٧ وفي المراد بالصراط هاهنا أربعة اقوال. احدها: أنه كتاب اللّه، رواه علي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم. والثاني: أنه دين الاسلام. قاله ابن مسعود، وابن عباس، والحسن، و أبوالعالية في آخرين. والثالث: أنه الطريق الهادي الى دين اللّه، رواه أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال مجاهد. والرابع: أنه طريق الجنة، نقل عن ابن عباس أيضا. فان قيل: ما معنى سؤال المسلمين الهداية وهم مهتدون؟ ففيه ثلاثة أجوبة: احدها: أن المعنى: إهدنا لزوم الصراط، فحذف اللزوم. قاله ابن الأنباري. والثاني: أن المعنى ثبتنا على الهدى، تقول العرب للقائم: قم حتى آتيك، أي: اثبت على حالك. والثالث: أن المعنى زدنا هدى. قوله تعالى: {ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}قال ابن عباس: هم النبيون، والصديقون، والشهداء، والصالحون. وقرأ الأكثرون «عليهم» بكسر الهاء، وكذلك «لديهم» و «إليهم» وقرأهن حمزة بضمها. وكان ابن كثير يصل ضم الميم بواو وقال ابن الأنباري: حكى اللغويون في «عليهم» عشر لغات، قرى بعامتها عليهم بضم الهاء وإسكان الميم و«عليهم» بكسر الهاء وإسكان الميم، و«عليهمي» بكسر الهاء والميم وإلحاق ياء بعد الكسرة، و«عليهمو» بكسر الهاء وضم الميم وزيادة واو بعد الضمة، و«عليهمو» بضم الهاء والميم وإدخال واو بعد الميم و«عليهم» بضم الهاء والميم من غير زيادة واو، وهذه الأوجه الستة مأثورة عن القراء، وأوجه أربعة منقولة عن العرب «عليهمي» بضم الهاء وكسر الميم وإدخال ياء، و«عليهم» بضم الهاء وكسر الميم من غير زيادة ياء، و«عليهم» بكسر الهاء وضم الميم من غير إلحاق واو، و «عليهم» بكسر الهاء والميم ولا ياء بعد الميم. فأما«المغضوب عليهم» فهم اليهود؛ و «الضالون»: النصارى. رواه عدي بن حاتم عن النبي صلى اللّه عليه وسلم. قال ابن قتيبة: والضلال: الحيرة والعدول عن الحق. فصل ومن السنة في حق قارىء الفاتحة ان يعقبها ب«آمين» قال شيخنا أبو الحسن علي ابن عبيد اللّه: وسواء كان خارج الصلاة أو فيها، لما روى أبو هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: إذا قال الامام {غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ ٱلضَّالّينَ} فقال من خلفه: آمين، فوافق ذلك قول أهل السماء، غفر له ما تقدم من ذنبه. وفي معنى آمين: ثلاثة أقوال. احدها: أن معنى آمين: كذلك يكون. حكاه ابن الأنباري عن ابن عباس، والحسن. والثاني: أنها بمعنى : اللّهم استجب. قاله الحسن والزجاج. والثالث: أنه اسم من أسماء اللّه تعالى. قاله مجاهد، وهلال بن يساف، وجعفر ابن محمد. وقال ابن قتيبة: معناها: يا أمين أجب دعاءنا، فسقطت يا، كما سقطت في قوله: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا} يوسف : ٢٩ تأويله: يا يوسف. ومن طول الألف قال: آمين، أدخل ألف النداء على ألف أمين، كما يقال، آزيد أقبل: ومعناه: يا زيد. قال ابن الأنباري : وهذا القول خطأ عند جميع النحويين، لأنه إذا أدخل «يا» على« آمين» كان منادى مفردا، فحكم آخره الرفع، فلما أجمعت العرب على فتح نونه، دل على أنه غير منادى، وإنما فتحت نون«آمين» لسكونها وسكون الياء التي قبلها، كما تقول العرب: ليت، ولعل. قال: وفي«آمين» لغتان: «أمين» بالقصر،«وآمين» بالمد، والنون فيهما مفتوحة.انشدنا أبو العباس عن ابن الاعرابي: سقى اللّه حيا بين صارة والحمى حمى فيد صوب المدجنات المواطر أمين وأدى اللّه ركبا إليهم بخير ووقاهم حمام المقادر وانشدنا أبو العباس أيضا: تباعد مني فطحل وابن أمه أمين فزاد اللّه ما بيننا بعدا وانشدنا أبو العباس أيضا: يا رب لا تسلبني حبها أبدا ويرحم اللّه عبدا قال آمينا وأنشدني أبي: أمين ومن اعطاك مني هوداة رمى اللّه في أطرافه فاقفعلت وأنشدني أبي: فقلت له قد هجت لي بارح الهوى أصاب حمام الموت أهوننا وجدا أمين وأضناه الهوى فوق ما به أمين ولاقى من تباريحه جهد فصل نقل الأكثرون عن احمد أن الفاتحه شرط في صحة الصلاة، فمن تركها مع القدرة عليها لم تصح صلاته، وهو قول مالك، والشافعي. وقال أبو حنيفة رحمه اللّه: لا تتعين، وهي رواية عن احمد، ويدل على الرواية الأولى ما روي في «الصحيحين» من حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب . واللّه تعالى أعلم بالصواب...أنتهت الفاتحه ويليهها سورة البقرة .. |
﴿ ٧ ﴾