٣٦ أخرج أحمد والبخاري عن سهل بن سعد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين. وأشار بالسبابة والوسطى". وأخرج أحمد عن أبي أمامة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا للّه كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين. وقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى". وأخرج ابن سعد وأحمد عن عمرو بن مالك القشيري سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: " من أعتق رقبة مسلمة فهي فداؤه من النار مكان كل عظم محرره بعظم من عظامه، ومن أدرك أحد والديه ثم لم يغفر له فأبعده اللّه، ومن ضم يتيما من أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه اللّه وجبت له الجنة". وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من أحسن إلى يتيم أو يتيمة كنت أنا وهو في الجنة كهاتين. وقرن بين أصبعيه". وأخرج الحكيم الترمذي عن أم سعد بنت مرة الفهرية عن أبيها قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "أنا وكافل اليتيم له أو لغيره إذا اتقى اللّه في الجنة كهاتين، أو كهذه من هذه". وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان من طرق عن ابن عباس في قوله {والجار ذي القربى} يعني الذي بينك وبينه قرابة {والجار الجنب} يعني الذي ليس بينك وبينه قرابة. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن نوف الشامي في قوله {والجار ذي القربى} قال: المسلم {والجار الجنب} قال: اليهودي والنصراني. وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أبي شريح الخزاعي أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليحسن إلى جاره". وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم عن عائشة: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه". وأخرج البخاري في الأدب عن ابن عمر: سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول: "كم من جار متعلق بجاره يوم القيامة، يقول: يا رب هذا أغلق بابه دوني فمنع معروفه". وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه". وأخرج البخاري في الأدب والحاكم وصححه البيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال: "قيل للنبي صلى اللّه عليه وسلم: إن فلانة تقوم الليل، وتصوم النهار، وتفعل وتصدق، وتؤذي جيرانها بلسانها. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: لا خير فيها، هي من أهل النار. قالوا: وفلانة تصلي المكتوبة، وتصوم رمضان، وتصدق بأثوار، ولا تؤذي أحدا. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: هي من أهل الجنة". وأخرج البخاري في الأدب والحاكم وصححه عن عائشة قالت: "قلت: يا رسول اللّه إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: إلى أقربهما منك بابا". وأخرج البخاري في الأدب عن أبي هريرة قال: لا يبدأ بجاره الأقصى قبل الأدنى، ولكن يبدأ بالأدنى قبل الأقصى. وأخرج البخاري في الأدب عن الحسن أنه سئل عن الجار فقال: أربعين دارا أمامه، وأربعين خلفه، وأربعين عن يمينه، وأربعين عن يساره. وأخرج البخاري في الأدب والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة قال: قال رجل: "يا رسول اللّه إن لي جارا يؤذيني. فقال: انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق. فانطلق فأخرج متاعه، فاجتمع الناس عليه فقالوا: ما شأنك؟ قال: لي جار يؤذيني. فذكرت ذلك للنبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق، فجعلوا يقولون: اللّهم العنه، اللّهم اخزه، فبلغه فأتاه فقال: ارجع إلى منزلك، فواللّه لا أؤذيك أبدا". وأخرج البخاري في الأدب والبيهقي عن أبي جحيفة قال: "شكا رجل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم جاره فقال: احمل متاعك فضعه على الطريق فمن مر به يلعنه. فجعل كل من يمر به يلعنه، فجاء إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: ما لقيت من لعنة الناس؟ فقال: إن لعنة اللّه فوق لعنتهم، وقال للذي شكا: كفيت أو نحوه". وأخرج البخاري في الأدب عن ثوبان قال: ما من جار يظلم جاره ويقهره حتى يحمله ذلك على أن يخرج من منزله إلا هلك. وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "واللّه لا يؤمن، واللّه لا يؤمن، واللّه لا يؤمن. قالوا: وما ذاك يا رسول اللّه؟! قال: جار لا يأمن جاره بوائقه. قالوا فما بوائقه؟ قال: شره". وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ليس بؤمن من لا يأمن جاره غوائله". وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود مرفوعا "إن اللّه قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن اللّه يعطي المال من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب، فمن أعطاه الإيمان فقد أحبه والذي نفس محمد بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه". وأخرج أحمد والحاكم عن عمر سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "لا يشبع الرجل دون جاره". وأخرج أحمد عن أبي أمامة قال: "سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوصي بالجار حتى ظننت أنه سيورثه". وأخرج أحمد من طريق أبي العالية عن رجل من الأنصار قال: خرجت من أهلي أريد النبي صلى اللّه عليه وسلم فإذا به قائم ورجل معه مقبل عليه، فظننت أن لهما حاجة. فلما انصرف قلت: يا رسول اللّه لقد قام بك هذه الرجل حتى جعلت أرثي لك من طول القيام. قال: "أوقد رأيته؟ قلت: نعم. قال: أتدري من هو؟ قلت: لا. قال: ذاك جبريل، ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه، ثم قال: أما إنك لو سلمت رد عليك السلام". وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يؤذ جاره". وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "أوصاني جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه". وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "اللّهم إني أعوذ بك من جار سوء في دار المقامة، فإن جار البادية يتحول". وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي لبابة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا قليل من أذى جاره". وأخرج أحمد والبخاري في الأدب والبيهقي عن المقداد بن الأسود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأصحابه: "ما تقولون في الزنا؟ قالوا: حرمه اللّه ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره، وقال ما تقولون في السرقة؟ قالوا: حرمها اللّه ورسوله فهي حرام. قال: لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره". وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله {والصاحب بالجنب} قال: الرفيق في السفر. وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير ومجاهد. مثله. وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم {والصاحب بالجنب} قال: هو جليسك في الحضر، ورفيقك في السفر، وامرأتك التي تضاجعك. وأخرج ابن جرير من طريق ابن أبي فديك عن فلان بن عبد اللّه عن الثقة عنده "أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان معه رجل من أصحابه وهما على راحلتين، فدخل النبي صلى اللّه عليه وسلم في غيضة طرفاء، فقطع نصلين أحدهما معوج والآخر معتدل، فخرج بهما، فأعطى صاحبه المعتدل وأخذ لنفسه المعوج فقال الرجل: يا رسول اللّه أنت أحق بالمعتدل مني! فقال: كلا يا فلان إن كل صاحب يصحب صاحبا مسؤول عن صحابته ولو ساعة من نهار". وأخرج البخاري في الأدب المفرد والترمذي وابن جرير والحاكم عن ابن عمرو عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "خير الأصحاب عند اللّه خير هم لصاحبه، وخير الجيران عند اللّه خيرهم لجاره". وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي في قوله {والصاحب بالجنب} قال: المرأة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود. مثله. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس. مثله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وما ملكت أيمانكم} قال: مما خولك اللّه فأحسن صحبته، كل هذا أوصى اللّه به. وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل {وما ملكت أيمانكم} يعني من عبيدكم وإمائكم، يوصي اللّه بهم خيرا أن تؤدوا إليهم حقوقهم التي جعل اللّه لهم. وأخرج عبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم عن أبي ذر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إن إخوانكم خولكم جعلهم اللّه تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يديه فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم". وأخرج البخاري في الأدب عن جابر بن عبد اللّه قال: "كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوصي بالمملوكين خيرا ويقول: أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم من لبوسكم، ولا تعذبوا خلق اللّه". وأخرج ابن سعد عن أبي الدرداء أنه رؤي عليه برد وثوب أبيض، وعلى غلامه برد وثوب أبيض. فقيل له... فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "اكسوهم مما تلبسون، وأطعموهم مما تأكلون". وأخرج البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والبيهقي في الشعب عن علي قال: كان آخر كلام النبي صلى اللّه عليه وسلم: "الصلاة الصلاة، اتقوا اللّه فيما ملكت أيمانكم". وأخرج البزار عن أبي رافع قال: توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو يقول: "اللّه اللّه وما ملكت أيمانكم، والصلاة. فكان ذلك آخر ما تكلم به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ". وأخرج البيهقي في الدلائل عن أم سلمة قالت: كانت عامة وصية رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عند موته: "الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم، حتى يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه". وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس قال: كانت عامة وصية رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين حضره الموت: "الصلاة، وما ملكت أيمانكم، حتى جعل يغرغرها في صدره وما يفيض بها لسانه". وأخرج عبد الرزاق ومسلم والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "للمملوك طعامه، وكسوته، ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق". وأخرج البيهقي عن أبي ذر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "إن الفقير عند الغني فتنة، وإن الضعيف عند القوي فتنة، وإن المملوك عند المليك فتنة، فليتق اللّه وليكلفه ما يستطيع، فإن أمره أن يعمل بما لا يستطيع فليعنه عليه، فإن لم يفعل فلا يعذبه". وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي ذر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من لاءمكم من خدمكم فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ومن لا يلائمكم منهم فبيعوهم ولا تعذبوا خلق اللّه". وأخرج الطبراني والبيهقي عن رافع بن مكيث قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "سوء الخلق شؤم، وحسن الملكة نماء، والبر زيادة في العمر، والصدقة تدفع ميتة السوء". وأخرج البيهقي عن أبي بكر الصديق أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة سيء الملكة". وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه البيهقي عن ابن عمر قال: "جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللّه كم نعفو عن العبد في اليوم؟ قال: سبعين مرة". وأخرج البيهقي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر اللّه فليمسك". وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبيهقي عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا تضربوا الرقيق فإنكم لا تدرون ما توافقون". وأخرج البيهقي عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: "ما حق امرأتي علي؟ قال: تطعمها مما تأكل، وتكسوها مما تكتسي، قال: فما حق جاري علي؟ قال: تنوسه معروفك، وتكف عنه أذاك. قال: فما حق خادمي علي؟ قال: هو أشد الثلاثة عليك يوم القيامة". وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن سعد وأحمد عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن أبيه قال: قال النبي صلى اللّه عليه وسلم في حجة الوداع: "أرقاءكم أرقاءكم، أطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، وإن جاؤوا بذنب لا تريدون أن تغفروه فبيعوا عباد اللّه ولا تعذبوهم، كذا قال ابن سعد عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وقال عبد الرزاق وأحمد بن عبد الرحمن بن يزيد". وأخرج عبد الرزاق عن داود بن أبي عاصم قال: بلغني أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "صه، أطت السماء