١٢٤ وفي الكلمات خمسة أقوال احدها: أنها خمس في الرأس، وخمس في الجسد. أما التي في الرأس؛ فالفرق والمضمضة، والاستنشاق، وقص الشارب، والسواك. وفي الجسد: تقليم الأظافر وحلق العانة، ونتف الإبط، والاستطابة بالماء، والختان، رواه طاووس عن ابن عباس. والثاني: أنها عشر، ست في الإنسان، وأربع في المشاعر. فالتي في الإنسان: حلق العانة، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر، وقص الشارب، والسواك، والغسل من الجنابة، والغسل يوم الجمعة، والتي في المشاعر: الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمرة، ورمي الجمار والإفاضة، رواه حنش بن عبد اللّه عن ابن عباس. والثالث: أنها المناسك، رواه قتادة عن ابن عباس. الرابع: أنه ابتلاه بالكوكب، والشمس، والقمر، والهجرة، والنار، وذبح ولده والختان، قاله الحسن. والخامس: أنها كل مسألة في القرآن، مثل قوله: {رَبّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا ٱلْبَلَدَ امِنًا} [إبراهيم: ٣٥]. ونحو ذلك، قاله مقاتل. فمن قال: هي أفعال فعلها؛ قال: معنى فأتمهن: عمل بهن. ومن قال: هي دعوات ومسائل؛ قال: معنى فأتمهن: أجابه اللّه إليهن. وقد روي عن أبي حنيفة أنه قرأ: {إِبْرَاهِيمَ} رفع الميم {رَبَّهُ} بنصب الباء على معنى: اختبر ربه هل يستجيب دعاءه، ويتخذه خليلا أم لا؟. قوله تعالى: {وَمِن ذُرّيَتِى} في الذرية قولان. احدهما: أنها فعلية من الذر، لأن اللّه أخرج الخلق من صلب آدم كالذر. والثاني: أن أصلها ذرورة، على وزن: فعلولة ولكن لما كثر التضعيف أبدل من الراء الأخيرة ياء، فصارت: ذروية، ثم أدغمت الواو في الياء، فصارت: ذرية ذكرهما الزجاج، وصوب الأول. وفي العهد هاهنا سبعة أقوال. احدها: أنه الإمامة، رواه أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وسعيد بن جبير. والثاني: أنه الطاعة، رواه الضحاك عن ابن عباس. والثالث: الرحمة، قاله عطاء وعكرمة. والرابع: الدين، قاله أبوالعالية. والخامس: النبوة، قاله السدي عن أشياخه. والسادس: الأمان، قاله أبو عبيدة. والسابع: الميثاق، قاله ابن قتيبة. والأول أصح. وفي المراد بالظالمين هاهنا قولان. احدهما: أنهم الكفار، قاله ابن جبير والسدي. والثاني: العصاة قاله عطاء. |
﴿ ١٢٤ ﴾