ÓõæÑóÉõ ÝõÕøöáóÊú ãóßøöíøóÉñ

æóåöíó ÃóÑúÈóÚñ æóÎóãúÓõæäó ÂíóÉð

سورة فصلت

مكية وآياتها أربع وخمسون

بسم اللّه الرحمن الرحيم

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‏:‏ نزلت(‏حم‏)‏ السجدة بمكة‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضي اللّه عنه‏.‏ مثله‏.‏

_________________________________

١

انظر تفسير الآية:٤

٢

ÇäÙÑ ÊÝÓíÑ ÇáÂíÉ:٤

٣

انظر تفسير الآية:٤

٤

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو يعلى والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل وابن عساكر عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال‏:‏ اجتمع قريش يوما فقالوا‏:‏ انظروا أعلمكم بالسحر، والكهانة، والشعر، فليأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه‏؟‏ فقالوا‏:‏ ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة قالوا‏:‏ أنت يا أبا الوليد‏.‏ فأتاه فقال‏:‏ يا محمد أنت خير أم عبد اللّه‏.‏ أنت خير أم عبد المطلب‏.‏ فسكت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع لك، أما واللّه ما رأينا سلحة قط أشأم على قومه منك، فرقت جماعتنا، وشتت أمرنا، وعبت ديننا، وفضحتنا في العرب‏.‏ حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحرا، وأن في قريش كاهنا، واللّه ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف‏.‏

يا أيها الرجل إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا واحدا، وإن كان نما بك الباءة فاختر أي نساء قريش شئت فلنزوجك عشرا‏.‏ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏فرغت قال‏:‏ نعم‏.‏ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ بسم اللّه الرحمن الرحيم{‏حم، تنزيل من الرحمن الرحيم، كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون‏}‏ حتى بلغ ‏{‏فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود‏}‏ فقال عتبة‏:‏ حسبك‏.‏‏.‏‏!‏ ما عندك غير هذا‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ فرجع إلى قريش فقالوا‏:‏ ما وراءك‏؟‏ قال‏:‏ ما تركت شيئا أرى أنكم تكلمون به إلا كلمته قالوا‏:‏ فهل أجابك‏؟‏ قال‏:‏ والذي نصبها بنية ما فهمت شيئا مما قال، غير أنه قال ‏{‏أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود‏}‏ قالوا‏:‏ ويلك‏.‏‏.‏‏!‏ يكلمك الرجل بالعربية وما تدري ما قال‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ واللّه ما فهمت شيئا مما قال غير ذكر الصاعقة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن إسحق وابن المنذر والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن محمد بن كعب القرظي رضي اللّه عنه قال‏:‏ حدثت أن عتبة بن ربيعة وكان أشد قريش حلما‏.‏ قال ذات يوم وهو جالس في نادي قريش، ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالس وحده في المسجد، يا معشر قريش ألا أقوم إلى هذا فأكلمه، فأعرض عليه أمورا لعله أن يقبل منها بعضه، ويكف عنا‏؟‏ قالوا‏:‏ بلى يا أبا الوليد، فقام عتبة حتى جلس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فذكر الحديث فيما قال له عتبة، وفيما عرض عليه من المال، والملك، وغير ذلك‏.‏ حتى إذا فرغ عتبة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أفرغت يا أبا الوليد‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فأستمع مني‏.‏ قال أفعل‏.‏ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ بسم اللّه الرحمن الرحيم {‏حم، تنزيل من الرحمن الرحيم، كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون‏}‏ فلما سمعها عتبة أنصت لها، وألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليهما يستمع منه حتى انتهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى السجدة، فسجد فيها ثم قال‏:‏ سمعت يا أبا الوليد‏؟‏ قال‏:‏ سمعت قال‏:‏ أنت وذاك‏.‏ فقام عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض‏:‏ نحلف باللّه لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به فلما جلس إليهم قالوا‏:‏ ما وراءك يا أبا الوليد‏؟‏ قال‏:‏ واللّه إني قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط، واللّه ما هو بالشعر، ولا بالسحر، ولا بالكهانة، واللّه ليكونن لقوله الذي سمعت نبا‏"‏‏.‏

وأخرج أبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال‏:‏ لما قرأ النبي صلى اللّه عليه وسلم على عتبة بن ربيعة ‏{‏حم، تنزيل من الرحمن الرحيم‏}‏ أتى أصحابه فقال‏:‏ يا قوم أطيعوني في هذا اليوم، واعصوني بعده، فواللّه لقد سمعت من هذا الرجل كلاما ما سمعت مثله قط، وما دريت ما أرد عليه‏.‏

وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن شهاب رضي اللّه عنه قال‏:‏ بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مصعب بن عمير، فنزل في بني غنم على أسعد بن زرارة، فجعل يدعو الناس، فجاء سعد بن معاذ فتوعده فقال له أسعد بن زرارة‏:‏ اسمع من قوله‏؟‏ فإن سمعت منكرا فاردده يا هذا، وإن سمعت حقا فأجب إليه‏.‏ فقال‏:‏ ماذا تقول‏؟‏ فقرأ مصعب ‏{‏حم، والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لقوم يعقلون‏}‏ قال‏:‏ سعد بن معاذ رضي اللّه عنه‏:‏ ما أسمع إلا ما أعرف، فرجع وقد هداه اللّه‏.‏

