١٣ أخرج ابن إسحق وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس " أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما أصاب من بدر ورجع إلى المدينة، جمع اليهود في سوق بني قينقاع و قال: يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم اللّه بما أصاب قريشا فقالوا: يا محمد لا يغرنك من نفسك أن قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا و لا يعرفون القتال، إنك و اللّه لوما قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، و أنك لم تلق مثلنا. فأنزل اللّه {قل للذين كفروا ستغلبون} إلى قوله {لأولي الأبصار} ". و أخرج ابن إسحق و ابن جرير وابن أبي حاتم عن عاصم بن عمر عن قتادة. مثله. أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن عكرمة قال: قال فنحاص اليهودي في يوم بدر: لا يغرن محمدا أن غلب قريشا وقتلهم، إن قريشا لا تحسن القتال. فنزلت هذه الآية {قل للذين كفروا ستغلبون}. و أخرج ابن جرير عن قتادة {قد كان لكم آية} عبرة و تفكر. و أخرج ابن إسحق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس {قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل اللّه} أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. ببدر {و أخرى كافرة} فئة قريش الكفار. و أخرج عبد الرزاق في المصنف عن عكرمة قال: في أهل بدر نزلت (و إذ يعدكم اللّه إحدى الطائفتين أنها لكم) (الأنفال الآية ٧) و فيهم نزلت (سيهزم الجمع....) (القمر الآية ٤٥) الآية. و فيهم نزلت (حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب) (المؤمنون الآية ٦٤) و فيهم نزلت (ليقطع طرفا من الذين كفروا) (آل عمران الآية ١٢٧) و فيهم نزلت (ليس لك من الأمر شيء) (آل عمران الآية ١٢٨) وفيهم نزلت (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة اللّه كفرا) (إبراهيم الآية ٢٨) وفيهم نزلت (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا و رئاء) (الأنعام الآية ٤٧) وفيهم نزلت {قد كان لكم آية في فئتين التقتا}. و أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عن الربيع في قوله {قد كان لكم آية} يقول: قد كان لكم في هؤلاء عبرة و متفكر. أيدهم اللّه و نصرهم على عدوهم و ذلك يوم بدر، كان المشركون تسعمائة و خمسين رجلا، و كان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا. و أخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله {قد كان لكم آية في فئتين} الآية. قال: هذا يوم بدر فنظرنا إلى المشركين فرأيناهم يضعفون علينا، ثم نظرنا إليهم فما رأيناهم يزيدون علينا رجلا واحدا. و ذلك قول اللّه (وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا و يقللكم في أعينهم) (الأنفال الآية ٤٤). و أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {قد كان لكم آية في فئتين....} الآية. قال: أنزلت في التخفيف يوم يدر على المؤمنين، كانوا يومئذ ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، و كان المشركون مثليهم ستة و عشرين و ستمائة، فأيد اللّه المؤمنين فكان هذا في التخفيف على المؤمنين. و أخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس أن أهل بدر كانوا ثلاثمائة و ثلاثة عشر المهاجرون منهم خمسة و سبعون، و كانت هزيمة بدر لسبع عشرة من رمضان ليلة جمعة. و أخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {يؤيد بنصره من يشاء} قال: يقوي بنصره من يشاء قال: و هل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول حسان بن ثابت رضي اللّه عنه: برجال لستمو أمثالهم * أيدوا جبريل نصرا فنزل |
﴿ ١٣ ﴾