٥٨

أخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله{‏فإذا هم فريقان يختصمون‏}‏ قال‏:‏ مؤمن، وكافر، قولهم صالح مرسل من ربه‏.‏ وقولهم ليس بمرسل‏.‏ وفي قوله{‏لم تستعجلون بالسيئة‏}‏ قال‏:‏ العذاب ‏{‏قبل الحسنة‏}‏ قال‏:‏ الرحمة‏.‏ وفي قوله{‏قالوا اطيرنا بك‏}‏ قال‏:‏ تشاءمنا‏.‏ وفي قوله{‏وكان في المدينة تسعة رهط‏}‏ قال‏:‏ من قوم صالح‏.‏ وفي قوله{‏تقاسموا باللّه‏}‏ قال‏:‏ تحالفوا على هلاكه فلم يصلوا إليه حتى أهلكوا وقومهم أجمعين‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله{‏فإذا هم فريقان يختصمون‏}‏ قال‏:‏ ان القوم بين مصدق ومكذب‏.‏ مصدق بالحق ونازل عنده، ومكذب بالحق تاركه‏.‏ في ذلك كانت خصومة القوم ‏{‏قالوا اطيرنا بك‏}‏ قال‏:‏ قالوا‏:‏ ما أصبنا من شر فإنما هو من قبلك ومن قبل من معك ‏{‏قال طائركم عند اللّه‏}‏ يقول‏:‏ علم أعمالكم عند اللّه ‏{‏بل أنتم قوم تفتنون‏}‏ قال‏:‏ تبتلون بطاعة اللّه ومعصيته ‏{‏وكان في المدينة تسعة رهط‏}‏ قال‏:‏ من قوم صالح ‏{‏قالوا‏:‏ تقاسموا باللّه لنبيتنه وأهله‏}‏ قال‏:‏ توافقوا على أن يأخذوه ليلا فيقتلوه قال‏:‏ ذكر لنا أنهم بينما هم معانيق إلى صالح - يعني مسرعين - ليقتلوه بعث اللّه عليهم صخرة فأخمدتهم ‏{‏ثم لنقولن لوليه‏}‏ يعنون رهط صالح ‏{‏ومكروا مكرا‏}‏ قال‏:‏ مكرهم الذي مكروا بصالح ‏{‏ومكرنا مكرا‏}‏ قال‏:‏ مكر اللّه الذي مكر بهم‏:‏ رماهم بصخرة فأهمدتهم ‏{‏فانظر كيف كان‏}‏ مكرهم قال‏:‏ شر واللّه ‏{‏كان عاقبة مكرهم‏}‏ أن دمرهم اللّه وقومهم أجمعين ثم صيرهم إلى النار‏.‏وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله{‏طائركم‏}‏ قال‏:‏ مصائبكم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله{‏وكان في المدينة تسعة رهط‏}‏ قال‏:‏ كان أسماؤهم زعمي، وزعيم، وهرمي،وهريم، وداب، وهواب، ورياب، وسيطع، وقدار بن سالف عاقر الناقة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله{‏وكان في المدينة تسعة رهط‏}‏ قال‏:‏ وهم الذين عقروا الناقة وقالوا حين عقروها تبيتن صالحا وأهله فنقتلهم، ثم نقول لأولياء صالح ما شهدنا من هذا شيئا، ومالنا به علم فدمرهم اللّه أجمعين‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عطاء بن أبي رياح ‏{‏وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون‏}‏ قال‏:‏ كانوا يقرضون الدراهم‏.‏ واللّه أعلم‏.

﴿ ٥٨