٨٩ أخرج النسائي وابن حبان وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: كان رجل من الأنصار فأسلم ثم ارتد ولحق بالمشركين، ثم ندم فأرسل إلى قومه: أرسلوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، هل لي من توبة؟ فنزلت {كيف يهدي اللّه قوما كفروا بعد إيمانهم} إلى قوله {فإن اللّه غفور رحيم} فأرسل إليه قومه فأسلم. وأخرج عبد الرزاق ومسدد في مسنده وابن جرير وابن المنذر والباوردي في معروفة الصحابة قال: جاء الحارث بن سويد فأسلم مع النبي صلى اللّه عليه وسلم، ثم كفر فرجع إلى قومه، فأنزل اللّه فيه القرآن {كيف يهدي اللّه قوما كفروا} إلى قوله {رحيم} فحملها إليه رجل من قومه فقرأها عليه فقال الحارث: إنك - واللّه - ما علمت لصدوق، وإن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأصدق منك، وإن اللّه عز وجل لأصدق الثلاثة. فرجع الحارث فأسلم فحسن إسلامه. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن السدي في قوله {كيف يهدي اللّه قوما} الآية قال: أنزلت في الحارث بن سويد الأنصاري، كفر بعد إيمانه. فأنزلت فيه هذه الآيات، ثم نزلت {إلا الذين تابوا...} الآية. فتاب. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من وجه آخر عن مجاهد في قوله {كيف يهدي اللّه قوما...} الآية. قال: نزلت في رجل من بني عمرو بن عوف كفر بعد إيمانه فجاء الشام. وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن مجاهد في الآية قال: هو رجل من بني عمرو بن عوف كفر بعد إيمانه قال: قال ابن جريج: أخبرني عبد اللّه بن كثير، عن مجاهد قال: لحق بأرض الروم فتنصر، ثم كتب إلى قومه: أرسلوا هل لي من توبة؟ فنزلت {إلا الذين تابوا} فآمن ثم رجع. قال ابن جريج: قال عكرمة: نزلت في أبي عامر الراهب، والحارث بن سويد بن الصامت، ووحوح بن الأسلت، في اثني عشر رجلا رجعوا عن الإسلام ولحقوا بقريش. ثم كتبوا إلى أهلهم هل لنا من توبة؟! فنزلت {إلا الذين تابوا من بعد ذلك...} الآيات. وأخرج ابن إسحق وابن المنذر عن ابن عباس أن الحارث بن سويد قتل المجدر بن زياد، وقيس بن زيد أحد بني ضبيعة يوم أحد، ثم لحق بقريش فكان بمكة، ثم بعث إلى أخيه الجلاس يطلب التوبة ليرجع إلى قومه. فأنزل اللّه فيه {كيف يهدي اللّه قوما} إلى آخر القصة. وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح مولى أم هانئ أن الحرث بن سويد بايع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ثم لحق بأهل مكة، وشهد أحدا فقاتل المسلمين، ثم سقط في يده فرجع إلى مكة، فكتب إلى أخيه جلاس بن سويد: يا أخي إني ندمت على ما كان مني، فأتوب إلى اللّه و أرجع إلى الإسلام؟ فاذكر ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فإن طمعت لي في توبة فاكتب إلي. فذكر لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. فأنزل اللّه {كيف يهدي اللّه قوما كفروا بعد إيمانهم} فقال قوم من أصحابه ممن كان عليه يتمنع ثم يراجع الإسلام، فأنزل اللّه (إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون) وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله {كيف يهدي اللّه قوما كفروا بعد إيمانهم} قال: هم أهل الكتاب عرفوا محمدا ثم كفروا به. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في الآية قال: هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى، رأوا نعت محمد في كتابهم، وأقروا به، وشهدوا أنه حق. فلما بعث من غيرهم حسدوا العرب على ذلك، فأنكروه وكفروا بعد إقرارهم حسدا للعرب حين بعث من غيرهم. |
﴿ ٨٩ ﴾