وأخرج البيهقي في الدلائل وابن عساكر عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال‏:‏ قال أبو جهل والملأ من قريش‏:‏ قد انتشر علينا أمر محمد صلى اللّه عليه وسلم، فلو التمستم رجلا عالما بالسحر، والكهانة، والشعر‏.‏ فقال عتبة‏.‏ علمت من ذلك علما، وما يخفى علي إن كان كذلك، فأتاه فلما أتاه قال له‏:‏ يا محمد أنت خير أم هاشم، أنت خير أم عبد المطلب‏.‏ فلم يجبه قال‏:‏ فيم تشتم آلهتنا، وتضلل آباءنا‏؟‏ فإن كنت إنما بك الرياسة عقدنا ألويتنا لك فكنت رأسنا ما بقيت، وإن كان بك الباءة زوجناك عشرة نسوة تختار من أي بنات قريش، وإن كان بك المال جمعنا لك من أموالنا ما تستغني به أنت وعقبك من بعدك - ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ساكت لا يتكلم - فلما فرغ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"{‏بسم اللّه الرحمن الرحيم، ‏‏حم، تنزيل من الرحمن الرحيم، كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا‏}فقرأ حتى بلغ ‏(‏فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود‏)‏ فأمسك عتبة على فيه، وناشده الرحم أن يكف عنه، لم يخرج إلى أهله، واحتبس عنهم فقال أبو جهل‏:‏ يا معشر قريش ما نرى عتبة إلا قد صبأ إلى محمد وأعجبه طعامه، وما ذاك إلا من حاجة أصابته انتقلوا بنا إليه‏.‏ فأتوه فقال أبو جهل‏:‏ واللّه يا عتبة ما حسبنا إلا أنك صبوت إلى محمد وأعجبك أمره، فإن كنت بك حاجة جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن محمد‏.‏ فغضب وأقسم باللّه لا يكلم محمد أبدا وقال‏:‏ لقد علمتم أني أكثر قريش مالا ولكني أتيته‏.‏ فقص عليهم القصة، فأجابني بشيء واللّه ما هو بسحر، ولا شعر، ولا كهانة، فقرأ بسم اللّه الرحمن الرحيم، ‏{‏حم، تنزيل من الرحمن الرحيم، كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا‏}‏ حتى بلغ ‏(‏أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود‏)‏ فأمسكت بفيه وناشدته الرحم فكيف وقد علمتم أن محمدا إذا قال شيئا لم يكذب فخفت أن ينزل بكم العذاب‏"‏‏.‏

وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر رضي اللّه عنهما‏.‏ أن قريشا اجتمعت برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالس في المسجد، فقال لهم عتبة بن ربيعة‏:‏ دعوني حتى أقوم إلى محمد أكلمه، فإني عسى أن أكون أرفق به منكم‏.‏ فقام عتبة حتى جلس إليه، فقال‏:‏ يا ابن أخي إنك أوسطنا بيتا، وأفضلنا مكانا، وقد أدخلت في قومك ما لم يدخل رجل على قومه قبلك، فإن كنت تطلب بهذا الحديث مالا فذلك لك على قومك أن تجمع لك حتى تكون أكثرنا مالا، وأن كنت تريد شرفا فنحن مشرفوك حتى لا يكون أحد من قومك فوقك ولا نقطع الأمور دونك، وإن كان هذا عن لمم يصيبك لا تقدر على النزوع عنه بذلنا لك خزائنا في طلب الطب لذلك منه، وإن كنت تريد ملكا ملكناك‏.‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أفرغت يا أبا الوليد‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ فقرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏{‏حم‏}‏ السجدة حتى مر بالسجدة فسجد وعتبة ملق يده خلف ظهره حتى فرغ من قرأءته، وقام عتبة لا يدري ما يراجعه به‏.‏ حتى أتى نادي قومه، فلما رأوه مقبلا قالوا‏:‏ لقد رجع إليكم بوجه ما قام به من عندكم، فجلس إليهم فقال‏:‏ يا معشر قريش قد كلمته بالذي أمرتموني به‏.‏ حتى إذا فرغت كلمني بكلام لا واللّه ما سمعت أذناي بمثله قط، فما دريت ما أقول له‏!‏ يا معشر قريش أطيعوني اليوم، واعصوني فيما بعده‏.‏ اتركوا الرجل واعتزلوه، فواللّه ما هو بتارك ما هو عليه، وخلوا بينه وبين سائر العرب، فإن يكن يظهر عليهم يكن شرفه شرفكم، وعزه عزكم، وملكه ملككم، وإن يظهروا عليه تكونوا قد كفيتموه بغيركم‏.‏ قالوا‏:‏ أصبأت إليه يا أبا الوليد‏؟‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي اللّه عنه قال‏:‏ ‏"‏جئت أزور عائشة رضي اللّه عنها ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوحى إليه، ثم سري عنه فقال‏:‏ يا عائشة ناوليني ردائي، فناولته، ثم أتى المسجد فإذا مذكر يذكر، فجلس حتى إذا قضى المذكر تذكره إفتتح ‏(‏حم، تنزيل من الرحمن الرحيم‏)‏ ‏(‏السجدة: ١‏)‏ فسجد حتى طالت سجدته، ثم تسامع به من كان على ميلين، وتلا عليه السجدة فأرسلت عائشة رضي اللّه عنها في خاصتها أن احضروا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فلقد رأيت ما لم أره منذ كنت معه، فرفع رأسه فقال‏:‏ سجدت هذه السجدة شكر لربي فيما أبلاني في أمتي فقال له أبو بكر رضي اللّه عنه‏:‏ وماذا أبلاك في أمتك‏؟‏ قال‏:‏ أعطاني سبعين ألفا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب‏.‏ فقال أبو بكر رضي اللّه عنه‏:‏ يا رسول اللّه إن أمتك كثير طيب فازدد قال‏:‏ قد فعلت فأعطاني مع كل واحد من السبعين ألفا، سبعين ألفا فقال‏:‏ يا رسول اللّه ازدد لأمتك فقال بيده، ثم قال بها على صدره فقال عمر رضي اللّه عنه‏:‏ وعيت يا رسول اللّه‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الخليل بن مرة رضي اللّه عنه‏.‏ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ تبارك، وحم السجدة‏.‏

٥

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي اللّه عنه في قوله{‏وقالوا قلوبنا في أكنة‏}‏ قالوا‏:‏ كالجعبة للنبل‏.‏

وأخرج أبو سهل السري بن سهل الجنديسابوري في حديثه من طريق عبد القدوس عن نافع بن الأزرق عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه في قوله{‏وقالوا قلوبنا في أكنة‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أقبلت قريش إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال لهم ما يمنعكم من الإسلام فتسودوا العرب‏؟‏ فقالوا‏:‏ يا محمد ما نفقه ما تقول، ولا نسمعه، وإن على قلوبنا لغلفا‏.‏ وأخذ أبو جهل ثوبا فمده فيما بينه وبين رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏ يا محمد ‏{‏قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب‏}‏‏.‏

قال لهم النبي صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ أدعوكم إلى خصلتين‏.‏ أن تشهدوا أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأني رسول اللّه‏.‏ فلما سمعوا شهادة أن لا إله إلا اللّه ‏(‏ولوا على أدبارهم نفورا‏)‏ ‏(‏الإسراء ٤٦‏)‏ وقالوا ‏(‏أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب‏)‏(‏ص ٥‏)‏ وقال بعضهم لبعض ‏(‏امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد، ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق، أأنزل عليه الذكر من بيننا‏)‏ ‏(‏ص ٧‏)‏‏.‏

