٢٠

أخرج ابن السني في عمل يوم و ليلة و أبو منصور الشجامي في الأربعين عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: " إن فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، والآيتين من آل عمران {شهد اللّه أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، إن الدين عند اللّه الإسلام}. و (قل اللّهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء) (آل عمران الآية ٢٦) إلى قوله (بغير حساب) هن معلقات بالعرش ما بينهن و بين اللّه حجاب يقلن: يا رب تهبطنا إلى أرضك وإلى من يعصيك. قال اللّه: إني حلفت لا يقرأكن أحد من عبادي دبر كل صلاة - يعني المكتوبة - إلا جعلت الجنة مأواه على ما كان فيه، وإلا أسكنته حظيرة الفردوس، وإلا نظرت اليه كل يوم سبعين نظرة، وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة، وإلا أعذته من كل عدو ونصرته منه ".

و أخرج الديلمي في مسند الفردوس عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعا " لمأنزلت (الحمد للّه رب العالمين) (الفاتحة الآية ١)، وآية الكرسي، و {شهد اللّه}، و (قل اللّهم مالك الملك) (آل عمران الآية ٢٦) إلى (بغير حساب) تعلقن بالعرش و قلن: أنزلتنا على قوم يعملون بمعاصيك فقال: وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني، لا يتلوكن عبد عند دبر كل صلاة مكتوبة إلا غفرت له ما كان فيه، و أسكنته جنة الفردوس، و نظرت له كل يوم سبعين مرة، و قضيت له سبعين حاجة أدناها المغفرة ".

و أخرج أحمد والطبراني و ابن السني في عمل يوم و ليلة و ابن أبي حاتم عن الزبير ابن العوام قال " سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم و هو بعرفة يقرأ هذه الآية {شهد اللّه أنه لا إله إلا هو} إلى قوله {العزيز الحكيم} فقال: وأنا على ذلك من الشاهدين يا رب. و لفظ الطبراني فقال: وأنا أشهد أنك لا إله إلا أنت العزيز الحكيم".وأخرج ابن عدي والطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان وضعفه والخطيب في تاريخه وابن النجار عن غالب القطان قال: أتيت الكوفة في تجارة، فنزلت قريبا من الأعمش، فلما كان ليلة أردت أن أنحدر قام فتهجد من الليل، فمر بهذه الآية {شهد اللّه أنه لا إله إلا هو} إلى قوله {إن الدين عند اللّه الإسلام} فقال: و أنا أشهد بما شهد اللّه به، و أستودع اللّه هذه الشهادة، و هي لي وديعة عند اللّه. قالها مرارا فقلت: لقد سمع فيها شيئا، فسألته فقال: حدثني أبو وائل، عن عبد اللّه قال " قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: يجاء بصاحبها يوم القيامة فيقول اللّه: عبدي عهد إلي وأنا أحق من وفى بالعهد، أدخلوا عبدي الجنة ".

أخرج أبو الشيخ في العظمة عن حمزة الزيات قال: خرجت ذات ليلة أريد الكوفة، فآواني الليل إلى خربة فدخلتها، فبينا أنا فيها دخل علي عفريتان من الجن فقال أحدهما لصاحبه: هذا حمزة بن حبيب الزيات الذي يقرئ الناس بالكوفة قال: نعم و اللّه لأقتلنه قال: دعه المسكين يعيش قال: لأقتلنه. فلما أزمع على قتلي قلت: بسم اللّه الرحمن الرحيم {شهد اللّه أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم} وأنا على ذلك من الشاهدين فقال له صاحبه: دونك الآن فاحفظه راغما إلى الصباح.

وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال: في قراءة عبد اللّه "شهد اللّه أن لا إله إلا هو" و في قراءته {إن الدين عند اللّه الإسلام}.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {قائما بالقسط} قال: ربنا قائما بالعدل.

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس {بالقسط} قال: بالعدل.

وأخرج ابن جرير عن السدي في الآية قال: فإن اللّه شهد هو، والملائكة، و العلماء من الناس {إن الدين عند اللّه الإسلام}.

وأخرج عن محمد بن جعفر بن الزبير {شهد اللّه أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم} بخلاف ما قال نصارى نجران.

وأخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة في قوله {إن الدين عند اللّه الإسلام} قال: الإسلام شهادة أن لا إله إلا اللّه، والإقرار بما جاء به من عند اللّه. وهو دين اللّه الذي شرع لنفسه، وبعث به رسله، ودل عليه أولياءه. لا يقبل غيره، ولا يجزي إلا به.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله {إن الدين عند اللّه الإسلام} قال؟؟: " لم أبعث رسولا إلا بالإسلام".

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال: كان حول البيت ستون وثلاثمائة صنم، لكل قبيلة من قبائل العرب صنم أو صنمان. فأنزل اللّه {شهد اللّه أنه لا إله إلا هو....} الآية. قال: فأصبحت الأصنام كلها قد خرت سجدا للكعبة.

قوله تعالى: {وما اختلف} الآية.

أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله {وما اختلف الذين أوتوا الكتاب} قال: بنو إسرائيل.

وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله {إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم} ويقول: بغيا على الدنيا، وطلب ملكها وسلطانها، فقتل بعضهم بعضا على الدنيا من بعد ما كانوا علماء الناس.

وأخرج ابن جرير عن الربيع قال: إن موسى عليه السلام لما حضره الموت دعا سبعين حبرا من أحبار بني إسرائيل، فاستودعهم التوراة، وجعلهم أمناء عليه. كل حبر جزء منه، واستخلف موسى عليه السلام يوشع بن نون، فلما مضى القرن الأول، ومضى الثاني، ومضى الثالث، وقعت الفرقة بينهم. وهم الذين أوتوا العلم من أبناء أولئك السبعين حتى أهرقوا بينهم الدماء، ووقع الشر والاختلاف. وكان ذلك كله من قبل الذين أوتوا العلم بغيا بينهم على الدنيا، طلبا لسلطانها وملكها وخزائنها وزخرفها، فسلط اللّه عليهم جبابرتهم.

وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير {وما اختلف الذين أوتوا الكتاب} يعني النصارى {إلا من بعد ما جاءهم العلم} الذي جاءك أي أن اللّه الواحد الذي ليس له شريك.

وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله {فإن اللّه سريع الحساب} قال إحصاؤه عليهم.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {فإن حاجوك} قال: إن حاجك اليهود والنصارى.

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {فإن حاجوك} قال: اليهود والنصارى فقالوا: إن الدين اليهودية والنصرانية فقل يا محمد {أسلمت وجهي للّه}.

وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير {فإن حاجوك} أي بما يأتون به من الباطل من قولهم: خلقنا، وفعلنا، وجعلنا، وأمرنا، فإنما هي شبهة باطل قد عرفوا ما فيها من الحق {فقل أسلمت وجهي للّه}.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {ومن اتبعن} قال: ليقل من اتبعك مثل ذلك.

وأخرج الحاكم و صححه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال " أتيت النبي صلى اللّه عليه وسلم فقلت: يا نبي اللّه إني أسألك بوجه اللّه بم بعثك ربنا؟ قال: بالإسلام.... قلت: وما آيته؟ قال: أن تقول {أسلمت وجهي للّه} وتخليت، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة. كل المسلم على المسلم محرم أخوان نصيران، لا يقبل اللّه من مسلم أشرك بعد ما أسلم عملا حتى يفارق المشركين إلى المسلمين، ما لي آخذ بحجزكم عن النار، ألا إن ربي داعي، ألا وإنه سائلي هل بلغت عبادي؟ وإني قائل: رب قد أبلغتهم، فليبلغ شاهدكم غائبكم، ثم أنه تدعون مفدمة أفواهكم بالفدام [الفدام والفدام هو ما يوضع في فم الإبريق ليعفى بابه]، ثم أول ما يبين عن أحدكم لفخذه و كفه. قلت: يا رسول اللّه هذا ديننا؟ قال: هذا دينكم و أينما تحسن يكفك ".

وأخرج ابن جرير و ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس {وقل للذين أوتوا الكتاب} قال: اليهود و النصارى {والأميين} قال: هم الذين لا يكتبون.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع {فإن أسلموا فقد اهتدوا} قال: من تكلم بهذا صدقا من قلبه يعني الإيمان فقد اهتدى {وإن تولوا} يعني عن الإيمان.

﴿ ٢٠