١٩٨ قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مّن رَّبّكُمْ} قال ابن عباس: كانوا يتقون البيوع والتجارة في الموسم، ويقولون: أيام ذكر فنزلت هذه الآية. والابتغاء: الالتماس، والفضل هاهنا: التماس الرزق بالتجارة والكسب. قال ابن قتيبة: أفضتم، بمعنى: دفعتم. وقال الزجاج: معناه: دفعتم بكثرة، يقال: أفاض القوم في الحديث: إذا اندفعوا فيه، و أكثروا التصرف. وفي تسمية عرفات قولان. احدهما: أن اللّه تعالى بعث جبريل إلى إبراهيم فحج به، فلما أتى عرفات قال: قد عرفت، فسميت عرفة قاله علي رضي اللّه عنه. والثاني: أنها سميت بذلك لاجتماع آدم وحواء، وتعارفهما بها قاله الضحاك.قاله الزجاج: والمشعر: المعلم سمي بذلك: لأن الصلاة عنده. والمقام والمبيت والدعاء من معالم الحج، وهو مزدلفة، وهي جمع يسمى بالاسمين. قال ابن عمر، و مجاهد: المشعر الحرام المزدلفة كلها. قوله تعالى: {وَٱذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ} أي: جزاء هدايته لكم، فان قيل ما فائدة تكرير الذكر؟ قيل فيه اربعة أجوبة. احدها: أنه كرره للمبالغة في الأمر به. والثاني: أنه وصل بالذكر الثاني ما لم يصل بالذكر الأول، فحسن تكريره فالمعنى: اذكروه بتوحيده كما ذكركم بهدايته. والثالث: أنه كرره ليدل على مواصلته والمعنى اذكروه ذكرا بعد ذكر ذكر هذه الاقوال محمد بن القاسم النحوي. والرابع: أن الذكر في قوله: {فَٱذْكُرُواْ ٱللّه عِندَ ٱلْمَشْعَرِ ٱلْحَرَامِ} هو صلاة المغرب والعشاء اللتان يجمع بينهما بالمزدلفة. والذكر في قوله: {كَمَا هَدَاكُمْ} هو: الذكر المفعول عند الوقوف بمزدلفة غداة جمع، حكاه القاضي أبو يعلى. قوله تعالى: {وَإِن كُنتُمْ مّن قَبْلِهِ} في هاء الكناية ثلاثة أقوال. احدها: أنها ترجع إلى الإسلام، قاله ابن عباس. والثاني: أنها ترجع إلى الهدى، قاله مقاتل، و الزجاج. والثالث: أنها ترجع إلى القرآن، قاله سفيان الثوري. |
﴿ ١٩٨ ﴾