وهبط جبريل فقال‏:‏ يا محمد إن اللّه يقرئك السلام ويقول‏:‏ أليس يزعم هؤلاء أن على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقر فليس يسمعون قولك‏؟‏ كيف ‏(‏وإذا ذكرت ربك في القرأن وحده ولوا على أدبارهم نفورا‏)‏ ‏(‏الإسراء ٤٦‏)‏ لو كان كما زعموا لم ينفروا ولكنهم كاذبون يسمعون ولا ينتفعون بذلك كراهية له‏"‏‏.‏

فلما كان من الغد أقبل منهم سبعون رجلا إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقالوا‏:‏ يا محمد أعرض علينا الإسلام، فلما عرض عليهم الإسلام أسلموا عن آخرهم، فتبسم النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ الحمد اللّه، ألستم بالأمس تزعمون أن على قلوبكم غلفا، وقلوبكم في أكنة مما ندعوكم إليه، وفي آذانكم وقرأ وأصبحتم اليوم مسلمين فقالوا‏:‏ يا رسول اللّه كذبنا واللّه بالأمس لو كان كذلك ما اهتدينا أبدا، ولكن اللّه الصادق والعباد الكاذبون عليه، وهو الغني ونحن الفقرأء إليه‏"‏‏.‏

٦

انظر تفسير الآية:٨

٧

انظر تفسير الآية:٨

٨

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله{‏وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة‏}‏ قال‏:‏ لا يشهدون أن لا إله إلا اللّه‏.‏ وفي قوله{‏لهم أجر غير منون‏}‏ قال‏:‏ غير منقوص‏.‏

وأخرج عبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن المنذر عن عكرمة رضي اللّه عنه في قوله{‏وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة‏}‏ قال‏:‏ لا يقولوا لا إله إلا اللّه‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله{‏الذين لا يؤتون الزكاة‏}‏ قال‏:‏ كان يقال الزكاة قنطرة الإسلام، من قطعها برئ ونجا ومن لم يقطعها هلك‏.‏ واللّه أعلم‏.‏

٩

انظر تفسير الآية:١٢

١٠

انظر تفسير الآية:١٢

١١

انظر تفسير الآية:١٢

١٢

أخرج ابن جرير والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‏.‏ أن اليهود أتت النبي صلى اللّه عليه وسلم فسألته عن خلق السموات والأرض فقال‏:‏ ‏"‏خلق اللّه الأرض يوم الأحد والإثنين، وخلق الجبال وما فيهن من منافع يوم الثلاثاء، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب، فهذه أربعة فقال تعالى{‏قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين، وجعل فيها رواس من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين‏}وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة إلى ثلاث ساعات بقين منه‏.‏ فخلق في أول ساعة من هذه الثلاثة الآجال حين يموت من مات‏.‏ وفي الثانية ألقى الآفة على كل شيء من منتفع به‏.‏ وفي الثالثة خلق آدم وأسكنه الجنة، وأمر إبليس بالسجود له، وأخرجه منها في آخر ساعة قالت اليهود‏:‏ ثم ماذا يا محمد‏؟‏ قال‏:‏ ثم استوى على العرش‏"‏ قالوا‏:‏ لقد أصبت لو أتممت‏.‏ ثم قالوا‏:‏ استراح‏.‏ فغضب النبي صلى اللّه عليه وسلم غضبا شديدا‏.‏ فنزل ‏(‏ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب، فاصبر على ما يقولون‏)‏ ‏(‏ق ٣٨‏)‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله{‏وقدر فيها أقواتها‏}‏ قال‏:‏ شق الأنهار، وغرس الأشجار، ووضع الجبال، وأجرى البحار، وجعل في هذه ما ليس في هذه، وفي هذه ما ليس في هذه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله{‏وقدر فيها أقواتها‏}‏ قال‏:‏ قدر في كل أرض شيئا لا يصلح في غيرها‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله{‏وقدر فيها أقواتها‏}‏ قال‏:‏ لا يصلح النيسابوري إلا بنيسابور، ولا ثياب اليمن إلا باليمن‏.‏

وأخرج عبد الرزاق عن الحسن ‏{‏وقدر فيها أقواتها‏}‏ قال‏:‏ أرزاقها‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله{‏سواء للسائلين‏}‏ قال‏:‏ من سأل فهو كما قال اللّه‏.‏

وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال‏:‏ خلق اللّه السموات من دخان، ثم ابتدأ خلق الأرض يوم الأحد ويوم الإثنين فذلك قول اللّه تعالى{‏قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين، وجعل فيها رواسي من فوقها وقدر فيها أقواتها‏}‏ في يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فذلك قوله ‏{‏وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين، ثم استوى إلى السماء وهي دخان‏}‏ فسمكها وزينها بالنجوم والشمس والقمر وأجراهما في فلكهما، وخلق فيها ما شاء من خلقه وملائكته يوم الخميس ويوم الجمعة، وخلق الجنة يوم الجمعة، وخلق اليهود يوم السبت لأنه يسبت فيه كل شيء، وعظمت النصارى يوم الأحد لأنه ابتدئ فيه خلق كل شيء، وعظم المسلمون يوم الجمعة لأن اللّه فرغ فيه من خلقه، وخلق في الجنة رحمته، وجمع فيه آدم عليه السلام، وفيه هبط من الجنة، وفيه قبلت توبته وهو أعظمها‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال‏:‏ إن اللّه تعالى خلق يوما فسماه الأحد، ثم خلق ثانيا فسماه الإثنين، ثم خلق ثالثا فسماه الثلاثاء، ثم خلق رابعا فسماه الأربعاء، وخلق خامسا فسماه الخميس، فخلق الأرض يوم الأحد والإثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء، ولذلك يقول الناس أنه يوم ثقيل، كذلك وخلق مواضع الأنهار والشجر والقرى يوم الأربعاء، وخلق الطير والوحش والسباع والهوام والآفة يوم الخميس، وخلق الإنسان يوم الجمعة، وفرغ من الخلق يوم السبت‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن عبد اللّه بن سلام رضي اللّه عنه قال‏:‏ إن اللّه تعالى ابتدأ الخلق وخلق الأرض يوم الأحد والإثنين، وخلق الأقوات والرواسي يوم الثلاثاء والأربعاء، وخلق السموات يوم الخميس والجمعة إلى صلاة العصر، وخلق آدم عليه السلام في تلك الساعة التي لا يوافقها عبد يدعو ربه إلا استجاب له، فهو ما بين صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي اللّه عنه أن اليهود قالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ما يوم الأحد‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏خلق اللّه فيه الأرض قالوا‏:‏ فيوم الأربعاء‏؟‏ قال‏:‏ الأقوات قالوا‏:‏ فيوم الخميس‏؟‏ قال‏:‏ فيه خلق اللّه السموات قالوا‏:‏ فيوم الجمعة‏؟‏ قال‏:‏ خلق في ساعتين الملائكة، وفي ساعتين الجنة والنار، وفي ساعتين الشمس والقمر والكواكب، وفي ساعتين الليل والنهار قالوا‏:‏ ألست تذكر الراحة فقال سبحان اللّه‏.‏‏.‏‏!‏ فأنزل اللّه(‏ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب‏) ‏(‏ق ٣٨‏)‏‏.‏

