٤٩

قوله تعالى: {وَإِذْ نَجَّيْنَـٰكُم} تقديره: واذكروا إذ نجيناكم، وهذه النعم على آبائهم كانت.

وفي آل فرعون ثلاثة أقوال.

احدها: أنهم أهل مصر، قاله مقاتل.

والثاني: أهل بيته خاصة، قاله أبو عبيدة.

والثالث: أتباعه على دينه، قاله الزجاج. وهل الآل والاهل بمعنى، أو يختلفان؟ فيه قولان: وقد شرحت معنى الآل في كتاب «النظائر» وفرعون: اسم أعجمي، وقيل: هو لقبه.

وفي اسمه أربعة أقوال.

احدها: الوليد بن مصعب، قاله الأكثرون.

والثاني: فيطوس قاله مقاتل.

والثالث: مصعب بن الريان، حكاه ابن جرير الطبري.

والرابع: مغيث، ذكره بعض المفسرين. قوله تعالى:

{يَسُومُونَكُمْ} أي: يولونكم. يقال فلان: يسومك خسفا، أي: يوليك ذلا واستخفافا. وسوء العذاب: شديده. وكان الزجاج يرى أن قوله:

{يُذَبّحُونَ أَبْنَاءكُمْ} تفسير لقوله {يَسُومُونَكُمْ سُوء ٱلْعَذَابِ}، وأبى هذا بعض أهل العلم فقال: قد فرق اللّه بينهما في موضع آخر، فقال: {يَسُومُونَكُمْ سُوء ٱلْعَذَابِ وَيُذَبّحُونَ أَبْنَاءكُمْ} ابراهيم ٦ وإنما سوء العذاب: استخدامهم في أصعب الأعمال، وقال: الفراء: الموضع الذي طرحت فيه الواو، تفسير لصفات العذاب والموضع الذي فيه الواو، يبين أنه قد مسهم من العذاب غير الذبح، فكأنه قال: يعذبونكم بغير الذبح وبالذبح.

قوله تعالى: {وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ} أي: يستبقون نساءكم، أي: بناتكم. وإنما استبقوا نساءهم للاستذلال والخدمة.

وفي البلاء ههنا قولان.

احدهما: انه بمعنى النعمة، قاله ابن عباس و مجاهد وأبو مالك، وابن قتيبة و الزجاج.

والثاني: انه النقمة، رواه السدي عن أشياخه. فعلى هذا القول يكون «ذا» في قوله تعالى:

{ذٰلِكُمْ} عائدا على سومهم سوء العذاب، وذبح أبنائهم واستحياء نسائهم، وعلى القول الاول يعود على النجاة من آل فرعون. قال أبو العالية: وكان السبب في ذبح الأنباء، أن الكهنة قالت لفرعون: سيولد العام بمصر غلام يكون هلاكك على يديه، فقتل الأبناء. قال الزجاج: فالعجب من حمق فرعون، إن كان الكاهن عنده صادقا، فما ينفع القتل؟ٰ وإن كان كاذبا فما معنى القتل؟ٰ

﴿ ٤٩