٢٦١ قوله تعالى: {مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوٰلَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللّه} حدثنا عن ثعلب أنه قال: إنما المثل واللّه أعلم للنفقة لا للرجال، ولكن العرب إذا دل المعنى: على ما يريدون حذفوا مثل قوله تعالى: {وَأُشْرِبُواْ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ} [البقرة: ٩٣] فأضمره الحب لأن المعنى معلوم، فكذلك هاهنا. أراد: مثل نفقة الذين ينفقون أموالهم ونحو هذا قوله تعالى: {عَظِيمٌ وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا ءاتَـٰهُمُ ٱللّه مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ} [آل عمران: ١٨]. يريد: بخل الباخلين فحذف البخل. وفي المراد ب «سبيل اللّه» قولان. احدهما: أنه الجهاد. والثاني: أنه جميع ابواب البر، قال أبو سليمان الدمشقي. والآية مردودة على قوله تعالى: {يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَـٰكُم} وقد أعلم اللّه عز وجل بضرب هذا المثل، أن الحسنة في النفقة في سبيله تضاعف بسبعمائة ضعف. وقال الشعبي: نفقة الرجل على نفسه وأهل بيته تضاعف سبعمائة ضعف، قال ابن زيد: {وَٱللّه يُضَـٰعِفُ لِمَن يَشَاء} أي: يزيد على السبعمائة. |
﴿ ٢٦١ ﴾