١٥٠ أخرج ابن جرير من طريق السدي عن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وناس من الصحابة قالوا: لما صرف النبي صلى اللّه عليه وسلم نحو الكعبة بعد صلاته إلى بيت المقدس قال المشركون من أهل مكة: تحير محمد دينه فتوجه بقبلته إليكم، وعلم أنكم أهدى منه سبيلا، ويوشك أن يدخل في دينكم. فأنزل اللّه {لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني}. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله {لئلا يكون للناس عليكم حجة} قال: يعني بذلك أهل الكتاب، قالوا حين صرف نبي اللّه إلى الكعبة البيت الحرام: اشتاق الرجل إلى بيت أبيه ودين قومه. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله {لئلا يكون للناس عليكم حجة} قال: حجتهم قولهم: قد راجعت قبلتنا. وأخرج أبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ومجاهد في قوله {إلا الذين ظلموا منهم} قال: هم مشركو العرب، قالوا حين صرفت القبلة إلى الكعبة: قد رجع إلى قبلتكم فيوشك أن يرجع إلى دينكم. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله {إلا الذين ظلموا منهم} قال: الذيت ظلموا منهم مشركو قريش، إنهم سيحتجون بذلك عليكم، واحتجوا على نبي اللّه بانصرافه إلى البيت الحرام، وقالوا: سيرجع محمد على ديننا كما رجع إلى قبلتنا، فأنزل اللّه في ذلك كله (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن اللّه مع الصابرين) (البقرة الآية ١٥٣). وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله {لئلا يكون للناس عليكم حجة} قال: يعني بذلك أهل الكتاب {إلا الذين ظلموا منهم} بمعنى مشركي قريش. |
﴿ ١٥٠ ﴾