١٤

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي اللّه عنه في قوله{‏وأرض اللّه واسعة‏}‏ قال‏:‏ أرضي واسعة فهاجروا واعتزلوا الأوثان‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي اللّه عنه ‏{‏إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب‏}‏ قال‏:‏ لا واللّه ما هناك مكيال ولا ميزان‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي اللّه عنه في قوله{‏إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب‏}‏ قال‏:‏ بلغني أنه لا يحسب عليهم ثواب عملهم ولكن يزادون على ذلك‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن اللّه إذا أحب عبدا أو أراد أن يصافيه صب عليه البلاء صبا، ويحثه عليه حثا، فإذا دعا قالت الملائكة عليهم السلام‏:‏ صوت معروف قال جبريل عليه السلام‏:‏ يا رب عبدك فلان اقض حاجته‏.‏ فيقول اللّه تعالى‏:‏ دعه إني أحب أن أسمع صوته‏.‏ فإذا قال يا رب‏.‏‏.‏ قال اللّه تعالى، لبيك عبدي وسعديك‏.‏ وعزتي لا تدعوني بشيء إلا استجبت لك، ولا تسألني شيئا إلا أعطيتك‏.‏ إما أن أعجل لك ما سألت، وإما أن أدخر لك عندي أفضل منه، وإما أن أدفع عنك من البلاء أعظم منه‏.‏ ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ وتنصب الموازين يوم القيامة، فيأتون بأهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصيام فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان، ويصب عليهم الأجر صبا بغير حساب حتى يتمنى أهل العافية أنهم كانوا في الدنيا تقرض أجسادهم بالمقاريض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل‏.‏ وذلك قوله{‏إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني وابن عساكر وابن مردويه عن الحسن بن علي رضي اللّه عنه قال‏:‏ سمعت جدي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة، فلا يرفع لهم ديوان، ولا ينصب لهم ميزان يصب عليهم الأجر صبا‏.‏ وقرأ{‏إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال‏:‏ يود أهل البلاء يوم القيامة أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض‏.‏

﴿ ١٤