وأخرج أبو الشيخ من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس رضي اللّه عنهما عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن اللّه تعالى فرغ من خلقه في ستة أيام‏.‏ أولهن يوم الأحد، والأثنين، والثلاثاء، والأربعاء، والخميس، والجمعة، خلق يوم الأحد السموات، وخلق يوم الإثنين الشمس والقمر، وخلق يوم الثلاثاء دواب البحر ودواب الأرض وفجر الأنهار وقوت الأقوات، وخلق الأشجار يوم الأربعاء، وخلق يوم الخميس الجنة والنار، وخلق آدم عليه السلام يوم الجمعة، ثم أقبل على الأمر يوم السبت‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن أبي بكر رضي اللّه عنه قال‏:‏ جاء اليهود إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقالوا‏:‏ يا محمد أخبرنا ما خلق اللّه من الخلق في هذه الأيام الستة‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏خلق اللّه الأرض يوم الأحد والإثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء، وخلق المدائن والأقوات والأنهار وعمرانها وخرابها يوم الأربعاء، وخلق السموات والملائكة يوم الخميس إلى ثلاث ساعات يعني من يوم الجمعة، وخلق في أول ساعة الآجال، وفي الثانية الآفة، وفي الثالثة آدم، قالوا‏:‏ صدقت إن تممت فعرف النبي صلى اللّه عليه وسلم ما يريدون فغضب، فأنزل اللّه(‏وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون‏)[ ]‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله{‏قال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها‏}‏ قال‏:‏ قال للسماء أخرجي شمسك أخرجي قمرك ونجومك، وقال للأرض‏:‏ شققي أنهارك وأخرجي ثمارك ‏{‏فقالتا أتينا طائعين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله{‏ائتيا‏}‏ قال‏:‏ أعطيا وفي قوله{‏أتينا‏}‏ قال‏:‏ أعطينا‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد رضي اللّه عنه في قوله{‏وأوحى في كل سماء أمرها‏}‏ قال‏:‏ ما أمر به وأراده من خلق النيرات وغير ذلك‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي اللّه عنه ‏{‏وأوحى في كل سماء أمرها‏}‏ قال‏:‏ خلق فيها شمسها وقمرها ونجومها وصلاحها‏.‏

١٣

انظر تفسير الآية:١٨

١٤

انظر تفسير الآية:١٨

١٥

انظر تفسير الآية:١٨

١٦

انظر تفسير الآية:١٨

١٧

انظر تفسير الآية:١٨

١٨

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الكلبي رضي اللّه عنه قال‏:‏ كل شيء في القرأن ‏{‏صاعقة‏}‏ فهو عذاب‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي اللّه عنه في قوله{‏أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود‏}‏ يقول‏:‏ أنذرتكم وقيعة عاد وثمود‏.‏ وفي قوله{‏ريحا صرصرا‏}‏ باردة‏.‏ وفي قوله{‏نحسات‏}‏ قال‏:‏ مشؤمات نكدات‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي اللّه عنه ‏{‏فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا‏}‏ قال‏:‏ شديدة الشؤم، قال‏:‏ مشؤومات‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله{‏وأما ثمود فهديناهم‏}‏ قال‏:‏ بينا لهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي اللّه عنه ‏{‏وأما ثمود فهديناهم‏}‏ يقول‏:‏ بينا لهم سبيل الخير والشر واللّه أعلم‏.‏

١٩

انظر تفسير الآية:٢٤

٢٠

انظر تفسير الآية:٢٤

٢١

انظر تفسير الآية:٢٤

٢٢

انظر تفسير الآية:٢٤

٢٣

انظر تفسير الآية:٢٤

٢٤

أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ‏{‏ويوم يحشر أعداء اللّه إلى النار فهم يوزعون‏}‏ قال‏:‏ يحبس أولهم على آخرهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وأبي رزين رضي اللّه عنه‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله{‏يوزعون‏}‏ قال‏:‏ يدفعون‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي اللّه عنه في قوله{‏ويوم يحشر أعداء اللّه إلى النار فهم يوزعون‏}‏ قال الوزعة الساقة من الملائكة عليهم السلام يسوقونهم إلى النار ويردون الآخر على الأول‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي اللّه عنه في الآية قال‏:‏ عليهم وزعة ترد أولهم على آخرهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي اللّه عنه في قوله{‏فهم يوزعون‏}‏ قال‏:‏ يحبسون بعضا على بعض قال‏:‏ عليهم وزعة ترد أولهم على آخرهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي الضحى عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أنه قال لابن الأزرق‏:‏ أن يوم القيامة يأتي على الناس منه حين لا ينطقون ولا يعتذرون ولا يتكلمون حتى يؤذن لهم فيختصمون، فيجحد الجاحد بشركه باللّه تعالى فيحلفون له كما يحلفون لكم، فيبعث اللّه عليهم حين يجحدون شهودا من أنفسهم جلودهم، وأبصارهم، وأيديهم، وأرجلهم، ويختم على أفواههم، ثم تفتح الأفواه فتخاصم الجوارح فتقول ‏{‏أنطقنا اللّه الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون‏}‏ فتقر الألسنة بعد‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال‏:‏ كنت مستترا بأستار الكعبة فجاء ثلاثة نفر، قرشي، وثقفيان أو ثقفي، وقرشيان، كثير لحم بطونهم، قليل فقه قلوبهم، فتكلموا بكلام لم أسمعه فقال أحدهم‏:‏ أترون أن اللّه يسمع كلامنا هذا‏؟‏ فقال الآخر‏:‏ إنا إذا رفعنا أصواتنا سمعه وإذا لم نرفعه لم يسمع‏.‏ فقال الآخران‏:‏ سمع منه شيئا سمعه كله قال‏:‏ فذكرت ذلك للنبي صلى اللّه عليه وسلم فأنزل اللّه{‏وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم‏}‏ إلى قوله ‏{‏إنه كان من الخاسرين‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وأحمد والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن معاوية بن حيدة رضي اللّه عنه قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏تحشرون ههنا - وأوما بيده إلى الشام - مشاة وركبانا على وجوهكم، وتعرضون على اللّه وعلى أفواهكم الفدام، وإن أول ما يعرب عن أحدكم فخذه وكفه، وتلا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏{‏وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي اللّه عنه قال‏:‏ ما كنتم تظنون‏.‏

