١٣٥

قوله تعالى: {وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا} معناه: قالت اليهود: كونوا هودا، وقالت النصارى: كونوا نصارى، تهتدوا. {بَلْ مِلَّةَ إِبْرٰهِيمَ حَنِيفًا} المعنى: بل نتبع ملة إبراهيم في حال حنيفيته.

وفي الحنيف قولان.

احدهما: أنه المائل إلى العبادة. قال الزجاج: الحنيف في اللغة: المائل إلى الشىء، أخذ من قولهم؛ رجل أحنف، وهو الذي تميل قدماه كل واحدة منهما إلى أختها بأصابعها. قالت أم الأحنف ترقصه: واللّه لولا حنف برجله  ودقة في ساقه من هزله  ما كان في فتيانكم من مثله

والثاني: أنه المستقيم، ومنه قيل للأعرج: حنيف نظرا له إلى السلامة، هذا قول ابن قتيبة، وقد وصف المفسرون الحنيف بأوصاف، فقال عطاء: هو المخلص، وقال ابن سائب: هو الذي يحج. وقال غيرهما: هو الذي يوحد ويحج، ويضحي ويختتن، ويستقبل الكعبة. فأما الأسباط: فهم بنوا يعقوب، وكانوا اثني عشر رجلا. قال الزجاج: السبط في اللغة: الجماعة الذين يرجعون إلى أب واحد. والسبط في اللغة: الشجرة لها قبائل، فالسبط: الذين هم من شجرة واحدة.

﴿ ١٣٥