٢٢

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي عبيدة بن الجراح قال " قلت يا رسول اللّه أي الناس أشد عذابا يوم القيامة؟ قال: رجل قتل نبيا، أو رجل أمر بالمنكر و نهى عن المعروف. ثم قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. {ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس} إلى قوله {وما لهم من ناصرين} ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا أول النهار في ساعة واحدة، فقام مائة وسبعون رجلا من عباد بني إسرائيل، فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر، فقتلوا جميعا من آخر النهار من ذلك اليوم، فهم الذين ذكر اللّه ".

وأخرج ابن أبي الدنيا فيمن عاش بعد الموت وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: بعث عيسى يحيى في اثني عشر رجلا من الحواريين يعلمون الناس، فكان ينهى عن نكاح بنت الأخ، و كان ملك له بنت أخ له تعجبه، فأرادها و جعل يقضي لها كل يوم حاجة فقالت لها أمها: إذا سألك عن حاجتك، فقولي: حاجتي أن تقتل يحيى بن زكريا فقال الملك: حاجتك....؟ قالت حاجتي أن تقتل يحيى بن زكريا. فقال سلي غير هذا. قالت: لا أسألك غير هذا. فلما أبت أمر به فذبح في طست، فبدرت قطرة من دمه فلم تزل تغلي حتى بعث اللّه بختنصر، فدلت عجوز عليه فألقى في نفسه أن لا يزال يقتل حتى يسكن هذا الدم، فقتل في يوم واحد، من ضرب واحد، و سن واحد، سبعين ألفا فسكن.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن معقل بن أبي مسكين في الآية قال: كان الوحي يأتي بني إسرائيل فيذكرون قومهم و لم يكن يأتيهم كتاب فيقتلون، فيقوم رجال ممن اتبعهم و صدقهم فيذكرون قومهم فيقتلون. فهم الذين يأمرون بالقسط من الناس.

وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله {ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس} قال: هؤلاء أهل الكتاب. كان أتباع الأنبياء ينهونهم و يذكرونهم باللّه فيقتلونهم.

وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال: أقحط الناس في زمان ملك من ملوك بني إسرائيل فقال الملك: ليرسلن علينا السماء أو لنؤذينه فقال له جلساؤه: كيف تقدر على أن تؤذيه أو تغيظه وهو في السماء؟ قال: أقتل أولياءه من أهل الأرض، فيكون ذلك أذى له. قال: فأرسل اللّه عليهم السماء.

وأخرج ابن عساكر من طريق زيد بن أسلم عن ابن عباس في قول اللّه {إن الذين يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم} قال: الذين يأمرون بالقسط من الناس ولاة العدل، عثمان وأضرابه.

وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال: في قراءة عبد اللّه ( (إن الذين يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النبيين بغير حق و قاتلو الذين يأمرون بالقسط من الناس) ).

﴿ ٢٢