١١٢ قوله تعالى: {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَـٰرَىٰ} قال ابن عباس: اختصم يهود المدينة و نصارى نجران عند النبي صلى اللّه عليه وسلم، فقالت اليهود: ليست النصارى على شيء، ولا يدخل الجنة إلا من كان يهوديا، وكفروا بالإنجيل وعيسى. وقالت النصارى: ليست اليهود على شيء، وكفروا بالتوراة وموسى، فقال اللّه تعالى: {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ} واعلم أن الكلام في هذه الآية. مجمل، ومعناه: قالت اليهود: لن يدخل الجنة إلا من كان هودا، وقالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا. والهود، جمع: هائد {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ} أي: ذاك شى يتمنونه، وظن يظنونه، هذا معنى قول ابن عباس و مجاهد. {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَـٰنَكُمْ} أي: حجتكم إن كنتم صادقين بأن الجنة لا يدخلها الى من كان هودا أو نصارى. ثم بين تعالى بأنه ليس كما زعموا فقال: {بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ} وأسلم، بمعنى: اخلص. وفي الوجه قولان. احدهما: أنه الدين. والثاني: العمل. قوله تعالى: {وَهُوَ مُحْسِنٌ} أي: في عمله؛ {فَلَهُ أَجْرُهُ} قال الزجاج: يريد: فهو يدخل الجنة. |
﴿ ١١٢ ﴾