وحق لها أن تئط، ما في السماء موضع كف - أو قال شبر - إلا عليه ملك ساجد، فاتقوا اللّه، وأحسنوا إلى ما ملكت أيمانكم، أطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما لا يطيقون، فإن جاؤوا بشيء من أخلاقهم يخالف شيئا من أخلاقكم فولوا شرهم غيركم ولا تعذبوا عباد اللّه". وأخرج عبد الرزاق عن عكرمة قال: "مر النبي صلى اللّه عليه وسلم بأبي مسعود الأنصاري وهو يضرب خادمه فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم:واللّه للّه أقدر عليك منك على هذا. قال: ونهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يمثل الرجل بعبده فيعور، أو يجدع. قال: أشبعوهم ولا تجيعوهم، واكسوهم ولا تعروهم. ولا ولا؟؟ تكثروا ضربهم فإنكم مسؤولون عنهم، ولا تعذبوهم بالعمل، فمن كره عبده فليبعه ولا يجعل رزق اللّه عليه عناء". وأخرج عبد الرزاق ومسلم عن زاذان قال: كنت جالسا عند ابن عمر فدعا بعبد له فأعتقه ثم قال: ما لي من أجره ما يزن هذا - وأخذ شيئا بيده - إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "من ضرب عبدا له حدا لم يأته أو لطمه فإن كفارته أن يعتقه". (يتبع...) @(تابع... ١): الآية ٣٦... ... وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن سويد بن مقرن قال: كنا بني مقرن سبعة على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ولنا خادمة ليس لنا غيرها فلطمها أحدنا فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: أعتقوها. فقلنا: ليس لنا خادم غيرها يا رسول اللّه. فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: تخدمكم حتى تستغنوا عنها ثم خلوا سبيلها". وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبخاري في الأدب عن عمار بن ياسر قال: لا يضرب أحد عبدا له وهو ظالم له إلا أقيد منه يوم القيامة. وأخرج عبد الرزاق عن أبي هريرة قال: أشد الناس على الرجل يوم القيامة مملوكه. وأخرج عبد الرزاق والترمذي وصححه عن أبي مسعود الأنصاري قال: بينا أنا أضرب غلاما لي، إذ سمعت صوتا من ورائي، فالتفت فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: "واللّه للّه أقدر عليك منك على هذا. فحلفت أن لا أضرب مملوكا لي أبدا". وأخرج عبد الرزاق عن الحسن قال: بينا رجل يضرب غلاما له وهو يقول: أعوذ باللّه وهو يضرب، إذ بصر برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: أعوذ برسول اللّه. فألقى ما كان في يده وخلى عن العبد. فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "أما واللّه للّه أحق أن يعاذ، من استعاذ به مني؟ فقال الرجل: يا رسول اللّه فهو لوجه اللّه. قال: والذي نفسي بيده لو لم تفعل لدافع وجهك سفع النار". وأخرج عبد الرزاق عن ابن التيمي قال: حلفت أن أضرب مملوكة لي فقال لي أبي: إنه قد بلغني أن النفس تدور في البدن فربما كان قرارها الرأس، وربما كان قرارها في موضع كذا وكذا - حتى عدد مواضع - فتقع الضربة عليها فتتلف فلا تفعل. وأخرج أحمد في الزهد عن أبي المتوكل الناجي أن أبا الدرداء كانت لهم وليدة، فلطمها ابنه يوما لطمة فأقعده لها وقال: اقتصي... فقالت: قد عفوت... فقال: إن كنت عفوت فاذهبي فادعي من هناك من حرام فأشهديهم أنك قد عفوت. فذهبت فدعتهم فأشهدتهم أنها قد عفت. فقال: اذهبي فأنت للّه وليت آل أبي الدرداء ينقلبون كفافا. وأخرج أحمد عن أبي قلابة قال: دخلنا على سلمان وهو يعجن، قلنا: ما هذا؟ قال: بعثنا الخادم في عمل فكرهنا أن نجمع عليها عملين. وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله {إن اللّه لا يحب من كان مختالا} قال: متكبرا {فخورا} قال: بعدما أعطي وهو لا يشكر اللّه. وأخرج أبو يعلى والضياء المقدسي في المختارة عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: إذا جمع اللّه الناس في صعيد واحد يوم القيامة، أقبلت النار يركب بعضها بعضا، وخزنتها يكفونها وهي تقول: وعزة ربي لتخلن بيني وبين أزواجي أو لأغشين الناس عنقا واحدا. فيقولون: ومن أزواجك؟ فتقول كل متكبر جبار، فتخرج لسانها فتلقطهم به من بين ظهراني الناس، فتقذفهم في جوفها ثم تستأخر، ثم تقبل يركب بعضها بعضا وخزنتها يكفونها وهي تقول: وعزة ربي لتخلن بيني وبين أزواجي أو لأغشين الناس عنقا واحدا. فيقولون ومن أزواجك؟ فتقول كل مختال فخور، فلتقطهم بلسانها من بين ظهراني الناس فتقذفهم في جوفها، ثم تستأخر ويقضي اللّه بين العباد". وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي في شعب الإيمان عن جابر بن عتيك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إن من الغيرة ما يحب اللّه ومنها ما يبغض اللّه، وإن من الخيلاء ما يحب اللّه ومنها ما يبغض اللّه. فأما الغيرة التي يجب اللّه فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغض اللّه فالغيرة في غير ريبة. وأما الخيلاء التي يحبها اللّه فاختيال الرجل بنفسه عند القتال واختياله عند الصدقة، والخيلاء التي يبغض اللّه فاختيال الرجل بنفسه في الفخر والبغي". وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن جابر بن سليم الهجيمي قال: "أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في بعض طرق المدينة قلت: عليك السلام يا رسول اللّه، فقال: عليك السلام تحية الميت، سلام عليكم، سلام عليكم، سلام عليكم، أي هكذا فقل. قال فسألته عن الإزار؟ فأقنع ظهره وأخذ بمعظم ساقه فقال: ههنا ائتزر، فإن أبيت فههنا أسفل من ذلك، فإن أبيت فههنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن اللّه لا يحب كل مختال فخور. فسألته عن المعروف، فقال: لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تعطي صلة الحبل، ولو أن تعطي شسع النعل، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي، ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذيهم، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض، وإن سبك رجل بشيء يعلمه فيك وأنت تعلم فيه نحوه فلا تسبه فيكون أجره لك ووزره عليه، وما سر أذنك أن تسمعه فاعمل به، وما ساء أذنك أن تسمعه فاجتنبه". وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن مطرف بن عبد اللّه قال: قلت لأبي ذر: بلغني أنك تزعم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حدثكم أن اللّه يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة. قال: أجل... قلت: من الثلاثة الذين يحبهم اللّه؟ قال: رجل غزا في سبيل اللّه صابرا محتسبا مجاهدا فلقي العدو فقاتل حتى قتل، وأنتم تجدونه عندكم في كتاب اللّه المنزل. ثم قرأ هذه الآية (إن اللّه يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بينان مرصوص) (الصف الآية ٤)، ورجل له جار سوء يؤذيه فصبر على آذاه حتى يكفيه اللّه إما بحياة وإما بموت، ورجل سافر مع قوم فأدلجوا حتى إذا كانوا من آخر الليل وقع عليهم الكرى فضربوا رؤوسهم، ثم قام فتطهر رهبة للّه ورغبة فيما عنده. قلت: فمن الثلاثة الذين يبغضهم اللّه؟ قال: المختال الفخور، وأنتم تجدونه في كتاب اللّه المنزل ثم تلا {إن اللّه لا يحب من كان مختالا فخورا} قلت: ومن؟ قال: البخيل المنان. قلت: ومن؟ قال: البائع الحلاف". وأخرج ابن جرير عن أبي رجاء الهروي قال: لا تجد سيء الملكة إلا وجدته مختالا فخورا، وتلا {وما ملكت أيمانكم إن اللّه لا يحب من كان مختالا فخورا} ولا عاقا إلا وجدته جبارا شقيا وتلا (وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا) (مريم الآية ٣٢). وأخرج ابن أبي حاتم عن العوام بن حوشب. مثله. وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي والبغوي والباوردي والطبراني وابن أبي حاتم عن رجل من بلجيم قال: قلت: يا رسول اللّه أوصني. قال: "إياك وإسبال الإزار، فإن إسبال الإزار من المخيلة، وإن اللّه لا يحب المخيلة". وأخرج البغوي وابن قانع في معجم الصحابة والطبراني وابن مردويه عن ثابت بن قيس بن شماس قال: "كنت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقرأ هذه الآية {إن اللّه لا يحب من كان مختالا فخورا} فذكر الكبر فعظمه، فبكى ثابت فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ما يبكيك؟ فقال: يا رسول اللّه إني لأحب الجمال حتى إنه ليعجبني أن يحسن شراك نعلي. قال: فأنت من أهل الجنة، إنه ليس بالكبر أن تحسن راحلتك ورحلك، ولكن الكبر من سفه الحق وغمص الناس". وأخرج أحمد عن سمرة بن فاتك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: نعم الفتى سمرة، لو أخذ من لمنة؟؟ وشمر من مئزره". |
﴿ ٣٦ ﴾