وأخرج ابن جرير عن السدي رضي اللّه عنه ‏{‏وما كنتم تستترون‏}‏ قال‏:‏ تستخفون‏.‏

وأخرج أحمد والطبراني وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود وابن ماجة وابن حبان وابن مردويه عن جابر رضي اللّه عنه قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن باللّه فإن قوما قد أرادهم سوء ظنهم باللّه عز وجل قال اللّه عز وجل{‏وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين‏}‏ ‏"‏‏.‏

٢٥

أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي اللّه عنه في قوله{‏وقيضنا لهم قرناء‏}‏ قال‏:‏ شياطين‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي اللّه عنه في قوله{‏فزينوا لهم ما بين أيديهم‏}‏ قال‏:‏ الدنيا يرغبونهم فيها ‏{‏وما خلفهم‏}‏ قال‏:‏ الآخرة زينوا لهم نسيانها والكفر بها‏.‏

٢٦

انظر تفسير الآية:٢٨

٢٧

انظر تفسير الآية:٢٨

٢٨

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‏:‏ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو بمكة إذا قرأ القرأن يرفع صوته، فكان المشركون يطردون الناس عنه ويقولون ‏{‏لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون‏}‏ وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا أخفى قرأءته لم يسمع من يحب أن يسمع القرأن، فأنزل اللّه(‏ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها‏)‏ ‏(‏الإسراء ١١٠‏)‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله{‏والغوا فيه‏}‏ قال‏:‏ بالتصفير والتخليط في المنطق على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا قرأ القرأن قريش تفعله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي اللّه عنه ‏{‏والغوا فيه‏}‏ قال‏:‏ يقولون اجحدوا به وأنكروه وعادوه‏.‏ واللّه أعلم‏.‏

٢٩

أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه أنه سئل عن قوله ‏{‏ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس‏}‏ قال‏:‏ هو ابن آدم الذي قتل أخاه وإبليس‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وإبراهيم‏.‏ مثله‏.‏

٣٠

انظر تفسير الآية:٣٢

٣١

انظر تفسير الآية:٣٢

٣٢

أخرج الترمذي والنسائي والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن عدي وابن مردويه قال‏:‏ قرأ علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هذه الآية ‏{‏إن الذين قالوا ربنا اللّه ثم استقاموا‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏قد قالها ناس من الناس ثم كفر أكثرهم، فمن قالها حتى يموت فهو ممن استقام عليها‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور ومسدد وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن عمران عن أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه في قوله{‏إن الذين قالوا ربنا اللّه ثم استقاموا‏}‏ قال الاستقامة أن لا تشركوا باللّه شيئا‏.‏

وأخرج ابن راهويه وعبد بن حميد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية من طريق الأسود بن هلال عن أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه أنه قال‏:‏ ما تقولون في هاتين الآيتين ‏{‏إن الذين قالوا ربنا اللّه ثم استقاموا‏}‏(‏الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم‏)‏(‏الأنعام ٨٢‏)‏‏؟‏ قالوا‏:‏ لم يذنبوا قال‏:‏ لقد حملتموها على أمر شديد ‏(‏الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم‏)‏ يقول‏:‏ بشرك ‏{‏والذين قالوا ربنا اللّه ثم استقاموا‏}‏ فلم يرجعوا إلى عبادة الأوثان‏.‏

وأخرج ابن مردويه من طريق الثوري رضي اللّه عنه عن بعض أصحابه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في قوله{‏إن الذين قالوا ربنا اللّه ثم استقاموا‏}‏ قال‏:‏ على فرائض اللّه‏.‏

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله{‏إن الذين قالوا ربنا اللّه ثم استقاموا‏}‏ قال‏:‏ على شهادة أن لا إله إلا اللّه‏.‏

وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وأحمد في الزهد وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه ‏{‏إن الذين قالوا ربنا اللّه ثم استقاموا‏}‏ قال‏:‏ استقاموا بطاعة اللّه ولم يروغوا روغان الثعلب‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس أنه سئل أي آية في كتاب اللّه أرحب‏؟‏ قال‏:‏ قوله ‏{‏إن الذين قالوا ربنا اللّه ثم استقاموا‏}‏ على شهادة أن لا إله إلا اللّه قيل له‏:‏ فأين قوله تعالى ‏(‏يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ ‏(‏الزمر ٥٣‏)‏ ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ زاد قرأ(‏وأنيبوا إلى ربكم‏)‏ (‏الزمر ٥٤‏)‏ فيهما علقه اعملوا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم ومجاهد رضي اللّه عنهما في قوله{‏ثم استقاموا‏}‏ قال‏:‏ قالوا لا إله إلا اللّه لم يشركوا بعدها باللّه شيئا حتى يلقوه‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ‏{‏قالوا ربنا اللّه‏}‏ وحده ‏{‏ثم استقاموا‏}‏ يقول‏:‏ على أداء فرائض اللّه ‏{‏تتنزل عليهم الملائكة‏}‏ قال‏:‏ في الآخرة‏.‏

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والدارمي والبخاري في تاريخه ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان عن سفيان الثقفي أن رجلا قال ‏"‏ يا رسول اللّه مرني بأمر في الإسلام لا أسأل عنه أحدا بعدك‏؟‏ قال‏:‏ قل آمنت باللّه ثم استقم قلت‏:‏ فما أتقي‏؟‏ فأوما إلى لسانه‏"‏‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والبيهقي في الشعب عن مجاهد في قوله{‏تتنزل عليهم الملائكة‏}‏ قال‏:‏ عند الموت‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال ‏{‏أن لا تخافوا‏}‏ مما تقدمون عليه من الموت وأمر الآخرة ‏{‏ولا تحزنوا‏}‏ على ما خلفتم من أمر دنياكم من ولد وأهل ودين مما استخلفكم في ذلك كله‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال‏:‏ يؤتى المؤمن عند الموت فيقال‏:‏ لا تخف مما أنت قادم عليه فيذهب خوفه، ولا تحزن على الدنيا ولا على أهلها، وأبشر بالجنة فيموت وقد قر اللّه عينه‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في الآية قال‏:‏ يبشر بها عند موته، وفي قبره، ويوم يبعث، فإنه لقي الجنة وما رميت فرحة البشارة من قلبه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال ‏{‏لا تخافوا‏}‏ من ضيعتكم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في ذكر الموت عن علي بن أبي طالب قال‏:‏ حرام على كل نفس أن تخرج من الدنيا حتى تعلم مصيرها‏؟‏

