٢٦٨

أخرج الترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من اللّه فليحمد اللّه، ومن وجد الأخرى فليتعوذ باللّه من الشيطان، ثم قرأ {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء} الآية.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: اثنتان من اللّه واثنتان من الشيطان {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء} يقول: لا تنفق مالك وأمسكه عليك فإنك تحتاج إليه {واللّه يعدكم مغفرة منه} على هذه المعاصي وفضلا في الرزق.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {واللّه يعدكم مغفرة منه} لفحشائكم وفضلا لفقركم.

وأخرج ابن المنذر عن خالد الربعي قال: عجبت لثلاث آيات ذكرهن اللّه في القرآن (ادعوني أستجب لكم) (غافر الآية ٦٠) ليس بينهما حرف وكانت إنما تكون لنبي فأباحها اللّه لهذه الأمة، والثانية قف عندها ولا تعجل (اذكروني أذكركم) فلو استقر يقينها في قلبك ما جفت شفتاك، والثالثة {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء واللّه يعدكم مغفرة منه وفضلا}.

وأخرج أحمد في الزهد عن ابن مسعود قال: إنما مثل ابن آدم مثل الشيء الملقى بين يدي اللّه وبين الشيطان، فإن كان للّه تبارك وتعالى فيه حاجة أجاره من الشيطان، وإن لم يكن للّه فيه حاجة خلى بينه وبين الشيطان.

﴿ ٢٦٨