٥٦ قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَـٰمُوسَىٰ مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللّه جَهْرَةً}. في القائلين لموسى ذلك قولان. احدهما: أنهم السبعون المختارون، قاله ابن مسعود وابن عباس. والثاني: جميع بني اسرائيل إلا من عصم اللّه منهم، قاله ابن زيد، قال: وذلك أنه أتاهم بكتاب اللّه، فقالوا: واللّه لا نأخذ بقولك حتى نرى اللّه جهرة؛ فيقول: هذا كتابي. وفي «جهرة» قولان. احدهما: أنه صفة لقولهم، أي: جهروا بذلك القول، قاله ابن عباس، وابوعبيدة. والثاني: أنها الرؤية البينة، أي: ارناه غير مستتر عنا بشيء، يقال: فلان يتجاهر بالمعاصي، أي: لا يستتر من الناس، قاله الزجاج. ومعنى «الصاعقة»: ما يصعقون منه، أي: يموتون. ومن الدليل على أنهم ماتوا، قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَـٰكُم} هذا قول الأكثرين. وزعم قوم أنهم لم يموتوا، واحتجوا بقوله تعالى: {وَخَرَّ موسَىٰ صَعِقًا} وهذا قول ضعيف، لأن اللّه تعالى فرق بين الموضعين، فقال هناك: {فَلَمَّا أَفَاقَ} وقال هاهنا: {ثُمَّ بَعَثْنَـٰكُم} والإفاقة للمغشي عليه، والبعث للميت. قوله تعالى: {وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} فيه ثلاثة أقوال. احدها: أن معناه ينظر بعضكم الى بعض كيف يقع ميتا. والثاني: ينظر بعضكم الى إحياء بعض. والثالث: تنظرون العذاب كيف ينزل بكم، وهو قول من قال: نزلت نار فأحرقتهم. |
﴿ ٥٦ ﴾