١٢٨ قوله تعالى: {رَبَّنَا وَٱجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} قال الزجاج: المسلم في اللغة: الذي قد استسلم لأمر اللّه، وخضع. والمناسك: المتعبدات. فكل متعبد منسك ومنسك، ومنه قيل للعابد: ناسك. وتسمى الذبيحة المتقرب بها إلى اللّه عز وجل: النسيكة. وكأن الأصل في النسك إنما هو من الذبيحة للّه تعالى. قوله تعالى: {وارنا مناسكنا} أي: مذابحنا. قاله مجاهد. وقال غيره: هي جميع أفعال الحج. وقرأ ابن كثير: {لَّكَ وَأَرِنَا} بجزم الراء. و {رَبّ أَرِنِى} الاعراف: ١٤٣. و {أَرِنَا ٱلَّذِينَ * أَضَلَّـٰنَا} فصلت: ٢٩. وقرأ نافع، وحمزة والكسائي {أَرِنَا} بكسر الراء في جميع ذلك وقرأ أبو بكر عن عاصم وابن عامر كذلك، إلا أنهما أسكنا الراء من {أَرِنَا ٱللَّذَيْنِ} وحدها قال الفراء: أهل الحجاز يقولون: {أَرِنَا} وكثير من العرب يجزم الراء فيقول: {أَرِنَا مَنَاسِكَنَا} وقرأ بها بعض الثقات. وأنشد بعضهم: قالت سليمى اشتر لنا دقيقا واشتر فعجل خادما لبيقا وأنشدني الكسائي: ومن يتق فان اللّه معه ورزق اللّه مؤتاب وغادي قال قتادة: أراهما اللّه مناسكهما: الموقف بعرفات، والإفاضة من جمع، ورمي الجمار، والطواف، والسعي، وقال أبو مجلز: لما فرغ إبراهيم من البيت أتاه جبريل، فأراه الطواف ثم أتى به جمرة العقبة، فعرض له الشيطان، فاخذ جبريل سبع حصيات، وأعطى إبراهيم سبعا، وقال له: ارم وكبر، فرميا وكبرا مع كل رمية حتى غاب الشيطان. ثم أتى به جمرة الوسطى، فعرض لهما الشيطان، فإخذ جبريل سبع حصيات، وأعطى إبراهيم سبع حصيات، فقال: ارم وكبر، فرميا وكبرا مع كل رمية حتى غاب الشيطان. ثم أتى به الجمرة القصوى، فعرض لهما الشيطان،فأخذ جبريل سبع حصيات، وأعطى إبراهيم سبع حصيات فقال له: ارم وكبر، فرميا وكبرا مع كل رمية حتى غاب الشيطان، ثم أتى به منى، فقال: هاهنا يحلق الناس رؤوسهم، ثم أتى به جمعا، فقال: هاهنا يجمع الناس، ثم أتى به عرفة، فقال: اعرفت؟ قال: نعم قال فمن ثم سميت عرفات. |
﴿ ١٢٨ ﴾