١٥١ قوله تعالى: {فَهَزَمُوهُم} أي: كسروهم وردوهم، قال الزجاج: أصل الهزم في اللغة: كسر الشيء: وثني بعضه على بعض يقال سقاء منهزم، ومهزم إذا كان بعضه قد ثني على بعض مع جفاف، وقصب منهزم قد كسر، وشقق والعرب تقول هزمت على زيد أي: عطفت عليه. قال الشاعر: هزمت عليك اليوم يا ابنة مالك فجودي علينا بالنوال و أنعمي ويقال: سمعت هزمة الرعد قال الأصمعي: كأنه صوت فيه تشقق. ودواد: هو نبي اللّه أبو سليمان، وهو اسم أعجمي، وقيل: إن إخوة داود كانوا مع طالوت فمضى دواد لينظر إليهم فنادته أحجار خذني، فأخذها وجاء إلى طالوت فقال: مالي إن قتلت جالوت فقال: ثلث ملكي وانكحك ابنتي فقتل جالوت. قوله تعالى: {وَآتَـٰهُ ٱللّه ٱلْمُلْكَ} يعني آتى داود ملك طالوت وفي المراد بالحكمة هاهنا قولان. احدهما: أنها النبوة، قاله ابن عباس. والثاني: الزبور، قاله مقاتل قوله تعالى: {وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء} فيه ثلاثة أقوال. احدها: أنها صنعة الدروع. والثاني: الزبور. والثالث: منطق الطير. قوله تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللّه ٱلنَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ} قرأ الجمهور {دَفْعُ ٱللّه} بغير ألف هاهنا: وفي «الحج» وقرأ نافع، ويعقوب وأبان {وَلَوْلاَ} بألف فيهما. قال أبو علي المعنيان متقاربان قال الشاعر: ولقد حرصت بأن أدافع عنهم فاذا المنية أقبلت لا تدفع وفي معنى الكلام قولان. احدهما: أن معناه: لولا أن اللّه يدفع بمن أطاعه عمن عصاه، كما دفع عن المتخلفين عن طالوت بمن أطاعه، لهلك العصاة بسرعة العقوبة، قاله مجاهد. والثاني: أن معناه، لولا دفع اللّه المشركين بالمسلمين، لغلب المشركون على الارض، فقتلوا المسلمين، وخربوا المساجد قاله مقاتل: ومعنى: لفسدت الارض: لهلك أهلها. |
﴿ ٢٥١ ﴾