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال‏:‏ إن المؤمن يبشر بصلاح ولده من بعده لتقر عينه‏.‏

وأخرج أحمد والنسائي عن أنس قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من أحب لقاء اللّه أحب اللّه لقاءه قلنا‏:‏ يا رسول اللّه كلنا يكره الموت قال‏:‏ ليس ذلك كراهية الموت ولكن المؤمن إذا احتضر جاءه البشير من اللّه بما هو صائر إليه، فليس شيء أحب إليه من أن يكون لقي اللّه فأحب اللّه لقاءه، وإن الكافر والفاجر إذا احتضر جاءه بما هو صائر إليه من الشر فكره اللّه لقاءه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ثابت أنه قرأ السجدة حتى بلغ ‏{‏تتنزل عليهم الملائكة‏}‏ فوقف قال‏:‏ بلغنا أن العبد المؤمن يبعثه اللّه من قبره يتلقاه ملكاه اللذان كانا معه في الدنيا فيقولان له‏:‏ لا تخف ولا تحزن وأبشر بالجنة التي كنت توعد فيؤمن اللّه خوفه، ويقر عينه، وبما عصمه ألا وهي للمؤمن قرة عين لما هداه اللّه تعالى ولما كان يعمل في الدنيا‏.‏

وأخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي اللّه عنه ‏{‏نحن أولياؤكم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ رفقاؤكم في الدنيا لا نفارقكم حتى ندخل معكم الجنة، ولفظ عبد بن حميد قال‏:‏ قرناؤهم الذين معهم في الدنيا‏.‏ فإذا كان يوم القيامة قالوا‏:‏ لن نفارقكم حتى ندخلكم الجنة‏.‏

وأخرج أبو نعيم في صفة الجنة والبيهقي في البعث عن جابر رضي اللّه عنه قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏بينا أهل الجنة في مجلس لهم إذ سطع لهم نور على باب الجنة، فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب تعالى قد أشرف فقال يا أهل الجنة سلوني فقالوا‏:‏ نسألك الرضا عنا قال‏:‏ رضاي أحلكم داري، وأنالكم كرامتي هذه وأيها تسألوني‏؟‏ قالوا‏:‏ نسألك الزيادة قال‏:‏ فيؤتون بنجائب من ياقوت أحمر، أزمتها زبرجد أخضر، وياقوت أحمر فجاؤا عليها تضع حوافرها عند منتهى طرفها، فأمر اللّه بأشجار عليها الثمار، فتجيء حور من العين وهن يقلن‏:‏ نحن الناعمات فلا نبأس، ونحن الخالدات فلا نموت، أزواج قوم مؤمنين كرام، ويأمر اللّه بكثبان من مسك أبيض أذفر فتنثر عليهم ريحا يقال لها المثيرة حتى تنتهي بهم إلى جنة عدن وهي قصبة الجنة فتقول الملائكة‏:‏ يا ربنا قد جاء القوم فيقول‏:‏ مرحبا بالصادقين فيكشف لهم الحجاب، فينظرون إلى اللّه فيتمتعون بنور الرحمن حتى لا يبصر بعضهم بعضا‏.‏ ثم يقول ارجعوهم إلى القصور بالتحف، فيرجعون وقد أبصر بعضهم بعضا‏.‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ فذلك قوله تعالى{‏نزلا من غفور رحيم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن النجار من حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه‏.‏ مثله سواء‏.‏

٣٣

أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عائشة رضي اللّه عنها ‏{‏ومن أحسن قولا ممن دعا إلى اللّه‏}‏ قالت‏:‏ المؤذن ‏{‏وعمل صالحا‏}‏ قالت‏:‏ ركعتان فيما بين الآذان والإقامة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه من وجه آخر عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‏:‏ ما أرى هذه الآية نزلت إلا في المؤذنين ‏{‏ومن أحسن قولا ممن دعا إلى اللّه‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن رضي اللّه عنه في قوله{‏ومن أحسن قولا ممن دعا إلى اللّه‏}‏ قال‏:‏ هو النبي صلى اللّه عليه وسلم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن سيرين رضي اللّه عنه في قوله{‏ومن أحسن قولا ممن دعا إلى اللّه‏}‏ قال‏:‏ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي اللّه عنه في الآية قال‏:‏ هو المؤمن عمل صالحا ودعا إلى اللّه تعالى‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي اللّه عنه ‏{‏ومن أحسن قولا ممن دعا إلى اللّه وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين‏}‏ قال‏:‏ هذا عبد صدق قوله، وعمله، ومولجه، ومخرجه، وسره، وعلانيته، ومشهده، ومغيبه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي اللّه عنه ‏{‏ومن أحسن قولا ممن دعا إلى اللّه‏}‏ قال‏:‏ قول لا إله إلا اللّه يعني المؤذن ‏{‏وعمل صالحا‏}‏ صام وصلى‏.‏

وأخرج الخطيب في تاريخه عن قيس بن أبي حازم رضي اللّه عنه في قوله{‏ومن أحسن قولا ممن دعا إلى اللّه‏}‏ قال الآذان ‏{‏وعمل صالحا‏}‏ قال‏:‏ الصلاة بين الآذان والإقامة قال الخطيب‏:‏ قال أبو بكر النقاش رضي اللّه عنه، قال لي أبو بكر بن أبي داود في تفسيره عشرون ومائة ألف حديث ليس فيه هذا الحديث‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور عن عاصم بن هبيرة قال‏:‏ إذا فرغت من آذانك فقل‏:‏ لا إله إلا اللّه، واللّه أكبر، وأنا من المسلمين، ثم قرأ{‏ومن أحسن قولا ممن دعا إلى اللّه وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة عن معاوية رضي اللّه عنه سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن المؤذنين أطول الناس أعناقا يوم القيامة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والديلمي عن زيد بن أرقم رضي اللّه عنه قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏بلال سيد المؤذنين يوم القيامة ولا يتبعه إلا مؤمن، والمؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال‏:‏ قال النبي صلى اللّه عليه وسلم ‏"‏المؤذن يغفر له مد صوته ويصدقه كل رطب ويابس‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر رضي اللّه عنه أنه قال لرجل‏:‏ ما عملك‏؟‏ قال‏:‏ الآذان قال‏:‏ نعم العمل عملك، يشهد لك كل شيء سمعك‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال‏:‏ لو أطقت الآذان مع الخليفي لأذنت‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد رضي اللّه عنه قال‏:‏ لأن أقوى على الآذان أحب الي من أن أحج، أو أعتمر، أو أجاهد‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال‏:‏ لو كنت مؤذنا ما باليت أن لا أحج، ولا أغزو‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب رضي اللّه عنه قال‏:‏ من أذن كتب له سبعون حسنة، وإن أقام فهو أفضل‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة من طريق هشام عن يحيى رضي اللّه عنه قال‏:‏ حدثت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لو علم الناس ما في الآذان لتجاذبوه قال وكان يقال‏:‏ ابتدروا الآذان ولا تبتدروا الإمامة‏"‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة عن الحسن رضي اللّه عنه قال‏:‏ المؤذن المحتسب أول ما يكسى يوم القيامة‏.‏

