١٧٥ قوله تعالى: {أُوْلَـٰئكَ ٱلَّذِينَ عَلَيْهِمُ ٱلضَّلَـٰلَةُ} أي اختاروها على الهدى. قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ} فيه أربعة أقوال. احدها: أن معناه فما أصبرهم على عمل يؤديهم إلى النار، قاله عكرمة والربيع. والثاني: ما أجرأهم على النار قاله الحسن، و مجاهد وذكر الكسائي. أن أعرابيا حلف له رجل كاذبا فقال الأعرابي: ما أصبرك على اللّه يريد ما أجرأك. والثالث: ما أبقاهم في النار كما تقول: ما أصبر فلانا على الحبس. أي ما أبقاه فيه ذكره، الزجاج. والرابع: أن المعنى: فأي: شيء صبرهم على النار قاله ابن الأنباري، وفي «ما» قولان. احدهما: أنها للاستفهام تقديرها ما الذي أصبرهم قاله عطاء، والسدي، وابن زيد، و أبو بكر بن عياش. والثاني: أنها للتعجب كقولك: ما أحسن زيدا، وما أعلم عمرا. وقال ابن الانباري: معنى الآية التعجب، واللّه يعجب المخلوقين، ولا يعجب هو كعجبهم. |
﴿ ١٧٥ ﴾