١٤٣

أخرج سعيد بن منصور وأحمد والترمذي والنسائي وصححه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والإسماعيلي في صحيحه والحاكم وصححه عن أبي سعيد عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في قوله {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} قال: عدلا.

وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة عن النبي في قوله {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} قال: عدلا.

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس جعلناكم {أمة وسطا} قال: جعلكم أمة عدلا.

وأخرج ابن سعد عن القاسم بن عبد الرحمن قال: قال رجل لابن عمر: من أنتم؟ قال: ما تقولون؟ قال: نقول إنكم سبط، وتقول إنكم وسط. فقال: سبحان اللّه...! إنما السبط في بني إسرائيل، والأمة الوسط أمة محمد جميعا.

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير والن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "يدعى نوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم. فيدعو قومه فيقال لهم: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد. فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فذلك قوله {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} قال: والوسط العدل، فتدعون فتشهدون له بالبلاغ وأشهد عليكم.

وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والنسائي وابن ماجه والبيهقي في البعث والنشور عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "يجيء النبي يوم القيامة ومعه الرجل والنبي ومعه الرجلان وأكثر من ذلك، فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلغكم هذا؟ فيقولون: لا. فيقال له: هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم. فيقال له: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. فيدعى محمد وأمته. فيقال لهم: هل بلغ هذا قومه؟ فيقولون: نعم. فيقال: وما علمكم؟ فيقولون: جاءنا نبينا فأخبرنا أن الرسل قد بلغوا. فذلك قوله {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} قال: عدلا {لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} ".

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبد اللّه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال "أنا وأمتي يوم القيامة على كوم مشرفين على الخلائق، ما من الناس أحد إلا ود أنه منا، وما من نبي كذبه قومه إلا ونحن نشهد أنه بلغ رسالة ربه".

وأخرج ابن جرير عن أبي سعيد في قوله {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس} بأن الرسل قد بلغوا {ويكون الرسول عليكم شهيد} بما عملتم.

وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه عن جابر قال "شهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جنازة في بني سلمة وكنت إلى جانبه، فقال بعضهم: واللّه يا رسول اللّه لنعم المرء كان، لقد كان عفيفا مسلما، وأثنوا عليه خيرا. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أنت الذي تقول؟ فقال: يا رسول اللّه بدا لنا واللّه أعلم بالسرائر. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: وجبت. قال: وكنا معه في جنازة رجل من بني حارثة أو من بني عبد الأشهل، فقال رجل: بئس المرء ما علمنا إن كان لفظا غليظا إن كان... فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أنت الذي تقول؟ فقال: يا رسول اللّه اللّه أعلم بالسرائر، فأما الذي بدا لنا منه فذاك. فقال: وجبت، ثم تلا رسول اللّه {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس} ".

وأخرج الطيالسي وأحمد والبخاري ومسلم والنسائي والحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أنس قال: مروا بجنازة فأثني عليه خير فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم "وجبت وجبت وجيت، ومر بجنازة فأثني عليه بشر فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: وجبت وجبت فسأله عمر...؟ فقال: من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار، أنتم شهداء اللّه في الأرض، أنتم شهداء اللّه في الأرض، أنتم شهداء اللّه في الأرض. زاد الحكيم الترمذي ثم تلا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس} ".

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي عن عمر. أنه مرت به جنازة فأثني على صاحبها خير فقال: وجبت وجبت، ثم مر بأخرى فأثني شر فقال عمر: وجبت. فقال أبو الأسود: وما وجبت؟ قال: قلت كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدله اللّه الجنة. فقلنا: وثلاثة...؟ فقال: وثلاثة. فقلنا: واثنان...؟ فقال: واثنان، ولم نسأله عن الواحد".

وأخرج أحمد وابن ماجة والطبراني والبغوي والحاكم في الكنى والدارقطني في الأفراد والحاكم في المستدرك والبيهقي في سننه عن أبي زهير الثقفي قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالبناوة يقول "يوشك أن تعلموا خياركم من شراركم. قال: بم يا رسول اللّه؟ قال: بالثناء الحسن والثناء السيء، أنتم شهداء اللّه في الأرض".

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال "أتي النبي صلى اللّه عليه وسلم بجنازة يصلي عليها فقال الناس: نعم الرجل. فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: وجبت. وأوتي بجنازة أخرى فقال الناس: بئس الرجل. فقال: وجبت. قال أبي بن كعب: ما قولك؟ فقال: قال تعالى {لتكونوا شهداء على الناس} ".

وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان والحاكم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان والضياء في المختارة عن أنس "أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: ما من مسلم يموت فتشهد له أربعة من أهل أبيات جيرانه الأدنين أنهم لا يعلمون منه لا خيرا إلا قال اللّه: قد قبلت شهادتكم فيه وغفرت له ما لا تعلمون".

وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن جرير والطبراني عن سلمة بن الأكوع قال "مر على النبي صلى اللّه عليه وسلم بجنازة رجل من الأنصار، فأثني عليها خيرا فقال: وجبت. ثم مر عليه بجنازة أخرى، فأثني عليها دون ذلك فقال: وجبت. فقال: يا رسول اللّه وما وجبت؟ قال: الملائكة شهود اللّه في السماء وأنتم شهود اللّه في الأرض".