٣٤

انظر تفسير الآية:٣٥

٣٥

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله{‏ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن‏}‏ قال‏:‏ أمر اللّه المؤمنين بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم اللّه من الشيطان، وخضع لهم عدوهم ‏{‏كأنه ولي حميم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله{‏ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن‏}‏ قال‏:‏ القه بالسلام ‏{‏فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد رضي اللّه عنه في قوله{‏ادفع بالتي هي أحسن‏}‏ قال‏:‏ السلام، أن تسلم عليه إذا لقيته‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عطاء رضي اللّه عنه ‏{‏ادفع بالتي هي أحسن‏}‏ قال‏:‏ السلام‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي اللّه عنه في قوله{‏كأنه ولي حميم‏}‏ قال‏:‏ ولي رقيب‏.‏ وفي قوله{‏إلا ذو حظ عظيم‏}‏ قال‏:‏ الجنة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي اللّه عنه ‏{‏وما يلقاها إلا الذين صبروا‏}‏ قال‏:‏ واللّه لا يصيبها صاحبها حتى يكظم غيظا، ويصفح عن بعض ما يكره‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن أنس رضي اللّه عنه في قوله{‏وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم‏}‏ قال‏:‏ الرجل يشتمه أخوه فيقول إن كنت صادقا يغفر اللّه لي، وإن كنت كاذبا يغفر اللّه لك‏.‏ واللّه أعلم‏.‏

٣٦

أخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والحاكم وابن مردويه عن سليمان بن صرد رضي اللّه عنه قال‏:‏ استب رجلان عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فاشتد غضب أحدهما فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الغضب‏.‏ أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم‏.‏ فقال الرجل أمجنون تراني‏؟‏ فتلا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏{‏وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ باللّه إنه هو السميع العليم‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي اللّه عنه قال‏:‏ استب رجلان عند النبي صلى اللّه عليه وسلم حتى عرف الغضب في وجه أحدهما فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب غضبه‏.‏ أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد رضي اللّه عنه قال‏:‏ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏اتقوا الغضب فإنها جمرة توقد في قلب ابن آدم، ألم تر انتفاخ أوداجه، وحمرة عينيه، فمن أحس من ذلك شيئا فليلزق بالأرض‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن خيثمة رضي اللّه عنه قال‏:‏ كان يقال إن الشيطان يقول‏:‏ كيف يغلبني ابن آدم إذا رضي حيث أكون في قلبه، وإذا غضب طرت حيث أكون على رأسه‏؟‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي اللّه عنه في قوله{‏وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ باللّه‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏ذكر لنا أن نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم بينما هو يصلي إذ جعل يسند حتى يستند السارية، ثم يقول ألعنك بلعنة اللّه التامة فقال بعض أصحابه‏:‏ يا نبي اللّه ما شيء رأيناك تصنعه‏؟‏ قال‏:‏ أتاني الشيطان بشهاب من نار ليحرقني به، فلعنته بلعنة اللّه التامة، فانكب لفيه وطفئت ناره‏"‏‏.‏

٣٧

انظر تفسير الآية:٣٨

٣٨

أخرج أبو يعلى وابن مردويه عن جابر رضي اللّه عنه قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تسبوا الليل والنهار، ولا الشمس ولا القمر، ولا الرياح فإنها ترسل رحمة لقوم وعذابا لقوم‏"‏‏.‏

وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله ‏{‏لا يسأمون‏}‏ قال‏:‏ لا يملون ولا يفترون قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول الشاعر‏:‏

من الخوف لا ذي سأمة من عبادة * ولا مؤمن طول التعبد يجهد

وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي في سننه من طريق سعيد بن جبير رضي اللّه عنه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما كان يسجد بآخر الآيتين من ‏(‏حم‏)‏ السجدة، وكان ابن مسعود رضي اللّه عنه يسجد الأولى منهما‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور عن أبي إسحق قال‏:‏ كان عبد اللّه رضي اللّه عنه وأصحابه يسجدون بالآية الأولى‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن رجل من بني سليم أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يسجد بالآية الأولى‏.‏

وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة من طريق نافع عن ابن عمر رضي اللّه عنهما أنه كان يسجد بالآية الأولى‏.‏

وأخرج البخاري عن عبدة بن حسن البصري رضي اللّه عنه وله صحبة أنه سجد في الآية الأولى من ‏(‏حم‏)‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور من طريق مجاهد عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أنه كان يسجد في الآية الأخيرة‏.‏

٣٩

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي اللّه عنه في قوله{‏ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة‏}‏ قال‏:‏ غبراء متهشمة ‏{‏فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت‏}‏ قال‏:‏‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ تغرف الغيث وربوها إذا ما أصابها‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي اللّه عنه في قوله{‏اهتزت‏}‏ قال‏:‏ بالنبات ‏{‏وربت‏}‏ قال‏:‏ ارتعشت قبل أن تنبت‏.‏

٤٠

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله{‏إن الذين يلحدون في آياتنا‏}‏ قال‏:‏ هو أن يوضع الكلام على غير موضعه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي اللّه عنه في قوله{‏إن الذين يلحدون في آياتنا‏}‏ قال‏:‏ هو أن يوضع الكلام على غير موضعه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي اللّه عنه في قوله{‏إن الذين يلحدون في آياتنا‏}‏ قال‏:‏ الحاد ما ذكر معه‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي اللّه عنه في الآية قال الإلحاد التكذيب‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال‏:‏ إن هذا القرأن كلام اللّه فضعوه على مواضعه ولا تتبعوا فيه هواكم‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله{‏أفمن يلقى في النار خير‏}‏ قال‏:‏ أبو جهل بن هشام ‏{‏أم من يأتي آمنا يوم القيامة‏}‏ قال‏:‏ أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن عساكر عن بشير بن تميم رضي اللّه عنه قال‏:‏ نزلت هذه الآية في أبي جهل، وعمار بن ياسر ‏{‏أفمن يلقى في النار‏}‏ أبو جهل ‏{‏أم من يأتي آمنا يوم القيامة‏}‏ عمار‏.‏

