرأ: لو أن لابن آدم ملء واد مالا لأحب إليه مثله، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب اللّه على من تاب.

وأخرج أبو عبيد والبخاري ومسلم عن ابن عباس قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول "لو أن لابن آدم ملء واد مالا لأحب أن له إليه مثله، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب، ويتوب اللّه على من تاب. قال ابن عباس: فلا أدري أمن القرآن هو أم لا".

وأخرج البزار وابن الضريس عن بريدة"سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم يقرأ في الصلاة: لو أن لابن آدم واديا من ذهب لأبتغى إليه ثانيا، ولو أعطي ثانيا لأبتغى ثالثا، لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب اللّه على من تاب".

وأخرج ابن الأنباري عن أبي ذر قال: في قراءة أبي بن كعب: ابن آدم لو أعطي واديا من مال لأبتغى ثانيا ولألتمس ثالثا، ولو أعطي واديين من مال لألتمس ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب اللّه على من تاب.

وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال: كنا نقرأ: لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم، وإن كفر بكم أن ترغيوا عن آبائكم.

وأخرج عبد الرزاق وأحمد وابن حبان عن عمر بن الخطاب قال "إن اللّه بعث محمدا بالحق وأنزل معه الكتاب، فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فرجم ورجمنا بعده، ثم قال: قد كنا نقرأ: ولا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم".

وأخرج الطيالسي وأبو عبيد والطبراني عن عمر بن الخطاب قال: كنا نقرأ فيما نقرأ: لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم، ثم قال لزيد بن ثابت: أكذلك يا زيد؟ قال: نعم.

وأخرج ابن عبد البر في التمهيد من طريق عدي بن عدي بن عمير بن قزوة عن أبيه عن جده عمير بن قزوة. أن عمر بن الخطاب قال لأبي: أوليس كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب اللّه: إن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم؟ فقال: بلى. ثم قال: أوليس كنا نقرأ: الولد للفراش وللعاهر الحجر. فيما فقدنا من كتاب اللّه؟ فقال أبي: بلى.

وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن الأنباري عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: ألم تجد فيما أنزل علينا: إن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة. فإنا لا نجدها؟ قال: أسقطت من القرآن.

وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عمر قال: لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله، ما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير ولكن ليقل: قد أخذت ما ظهر منه.

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن الأنباري والبيهقي في الدلائل عن عبيدة السلماني قال: القراءة التي عرضت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في العام الذي قبض فيه هذه القراءة التي يقرؤها الناس، التي جمع عثمان الناس عليها.

وأخرج ابن الأنباري وابن اشتة في المصاحف عن ابن سيرين قال: كان جبريل يعارض النبي صلى اللّه عليه وسلم كل سنة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه مرتين، فيرون أن تكون قراءتنا هذه على العرضة الأخيرة.

وأخرج ابن الأنباري عن أبي ظبيان قال: قال لنا ابن عباس: أي القراءتين تعدون أول؟ قلنا: قراءة عبد اللّه وقراءتنا هي الأخيرة. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "كان يعرض عليه جبريل القرآن كل سنة مرة في شهر رمضان، وأنه عرضه عليه في آخر سنة مرتين، فشهد منه عبد اللّه ما نسخ وما بدل".

وأخرج ابن الأنباري عن مجاهد قال: قال لنا ابن عباس: أي القراءتين تعدون أول؟ قلنا: قراءة عبد اللّه وقراءتنا هي الأخيرة. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "كان يعرض عليه جبريل القرآن كل سنة مرة في شهر رمضان، وأنه عرضه عليه في آخر سنة مرتين، فقراءة عبد اللّه آخرهن.

وأخرج ابن الأنباري عن ابن مسعود قال: كان جبريل يعارض النبي صلى اللّه عليه وسلم بالقرآن في كل سنة مرة، وأنه عارضه بالقرآن في آخر سنة مرتين، فأخذته من النبي صلى اللّه عليه وسلم ذلك العام.

وأخرج ابن الأنباري عن ابن مسعود قال: لو أعلم أحدا أحدث بالعرضة الأخيرة مني لرحلت إليه.

وأخرج الحاكم وصححه عن سمرة قال: عرض القرآن على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثلاث عرضات، فيقولون: إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة.

وأخرج أبو جعفر النحاس في ناسخه عن أبي البختري قال: دخل علي بن أبي طالب المسجد فإذا رجل يخوف فقال: ما هذا؟! فقالوا: رجل يذكر الناس. فقال: ليس برجل يذكر الناس ولكنه يقول أنا فلان بن فلان فاعرفوني، فأرسل إليه فقال: أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ فقال: لا. قال: فأخرج من مسجدنا ولا تذكر فيه.

وأخرج أبو داود والنحاس كلاهما في الناسخ والمنسوخ والبيهقي في سننه عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: مر علي بن أبي طالب برجل يقص فقال: أعرفت الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا. قال: هلكت وأهلكت.

وأخرج النحاس والطبراني عن الضحاك بن مزاحم قال: مر ابن عباس بقاص يقص فركله برجله وقال: أتدري الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا. قال: هلكت وأهلكت.

وأخرج الدارمي في مسنده والنحاس عن حذيفة قال: إنما يفتي الناس أحد ثلاثة، رجل يعلم ناسخ القرآن من منسوخه وذلك عمر، ورجل قاض لا يجد من القضاء بدا، ورجل أحمق متكلف، فلست بالرجلين الماضيين، فأكره أن أكون الثالث.

﴿ ١٠٧