٦٣ قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَـٰقَكُمْ}. الخطاب بهذه الآية لليهود. والميثاق: مفعال من التوثق ييمين او عهد او نحو ذلك من الأمور التي تؤكد القول. وفي هذا الميثاق ثلاثة أقوال. احدها: انه اخذ ميثاقهم ان يعملوا بما في التوراة، فكرهوا الإقرأر بما فيها، فرفع عليهم الجبل، قاله مقاتل. قال ابو سليمان الدمشقي: اعطوا اللّه عهدا ليعملن بما في التوراة، فلما جاء بها موسى قرأوا ما فيها من التثقيل، امتنعوا من اخذها، فرفع الطور عليهم. والثاني: انه ما اخذه اللّه تعالى على الرسل وتابعيهم من الإيمان بمحمد صلى اللّه عليه وسلم، ذكره الزجاج. والثالث: ذكره الزجاج أيضا، فقال: يجوز ان يكون الميثاق يوم أخذ الذرية من ظهر آدم. قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ} قال ابو عبيدة: الطور في كلام العرب: الجبل. وقال ابن قتيبة: الطور: الجبل بالسريانية. وقال ابن عباس. ما أنبت من الجبال فهو طور، وما لم ينبت فليس بطور. وأي الجبال هو؟ فيه ثلاثة اقوال. احدها: جبل من جبال فلسطين، قاله ابن عباس، والثاني: جبل نزلوا بأصله، قاله قتادة. والثالث: الجبل الذي تجلى له ربه، قاله مجاهد. وجمهور العلماء على أنه إنما رفع الجبل عليهم لإبائهم التوراة. وقال السدي: لإبائهم خول الأرض المقدسة. قوله تعالى: {خُذُواْ مَا ءاتَيْنَـٰكُم بِقُوَّةٍ}.وفي المراد بالقوة أربعة أقوال. احدها: الجد والاجتهاد، قاله ابن عباس وقتادة والسدي. والثاني: الطاعة، قاله أبوالعالية. والثالث: العمل بما فيه، قاله مجاهد. والرابع: الصدق، قاله ابن زيد. قوله تعالى: {ٱلاْيَـٰتِ مَا فِيهِ} فيه قولان. احدهما: اذكروا ما تضمنه من الثواب والعقاب، قاله ابن عباس. والثاني: معناه ادرسوا ما فيه، قاله الزجاج. قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} قال ابن عباس: تتقون العقوبة. |
﴿ ٦٣ ﴾