١١٩ قوله تعالى: { إِنَّا أَرْسَلْنَـٰكَ بِٱلْحَقّ}: في سبب نزولها قولان. احدهما: أن النبي صلى اللّه عليه وسلم، قال يوما: ليت شعري ما فعل أبواي. فنزلت هذه الآية، قاله ابن عباس. والثاني: أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: لو أنزل اللّه بأسه باليهود لآمنوا. فنزلت هذه الآية، قاله مقاتل. وفي المراد {بِٱلْحَقّ} هاهنا ثلاثة أقوال. احدها: أنه القرآن، قاله ابن عباس. والثاني: الإسلام، قاله ابن كيسان. والثالث: الصدق. قوله تعالى: {وَلاَ تُسْـئَلُ عَنْ} الأكثرون بضم التاء على الخبر، والمعنى لست بمسؤول عن اعمالهم. وقرأ نافع، ويعقوب بفتح التاء وسكون اللام، على النهي عن السؤال عنهم. وجوز أبو الحسن الأخفسشأن يكون معنى هذه القراءة: لا تسأل عنهم فانهم في أمر عظيم. فيكون ذلك على وجه التعظيم لما هم فيه. فأما الجحيم؛ فقال الفراء: الجحيم: النار: والجمر على الجمر. وقال أبو عبيدة: الجحيم النار المستحكمة المتلظية. وقال الزجاج: الجحيم: النار الشديدة الوقود، وقد جحم فلان النار: إذا شدد وقودها، ويقال لعين الأسد جحمة لشدة توقدها. ويقال لوقود الحرب، وهو شدة القتال فيها: جاحم. وقال ابن فارس: الجاحم المكان الشديد الحر. قال الأعشى: يعدون للّهيجاء قبل لقائها غداة اختضار البأس والموت جاحم ولذلك سميت الجحيم. وقال ابن الأنباري: قال احمد بن عبيد: إنما سميت النار جحيما، لأنها أكثر وقودها، من قول العرب: جحمت النار أجحمها: إذا أكثرت لها الوقود. قال عمران بن حطان: يرى طاعة اللّه الهدى وخلافه الضلالة يصلي أهلها جاحم الحمر |
﴿ ١١٩ ﴾