وأخرج الخطيب في تاريخه عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "ما من مسلم يموت فيشهد له رجلان من جيرانه الأدنين فيقولان اللّهم لا نعلم إلا خيرا إلا قال اللّه للملائكة: اشهدوا أني قد قبلت شهادتهما وغفرت ما لا يعلمان".

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن كعب قال: أعطيت هذه الأمة ثلاث خصال لم يعطها إلا الأنبياء، كان النبي يقال له: بلغ ولا حرج، وأنت شهيد على قومك، وادع أجبك. وقل لهذه الأمة (ما جعل عليكم في الدين من حرج) (الحج الآية ٧٨) وقال {لتكونوا شهداء على الناس} وقال (ادعوني استجب لكم) (غافر الآية ٦٠).

وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم أن الأمم يقولون يوم القيامة: واللّه لقد كادت هذه الأمة أن يكونوا أنبياء كلهم لما يرون اللّه أعطاهم.

وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن جرير عن حبان بن أبي جبلة يسنده إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال "إذا جمع اللّه عباده يوم القيامة كان أول من يدعى اسرافيل، فيقول له ربه: ما فعلت في عهدي هل بلغت عهدي؟ فيقول: نعم، رب قد بلغته جبريل. فيدعى جبريل فيقال: هل بلغك اسرافيل عهدي؟ فيقول: نعم. فيخلى عن اسرافيل، ويقول لجبريل: هل بلغت عهدي؟ فيقول: نعم، قد بلغت الرسل، فتدعى الرسل فيقال لهم: هل بلغكم جبريل عهدي؟ فيقولون: نعم. فيخلى جبريل، ثم يقال للرسل: هل بلغتم عهدي؟ فيقولون: نعم، بلغناه الأمم. فتدعى الأمم فيقال لهم: هل بلغتكم الرسل عهدي؟ فمنهم المكذب ومنهم المصدق. فتقول الرسل: إن لنا عليهم شهداء. فيقول: من؟ فيقولون: أمة محمد. فتدعى أمة محمد فيقال لهم: أتشهدون أن الرسل قد بلغت الأمم؟ فيقولون: نعم. فتقول الأمم: يا ربنا كيف يشهد علينا من لم يدركنا؟ فيقول اللّه: كيف تشهدون عليهم ولم تدركوهم؟ فيقولون: يا ربنا أرسلت إلينا رسولا، وأنزلت علينا كتابا، وقصصت علينا فيه أن قد بلغوا، فنشهد بما عهدت إلينا. فيقول الرب: صدقوا، فذلك قوله {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} والوسط العدل {لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} ".

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي العالية عن أبي بن كعب في الآية قال {لتكونوا شهداء على الناس} يوم القيامة، كانوا شهداء على قوم نوح، وعلى قوم هود، وعلى قوم صالح، وعلى قوم شعيب، وعندهم أن رسلهم بلغتهم وأنهم كذبوا رسلهم. قال أبو العالية: وهي في قراءة أبي (لتكونوا شهداء على الناس يوم القيامة).

وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله {ويكون الرسول عليكم شهيدا} قال: يشهد أنهم قد آمنوا بالحق إذ جاءهم وقبلوه وصدقوا به.

وأخرج عبد بن حميد عن عبيد بن عمير قال: يأتي النبي صلى اللّه عليه وسلم بإذنه ليس معه أحد، فتشهد له أمة محمد أنه قد بلغهم.

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: يقال: يا نوح قد بلغت؟ قال: نعم يا رب. قال: فمن يشهد لك؟ قال: رب أحمد وأمته. قال: فكلما دعي نبي كذبه قومه شهدت له هذه الأمة بالبلاغ، فإذا سأل عن هذه الأمة لم يسأل عنها إلا نبيها.

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن حبان بن أبي جبلة قال: بلغني أن ترفع أمة محمد على كوم بين يدي اللّه تشهد للرسل على أممها بالبلاغ، فإنما يشهد منهم يومئذ من لم يكن في قلبه احنة على أخيه المسلم.

وأخرج مسلم وأبو دلود والحكيم الترمذي عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللّه "لا يكون اللعانون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة".

وأما قوله تعالى {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها} الآية

أخرج ابن جرير عن عطاء في قوله {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها} قال: يعني بيت المقدس {إلا لنعلم من يتبع الرسول} قال: يبتليهم ليعلم من يسلم لأمره.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله {إلا لنعلم} قال: إلا لنميز أهل اليقين من أهل الشك {وإن كانت لكبيرة} يعني تحويلها على أهل الشك والريب.

وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال: بلغني أن أناسا من الذين أسلموا رجعوا فقالوا مرة ههنا ومرة ههنا.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله {وإن كانت لكبيرة} يقول: ما أمر به من التحول إلى الكعبة من بيت المقدس.

وأخرج وكيع والفريابي والطيالسي وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: لما وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى القبلة قالوا: يا رسول اللّه فكيف بالذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل اللّه {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}.

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن البراء بن عازب في قوله {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} قال: صلاتكم نحو بيت المقدس.

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} يقول: صلاتكم اليت صليتم من قبل أن تكون القبلة، وكان المؤمنون قد أشفقوا على من صلى منهم أن لا يقبل صلاتهم.

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله {رؤوف} قال: يرأف بكم.

﴿ ١٤٣