وأخرج ابن عساكر عن عكرمة رضي اللّه عنه في قوله{‏أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة‏} نزلت في عمار بن ياسر، وفي أبي جهل‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي اللّه عنه في قوله{‏اعملوا ما شئتم‏}‏ قال‏:‏ هذا وعيد‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ‏{‏اعملوا ما شئتم‏}‏ قال‏:‏ خيركم وأمركم بالعمل، واتخذ الحجة، وبعث رسوله وأنزل كتابه، وشرع شرائعه حجة وتقدمة إلى خلقه‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله{‏اعملوا ما شئتم‏}‏ قال‏:‏ هذا لأهل بدرخاصة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم النخعي رضي اللّه عنه قال‏:‏ ذكر أن السماء فرجت يوم بدر فقيل ‏{‏اعملوا ما شئتم‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي اللّه عنه قال‏:‏ فأبيحت لهم الأعمال‏.‏

٤١

انظر تفسير الآية:٤٢

٤٢

أخرج ابن مردويه عن علي رضي اللّه عنه قال‏:‏ قيل لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أو سئل‏:‏ ‏"‏ما المخرج منها‏؟‏ فقال‏:‏ كتاب اللّه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه{‏تنزيل من حكيم حميد‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن سعد لا أحسبه إلا أسنده أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏مثل القرأن ومثل الناس كمثل الأرض والغيث، بينما الأرض ميتة هامدة ثم لا يزال ترسل الأدوية حتى تبذر وتنبت ويتم شأنها، ويخرج اللّه ما فيها من زينتها ومعايش الناس، وكذلك فعل اللّه بهذا القرأن والناس‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن عقبة بن عامر رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تلا ‏{‏إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم‏}‏ إلى قوله ‏{‏حميد‏}‏ فقال‏:‏ ‏"‏إنكم لن ترجعوا إلى اللّه بشيء أحب إليه من شيء خرج منه يعني القرأن‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن أبي ذر رضي اللّه عنه قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إنكم لن ترجعوا إلى اللّه بشيء أفضل مما خرج منه يعني القرأن‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن عطية بن قيس رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما تكلم العباد بكلام أحب إلى اللّه من كلامه، وما أناب العباد إلى اللّه بكلام أحب إليه من كلامه بالذكر قال بالقرأن‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي اللّه عنه في قوله{‏لا يأتيه الباطل‏}‏ قال‏:‏ الشيطان‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي اللّه عنه في الآية ‏{‏لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه‏}‏ قال‏:‏ لا يدخل فيه الشيطان ما ليس منه ولا أحد من الكفرة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن الضريس عن قتادة رضي اللّه عنه ‏{‏وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه‏}‏ قال‏:‏ أعزه اللّه لأنه كلامه، وحفظه من الباطل، والباطل إبليس لا يستطيع أن ينقص منه حقا ولا يزيد فيه باطلا‏.‏

٤٣

أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي اللّه عنه في قوله{‏ما يقال لك‏}‏ من التكذيب ‏{‏إلا ما قد قيل للرسل من قبلك‏}‏ فكما كذبت فقد كذبوا، وكما صبروا على أذى قومهم لهم فاصبر على أذى قومك إليك‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي صالح رضي اللّه عنه في قوله{‏ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك‏}‏ قال‏:‏ من الأذى‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في الآية قال‏:‏ تعزية‏.‏

٤٤

أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله{‏ولو جعلناه قرآنا أعجميا‏.‏‏.‏‏}‏ الآية يقول لو جعلنا القرأن أعجميا ولسانك يا محمد عربي ‏{‏لقالوا أأعجمي وعربي‏}‏ يأتينا به مختلفا أو مختلطا ‏{‏لولا فصلت آياته‏}‏ فكان القرأن مثل اللسان يقول فلم يفعل لئلا يقولوا فكانت حجة عليهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي اللّه عنه في الآية قال‏:‏ لو نزل أعجميا قال المشركون‏:‏ كيف يكون أعجميا وهو عربي‏؟‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير رضي اللّه عنه قال‏:‏ قالت‏:‏ قريش لولا أنزل هذا القرأن أعجميا وعربيا، فأنزل اللّه{‏وقالوا‏:‏ لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي‏}‏ وأنزل اللّه تعالى بعد هذه الآية فيه بكل لسان حجارة من سجيل قال ابن جبير رضي اللّه عنه‏.‏ والقرأءة على هذا أعجمي بالاستفهام‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي ميسرة رضي اللّه عنه قال‏:‏ في القرأن بكل لسان‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق عن قتادة رضي اللّه عنه في قوله{‏أولئك ينادون من مكان بعيد‏}‏ قال‏:‏ بعيد من قلوبهم‏.‏

٤٥

انظر تفسير الآية:٤٦

٤٦

أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي اللّه عنه في قوله{‏ولولا كلمة سبقت من ربك‏}‏ قال‏:‏ سبق لهم من اللّه حين واجلهم ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ بالغرة‏.‏

٤٧

انظر تفسير الآية:٥٤

٤٨

انظر تفسير الآية:٥٤

٤٩

انظر تفسير الآية:٥٤

٥٠

انظر تفسير الآية:٥٤

٥١

انظر تفسير الآية:٥٤

٥٢

انظر تفسير الآية:٥٤

٥٣

انظر تفسير الآية:٥٤

٥٤

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي اللّه عنه في قوله{‏وما تخرج من ثمرة من أكمامها‏}‏ قال‏:‏ حين تطلع‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ‏{‏آذناك‏}‏ أعلمناك‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله{‏لا يسأم الإنسان‏}‏ قال‏:‏ لا يمل‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي اللّه عنه في قوله{‏ولئن أذقناه رحمة منا‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ عافية‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي اللّه عنه في قوله{‏سنريهم آياتنا في الآفاق‏}‏ قال‏:‏ كانوا يسافرون فيرون آثار عاد وثمود يقولون واللّه لقد صدق محمد صلى اللّه عليه وسلم ‏{‏وما أراهم في أنفسهم‏}‏ قال‏:‏ الأمراض‏.‏

﴿ ٠