١٨

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي اللّه عنه في قوله{‏قد يعلم اللّه المعوقين منكم‏}‏ قال‏:‏ المنافقين يعوقون الناس عن محمد صلى اللّه عليه وسلم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي اللّه عنه في قوله{‏قد يعلم اللّه المعوقين منكم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ هذا يوم الاحزاب، انصرف رجل من عند النبي صلى اللّه عليه وسلم، فوجد أخاه بين يديه شواء ورغيف فقال له‏:‏ أنت ههنا في الشواء والرغيف والنبيذ ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بين الرماح والسيوف‏.‏ قال‏:‏ هلم الي لقد بلغ بك وبصاحبك - والذي يحلف به - لا يستقي لها محمد أبدا قال‏:‏ كذبت - والذي يحلف به - وكان أخاه من أبيه وأمه، واللّه لأخبرن النبي صلى اللّه عليه وسلم بأمرك، وذهبت إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم يخبره، فوجده قد نزل جبريل عليه السلام بخبره، ‏{‏قد يعلم المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم الينا ولا يأتون البأس إلا قليلا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله{‏قد يعلم اللّه المعوقين منكم‏}‏ قال‏:‏ هؤلاء أناس من المنافقين كانوا يقولون‏:‏ لإخوانهم‏:‏ ما محمدا وأصحابه إلا أكلة رأس، ولو كانوا لحما لالتهمهم أبو سفيان وأصحابه، دعوا هذا الرجل فإنه هالك ‏{‏والقائلين لإخوانهم‏}‏ أي من المؤمنين ‏{‏هلم الينا‏}‏ أي دعوا محمدا وأصحابه فإنه هالك ومقتول ‏{‏ولا يأتون البأس إلا قليلا‏}‏ قال‏:‏ لا يحضرون القتال إلا كارهين‏.‏ وإن حضروه كانت أيديهم من المسلمين، وقلوبهم من المشركين‏.

﴿ ١٨