١٠٦ قوله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ ءايَةٍ} سبب نزولها: ان اليهود قالت لما نسخت القبلة: إن محمدا يحل لأصحابه إذا شاء. ويحرم عليهم إذا شاء: فنزلت هذه الآية. قال الزجاج: النسخ في اللغة: إبطال شئ وإقامة آخر مقامه، تقول العرب: نسخت الشمس الظل: إذا أذهبته، وحلت محله، وفي المراد بهذا النسخ ثلاثة أقوال. احدها: رفع اللفظ والحكم. والثاني: تبديل الآية بغيرها رويا، عن ابن عباس. والأول: قول السدي. والثاني قول مقاتل. والثالث: رفع الحكم مع بقاء اللفظ، رواه مجاهد عن أصحاب ابن مسعود، وبه قال أبوالعالية، وقرأ ابن عامر: {مَا نَنسَخْ} بضم النون، وكسر السيد قال ابو علي أي: ما نجده منسوخا كقولك: احمدت فلانا أي: وجدته محمودا وإنما يجده منسوخا بنسخه إياه. قوله تعالى: {أَوْ نُنسِهَا} قرأ ابن كثير وابو عمرو: {ننسأها} بفتح النون مع الهمزة، والمعنى: نؤخرها قال أبو زيد: نسأت الإبل عن الحوض، فأنا انسأها: إذا اخرتها، ومنه: النسيئة في البيع. وفي معنى نؤخرها ثلاثة أقوال. احدها: نؤخرها عن النسخ فلا ننسخها، قاله الفراء. والثاني: نؤخر إنزالها فلا ننزلها البتة. والثالث: نؤخرها عن العمل بها بنسخنا إياها، حكاهما ابو علي الفارسي. وقرأ سعد بن ابي وقاص: {تنسها} بتاء مفتوحة ونون وقرأ سعيد بن المسيب والضحاك تنسها بضم التاء، وقرأ نافع: {أوننسها} بنونين، الأولى مضمومة، والثاينة ساكنة أراد: أو ننسكها من النسيان. قوله تعالى: {نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَا} قال ابن عباس: بألين منها، وأيسر على الناس. قوله تعالى: {أَوْ مِثْلِهَا} أي: في الثواب والمنفعة، فتكون الحكمة في تبديلها بمثلها الاختبار. |
﴿ ١٠٦ ﴾